آخر الأخبار

دمشق والرياض

لابد ان التوتر الحاصل في العلاقات الحالية ليس الاول من نوعه,فهناك مرحلة طويلة من التجاذب والتنافر تتكرر.

ان الحصول على الزعامة العربية المطلقةمدعومة بخلفية ذات طابع ديني هو هاجس يدق مضجع حكام الرياض,
ولو ان حكمهم يستند كما يعتقدون على شرعية الاماكن المقدسة وارتدائهم عباءة الحكم الاسلامي الشرعي ,فهو لم يقنع العالم الاسلامي بالطريقة التي ينتمون فيها الى الفكر
الوهابي السلفي والتي تخطِىء كل المسلمين من دونها وتنظر اليهم من باب- المحدثين - او المغيرين للشريعة التي انزلها الله تعالى في تلك الارض وكانها لهم فقط دون العالمين.

ان الخلاف جد قديم (العدنانيون والقحطانيون) -(سبأ وتدمر)- وحتى رحلة الشتاء والصيف كانت لها الاثر الكبير في تمويل قبائل الجزيرة العربية.
وفي صدر الاسلام كان حكم الخلفاء الراشدين من المدينة المنورة وليس من الرياض وهو حكم استمر بضعة عقود ثم كان الحكم الدمشقي الاموي لدولة امتدت من الصين حتى اسبانيا.
ولم تحكم الرياض حتى نفسها بل كانت على مر السنين ولاية من ولايات الدولة الاسلامية التي تنقلت عاصمتها بين دمشق وبغداد.

حديثا وبعد اكتشاف البترول السعودي كمصدر رئيسي وسريع لتجميع الثروة بدأالوزن المالي للعائلة الحاكمة بالظهور,فالايرادات الضخمة هي من اوهمهم بهذا الوزن سيما وان هناك نفوسا تباع وتشترى وتستهلـَك ايضا -تدور في فلكهم المزعوم.
ان زعامة المشرق العربي هي المفتاح لزعامة العالم العربي والاسلامي فالقضية المحورية التي دعمتها دمشق وبكلفة غالية جدا هي قضية فلسطين العربية فهي قضية الشارع العربي وليست قضية حكامه او حكوماته ,وحركات المقاومة هي الفخر العربي على مدى التاريخ.

ان السقوط من على ساحة المنافسة والزعامة قد حصل فعلا عندما سلكت الرياض طريق المعتدلين,تلك الجهة التي تسترضي حكام واشنطن ومن ورائهم تل ابيب والتي تقف في وجه حركات التحر العربية سرا وعلانية.
ان المال الذي دُفع ليتم عزل دمشق عالميا هو الدليل الشرعي لقوة دمشق ومدى تاثيرها وتاثير زعامتها على المشرق العربي خصوصا وعلى متغيرات الشرق الاوسط عموماً....والا لماذا لايدفعون لعزل دولة اخرى؟
ومما يجعل الشرفاءوالاحرار يزدادون فخرا واعتزازا هو خروج دمشق من تلك العزلةوعلى مراى ومسمع العالم اجمع اكثر قوة وصلابة,فالقنابل الدخانية سرعان ما يتلاشى تاثيرها وتعود الرؤية للوضوح وتزداد الشام عرين الاسد قوة ومناعة.

ان ابجدية راس الشمرا هي خير دليل واقوى برهان على عراقة الشام واهلها فهي ستظل منارة يستضاء بها مهما حاول الاخرون تعريتها او عزلها لان الحقيقة تحتاج الى عقول لتدركها والشمس اعصى من ان تحجب.