جاهد البيت العربي للموسيقى والرسم لكي يستمر مهرجان المونودراما وخاصة بعد الفشل الفني والإداري للمهرجان السابق , وقد اعتمدت هذه الدورة على التمويل من قبل بعض المقاهي المنتشرة أمام جامعة تشرين , فمنهم من أخذ على عاتقه القيام بحفل فني بعد افتتاح المهرجان والآخر قدم مبلغ من المال "كاش" وبعضهم انسحب والبعض الآخر قام بإيواء بعض الفرق ... الخ المهم أعلن عن افتتاح المهرجان عبر البراشور في 25 نيسان لعام 2009 وفي الساعة الثامنة مساء , وفعلا تم الافتتاح بنفس التاريخ ولكن لم يتأخر أكثر من ساعة ونصف عن الموعد المحدد ! وقد يطالعك البراشور عن عروض المهرجان إذ يفاجئ بأن اللاذقية وهي صاحبة المهرجان لم يكن لها حضورا لا بعرض مسرحي ولا بتكريم فني ولا بمحاضرة عن أي شيء له علاقة بالمسرح , وهذا على ما يبدو عمل إقصائي مقصود للعاملين في المسرح بشكل عام والمونودراما بشكل خاص , فكان عرضين من دمشق وثلاث عروض من الدول العربية الشقيقة ! . لذا أطلقوا على هذه الدورة مهرجان المونودراما المسرحي العربي الخامس , ونتمنى بالدورة القادمة إذا شاء العلي القدير أن يطلق عليه مهرجان المونودراما المسرحي العربي والدولي "الأفروأسيوي" . وقبل افتتاح المهرجان بيوم واحد فوجئ القائمين عليه بأن عرض الأردن لن يحضر ولم يحضر قولا واحدا فاستنجدوا بعرض قيد الإنجاز من اللاذقية وهو بقايا مجنون نص فرحان الخليل عن قصة للدكتور محمد الحاج صالح وإخراج قتيبة غانم فتمت الموافقة عليه دون إبطاء ودون أن يراه أحد , المهم أن " يمرق يوم " بأي طريقة وأن يحفظ ماء الوجه !!!!
وبعد الافتتاح بالخطب العصماء وفلم عجيب غريب عن الدورات السابقة وتقديم مجموعة من الشباب قامت الفنانة أمل عمران بتدريبهم بدورة إعداد ممثل أقامها الأستاذ هاشم غزال مدير المسرح الجامعي . قدمت هذه الدورة حالة مسرحية لطيفة وجميلة , ومن ثم قدم العرض الأول .
العرض الأول ( السنديانة ) من تونس
عرض مونودرامي من تأليف وتمثيل وإخراج الفنانة التونسية زهيرة بن عمار وأنا هنا لا أريد أن أقدم قراءة نقدية للعمل لأسباب سأذكرها لاحقا لكن اسمحوا لي أن أتذكر حادثة لأن الشيء بالشيء يذكر .
ضمن فعاليات دمشق عاصمة للثقافة العربية حضرت عرضا للمخرج بيتر بروك وهو المفتش البير وكان العرض مترجما .. حتما . تذكرت تلك اللحظة عندما بدأ العرض المسرحي السنديانة, حينها تذكرت بروك والترجمة وتمنيت أن يكون عرض السنديانة التونسي مترجما لكي استطيع أن ألم بحيثيات النص من خلال بنيته كنص مونودرامي ناطقا بلغة غريبة فهي ليست محلية بالمعنى التونسي وليست فصيحة بالمعنى العربي , والأنكى من ذلك كانت ترطن باللغة الفرنسية حينا وحينا بالإنكليزية , فاختلط الحابل بالنابل , وقد نسيت الكاتبة والممثلة والمخرجة أنها تقدم عرضا في سوريا , وكأنها لم تدرك أن اللهجات السورية لا يوجد فيها لهجة تونسية !!! , وهذا ليس انتقاصا بحق الأستاذة زهيرة بن عمار , لكنه الواقع .
