آخر الأخبار

إلى أين تتجه سورية؟

أظن أن أي حديث عن سوريا -أو غيرها من البلدان العربية- يتضمن سؤالا مضمرا: إلى أين تتجه سوريا؟

شخصيا أظن أن سوريا تتجه لمصير أسود: سماء الشعب السوري مظلمة و طريقه مسدود مسدود مسدود، يا ولدي!

و هذا لا يتعلق بسوريا -و طبعا لا علاقة له بكتاباتي - سوريا هي أولا و أخيرا جزء من الشرق الأوسط -سواء أكان كبيرا وفقا لجورج بوشت أو لم يكن- و هذا الشرق الأوسط بحد ذاته جزء من العالم.

و في العالم حاليا اتجاه واضح للعودة لعصور الظلمات: عصور هيمنة الفكر الديني و الفكر السحري على العقول، عصور هزيمة العقل أمام الغرائز القطيعية و التخلي عن مكتسبات قرن الأنوار.

هذا لا علاقة -مباشرة- له باستلام جورج بوش لزعامة أمريكا: استلام جورج بوش و عصابته هو نتيجة بسيطة للإتجاه العالمي العام.

هذا الإتجاه العالمي هو النتيجة المباشرة لاختفاء الإتحاد السوفييتي. بغض النظر عن تقييمنا للتجربة السوفييتية لكن هناك نقطتان، في تلك التجربة يجب عدم نسيانهما:
- أولاهما: كان الإتحاد السوفياتي كابحا لوحشية و جشع الرأسمالية الأمريكية، و باختفاء هذا الكابح خلا الجو لأمريكا فهي تبيض و تصفر.
- ثانيتهما: كان الإتحاد السوفييتي يمثل خصما عنيدا للفكر الغيبي و كان مركز إشعاع فكري ينشر الإلحاد و العقلانية. و مجددا، بغياب الإتحاد السوفييتي خلا الجو لحمير الله فإذا بهم يبيضون و يصفرون!

لاحظ تقدم الأفكار الدينية الظلامية: في العالم العربي حيث تنتشر الصحوة الإسلامية كالنار في الهشيم، في أمريكا حيث تم استلام السلطة من قبل مجموعة من الملهمين الذين يتحادثون هاتفيا مع الرب مباشرة و ينفذون تعليماته، و حتى في فرنسا حيث شاهدنا مؤخرا أشياء كان يصعب تخيلها فيما مضى من الزمان (راجع تعريص وزير الداخلية الجديد نيكولا ساركوزي و ممالأته للخوارنة و المشايخ).

باختصار، سوريا موجودة حاليا في هذا العالم و هي ستسير كما غيرها في هذا الطريق... و كما هو مثبت فالفكر الديني (تعبير الفكر الديني هو تعبير متناقض) لا يمكن أن يوصل إلا للخراب...

لهذا يا سيدي أنا أرفض تفاؤلك ببشار الأسد أو بغيره: مهما بلغ نبل بشار الأسد، فهو -كغيره- يواجه شروطا موضوعية ستفرض نفسها عليه...

آه... قبل أن انسى...

مؤخرا بدأت بقراءة كتاب هلموا جميعا لزنجيبار (Stand on Zanzibar)... أنصحك بقراءته، إنه يمثل ترياقا ممتازا ضد التفاؤل!