آخر الأخبار

من رمضاء العجز العربي الى نار مجلس الامن الدولي

بعد ان نفض العرب يدهم, الا من الامن القومي الانساني, حيال العدوان الصهيوني على غزة, وتحت ضغط الشارع العربي ذو سقف التاثير المحدود, لكن وحسب المثل الشعبي القائل"الطلق الذي لايصيب يدوش"
وبعد ان تم استدعاء للصف الثاني من المستوى القيادي العربي لجامعة العجز العربي,ومن السذاجة ان يقال ان احدا من الدول العربية لم يكن على علم مسبق بوقوع العدوان على غزة, ربما ليس لديهم علم بدقيقة انطلاق العدوان, لكن العدوان سبقه اشهر طويلة من الحصار , واشهر اخرى من التهدئة والوضع من سيء لاسوء,والوضع الفلسطيني منقسم على نفسه ان لم يكن محاكاة للانقسام العربي المتحوصل, فقد نذهب للقول ان ذلك الانقسام العربي افرز انقساما فلسطينيا, وبات الوضع في ظل المجزرة الصهيونية بغزة غاية في الحرج للعرب فاقدي ارادة المواجهة السياسية قبل العسكرية, فكان لابد من السعي لايجاد بوابات خروج جانبية, وسلالم انقاذ خلفية, حيث ان درجة حرارة المجزرة بلغت حد اللهيب والسوط الذي يجلد تلك الهياكل العربية المتوشحة باللبسة طاووسية وربطات عنق عنقودية مع اندثار البزة العسكرية, وقد خرج المجتمعون العرب متفقين مجمعين كما عهدناهم منذ نصف قرن ببيان ملخص عنوانه واحشاءه"اتفقوا على الا يتفقوا", لكن الشارع العربي يحملهم ماهو فوق طاقتهم او بما لايملكون, من رصيد الارادة السياسيةواضعف الايمان وذروة الايمان, ان يطرد من لديه سفير صهيوني ذلك السفير, وان يوقف من يتفاوض مع الصهاينة ذلك التفاوض,ولم يطلب احد المستحيل باغلاق القواعد الحربية العسكرية الصهيونية في بلادهم, ولم يطلب ممن يختفون بعلاقاتهم الصهيونية التطبيعية الكاملة خلف زخم الصراخ بنجدة الضحايا, وبسخاء العطاء الغذائي والدوائي, حتى بات الامن القومي العربي رحمه الله, امن قومي غذائي وانساني, وبعد ان بات العرب مكشوفين حفاة عراة امام مسئولياتهم, واصبح الخذلان وجهة نظر, وبعد ان انكشف على الشارع الثائر مزايدات دول على دول اخرى والزج بحق يراد به باطل, ويراد به دفعا للبلاء والتخاذل عن الذات,فقد اصبح من يدعي الشرف والحمية دون الالتفات لمن يتهم بفقدانها, مكشوف واعجز من امتلاك فعل سياسي او عسكري ملموس من شانه وقف العدوان والمجزرة الصهيونية البشعة على شعب وحلفاء يتفردبهم الصهاينة, الذي نتغنى ليل نهار بان كيانهم اوهن من بيت العنكبوت.

