في الحروب القديمة كانت الجيوش تحاول ان تتميز بلباسها المخيف مثل جلود الوحوش والقبعات الدموية وحتى انهم كانوا يلبسون الخيول لباسا مشابها لهم لادخال الرعب في قلب العدو.
كما حاولت بعض الفرق والجيوش التميز بسلاحها الفتاك، مثل السيوف الملتوية والمنجنيق وكل ما يجعل العدو ينتفض من الخوف عند مشاهدتها.
وفي الحالتين كانوا يهدفون الى قضيتين الاولى رفع معنويات جنودهم ( ارادة القتال ) من جهة وخفض معنويات الطرف الاخر من جهة اخرى.
في حرب تموز 2006 بين اسرائيل وحزب الله دخل 140 الف جندي اسرائيلي في الحرب الى جنوب لبنان مع اقوى الاسلحة واكثرها دمارا وفتكا، الا ان 400 مقاتل كوماندوز من الوحدات الخاصة عند حزب الله تمكنت من كسر انف الجيش الاسرائيلي وهزّ معنوياته باعتراف تقرير لجنة فينوغراد الاسرائيلية.
واطلق حزب الله اسماء مثل عملية الرضوان على تبادل الاسرى عام 2008 والوعد الصادق على عملية اسر الجنود وما بعد حيفا على اطلاق الكاتيوشا واسماء اخرى اثبتت قوة تأثيرها المعنوي .
واليوم في حرب غزة يحاول الفلسطينيون الاستفادة من تجربة اعادة اسرائيل احتلال الضفة الغربية وهي العملية التي اطلق عليها رئيس اركان الاحتلال شاؤول موفاز اسم ( الحسم الادراكي ) بل ان الفلسطينيين برعوا اكثر في الاونة الاخيرة في اختيار اسماء لامعة وبراقة لعمليات المقاومة.
فاسرائيل وبعد عملية " الحسم الادراكي " شنت عدة عمليات اخرى واطلقت عليها اسماء تهدف الى دب الذعر في قلوب الفلسطينيين مثل حصار الرئيس عرفات عام 2003 واسمها " اورانيم او جهنم" والهجوم على نابلس عام 2004، واسمها " المتدحرجة" والهجوم على مخيم جنين عام 2002 واسمها "فاتورة الحساب" والهجوم على محلات الصرافة في الضفة في العام 2008 واسمها "البدلة الشخصية".
اما في غزة فقد ارتبكت اسرائيل في صيف 2007 واستبدلت اسم العملية 4 مرات ( القتال من بيت الى بيت - تدفيع الثمن - الشتاء الساخن - خلع الضرس ).
وبالمقابل شرعت المقاومة الفلسطينية في استخدام اسماء لعملياتها وكان اخرها اطلاق كتائب عز الدين القسام اسم "بقعة الزيت " على موجة اطلاق الصواريخ في شهر ديسمبر 2008 وقامت الوية الناصر باطلاق اسم "خيوط الموت" على موجة صواريخها وهكذا.
ومهما يكن الامر- فان ارادة القتال مهمة لكن من سيحسم الحرب القادمة اعلاميا ومعنويا بين غزة واسرائيل هو الجبهة الداخلية اي السكان المدنيين اما على الصعيد العسكري فسيكون عنصر المباغتة والمفاجأة وحسن التكتيك العسكري هو سيد الموقف .
"الرصاص المتدفق"، "عناقيد الغضب"، "السور الواقي"، "أمطار الصيف"، "الشتاء الساخن"، "حقل الأشواك".. مجموعة أسماء أطلقتها إسرائيل على عمليات حربية عدوانية نفذتها في الأراضي الفلسطينية واللبنانية في الأعوام الثلاثين الماضية.
وتلجأإسرائيل لإطلاق مثل هذه الأسماء والمبالغة فيها في إطار "حرب نفسية" موجهة إلى الفلسطينيين والعرب، تستغل فيها إسرائيل ثقافات العرب التي "تعلي من القول على حساب الفعل"، كما أنه يعكس من جهة أخرى حرصها على إخفاء إخفاقاتها أمام المقاومة.
