إن ليفني، والتي تتطلع بشغف وترقُّب لتكليفها بتشكيل الحكومة الإسرائلية المقبلة في أعقاب فوز حزبها بثمانية وعشرين مقعدا في انتخابات الكنيست التي جرت في العاشر من الشهر الجاري، كانت تعاني وتشتكي كثيرا من قسوة الوحدة والخزي العاطفي أثناء خدمتها في سلك جهاز الاستخبارات الإسرائيلي قبل حوالي ثلاثة عقود خلت.
تبني الصنداي تايمز تقريرها على حوار كان قد أُجري مع ليفني قبل أربعة عشر عاما مضت، ولكنه أبصر النور بصورته الكاملة عندما عادت ونشرته جريدة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية مؤخرا في خضم حمى الانتخابات العامة الأخيرة والتنافس حامي الوطيس بين السياسيين الإسرائيليين للوصول إلى سدة الحكم في بلادهم.
تروي الجاسوسة "الحسناء" تسيبي ليفني في الحوار ذكرياتها القديمة عن الأيام القاسية التي تقول إنها أمضتها كعميلة للموساد في شعبة النخبة كيدون "Kidon"، وهي الكلمة العبرية المرادفة لكلمة "Bayonet" "بايونيت" ومعناها بالفرنسية "الحربة".
تقول ليفني إنها نشطت في العمل الجاسوسي آنذاك عندما كانت تدرس المحاماة في العاصمة الفرنسية باريس، ولم تكن تتجاوز من العمر حينها الثانية والعشرين. ولكن واجهتها حينذاك مشكلة الاحتفاظ بالسرية حول طبيعة نشاطها، حتى أن حياتها الخاصة تأثرت كثيرا، ولم تكن قادرة على الارتباط العاطفي بأي شخص كان.
وتقول ليفني إنها نجحت في إخفاء الأمر حتى عن أفراد أسرتها، إذ لم تستطع إخبار والدها بالأمر عندما ذهب لزيارتها في باريس، وتساءل حينها عن سبب تضييعها لوقتها دون عمل في أوروبا.
وعن حرمان نفسها من علاقة عاطفية طوال تلك السنوات، تقول ليفني: "العلاقة الرومانسية تتطلب الأمانة والصدق والإخلاص بين زوجين. وأنا، بالطبع، لم أتمكن من بناء مثل تلك العلاقة مع أحد. لكن وجود علاقة قصيرة وعابرة لا تسبب أي أذى أو ضرر إن أنت التزمت بالقواعد والضوابط."
وعن تلك القيود والضوابط التي كانت تفرضها على نفسها، تقول ليفني: "إنها من قبيل أن تمنع نفسك عن الشرب حتى السكر، وذلك من أجل أن تسيطر على نفسك وتضبط كلامك."
وتتذكر ليفني في المقابة كيف أنها كُلِّفت بمهمتها السرية تلك في عام 1982 وكم كان من الصعب عليها أن تخبر أيا كان بما كانت تقوم به في الخارج، على الرغم من أن حكومة بلادها كانت تخوض وقتها حربا في لبنان.
وتعترف ليفني بأنها كانت مستعدة لكي تقتل آخرين في سبيل بلادها، وتضيف: "كنت مستعدة أن أقتل وأغتال. وعلى الرغم من أنه ليس من القانوني تماما أن تفعل ذلك، لكن الأمر يكون مبرَّرا إن كنت تفعل ذلك في سبيل بلادك."
ولدى سؤالها عن استعدادها وقتذاك للانخراط بعلاقة جسدية مع شخص آخر كجزء من عملها، تقول ليفني: "لو تسألني إن كان قد طُلب مني أن أنام مع شخص ما في سبيل بلادي، فسوف يكون الجواب لا. لكن لو كان قد طُلب مني أن أفعل ذلك، فلا أعلم ما الذي كنت سأقوله."
براون والوثائق السرية
أمَّا صحيفة الإندبندنت أون صنداي فتنشر مقابلة مع بول مور، الرئيس السابق لـ "بنك هاليفاكس أوف سكوتلاند" (HBOS)، يزعم فيها أنَّ بحوزته مجموعة كبيرة من الوثائق التي "تثبت أنَّ رئيس الوزراء البريطاني الحالي جوردن براون يُعتبر مسؤولا عن الفوضى العارمة التي ترزح تحتها أسواق البلاد الآن."
