..كنت أصادفة ..أثناء مروري الى الكورنيش جالسا مساء مع مجموعة من أصدقائه أمام ساحة السمك وهو يحتسي فنجانا من القهوة.
كان منظره يريحني ويطمئنني ..
هاهم الأبطال بيننا كان يلفت الانتباة بجسمه الرياضي وبنيته المتماسكة ... كانت له ملامح توحي بأنه يوناني ..
-2-
كنا صغارا .. كانت أسماء من عيار محمد زيتون , ماهر ومروان صالح ..تمر في البال مثل الخيال أو الأسطورة . كنا نختار اسماء ابطال لنطلقها على أنفسنا , وكانت أكثر الأسماء شعبيه ما اتصل بالفدائيين والعمليات الفدائيه, ثم أبطال القصص المصوّره تلفزيوننا وقتئذ , وكان ماهر ومروان من هؤلاء... حتى أنني أذكر قصيدة لشاعرنا سليمان العيسى ... جينا يا بحر الأطفال جينا :: مروان أقوى سبّاح فينا وكنا نشير الى أنه يقصد مروان صالح ونتشبه به. كنّا نعلم بقدوم أحد الابطال مكللا بالنصر والغار من اللافتات التي كانت تنتشر : جبلة ترحب ببطلها قاهر المانش جبله ترحب بقاهر تماسيح النيل ... ومن أصوات الطبول وأبواق السيارات التي كانت تستقبلهم على مدخل جبلة وهي عادة جبلاوية قديمة.
-3-
اننا نهزم الأبطا ل الذين قهروا كل شيء, هكذا خطر ببالي وأنا أتابع مشهد جنازة ماهر صالح . لقد قتلناه قبل أن يموت قتلناه برميه في زاوية مهملة من النسيان قتلناه بتحويل بحره حبيبه الى مكب للنفايات ومستوعبا للمجارير . قتلناه بعدم تحقيق حلمه بانشاء مسبح بمواصفات أولمبيه في جبلة . قتلناه بعدم تحويل بطولاته الى مدرسة تخرج أبطال جدد كما يحدث في كل أنحاء العالم .. لا أن نهمل وينقطع الحبل ,باستثناءات فردية.
-4-
ماهر صالح..
بطل العالم ..
قاهر المانش...
بطل كابري - نابولي ...
بطل النيل والمتوسط والبحيرات الكبرى في كندا .
ماهر صالح ..
البطل الذي كان يتدرب بجر الفلوكة والسباحة بها في ميناء جبلة...
.. أيها البطل الجميل.. لم الرحيل باكرا.. مازال البحر بحاجة الى أبطال وما زلنا.. كم كان صعبا علينا أن ندرك.. أن الأبطال ينهزمون أيضا.