وقد يقول قائل :أن اللغة ليست نقطة ارتكاز لماهية العرض , وأن التمثيل والإخراج قد يستعيضا عن اللغة , قد يكون هذا صحيحا , وهذا أيضا يذكرني بعرض آخر شاهدته على قرص مضغوط لبيتر بروك أيضا وهو ( مارا ساد ) وهو غير مترجم أيضا , لكنني مطلع على النص كما أن عرض مارا ساد عرض يرتكز على الممثلين وعلى التشكيلات المشهدية والتي تؤدي الغرض الفرجوي . لكن العرض المونودرامي تكون فيه الحكاية أو النص نقطة ارتكازه الأساسية والمهمة والتي تأتي عبر الممثل الوحيد الموجود على الخشبة , وبما أن نص السنديانة ناطق باللغة التونسية واسمحوا لي أن أسميها لغة , وكانت الممثلة تقوم بنقل معطيات هذا النص الفكرية واللغوية , وبكوني لا أجيد اللغة التونسية لم أدرك ماذا يريد أن يقول العرض لا من خلال مجموعة اللغات التي قدمت به العرض - وهذه اللغات هي العامية التونسية واللغة الفصيحة المتونسة وبعض الكلام بالغتين الفرنسية والعربية - ولا من خلال المشهدية التي كانت تترجم لغة النص ولم يكن الجسد المسرحي يترجم لغة العرض , لذا أقول وبكل جرأة خرجت من العرض كما دخلت الصالة قبل العرض , بل بالعكس كان حماسي كبيرا حين دخلت لأنني سأشاهد عرضا للفنانة الكبيرة الأستاذة زهيرة بن عمار , وبالمناسبة أردت الاستعانة بتوضيح العرض لي من عدد ليس بقليل من مسرحي اللاذقية المهمين ومن بعض المسرحيين العرب أيضا فلم أجد جوابا إلا ( والله ما فهمنا شي ) لكن الغريب أن الصالة ضجت بالتصفيق حتى خيل لي أنني أشاهد عرضا مسرحيا في فاس أو مكناس وأنا الوحيد السوري في هذه الصالة !!! والأغرب من ذلك أن هناك مسرحي كان يقطع هدوء وسكون الصالة بكلمة (برافو) حتى خيل لي أنني أشاهد حفلا فنيا للسيدة أم كلثوم رحم الله أمواتكم . وأنا أعلن منذ الآن وحتى موتي بأنني سأنسحب من كلامي إذا أحد مما ذكرت من مسرحيي اللاذقية وغيرها حين يوضح لي ماهية النص المسرحي الذي كان يتلى على الخشبة !!! شكرا للأستاذة زهير بن عمار .
العرض الثاني ( بقايا مجنون ) من اللاذقية
عرض مونودرامي , النص لفرحان الخليل عن قصة قصيرة للدكتور محمد الحاج صالح وإخراج قتيبة غانم , هذا العرض جاء على مبدأ أملئ الفراغات التالية لأنه أريد به بديلا ومنقذا وحافظا لماء الوجه بعد تغيب الفريق الأردني , لكن العرض لم يكن لا منقذا ولا حافظا لماء الوجه من الناحية الفنية كعرض مونودرامي , وقبل أن أدخل في أهاب العرض , لا بد لي أن أذكر المشاهدين والقراء بما حدث لهذا النص . حين ذكر اسم العرض بقايا مجنون في البراشور الثاني لا ادري لما غيب كاتب النص فرحان الخليل , وهذا ليس غريبا عن إدارة المهرجان حيث أن العرض من تأليفي وأقول تأليفا لا إعدادا ولا نصا .. نعم اتكأت على الحكاية واستخدمت عشرة جمل قصيرة من القصة فقط , والعرض مسجل في مديرية المسارح والموسيقى وموجود على صفحات الأنترنيت . لكن الغريب في الأمر لم يتجرأ أحدا أن يواجهني ولا أن يساجلني ولا حتى أن يناقشني لا سرا ولا علنا الكل هرب من المواجهة حتى صاحب القصة القصيرة الدكتور محمد الحاج صالح وأيضا توارى حسن عكلا الذي قدم نفس القصة لكن بصيغة أخرى باسم آخر ضمن المهرجان الأول للمونودراما ولم يذكر اسم الدكتور محمد الحاج صالح بالبراشور ولم نرى حمية من إدارة المهرجان ولم يعنيها شيء البتة !!! فلما كانوا حسودين وغيارين في هذا المهرجان . والأغرب من هذا وذاك أن مخرج العرض لم يتخذ موقفا تجاه ما حصل بعرضه ونصه الذي اختاره !!! رغم أنه لم يسمع كلمة برافو تقطع صمت الصالة وأن مدير المهرجان خرج من عرضه ,فهل هذا هو عرف مسرحي يا أولي الألباب !!!