وصدر بيان الاجماع الوزاري العربي, بان اجنداتهم لا تملك اي حلول تستطيع وقف العدوان, رغم ان لدى اقطارهم اسلحة بشرية ومالية ونفطية وعسكرية, بالامكان تصنيفهم وفقها بالاتحاد العربي العظيم فيما لو امتلكوا ارادتهم, لكن دولة الانحطاط الامريكية المارقة, تمتلك مفاتيح تلك الاسلحة بامتلاك ارادة الانظمة, وامتلاك حركة البساط من تحت اقدام القصور الرئاسية والملكية العربية, بل تستخدم اقطارهم كقواعد عسكرية رخيصة لتاديب اي متمرد على قدرية الهيمنة الامريكية الصهيونية,نفض العرب ايديهم من صناعة القرار الجماعي, متفقين بالاجماع المزايد والمزايد عليه, بالهرولة من رمضاء العجز,الى مجلس هو اساس صناعة العدوان واغتصاب الاوطان, الى نار مجلس الامن, وهم غاية في الادراك ان اي طلب عادل يتم نسفه بسلاح الابتزاز السياسي"الفيتو الامريكي" وطالما انهم يعلمون ذلك مسبقا وقد طلبوا من الرئيس الفلسطيني ان يترأس الوفد العربي الى ذلك المجلس الذي يحصن الكيان الصهيوني, من حتى قرار ادانة قد يعرض الكيان الاسرائيلي لاي تبعات اجماع دولي, واخطر تلك التبعات اي قرار يتخذ استناد الى الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة, والقاضي بتحديد طرف العدوان وتحذيره وعقابه سياسيا فاقتصاديا فعسكريا بشكل متصاعد تباعا, وهذا الفصل ما تم وضعه الا للدول المتمردة على قدر هيمنة الكبار, مع استثناء الكيان الصهيوني المحتل من تداعياته.

يستمر العدوان الصهيوني الدموي على غزة, والذي ينهي اسبوعه الاول, ويحصد مئات الشهداء والاف الجرحى معظمهم من الاطفال والنساء والمدنيين, حيث تتعرض غزة الى هجمة همجية بربرية بواسطة سلاح الجو الصهيوني الاكثر تطورا من حيث الاداء العسكري الدموي في منطقة الشرق الاوسط, اسبوع من القصف المدمر دون التوقف لحظة واحدة, اتى الدمار على كل الحجر والبشر, والطير والحيوان, مع حصار اجرامي في ابشع عمليةابادة جماعية علنية عرفها التاريخ, وقد تم تسوية ثريا البنيان بثرى الارض محرقة اسم على مسمى, دون ان يحقق العدو اي من اهدافه بضرب المقاومة ودفعها للاستسلام, والمتوقع عدوان بري جزئي او واسع, يتردد صانع القرار الاسرائيلي بالاقدام عليه لحسم المعركة, لما يحمله اتخاذ مثل هذا قرار من امكانية لخسارة بشرية كبيرة في صفوف القوات الغازية, وعقدة تموز تطارد المستوى العسكري الصهيوني, لكن الجميع ربما يعلم امام اصرار العدو ووحشيته على تحقيق اهداف حملته العسكرية الدموية, ان لم ترفع الرايات البيضاء,. فلا مناص من عملية وحشية برية غير معلوم زمانها ولا نطاقها, لان مصير حزبين في سباق الانتخابات مرهون بتحقيق انجاز سياسي بواسطة الادوات العسكرية, لاعادة هيبة الردع الصهيوني التي تمرمغت في وحل الجنوب اللبناني, حيث هب المجتمع الدولي الغربي حينها لتعويض الخسارة العسكرية الصهيونية, بغنيمة سياسية تمثلت في قرار مجلس الامن 1701 والذي يشير الى القرار المطلوب 1559 والمطلوب في كل الاحوال راس المقاومة وسلاحها,وتفعيل التسويات السياسية, وبقيت الارض في الجنوب اللبناني محتلة, وكبلت المقاومة بقيود الاتفاق والقرار, وانتشار قوات حربية دولية في الجنوب اللبناني لتضمن امن الكيان الاسرائيلي المحتل.