وفيما يلي أشهر العمليات الإسرائيلية العدوانية خلال 30 عاما:
الشتاء الساخن - 2007 - 2008
هي حملة عسكرية شنها جيش الاحتلال على شمال قطاع غزة وخلفت 120 شهيدا وأكثر من 350 جريحا أغلبهم من المدنيين تحت حجة وقف إطلاق صواريخ المقاومة.
وعاش الإسرائيليون حالة من الارتباك منذ الإعلان عن الحملة في سبتمبر 2007 واستبدلوا اسمها أربع مرات، من "القتال من بيت إلى بيت".. إلى "دفع الثمن" مرورا بـ"خلع الضرس".. وصولا إلى اسم "الشتاء الساخن" في مارس 2008.
وسبق أن وصف نائب وزير الدفاع الإسرائيلي ماتان فيلناي الجزء الأخير من عملية "الشتاء الساخن" التي شنتها قوات الاحتلال يوم 27 فبراير الماضي ضد قطاع غزة والتي أوقعت نحو 130 قتيلا فلسطينيّا بـ"الهولوكوست" الفلسطيني، في إشارة إلى المحرقة التي تعرض لها اليهود على يد النازيين.
غيوم الخريف - نوفمبر 2006
بدأت في مطلع نوفمبر 2006 على شمال القطاع؛ مما أسفر عن استشهاد 78 مواطنا، منهم 42 في بلدة بيت حانون.
وارتكبت قوات الاحتلال مجزرة في ظلام الليل بحق أهالي بيت حانون، أدت إلى استشهاد 18 مواطنا معظمهم من عائلة العثامنة، وأغلبهم من النساء والأطفال.
أمطار الصيف: - يونيو 2006
شنت إسرائيل في 28 يونيو 2006، توغلات وحملات اعتقال شمال القطاع، وخصوصا في بيت حانون؛ مما أسفر سقوط عشرات الشهداء.
أول الغيث - سبتمبر 2005
انطلقت في 26 سبتمبر 2005 بعد أن قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي برئاسة إريل شارون آنذاك القيام بحملة عسكرية في الضفة الغربية والقطاع، راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى.
وجاءت العملية ردا على عملية "أول الغيث لتحرير أسرى فلسطين" التي قامت بها كتائب القسام الجناح العسكري لحماس من خلال اختطاف ضابط من جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) الإسرائيلي وإعدامه.
فارس الليل - نوفمبر 2002:
اجتاحت عشرات الدبابات والمدرعات الإسرائيلية في 9 نوفمبر 2002 مدينة نابلس بالضفة واعتقلت 30 فلسطينيا معظمهم من حماس.
السور الواقي - أبريل 2002
نفذها الجيش الإسرائيلي بالضفة في أبريل 2002 مما تسبب في استشهاد أكثر من 200 فلسطيني وأسر نحو خمسة آلاف آخرين، بينما قتل 29 جنديا إسرائيليا.
واعتبرت هذه العملية في حينها الأكبر التي يشنها الجيش الإسرائيلي بالضفة منذ حرب يونيو 1967.
عناقيد الغضب - 1996
هو الاسم الرمزي الذي أطلقه جيش إسرائيل على هجوم خاطف (يسميه حزب الله بحرب أبريل أو نيسان) ضد لبنان في 1996 لمدة ستّة عشر يوما في محاولة لإنهاء قصف حزب الله لشمال إسرائيل.
وشنت إسرائيل خلاله أكثر من 1100 غارة جوية وقصف (حوالي 25132 قذيفة)، شمل موقعا للأمم المتحدة؛ مما أدى إلى مقتل 118 مدنيا.
ورد حزب الله بـ 639 هجمة صاروخية على شمال إسرائيل، خصوصا بلدة كريات شمونة، كما خاض اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، وتوقف النزاع في 27 أبريل 1996 باتفاقية وقف إطلاق نار تمنع الهجمات على المدنيين.
سلام الجليل - يونيو 1982
اجتاح الجيش الإسرائيلي لبنان في 6 يونيو 1982 في عملية أطلق عليها (سلام الجليل).. ودفعت إسرائيل في هذا الاجتياح بقواتها المتفوقة.
وهاجمت لبنان بحرا وبرا وجوا.. زاحفة نحو الشمال عن طريق الساحل وعن طريق جبال الشوف الداخلية.