قراءة نقدية لعرض بقايا مجنون :
النص المونودرامي بقايا مجنون هو ليس نصا مونودراميا تقليديا بمعنى التقليدي الذي يكون أساسه الحكاية بينما هذا النص قد يختلف كليا لأنه جاء متضمنا مجموعة من المعطيات الحياتية التي تأتي من خلال شخص وهي بالضرورة تمثل الحالة الحياتية لمجموعة من الطبقات باختلاف أفكارهم وانتماءاتهم وطرح جديد لحالة تداعي إنساني لكن هذا التداعي يرفض ما هو قائم ويكفر بكل ما هو سائد , بل يلح بشكل قوي على إعادة النظر بكل القيم وتعريتها ويدعي هذا النص الإنسانية جمعاء لأن تقيم لها هدفي أكثر سموا مما يدعون ضمن منظورهم الضيق من قيم دينية وسياسية تسعى لتمجيد الذات , ويؤكد النص من خلال شخصية حمادة على عظمة الإنسان على وضوحه وجرأته وتصالحه مع نفسه مهما كانت النتائج والتي على الإنسان أن يتحملها , وهذا ما يتنافى مع ما طرحه الدكتور الحاج صالح في قصته التي جاءت ضمن تسمية الواقعية الكلاسيكية , لذا جاء النص المونودرامي الذي كتبه فرحان الخليل يحمل مضامين بنيوية لماهية الحياة التي يكون أساها وهدفها الإنسان الذي لا يلغي الآخرين ولكن ليس شرطا أن يحترم آرائهم !!
وهكذا نصوص تتطلب بالضرورة ممثلا يعي ما بين يديه من لغة تحمل هذه المضامين الغاية في العمق وتجسيدها , وهذا لم يتوافق مع الممثل الذي أدى شخصية حمادة لأن ومن الضروري على الممثل أن يعي المفهوم الزردشتي والنهلستي لفلسفة الحياة عند هؤلاء والتي تؤدي بالضرورة إلى الحالة التطهيرية التي سعى إليها نص بقايا مجنون , لكن الممثل لا ثقافته تمنحه هذه المفاهيم ولا سعيه المعرفي السطحي والبسيط الذي لا ينتمي لبنية فكرية تحمل جذورا معرفية ذات مضامين دلالية توصله إلى هدفه الذي لا يحمل إلا سعيه أن يقف على خشبة المسرح كيفما اتفق , وهذه ليست سمة من سمات الممثل المجتهد , لذا جاء الممثل عبر العرض كاشفا وبشكل جلي على هشاشة معرفية رغم سعيه ألادعائي الغير موضوعي لفهمه لذاته بداية فكيف سيصدر للمشاهدين مفاهيم النص والتي تجلت عند الممثل إلى مجموعة من الطلاسم التي لا يستطيع الاقتراب منها . فكيف يستطيع فهمها وإرسالها إلى المشاهد بعد مشهدتها ؟ هذا على صعيد البنية الثقافية والمعرفية للممثل , أما على الصعيد الفني التمثيلي , فهنا الطامة أكبر وأكثر عماء لأن الممثل المسرحي عليه أن يدرك كيف يكتشف قدرته على تحقيق المعادلة المسرحية بين أناه كممثل وموضوعه المتمثل بالشخصية والتي من خلال هؤلاء يزدهر جسد الممثل ويحقق حضورا منطقيا علميا ومن ثم يشرق هذا الجسد ويتفتح عبر البنى الداخلية للمثل والتي توضح إحساس الشخصية المندمج مع إحساس