آخر الأخبار

كل,,ممانعة,,وانتم,,اعتدال

بالأمس القريب أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على شطب اسم"مجاهدي خلق" المناهضة لإيران من قائمة الإرهاب, واليوم وفي خطوة محسوبة وليس مفاجئة كما يدعي البعض, أقدمت المملكة المتحدة على شطب اسم"حزب الله" من قائمة الإرهاب, ولا اعتقد أن منظمة مجاهدي خلق مازالت على القائمة السوداء البريطانية, وبالمثل اعتقد أن منظمة"حزب الله" لم تعد عمليا على قائمة الإرهاب الأمريكية, وان لم يعلن ذلك في بريطاني وواشنطن, ومعلوم أن معيار الشطب عن قوائم الإرهاب والتطرف حسب التقويم السياسي الغربي, هو الانخراط في نهج الاعتدال العملي, وهذا ينطبق على حزب الله بعدما قاتل بضراوة ضد الكيان الإسرائيلي, حتى جاء مايسمى "باليونفيل" وهو كما أسميته في مقالة حينها"الاحتلال الجديد" وفق القرار الدولي"1701", وثبت على المحك العملي أن لحزب الله أجندة سياسية وليس فقط يريد القتال من اجل القتال, وقد انخرط في العمل السياسي البرلماني والرسمي اللبناني, مع الاحتفاظ بسلاح المقاومة, بما لايتعارض مع سيادة الدولة, وحتى يتم تحرير ماتبقى من الأراضي اللبنانية "شبعا", وقد كتبت فيها منذ حطت حرب تموز أوزارها, إن مزارع شبعا ستدخل في معامل التسوية, وستنتقل ضمن اتفاق لبناني إسرائيلي, من قبضة الاحتلال إلى قوات دولية, على اعتبار أنها احتلت من القوات السورية 1967 , وبالتالي تخضع للقرار "242", بل وربما العدوان على غزة كان اكبر المحكات العملية, أثبتت كل أصوات الممانعة خلال مشهد المجزرة, أنهم حزموا أمرهم صوب رحلة الاعتدال, وأما مجاهدي خلق فنتيجة المتغيرات على خارطة الممانعة والاعتدال, فقد أصبحوا هدفا للنظام الإيراني, والذي يشكل لدى الغرب على الأقل في المرحلة الحاضرة رأس الممانعة أو الخندق الأمامي للممانعة مع انخراط عدة مجموعات ودول بنسب متفاوتة في ذلك الخندق وفق توافق المصالح وتتقاطع الرسائل السياسية, والممانعة في وجه الممانعة يكون حاصل ضربها ومزجها وصياغتها اعتدال,.

وأكاد اجزم أن لا ممانعة حقيقية إلا على ارض فلسطين, فحتى من يطلق عليهم قوى الاعتدال فثلثي جسدهم ممانعة, بل وهنا الحرص استراتيجي على روح الممانعة التي تتفولذ في مواجهة محاولة الكيان الصهيوني وفلكه الغربي الأوسع, لإسقاط الثوابت الفلسطينية, وان سقطت الثوابت وعلى رأسها القدس واللاجئين فقد سقطت أخر جذور الممانعة العملية الإستراتيجية, لا الممانعة التكتيكية السطحية, كما هو لدى البعض الذي يمتطي جواد الممانعة ويرفع رايتها, في محاولة لاستخدام الغير في تحقيق مصالحه ومن بعدها الطوفان, وربما يستهجن البعض أنني هنا اطرح وفي نفس السياق, بما أثار في نفسي الحزن على ماوصل إليه حالنا الوطني بسبب لعبة الممانعة واستخدام الممانعة الحقيقية لخدمة الممانعات العابرة, فتحل كل القضايا الإقليمية والعربية, وتبقى المعاناة والقهر الفلسطيني, في خدمة أي ممانعة قد تنبت من جديد في ذلك القطر الإقليمي أو هذا القطر العربي, ممن يتدللون على الغرب ليزيد من رضاه عليهم, فيلقون من سفوح جبال السياسة الورقة الفلسطينية التي تسعى دائما لبلوغ قمم التحرر من دنس الاحتلال, ونترك في صحراء الاعتدال نتيه ولا يفهم احد لغتنا بعد إن كنا رؤوس حربتهم في زمن الممانعة, لكن شتان مابين ممانعة الأمس واعتدال اليوم, ومن لايطلع على التاريخ فسيرتطم رأسه مليون مرة بالتحالفات الغير حقيقية والآنية والغير مجدية, ومن ثم يعظ ناب الندم بخديعة الحليف والجار والصديق أو من يعتقد أنهم كذلك.

