كان الشاعر أحمد الجندي يضيق ذرعاً بكثرة الأشخاص الذين يكتبون الشعر في مسقط رأسه بلدة «السلمية»، فيعبر عن هذا الضيق بقوله: كل شخصين تراهما ماشيين في أحد أزقة السلمية هما عبارة عن ثلاثة شعراء!
.
ذات مرة التقى الشاعر محمد الحريري بصديقه الأديب حسيب كيالي فبادره بالقول:
إذا أنا وزنت نفسي بالميزان، ودخلت إلى هذا المطعم، وتناولت نصف دجاجة مشوية وزنها نصف كيلو جرام، أليس المنطق يقول أن يزداد وزني بعد تناولها بمقدار نصف كيلوجرام فقط؟
قال حسيب: بلى.
قال: الشيء الذي يجنن هو أنني آكل نصف كيلوجرام فيزداد وزني أكثر من كيلوجرام!
سافر الرسام علي فرزات في الثمانينيات إلى موسكو، وصادف سفره في أوائل الصيف. وكان المطر غزيراً جداً هناك، فسأل المترجمَ عن سر هذا المطر في غير أوانه، فقال
يا أستاذ، أنت لم ترَ شيئاً بعد، فبالأمس أتى (طيفون) هائل من الماء!
لم يفهم علي فرزات ما تعنيه كلمة (طيفون)، فقال للمترجم: لعلك تقصد (طوفان)؟!
فاستنكر المترجم وقال: لا، ليس طوفان اثنان، طيفون واحد أتى!!
القاص حسن م يوسف روى أنه التقى في إحدى سفراته برجل يعرف اللغة العربية معرفة قاموسية.
فمثلاً، يعرف أن كلمة (حقير) في القاموس تعني الشخص ذا الجسم النحيل الصغير. ولم تكن في الأصل تحمل المعنى السلبي الذي نعرفه اليوم. وبينما كانا يتناولان الطعام معاً لاحظ الأجنبي أن حسن م يوسف يأكل القليل من الطعام فقط، فقال له:
كُلْ يا أستاذ، كُل جيداً.. فأنت حقير!!
حينما أصدر بو علي ياسين كتابه «أزمة المرأة في المجتمع الذكوري» قدم منه نسخة لزوجته وكتب لها الإهداء على النحو الآتي: أهي أزمة المرأة أم هي أزمة الرجل؟
فكتبت زوجته على النسخة ذاتها، ممازحة: (بل هي أزمة المرأة مع رجل مثلك)
تحدثت إحدى السيدات إلى توفيق الحكيم تليفونياً وقالت له في سخرية:
أنا معجبة جداً بحمارك يا أستاذ توفيق.
فرد عليها قائلاً: بس يا خسارة متجوز.. تقدري تشوفي لك واحد غيره
ويقال إن أحد الأدباء شكا إلى توفيق الحكيم من عدم إمكانه شراء جميع الصحف كل يوم، لأن ذلك يكلفه ما لا طاقة له به..
فقال له الأستاذ الحكيم ناصحاً: اشتر جريدة واحدة كالأهرام مثلاً.. وابدأ في اليوم الأول بقراءة صفحة منها... وفي اليوم الثاني اقرأ نصف صفحة.. وفي اليوم الثالث ربع صفحة.. وهكذا لغاية ما تبطل قراية
في كتابه «طرائف الشعراء في مجالس الأدباء» ذكر نجيب البعيني ما يفيد أن طه حسين، وزير التعليم في مصر، قد سمع وأعجب بفطرة شعراء العامية في بلاد الشام حيث يطلقون أزجالهم ومساجلاتهم الشعرية دون تحضير ودون معرفة سابقة بموضوع المطارحات. فرغب في حضور بعضها والاستماع لشيء منها. وأثناء إحدى زياراته إلى لبنان كانت الفرصة ملائمة لحضور إحدى حفلات فرقة «شحرور الوادي» التي كانت تعقد في بيروت واعتاد أهل بيروت على حضورها والاستمتاع بها.
وعندما دخل عميد الأدب العربي القاعة التي لا يراها إلا ببصيرته وتصوره لأنه كفيف، كان مظهره بطربوشه الأحمر الطويل ونظارته السميكة السوداء التي أصبحت العلامة الفارقة للأديب المكفوف أو قل الأديب البصير، موضوعا شيقا للزجالين، لكنهم بفطرتهم وحذقهم وكياستهم اختاروا الموضوع الأكثر قبولا وإثارة للزائر والجمهور. وانتبه أحد الحاضرين إلى دخول الوزير مع مرافقيه وجلوسه في زاوية من القاعة، فنادى مرحبا به قائلا:ـ «أهلا وسهلا بطه حسين».
سمع ذلك شحرور الوادي فمسك بالمبادرة الزجلية فأنشد قائلا:
أهلا وسهلا بطه حسين
ربي أعطاني عينين
العين الواحدة بتكفيني
خد لك عين وخلي عين.
ضجت القاعة بالاستحسان والتصفيق وانطلق الجمع من الحاضرين يرددون في نغمة واحدة: «خد لك عين وخلي عين». لم يتوقع طه حسين ذلك وتأثر بالحفاوة كثيرا. وفي تلك الأثناء تنحنح الشاعر الثاني في الفرقة، علي الحاج، ليفسحوا له مجال القول، فانطلق منشداً:
أهلا وسهلا بطه حسين
بيلزم لك عينين اتنين
تكرم شحرور الوادي
منه عين ومني عين.
ثم جاء دور شاعر الفرقة الثالث، أنيس روحانا، فأطلق عقيرته منشداً:
لا تقبل يا طه حسين
من كل واحد تأخذ عين
بقدم لك جوز عيوني
هدية، لا قرضة ولا دين.
فقال الشاعر الرابع في الفرقة، طانيوس عبده، مستدركا ومصححا زملاءه وناصحا إياهم:
ما بيلزملو طه حسين
عين، ولا أكثر من عين
الله اختصه بعين العقل
بيقشع فيها ع الميلين.
..