الممثل حينها ينبثق عن هذا الاندماج رؤية جديدة ومتجددة دوما ما دام العرض مستمرا عبر زمانه ومكانه , وبذلك يصل كل من الممثل والمخرج إلى هدف النص وتبيان مقولته , لكن الممثل الذي وضع في فم المدفع دون أي تحصين فني فغدا تائها بين مفهومين غامضين هما الغياب المعرفي لمعنى المفردة اللغوية وبين البحث عن المفاهيم الفنية للتدليل على ماهية هذه المفردة فاختلط لديه الزمان والمكان اللذان من خلالهما عليه أن يؤكد حضوره كشخص أولا وكممثل ثانيا وأضاع بذلك حضور شخصية حمادة التي كان عليه أن يمثلها ولم يستطع السيطرة لا على نفسه ولا على الشخصية التي هربت من بين يديه منذ بداية العرض وبدأ يتخبط في فضاء المسرح حتى خيل إلي أن مخرج العرض سيوقف هذه المهزلة التمثيلية والتي لأنه هو من يتحمل هذه المسؤولية , فالمخرج هو ضابط العرض والمايسترو الذي يتحكم بسياقه عرضه أيضا , رغم أن مخرج العرض قتيبة غانم ممثل جيد ويحمل بواد لدراماتورج مجتهد , لا أدري كيف أقحم نفسه كمخرج رغم إدراكه بأن لا يمتلك أدوات المخرج حتى الآن وهذا ليس عيبا لشاب مجتهد ويعشق المسرح ويسعى لتطوير نفسه . وقد بدا ذلك حين تناول هذا النص وأعلن نفسه معدا فقص اللبنة الأساسية التي ترتكز عليها شخصية حمادة دون تبرير درامي لا على الخشبة ولا على البنية الرئيسة لدوافع حمادة الفرد والتي تسعى لبناء مجتمع رافض لكل القيم السائدة والمسيطرة كما ذكرت , وهذا يتنافى مع المفهوم العلمي للإعداد المسرحي والذي هو إعادة تأليف لا قص دون مراعاة السياق النفسي للشخصية المونودرامية والتي هي من أعقد شخصيات المسرح لأنها ذاتية ومتفردة وتحمل مع ذلك مفاهيم جمعية موضوعية .
لكن الإعداد بالمفهوم المسرحي الأدبي هو فرط النص كليا والبحث من جديد على بنى ارتكازية درامية تحمل لغة جديدة وليس شرطا أن تحافظ على مفهوم النص المعد عنه , وقد تحافظ أحيانا , وبذلك يكون الإعداد حاملا جديدا لمفهوم جديد مع مراعاة الاتكاء على الحتوتة مهما كانت قصيرة , وهذا الحامل يكون ضمن سياق لغوي جديد ويبرز المعد كمجدد لنص جديد عبر لغة مغايرة لسابقها . لذا جاء عرض بقايا مجنون مفككا من حيث الحدث , أما من حيث الرؤية المشهدية التي جاءت اعتباطا مضطردا ومتلاحقا لأفعال مجانية لممثل لم يستطع التعامل مع الأغراض المسرحية البسيطة والقلية واتي تتمثل بعصا يتكأ عليها حين ينهض حمادة ويستخدمها كبندقية حين يشعر بالظلم والحيف , حين كان يرمي عصاه وكأن يخاف عليها أن تنكسر ويضيع أكثر . وهذه مسؤولية يتحمل وزرها مخرج العرض الذي عليه أن يجعل الممثل يتعامل مع أغراض العرض المسرحي بانسيابية وعفوية .
