آخر الأخبار

مدّعو الصحافة والثقافة موجودون بالرقة بكثرة دون سواها

استعير اليوم من أستاذي الكبير عبد الكريم البليخ قلمه وسنحاول كشف الستار عن مدعي الصحافة والأدب في درة الفرات فقد استغلّ العديد من الصحفيين الأميين المتطفلين في الرقة الذين يراسلون الصحافة المحلية، وغيرها من وسائل الإعلام الأخرى، وألصقت بهم صفة الصحفي، أو المراسل الصحفي، استغلّ صاحبة الجلالة أبشع استغلال، ما أساء إليها، وأفرغها ـ وللأسف ـ من مضمونها، خاصةً وأن هناك لفيفٌ منهم ليسَ له أيّ علاقة بالعمل الصحفي، بل همّ في واقع الحال أشخاص أميّون، متطفّلون، غير قادرون على (فكّ) الخطْ، ومنهم من يمتلك إمكانية الكتابة، وإنما بحدود ضيقة جداً، لا تتجاوز فيها معلوماته، وآفاقه، أرنبة أنفه، ويدفعهم ذلك، إلى تناول المادة الصحفية المطروحة بصورة مترهّلة، بعيداً عن الواقع بكل تفاصيله، مشيراً في الوقت ذاته، إلى دلائل نرى بأن الشخص الساذج، البعيد عن هذا العمل، بحاجة لمفاهيم خاصة حتى يتمكن من استيعاب آفاقها..

لكن الحال لا يقف عند الإعلام فحسب بل استشرت العدوى جسد الحالة الثقافية في محافظة الرقة لتطال بتأثيراتها باقي الاختصاصات الأدبية, وسأذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر من يدعي صفة الناقد الأدبي فقد أصبحت موضة الـ(2008) وربما تمتد لخريف وشتاء 2009 أيضأ, ويطالعنا بعض الأميين الذين بعد أن محوا أميتهم على ما يبدو قد مروا مرور الكلام على بعض الكتب حتى يتحرك العداد ( عداد يشبه عداد المازوت ) دالاً على عدد الكتب التي ( قرأها ) وبكل تأكيد لن يصل الرقم إلى عدد أصابع اليد الواحدة, ثم ينبري أحدهم وبعد كثير من الرجاء والتوسل بارسال مادة متمنيا نشرها وبما اني أعرف هذا الشخص حق المعرفة امتعضت قليلاً ولكن تركت القرار الأخير بالنشر لفحوى المادة المرسلة وكانت توقعاتي ذاهبة نحو مادة فيها من الجلمقة و تمسيح الجوخ و التملق الزائف لأحد الكتاب بالمحافظة الكثير, لكن الطامة الكبرى كانت قد بعثرت كل توقعاتي وتفاجأت بنص فيه من الشتم والتهجم والأسلوب المبتذل والصياغة الركيكة ما لا يطاق , وما ورد لا ينسجم مع أدنى معايير العمل الإعلامي لنشر تلك الخربشات المسمومة ..

وتوالت الرسائل والمواد وبأسماء مختلفة وتفاجأت بوجود بعض الأشخاص الذين ربما كانت خرابيشهم تلك هي المحاولة الأولى في حياتهم وكل منهم يمارس النقد الأدبي وكانه ( عنتر زمانو )..

دعونا نقولها، وبصراحة، إن مدّعي الصحافة والثقافة وجهابذتها، موجودون في الرقة، وبكثرة، دون سواها.. حيث احتضنت هذا الكم من المرتزقة، الذين أقحموا في هذه المهن، بلا مبرّر!؟.

هذا الطاقم المتوفّر، غير المحدد، منهم من استمر، والبعض الآخر انقرض مع مرور الزمن، وإن كان لا يزال هناك لفيفٌ منهم، يُمارس هذه المهنة بكل صفاقة، بعيداً عن أي ضوابط أو أعراف أخرى تُوقف مسلسل هذه التصرفات التي أثارت تساؤلات العديد من الأشخاص، الذين تعرضوا لابتزاز حقيقي، ناهيك عن أصحاب الأعمال المهنية المختلفة، وحتى المسؤولين أنفسهم، وتخليص معاملات ما أنزل الله بها من سلطان، ومازال الحبل على الغارب !! هذه صورة من صور الممارسات الخاطئة، التي أصابت الصحافة في الصميم، ناهيك عن تشجيع البعض من المتمرّسين للصحفيين أصحاب الخبرات، لأمثال هذه الحالات، وتبنّيها، في الوقت الذي يُدْركون فيه قصور رؤية هؤلاء المراسلين الصحفيين، الذين تُنشر بأسمائهم، وهم عاجزون في الواقع عن الخوض في غمار هذه المهنة، بالرغم من ذلك، فهم يتغنون بالمواد التي يرسلونها وتُزيّن بالتالي صفحات الجرائد الداخلية، وقد يصل بهم الحال، إلى التهديد غير المباشر من صحفي جاهل، لمسؤول ما إن امتنع عن تلبية طلباته الشخصية حتى يبادر على الإساءة لهذه الجهة أو تلك بأساليب بغيضة ومبتذلة، في الوقت الذي لا يعرف فيه على وجه التحقيق، الفعل الذي يقوم به، لاسيما أنه استطاع بصورة أو أخرى، أن يحتفظ لنفسه بهذه الترّهات الزائلة بالتأكيد !!.

بروز هذا الواقع المؤسي، حيال هذه الظاهرة المتعفّنة، أظهرَ البعض من الصحفيين على حقيقتهم المزيّفة، ووجودهم بهذا الكمْ، بحاجة إلى الترفّع عن هذا الأسلوب المبتذل، الذي أساء لصاحبة الجلالة بصورة أو بأخرى !

هذا الحال، في حقيقة الأمر، أخذ أبعاداً أخرى، وبدا يُفجّر اليأس، ويرسم الصورة باهته، تُؤسّس لصحافة غير مرسومة المعالم في المستقبل !!.
هذه المادة الصحفية، ليس بالأمر الهيّن تقديمها للقارئ، وبهذه البساطة التي نطالعها مع بداية كل صباح عبر صفحات الجرائد، أو حتى المواقع الالكترونية، وإنما يلّزمها الوقت، والجهد، والتحفيز، وأهم من ذلك تأمين احتياجات الصحفي المتواضعة حتى يتمكن من تخفيف العبء عن الصحفي المجتهد، المتابع، النشط، القادر على اختلاق مادة صحفية لها حضورها، بين القراء، تُدغدغ مطاليبهم الضرورية، اليومية ..والوقوف على معاناة هؤلاء الصحفيين، وتأمين جزءاً من احتياجاتهم، ما يدفع بالصحفي الحذق، أن يَبذل قصارى جهده ليخرج بالتالي بنتاجٍ مقنع يُفاخر به .
ويبقى أملنا كبيراً، بالاهتمام برجال السلطة الرابعة، ليكونوا أكثر مقدرةً على مواكبةِ العصر، وتقديم الجديد المفيد، والعمل على اقتراح إنهاء تكليف أمثال هؤلاء الصحفيّين الأميّين المتطفلين منهم الذين يعملون في الصحافة، بمخاطبة الجهات التي يراسلونها، للإبقاء على صاحبة الجلالة هيبتها، ودورها المتمّيز في الإشارة إلى الخطأ ومحاربته، وعنوانه الصدق، والأمانة، والموضوعية، وقبل كل شيء، الضمير الحيّ.
الهدف من ذلك إحياء تراثنا، والتغنّي بكل ما هو مفيد ونافع، قبل أن يُطمس ويلغى .. !!

*إعلامي سوري