قد يكون هذا العنوان مثير للدهشة ولكن ما هو مثير أكثر ما نسمعه من فتاوى بعض من رجال الدين ,والتي أكثرها ينصب في إطار جنسي,وكأنّ الدين قائم على هذا الإطار وفي حال عدم الاهتمام به سوف يؤدي إلى زواله.إنّ ربط الدين بصورة غير معقولة بهذا الإطار دفعنا لنرى أنّ لدى هؤلاء مشاكل خاصة من الناحية الجنسية ,أو أننا مخطئون فقد يكونوا اختصاص نسائية,أو أنهم يريدون الشهرة فيحاولون جذب الناس إليهم ولمعرفتهم من خلال الفتاوى المرتبطة بالجنس وإن كان هذا الجذب في كثير من الأحيان لاستنكار الفتوى.
إننا نسمع كل شهر تقريباً فتوى مرتبطة بالنساء ,وجميع هذه الفتاوى لم تأتي بالنتيجة المطلوبة والدليل على ذلك تكرار الفتاوى على نفس الموضوع وضمن الإطار نفسه,وقد كان الكثير منها مثير جداً للدهشة والاستغراب ويجعل الكثير من الناس يسخرون من هكذا أناس الذين يلقبون أنفسهم(علماء ومفكرين).ثم إنّ هنالك مشكلة أخرى هي أنه بعد كل فتوى هناك قبول ورفض لها والنتيجة ماذا؟ سيتشكل لدينا ثلاث مجموعات من الناس (أي ثلاث أضداد) مجموعة مع المفتي وأخرى مع مفتي آخر معارض والثالثة لا تقبل الإثنين.
ومن الفتاوى المثيرة للجدل والدهشة والباعثة للسخرية:فتوى الرضاعة والتي نصت على عدم جواز جلوس المرأة المسلمة مع رجل غريب حتى لو خادم في المنزل إلا إذا قامت هذه المرأة بإرضاعه حتى لا يُحَل لها,ثمّ عُممت هذه الفتوى لتشمل أماكن العمل وكانت قد صدرت عن عضو في مجمع البحوث الإسلامية في مصر,ثم ننتقل إلى فتوى الشيخ المغربي محمد بن عبد الرحمن المغراوي الذي أفتى بجواز زواج بنت التسع سنوات,لتتبعها فتوى مأذون مدينة جدة في السعودية أحمد المعبى حول جواز الزواج برضيعة والدخول بها عندما تبلغ التاسعة من العمر.والأحدث كان ما دعا إليه الداعية السعودي محمد الهبدان حيث طلب من النساء ارتداء النقاب ذي العين الواحدة.ويضاف إلى ذلك أيضاً الكثير من الفتاوى الأخرى والتي تشمل تحريم الكعب العالي والمونكير وشراء المجلات المصورة وتحريم متابعة الرياضة والفن وقيادة السيارة ومنع الحصول على بطاقة شخصية وكذلك منع الترشح لمجلس النواب وتحريم العدسات الملونة............وغيره.
أعتقد أنه من خلال سماعنا لهذه الفتاوى ومع ازدياد الاستعصاء الجنسي لدى البعض أننا سنصل في المستقبل إلى فتاوى تحليل وأد البنات, أو استئصال الأعضاء الجنسية للجنسين, أو الخروج من المنزل مغمضين العينين, لا ندري.......؟ أعتقد أنه من الأفضل لرجال الدين هؤلاء السعي لحل مشاكلهم فهم على الأرجح يعانون من أمراض نفسية, جنسية, اجتماعية, وأنا متأكد أنهم بحاجة إلى طبيب مختص بهذا المجال, لأنّ نظرتهم إلى الناحية الاجتماعية(زواج, نساء..وغيره)هي نظرة إنسان يعاني من اكتئاب ومرض مزمن لدرجة أنهم أصبحوا خطر على المجتمع الذي يُفتون داخله,حيث يكمن الخطر أنهم في النهاية يحملون اسم رجل دين وهم بالنسبة للكثير أعوان الله في الأرض,وكلامهم بعيد عن الشبهات ولا يحتاج إلى مجادلة أو نقاش.
إنّ ما بنيَّ على خطأ لا يمكن أن يستمر ويبقى من دون تشوهات واهتزازات حيث سوف يحتاج باستمرار إلى الترميم والإصلاح, حيث نلاحظ أنّ كل فتوى تحاول أن ترمم سابقتها, أو أنها نتيجة لفتوى سابقة لم تأتي بنتيجة.ينبغي من أحبائنا رجال الدين ونظراً لثقل الكلمة التي يحملونها ونظراً لارتباط الكثير من الناس بهم أكان عن قناعة أو غيره أن يتمعّنوا في خلق وطبيعة الإنسان وخصائصه, وأن يدرسوه وبتجرد نفسياً واجتماعياً وروحياً وأن يستنتجوا بالنهاية ما يناسبه وما الذي لا يناسبه,ما الذي يمكن أن يتحمله والذي لا يتحمله,ما الذي ينطبق عليه والذي لا ينطبق,وليعلموا في النهاية أن الدين أتى رحمة ونعمة وملاذ للناس وليس عسر ونقمة وشقاء.