وعلى كل حال كانت مغامرة عجيبة لمخرج العرض قتيبة غانم تنضم إلى عجائب مهرجان المونودراما الخامس .
العرض الثالث ( رقعة شطرنج ) من العراق
العرض المونودرامي رقعة شطرنج هو من تأليف وإخراج بشار عبد الغني وتمثيل مصعب ابراهيم , والعرض يتحدث عن حالة ما قبل الحرب وخلال الحرب وما بعد هذه الحرب الملعونة والتي من الضروري أن تفرز على الصعيد الفني حالة من العبثية والعدمية تجاه ما يجري على الأراضي العراقية من قتل جماعي بشع , لكن النص المونودراما جاء حكاية تجمع عدد من الحكايات مر بها الإنسان العراقي , لكن هذه الحكايات جاءت سطحية وغير معبر ولا تحمل المفاهيم النفسية التي تبرز عمق العذاب البشري والذي من المفترض أن يتجلى ضمن سياق يحمل من لا معقولية الحياة ما يحمل , ومن عدمية الخوض في مجاهيلها والغوص والاندماج بهذه العدمية التي من المؤسف قد تجلت عند الإنسان العراقي ولم ينجو من هذا الاندماج إلا من ذو علم ومعرفة وقوة داخلية حصنته وجعلته صاحب قرار وهذا ما لم يبرزه النص الذي جاء واقعيا لدرجة السذاجة , كما جاء الممثل والذي من المفترض أن يعلو على النص ويجعلنا نصل إلى ما أفرزته هذه النار التي أحرقت النفس البشرية الداخلية قبل أن تحرق البشر والشجر ,لكنه لم يستطع أن يصل بنا إلى الأعماق الإنسانية ويكشف خفاياها حيث لم يتمكن من استخدام بنيه الظاهرية والتي لم تتفاعل مع الداخل البنيوي للحدث والشخصية , لأن أداءه كان تقليديا , وتبنيه كان ظهرانيا , ولغته كانت تبعد المدلول الأساسي الذي أراده الكاتب رغم سطحيته , ولفظه لم يكن سليما , فمخارج الحروف ضاعت ونهايات الأحرف ماتت ولم يبقى سوى تهويمات كلامية حاول المخرج أن يغطي العيوب التمثيلية ليهرب من التجسيد المشهدي والمحمول اللغوي ليستخدم الإسقاط عبر الصور التي تجسد ما يرد قوله العرض , ليكشف الحيف الذي حاق بالعراق وشعبه من قبل الغازي الأمريكي فاستخدم المخرج حالة اجتياح العراق , لكن الصور التي كانت تجسد هذا الاجتياح لم تكن من أسلحة أمريكية بل كانت من أسلحة روسية أو سوفيتية حتى ليخل للمشاهد أن الإتحاد السوفيتي أو روسيا هم من غزوا العراق وشعبها , وهذا ما يبرأ الأمريكان من ارتكابتهم المجرمة , وكأن هذا كان مقصودا , ولكن هذا القصد لم يبرر دراميا لأنه حتما خطأ معرفي غير مبرر وغير مقبول , كما حاول المخرج أن يقدم بنيته الإخراجية بمفهوم ملحمي من خلال استخدام الصورة واللغة البسيطة فجاءت الصور زائدة عن العرض واللغة كانت كلاما سطحيا متواضع يؤديها ممثل تجربته متواضعة رغم أنه معيد في كلية الفنون , وهذا أمر غريب لا يحسب للمسرح العراقي الذي أتحفنا الممثل الرائع توخيب أحمد في عرض الجمجمة الذي ألفه حسين رحيم وأخرجه المبدع عباس عبد الغني , وهنا لا أضع موازنة بين العرضين لكن الشيء بالشيء يذكر .