ما أحزنني حقا ونحن أهل الرباط وأهل الممانعة الخالصة وأصحاب القضية الحقيقية العادلة, إن أصادف وأنا اسلك دهاليز الشبكة العنكبوتية المعقدة, أن أجد على إحدى المواقع السورية المحترمة والتي اكتب منذ سنين بها, وهي للعلم ليست للمعارضة السورية مع رفضي منذ التقاط قلمي أن أكون فريسة للتنظير لهذا الفريق على حساب ذاك, ففكري وحدوي قومي عروبي, وأقول محترمة لأنني ما كتبت مقالة حتى لو هاجمت بموضوعية النظام السوري فلا يترددون في النشر فيزيد احترامي لهم, لأنني انقد وأهادن وأهاجم في إطار المصلحة العامة لا العداء ولا الاستعداء, صادفت على صفحات ذلك المنبر الإعلامي, وتحت تصنيف" وصلنا"(1) بان هناك حملة يديرها عرب وفلسطينيون وأجانب, عنوانها تضامن وعمل وتوقيعات بهدف" شطب حركة حماس عن قائمة الإرهاب" وموجهة تحديدا للاتحاد الأوروبي وفي توقيت اعتقد انه في غمرة انتخابات أو تحولات في الاتحاد الأوروبي, وما أحزنني فعلا ومطلوب توقيع من يتضامن بان حركة حماس ليست إرهابية, فدون تردد رغم الخلاف والصدام بيننا كفلسطينيين, أردت تسجيل صوتي وتوقيعي, فأمسكت قلمي في اللحظة الأخيرة, لأنني بتوقيعي اعترف إن حماس إرهابية واطلب شطبها من قائمة إرهاب الإرهاب الغربي الأوروبي, حزنت كثيرا وتناسيت همنا الوطني الداخلي وجور الشقيق, وما لا يعرفه الكثيرون أنني اؤوذيت دون ذنب اقترفه سوى انتمائي السياسي, لكن ذلك لايمنعني أبدا إن أقول في وجه العالم الظالم أن لاحماس ولا الجهاد ولا أي فصيل مقاومة فلسطيني إرهابي, بل الإرهاب هو الاحتلال, الإرهاب هو الصمت الأوروبي عن جرائم الاحتلال, ففي قاموسنا الوطني المقدس ونحن نعظ على الجراح المؤلمة, إن حركة حماس وان ضلت الطريق في التعامل معنا, فلا يعني ذلك أن نقبل بان يطلق عليها حركة إرهابية بسبب مقارعة ومقاومة الاحتلال, ولم أضع توقيعي, بل بحثت في الكثير من المواقع والصحف, حتى في الصحف والمنتديات الذي اطلع فيها على حركة الأمل واليأس صوب تحقيق حلم الوحدة الوطنية, لم أجد تلك الحملة على نطاق واسع, بل نحن الأحق بان نجبر أوروبا وأمريكيا وغيرها على شطب حركة حماس من قوائم الإرهاب الظالمة, وعندما أقول نحن وهذا ماسيستهجنه البعض, اقصد حركة فتح الأم وجمل المحامل, فيما لو استدركت حركة حماس الخطر الاجتثاثي القادم, فستتشابك الأيدي بعد صفاء النفوس رغم الجرح الغائر, الذي يتطلب مصداقية في البلسمة, بان نتصدر سويا حملة تنطلق من خنادق المقاومة إلى خنادق السياسة لأننا جميعا ليسوا إرهابيون, وأما بحكم مقاومة الإرهاب , فهنا الإرهاب شرف لنا جميعا, ولن يستوي الأمر بتوجهنا إلى مطالبة لها استحقاقاتها العلنية والخفية المؤلمة, بل حتى يقتنعوا بان إرهابنا يتمثل في حق مقاومة الاحتلال, بشتى الوسائل العسكرية والمدنية, كما نصت عليه الشرائع الدنيوية والسماوية جميعها.