وعلى غرار ذلك تتم الاستعدادات تحت سيف العدوان المسلط على رقبة غزة على قدم وساق, لمخارج سياسية فيما لو اعتبر ان الموقف العدواني الصهيوني انزلق الى مستنقع الازمة بامكانية حسابات فشل الحملة الدموية
العسكرية, اذن البداية الدامية على ارض غزة, وانتظار النهاية هناك بمجزرة قرار سياسي, اعتقد ان مضمونه في كل الاحوال تحت مبرر وقف العنف!! او ربما بصراحة تقال تجنيب الفلسطينيين مزيدا من الخسارة البشرية والمعاناة, فيكون القرار المقبول على سيد مجلس الامن المنتظر هناك ربيب دولة الاحتلال, هو استصدار قرار بالوقف الفوري للاعمال الحربية"وقف اطلاق النار" وجعل القرار ملزما تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة بل وتحديد ساعة دخول قرار وقف اطلاق النار حيز التنفيذ ربما خلال ثماني واربعون ساعة, بسبب اندفاع العجلة الصهيونية امام الحصان, عند هذا السيناريو وقبل اتخاذ القرار سيقفدم العدو على اجتياح بري وحشي دموي تحت قصف جوي وبري وبحري عشوائي لاحتلال مواقع مفصلية متقدمة في غزة عندها يقرر وقف اطلاق النار, وبالطبع المجموعة العربية لن يكون امامها دون الالتفات لما تقرره فصائل المقاومة على الارض, او ربما على غير حسابات المعارضة العربية الفلسطينية, والقبول بصيغة قرار تحت غطاء عربي واسع للقبول, وغطاء دولي لضمان التنفيذ, فيكون القرار وقف اطلاق نار فوري والفوري يعني على اقل تقدير 24 ساعة, يكون قبلها بساعات قد بدأ الهجوم البري لاحتلال المفاصل الرئيسية لقطاع غزة, مثل معبر فيلاديلفيا وبوابة صلاح الدين, والاربع مفاصل على طول شارع صلاح الدين, بما يضمن تقطيع اوصال قطاع غزة, ويبقي القرار الملف مفتوح في مجلس الامن للنظر في الاجراءات اللاحقة لفتح المعابر من قبل الاحتلال المتنقدم ميدانيا, لتلبية الاحتياجات الانسانية لقطاع غزة, وفتح معبر رفح يكون حينها على الطرف الفلسطيني "محتل اسرائيلي", وينظر لاحقا بالاتفاق مع الطرف العربي بما فيه السلطةالفلسطينية عند استتباب وقف اطلاق النار, الانسحاب العسكري الاسرائيلي الى نقطة انطلاق العدوان البري, المهم لدى الطرف العربي هو وقف العدوان ورفع الحصار.

ومن جانب اخر ربما بل مؤكد ان ترفض فصائل المقاومة ومكاتبها السياسية من دمشق, رفض هذا القرار والتنصل من مسئولية الموافقة عليه او تنفيذه كطرف عربي وفلسطيني, عندها سيكون الطرف الصهيوني بخبث التزم واوقفعمليته العسكرية الدموية, ومتوقع ان تستمر المقاومة في عمليات القصف الصاروخي للبلدات والمغتصبات الصهيونية, بل ربما وهذا متوقع جدا, ان تحدث عملية استشهادية تقلب الطاولة, ويصبح معها الصمت الخبيث الصهيوني مستحيلا, وبمباركة دولية اشد علانية , واعلان براءة عربية رسمية من المسئولية وقمع بوحشية لاي تظاهرات في تلك الاقطار, مما يتيح للاحتلال الصهيوني بعشرة امثال قوة المجزرة الاجرامية, السعي لتحقيق اهدافه باي ثمن كان.

هذا سيناريو ربما يكون سوداويا ولكني لا استبعد ما يخطط له في احد زوايا هذا السيناريو, اضافة الى مطالبة عربية بعد وقف العدوان بنشر قوات مراقبة دولية, او حتى قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني من مجازر صهيونية اخرى!!!والقصد من الهروب العربي ليس بابعد من القصد الصهيوني بتغييرات امنية وسياسية على الارض.

ويكون العرب بذلك هربوا من رمضاء عجز الجامعة العربية الى نار مجلس الامن الدولي
م/ المقالة كتبت بالامس قبل بدء الهجوم البربري الصهيوني البري,قطع الكهرباء حال دون نشرها, المجد للمقاومة

greatpalestine@hotmail.com