يقول مور في اللقاء، الذي أجرته معه كل من مارجاريتا باجانو وجين ميريك ونشرته الصحيفة تحت عنوان "فلتلوموا براون: انتقام موظف سابق جاء ليكشف المستور"، كان يتعين على رئيس الحكومة التدقيق والتمحيص بدقة بمعاملات الإقراض غير المسؤولة والمتهورة التي انخرطت بها البنوك المحلية خلال الفترة الماضية.
تقول الصحيفة إن المعلومات التي كشف عنها مور في السابق هي التي أدت إلى استقالة كبار المسؤولين عن تنظيم العمليات المصرفية في الحكومة البريطانية مؤخرا.
إلا أن المصرفي السابق يقول للصحيفة إن حزمة الوثائق التي بحوزته والتي يعتزم الكشف عنها ونشرها قريبا "سوف تشير بأصبع الاتهام مباشرة إلى براون وتحمِّله المسؤولية شخصيا عن الأزمة المصرفية التي يئن اقتصاد البلاد من وطأتها"، وبالتالي هو يدعو رئيس الوزراء للاستقالة من منصبه فورا.
يقول مور إن لديه أكثر من ثلاثين وثيقة من النوع الذي "سيثير الكشف عنها حريقا كبيرا ويسبب الإثارة"، وهو بصدد إرسالها إلى أعضاء مجلس العموم (البرلمان) وأعضاء لجنة مراقبة الخزينة لكي يطَّلعوا عليها ويقرِّروا ما يرونه مناسبا بشأنها.
ويزعم مور أن الوثائق التي بحوزته تدحض ادعاءات براون بشأن الخسائر الكارثية التي تعرض لها بنك (HBOS)، والتي تُقدَّر الآن بحوالي 11 مليار جنيه استرليني، كما تظهر أن ثقافة الإقراض المتهوِّرة والسياسات الإئتمانية غير المسؤولة والإشراف والتنظيم الفاشل الذي طالما ميَّز السنوات التي أمضاها براون مسؤولا عن صنع القرار المالي في البلاد هي بمجملها ما أدى إلى المعالجة الاستفزازية لمشاكل البنوك البريطانية.
ويتزامن نشر المقابلة مع مور أيضا مع تلقي حزب العمال الحاكم في بريطانيا لصفعتين أخريين: انشقاق ديفيد فرود، أحد كبار مستشاري الحكومة، والتحاقه بحزب "المحافظون" المعارض وإصدار نتائج استطلاع أجرته الصحيفة نفسها وكشفت أن دعم الناخب البريطاني للعماليين آخذ بالتبخر والانحسار، إذ لم يعد يفصله عن حزب "الليبراليون الديمقراطيون" سوى بضع نقاط فقط.
سياحة غربية في العراق
وفي الصنداي تلجراف، نقرأ تحقيقا عن ذهاب أربعة بريطانيين إلى العراق الشهر المقبل، ولكن هذه المرة لن يكون هؤلاء في عداد أي قوة عسكرية أو مهمة أمنية كما جرت عليه العادة في السابق، بل جزءا من أول مجموعة من السائحين الغربيين تتوجه إلى العاصمة العراقية بغداد منذ ستة سنوات.
يقول التحقيق، والذي ترفقه الصحيفة بصورة رومنسية كبيرة تظهر لحظة الغروب في بغداد وبعيدا عن مناظر القتل والدمار، إن السائحين الغربيين سوف يمضون أسبوعين في ربوع العراق يتنقلون خلالهما في حافلات صغيرة تأخذهم إلى 12 موقعا مختلفا في كل من محافظات بغداد وبابل والبصرة.
ويضيف التقرير قائلا إن الشركة المنظمة للرحلة اعتادت على تنظيم رحلات سياحية مشابهة في ظل نظام حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، لكنها اضطرت للتوقف عن إرسال السائحين إلى تلك البلاد بسبب ازدياد أعمال العنف والقتال فيها منذ عام 2003.
وتنقل الصحيفة عن الشركة المنظمة للرحلة قولها، إن مجموعة من الحراس المسلحين سترافق السائحين طوال فترة تواجدهم في العراق، كما أنه سيُحظر عليهم مغادرة فنادقهم في الليل أو التجول وحيدين طوال الرحلة.
"باشتونستان" وأوباما
في الأوبزيرفر نطالع تحقيقا بعنوان "باشتونستان تقبض على مفتاح مهمة أوباما"، ويصوِّر لنا تفاصيل الحدود الجبلية الوعرة التي تفصل أفغانستان عن باكستان، كما يتحدث عن الدور الذي يمكن أن يلعبه الإقليم في المرحلة المقبلة والأثر الذي قد يتركه على سياسية الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد أن جعل الأخير من حل مشكلة المسلحين من حركة طالبان في المنطقة يحتل أعلى سلَّم أولويات إدارته.