فكل عواصم وجماعات الممانعة, في لحظة الاقتراب ستسقط في نعيم الاعتدال السياسي, إلا في فلسطين وهذا قدرنا, لن يشرفنا إن نكون في معسكر الاعتدال وأرضنا مغتصبة, كما لايشرفنا بان نكون ورقة رخيصة في يد رافعي شعار الممانعة من اجل نيل ارفع نوط للاعتدال والثمن دماء أطفالنا, نحن هنا في فلسطين الممانعة الحقيقية والتي لايتغير لون معدنها, من المفيد وكما هو شعاري الدائم, إن يمتزج خط العمل السياسي بخط العمل العسكري رغم تواضع الإمكانات السياسية والعسكرية, ولكن الأهم من كل ذلك العمل الجماعي المخلص, لتدارك مزيد من الانقسام المدمر, والعمل على قلب رجل واحد يستطيع إن يجمع بين الاعتدال والممانعة من اجل نيل الحقوق بلغة يفهمها العالم وحتى وان لم تعجبهم وأحيانا يسمونها إرهابا. وفي صحائفهم الأممية الموقعين عليها بكل اللغات الخمسة هي حق للشعوب المحتلة لمقاومة جلاديها ورفض الاحتلال, وها نحن نشهد بوتيرة عالية وخطوات على الأرض كيف يسري تسو نامي الاعتدال والسلام في منطقتنا العربية خاصة وفي الجوار الإقليمي عامة, ومن يلبس رداءة الممانعة ليس من اجل فلسطين على الإطلاق , بل من اجل مصالحه الخاصة وقضاياه الإستراتيجية, وتستمر المعاناة ورفض القهر والمقاومة في فلسطين, إلى إن يعترف العالم بان كل مستوياتنا العسكرية والمدنية والسياسية هي ممانعة شاملة وان أبدينا في إطار الحوار الاممي بعض الاعتدال, لكنه لن يصل إلى حد التفريط, فالوحيد الذي كان قادرا على اتخاذ قرارات مصيرية في إطار عالم"البرجماتية" هو الشهيد الراحل/ ياسر عرفات, سيد الممانعة وان تهجم عليه أهل الاعتدال ويد العون للاحتلال في العراق وأفغانستان, سحقا لهم ولما يدعون فقد آثر إن يقدم روحه رخيصة فداء للقدس وللثوابت وهو القائل" يريدوني إما طريدا وإما قتيلا وإما أسيرا,, وأنا بقلهم ,, شهيدا شهيدا شهيدا" وهو الطالب العلا من رب العباد قائلا" اللهم يارب الكون أطعمني ,, إن أكون شهيدا من شهداء القدس" وقد استجاب له البارئ ونحتسبه عند الله شهيدا ولا نزكي على الله أحدا.

فمن كانت ممانعته بالبندقية والسياسة فهي الممانعة الحقيقية الثابتة, ومن كانت ممانعته باللسان وكما يبررون زورا إن هذا اضعف الإيمان, هم الممانعة الخطابية الزائفة, بل هم عنوان الواقعية الذميمة"لاحرب ولإسلام" إنما واقعية الاتجار في معاناة الشعوب بالمال والكلام,في حين إن المال لايستطيع لو بلغ كنوز سليمان إن يشتري ممانعة لصالح قضايا غير قضايانا, وقطرة دم مقاوم من اجل تحرير الأقصى, وضفر طفل ردم على سمع وبصر الممانعين تحت ركام قذائف الصهاينة, لهي أغلى وأثمن من كل الممانعات السياسية والمالية المارقة, فتسقط كل الممانعات الورقية, وتبقى الممانعة الفلسطينية الفولاذية دهرا مابقي الاحتلال, وفي المرحلة السياسية القادمة وفق معطيات سياسية سنشهد أن معسكر الاعتدال أصبح شبه مطلق, ونستشعر الغربة بين كل هؤلاء المعتدلين, وتكون وطأة الضغط علينا حينها شديدة, لدرجة أننا سيطلق علينا في السياسة بعد تعميم الاعتدال شاذون غير واقعيون!!!!

وكان بالإمكان أن أوقع هناك أو لا أوقع, لكنني آثرت أن اجلب تلك الحملة المطموسة في موقع واحد ما, وهو نداء عادل,فلدينا الجرأة في ذروة ظلم الانقسام, ان نقف بجانب الخصم السياسي حتى وان كان الجرح ينزف, نتناسى الم الانقسام وجور الشقيق, لاضم صوتي كواحد من النخاع الفتحاوي, انطلاقا من تلك المدرسة التي علمتنا عندما يكون الجرح في الكف, أن نتعالى على كل الجراحات,وان نمارس دور المسئول الوطني الملقاة تاريخيا على كاهلنا, ونقول بصوت عالي ارفعوا اسم حركة حماس وكل فصائل المقاومة من قوائم إرهابكم السوداء, حتى لا تدفعوا فصائل المقاومة إلى انتهاج لغة واحدة دون المزج بين البندقية والسياسة, وهذا رأيي الشخصي فضلت أن أضعه في النور, ولا أنافق احد وسط الظلام!!!, , لا خيار عن الحوار والمصالحة, فالجميع وحتى من ارتكب منا الخطأ والخطيئة, جميعنا جزء من حركة التحرر الوطني, والله ولي التوفيق.

greatpalestine@hotmail.com

لزوم التوثيق وليس إشهارا لموقع:
*(1)
http://www.jablah.com/modules/articles/view.article.php?226/c2