آخر الأخبار

غزة.. البحر الآن عال, وجدار الصوت منهار

 

 

 

في الخامسة من كل فجر, تقوم الطائرات الحربية الاسرائيلية بخرق جدار الصوت فوق قطاع غزة
المقاومة اخترقت جدارا آخر, هو الجدار الفاصل بين غزة ومصر, لكن قوات منع الشغب حاصرت الثغرة لمنع دخول الهاربين من الموت نحو حضن ’مصر العروبة‘ .. العروبة جدا,

العروبة رقصني يا جدع

رقصني يا جدع
::
لا جدار ينهار إذا, سوى جدران منازل أهل غزة, و الخول المعرصين في ’قصر العروبة‘ يتطاولون في البنيان, والمجد للسواعد المقاتلة: أبناء سلاح الهندسة المصري الذين يصلون الليل بالنهار, تحت أصوات القصف الرهيبة لبناء جدار آخر يحيط بموتنا, لعله يمنع الصراخ من الوصول, وبقعة الدم من الانتشار
الصراخ لن يكون بأعلى من صيحات المشجعين في المونديال.

::

حملة بالألوان.. أمطار الصيف.. أسماء رومانسية جدا لا تليق ببزة الجنرال العسكرية الملطخة بالنياشين, يختارها "كمبيوتر جيش الدفاع" من قائمة طويلة بالأسماء.
هكذا يعمل "جيش الدفاع".. بعد إقرار الكابينيت - المجلس الوزاري المصغر- بدء الهجوم, يصدر الأمر من مكتب رئيس الوزراء, على الأمر أن يمر بمكتب وزير الدفاع, هنالك, قبل أن يوقع الوزير على القرار, يتم اختيار اسم للعملية بطريقة شديدة السماجة, الحاسوب المركزي لوزارة الدفاع يصدر ثلاثة أسماء مكونة من كلمتين يختارهما الحاسوب عشوائيا, يوقع الوزير على قرار البدء بالهجوم, وتسمية العملية, ويسلّم الملف شخصيا إلى القائد العام ..
الهدف من كل هذه السماجة: ليس إضفاء السرية على الملف, قبل بدء الجيش بالتخطيط للهجوم وفقا لتوجيهات الحكومة. بل هو منح "جيش الدفاع" صفة نظامية واستيراد تقاليد عسكرية للجيش الذي يشكل حالة فريدة في المؤسسات العسكرية العالمية
جيش الاحتلال الإسرائيلي توقف عن كونه تعبيرا ميليشيويا منذ توحيد الجيش على يد بن غوريون بعد الاقتتالات وحملات الاغتيال المتبادلة التي نفذتها الفصائل اليهودية المختلفة ضد بعضها البعض قبل حرب 48, ومنذ تأسيسه كان هذا الجيش يبحث عن "المختصر المفيد" والعملي, فيما يمكن اقتباسه من الدول "المثال".. يشمل نموذج الدول المثال طيفا عريضا من البلدان, بدءا من الاتحاد السوفياتي, وليس انتهاء بالولايات المتحدة الأميركية.
منذ تأسيسه, كان أفق هذا الجيش واضحا: البحث عن التكنولوجيا. لكن لا بأس في عرف صائغي العقيدة العسكرية من بعض النثار الشكلي على "الأبناء" الغير مهندمين, وهم الشكل الأكثر (صابروية) للـ’طلائعيين‘ المغبرين ببزاتهم الزيتية
أمطار الصيف.. والبحر الآن عال, وجدار الصوت ينهار