آخر الأخبار

النشر الإلكتروني السوري ..ملاحظات

النشر الإلكتروني السوري ..ملاحظات

المتتبع للمواقع الإلكترونية السورية , ونعني بهذا المصطلح مواقع الويب التي تنشر موادا على الشبكة العالمية رقميا بدون توفر نسخا ورقية لها , وهي على الأغلب مواقع ذات صفة إخبارية على الرغم من أن بعضها يقدم موادا اختصاصية مثل الإقتصاد والرياضة والفنون ..الخ.
لابد أن يلاحظ عدة أمور وأمراض استفحلت بكثرة , حتى باتت تهدد بنسف مصداقية هذه المواقع , وبات القراء يشتكون من تخلفها تقنيا وتحريرا .
وسوف أعرض عدة نقاط عل من يهمه الأمر ينتبه إليها , في سبيل الإرتقاء بعمل هذه المواقع , كونها تشكل متنفسا وتعويضا عن نقص كبير في الإعلام السوري.

النقطة الأولى هي موضوع الإعلانات التجارية
حيث تزدحم هذه المواقع بعشرات الإعلانات التجارية وبطرق مختلفة , منها ما يبرم ومنها ما يفقع مثل القنبلة ومنها ما يلمع بوجهك كالفلاشات ...حتى تضطر لاختيار عدم إظهار الصورة من خيارات الإنترنت كي تريح عينيك من هذا القبح في طريقة العرض ,(وهذا أحيانا لا ينجيك من الفلاشات) ولكي يتسنى لك قراءة شيء ما في هذه المواقع .
حتى باتت هذه المواقع هي نشرة الدليل الإعلانية تتضمن بعض الأخبار , وبعض هذه الإعلانات يحتل مساحة واسعة من الصفحة بحيث يحجب ماسواه .
من حق المواقع البحث عن تمويل ودعم ولكن يجب أن لا يكون ذلك على حساب الموقع ,وطريقة الإخراج والتقديم , بحيث يغيب الموقع تحت وطأة كثرة الإعلانات والتي (في هذه الحالة) لن تجد من يهتم بها , وصدقا أقول أنني لا أتذكر الآن وأنا أكتب أي إعلان محدد مع أنني دخلت اليوم لعدة مواقع , وهذا يدل على أن طريقة العرض ليست مناسبة لكي يتوقف عندها القارىء ولو لثوان .

النقطة الثانية هي موضوع النقل والأمانة
أما عن المحتوى فقدقرأنا وشاهدنا معظم المواقع تتبارى بالنقل من مواقع عربية ومحلية خاصة الصحف الرسمية , وتكرر نفس المواد , بل وإن بعض هذه المواقع يترفع عن ذكر مصدر مادته المنقولة ,لكي يوهم الناس بأنه صاحب المادة أو الخبر , وفي هذا نسفا لمصداقية الموقع جملة وتفصيلا , ولا أتوقع أن أي موقع يحترم قارئه يقدم له مادة مسروقة غافلا ذكر مصدرها وكاتبها, وهذا أمر بديهي , ويترتب عليه حقوق , وعدا عن ذلك هذا أول شرط لأخلاقية الصحافة والنشر .

النقطة الثالثة هي موضوع الإخراج والتميز
حيث نشاهد في أغلب الأحيان مواقع نمطية ,تكاد نفس الزوايا ونفس الأبواب تتكرر بدون أي جهد حقيقي في التحرير والتقديم والتصميم الفني ,ومعظمها يعتمد على قالب واحد يتغير فيه بعض الألوان والصور , و عدا عن تكرر الأخبار والمواد , يغيب الجانب التحريري , حيث لا نجد أي جهد يبذل لإخراج مادة ما بطريقة مختلفة , أو تدعيمها بمراجع للإستزادة أو ربطها بمواضيع مشابهة , أو تبويبها , وهذه الأمور هي من بديهيات العمل في المجال الإلكتروني , حيث تعمل الشبكة العالمية في البحث على مبدا التاغ والهيد , وهذا يوفر الوقت في البحث عن المواد , ويسهل الوصول إليها .
وتعاني بمعظمها من البطء في تحميل الصفحة الرئيسية التي تكون محشوة ومثقلة بكل شيء , وهذا يتعارض مع أبسط قواعد تصميم المواقع .
يضاف لذلك سوء في عملية البحث , وأحيانا تضطر لاستعراض عشرات الصفحات كي تجد مادة منشورة سابقا,أضف لذلك طول الموقع حيث أن بعض هذه المواقع يأخذ أكثر من أربع شاشات (طولا) .

هي نقاط أوردها رغبة في رؤية هذا الجانب الهام والمتنفس للكثيرين ممن ضاقوا بأساليب الإعلام الأخرى الرسمية وشبه الرسمية , والتي باتت تحتاج لمعجزة لكي يخرجها من رتابتها وتخلفها عن الخطاب الإعلامي العصري والمؤثر ,ولكي يكون هذا الجانب حاضنا للجانب المهمل من الحياة السورية , وهذا الجانب هو الغني وهو الحقيقي وهو المؤثر.