تقول الصحيفة إن هذه المنطقة توصف بأنها مقر رئيسي ومعقل لقادة حركة طالبان، حيث يرتعون جيئة وذهابا، ويدربون المسلحين الجدد الملتحقين بجبهات القتال.
ويتساءل التقرير، الذي أعده مراسلو الصحيفة في كل من لندن وواشنطن وإسلام آباد وكابول ونيودلهي، ما إذا كان أوباما سينجح في احتواء هذه المشكلة أم يمكن أن تكون بمثابة فيتنام جديدة ستسبب وتجلب المعاناة الى الضمير الأمريكي مستقبلا؟
ويضيف التقرير قائلا إن المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان وباكستان، ريتشارد هولبروك، يصل اليوم الى قاعدة بالام العسكرية في نيودلهي في آخر محطة له في جولته الآسيوية.
وقد زار هولبروك كلا من باكستان وأفغانستان، المنطقة التي يُطلق عليها التقرير اختصارا اسم "أف-باك"، وهما المقطعان الأوليان من اسمي البلدين، والمعروفة تاريخيا باسم "باشتونستان" أو أرض البشتون نظرا لأن أغلبية سكانها هم من قبائل البشتون، وهي التي اعتبرتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش الجبهة الرئيسية لما أطلقت عليه الحرب على الارهاب.
وتلفت الصحيفة الانتباه إلى أن الأدميرال مايك مولن، رئيس القوات الأمريكية في المنطقة، قال للصحفيين في وقت سابق من الشهر الجاري إن الوضع في هذه المنطقة يزداد خطورة يوما بعد يوم، بينما قال هولبروك نفسه عن الأوضاع هناك إنها "أخطر ممما هي عليه الحال في العراق".
وتضيف الأوبزرفر أن هولبروك لن يعمل على إعادة الاستقرار الى تلك المنطقة وحده، بل إن أوباما قد جمَّع فريقا ضخما يضمُّ عددا من العسكريين والسياسيين تكون مهمتهم التعامل مع الوضع المتفجر على تلك الحدود.
"جحر" موجابي
وفي الصنداي تايمز نطالع أيضا تقريرا عن رئيس زيمبابوي روبرت موجابي تقول الصحيفة إنها تنفرد بنشره وقد جاء بعنوان: "جحر موجابي السري في الشرق الأقصى."
يقول التقرير إن موجابي وزوجته جريس قد اشتريا سرَّا منزلا في هونج كونج بقيمة تعادل أربعة ملايين جنيه إسترليني، بينما يرزح شعبه تحت نير الفقر والتضخم والبطالة وتفشي مرض الكوليرا.
وتغوص الصحيفة في التفاصيل أكثر فتخبرنا أن منزل موجابي الجديد هو عبارة عن مجمَّع سكني ضخم اشتراه باسمهما وسيط عبر شركة وهمية، لكن عندما حاول مراسل الصحيفة الاقتراب من المنزل الأسبوع الماضي هاجمه من كانوا يسكنونه وهم من زيمبابوي، حيث حققت معهم الشرطة على أثر الحادث.
الأب الصبي
ومع الإندبندنت نختتم جولة عرض صحافة اليوم، وتحديدا مع قصة ألفي باتن التي شغلت الرأي العام البريطاني على مر اليومين الماضيين.
وألفي هذا ليس إلا فتى بريطانيا يبلغ من العمر 13 ربيعا، لكنه استفاق قبل أيام ليجد نفسه وقد أصبح أبا لطفل من صديقته شانتيل التي تكبره بعامين، لتكون قصة الأب الصبي بمثابة القنبلة التي أثارت ضجة واسعة في المجتمع البريطاني الذي وصفه أحدهم بـ "المجتمع المحطَّم."
ورغم أن ألفى قال بُعيد ولادة طفله إنه بالكاد يحصل على مصروف جيبه من والده ولا يعرف كيف سيتدبر أمر تربية ابنه ولا كيفية الإنفاق على أسرته الجديدة، إلا أن تقرير الصنداي تايمز يخبرنا أن الزوجين اليافعين قد يحصدا مبلغا يفوق الـ 500 ألف جنيه إسترليني من بيع قصتهما لوسائل الإعلام المتعطشة للإثارة والتنافس.