العرض الرابع ( عندما يأتي المساء ) من السعودية
إنه سعي جاد للكشف عن لغة اللاشعور ضمن بنية أساسية تتحكم بنشاطات الإنسان عير حياته , هذه البنية التي استنبطها المؤلف فهد الحارثي حين غاص في أعماق النفس البشرية وقبض على منطقة لا شعوره وأخرجها إلينا عبر نصه المونودرامي " عندما يأتي المساء " , هذا النص الذي يحاكي دواخل الكائن البشري ويوضح ما يعتمل في داخله عبر ليلة واحدة , ومساء منفرد , وإنسان يتجلى بينه وبين نفسه في هذا المساء ويبوح ... ثم يبوح حتى يتوازى هذا المساء مع حياة كاملة , ومحررا الظاهرة من ذاتها ومطلقا هذه الذات في فضاءات تتسع لعمر كامل , وكاشفا لا معقولية هذه الحياة من خلال تداعيات تختزل زمننا حياتيا لإنسان يسير عبر زمنه محكوما بمراحل محددة قد تصل في بعض الأحيان لإلغاء وجوده من خلال العلاقات التي يفرزها مجتمع عبثي عدمي لا يحترم لا الظاهرة الإنسانية ولا يقدر تاريخا بل يسعى إلى تضيق النفس البشرية لدرجة الإلغاء وعدم احترام الوجود , هذا هو نص الحارثي الذي حقيقة استطاع أن يحقن الدمع لا في أعيننا بل في كل خلية من خلايانا , حتى خيل إلي أن الصالة ستفجر عويلا بين لحظة وأخرى فقد استطاع هذا النص أن يكشف عن الوجود كصخرة سيزيف التي نحملها مكرهين حتى نموت , بل ونسلم هذه الصخرة لمن يلينا وهكذا ....
هذا هو النص بشكل عام الذي حمله الممثل الرائع فهد الزهراني وقدمه إلينا .
فقد عمل الزهراني بحرفتيه لتقديم هذا العرض تمثيلا ومستعينا بخبرته الواضحة إلى استبطان ما أراد قوله الكاتب وتحويله إلى داخله ومن ثم إطلاق هذا الداخل وتعميمه عبر الحياة من خلال المشاهد , هذا ما انتهجه ستانسلافسكي بكون أن التمثيل فعلا إبداعيا محضا , وهذا أيضا ما أدركه الممثل من خلال علاقته في معرفة اكتمال معادلة الصراع الدرامي لكيانات متصارعة , ولن يكتفي بمفهوم آلية التحويل إلى المشاهد .. وأقصد هنا التحويل اللغوي بل استطاع الممثل أن يفعَل المفردة ويقلبها بل ويغيرها أيضا من حال إلى حال راغبا في تحقيق الفعل الكلامي الذاتي إلى أفعال شمولية كلية , وهذا ينم عن قدرة الممثل في التأثير على الآخرين , فكان أحمد الزهراني إذا تكلم أنصتنا , وإذا نظر بعينيه تحولنا إلى مسحورين , وإذا تألم بكينا لا لآلامه فقط بل لوجع الإنسان عموما , وهذا إن دل فإنه يدل على أن الممثل المبدع الزهراني تمكن من توزيع طاقته على المسرح عبر إدراكات علمية وفنية معا لإدارة فعل هذه الطاقة التي استطاعت أن تعبر أولا ثم تدير الفعل التعبيري ثانيا من خلال استعداد الممثل العميق لأداء أفعاله على الخشبة وقد عرف كيف يضبط جسده وروحه معا لتعميق أداءه فاتحا بذلك للمتلقي ليتلقى الحالة المركبة والمعقدة للفعل الإنساني من خلال النص , ومعلنا هذا الممثل أن وراء هذا العرض مخرجا في غاية الأهمية .
وعلى الرغم من أن الأساس المعتبر للمسرح هو المؤلف , ومن أن الجسد الأساسي للمسرح هو الممثل الذي يحمل في ذاته ما هو كامن في النص المسرحي , إلا أن قدر المسرح اليوم وغد يتعلق بالمخرج بدرجة كبيرة , ولا يمكن أن يكون عرضا مسرحيا مهما بدون مخرج مهم , هذا ما اتضح في عرض عندما يأتي المساء , هذا العرض الذي أخرجه أحمد الأحمري حيث ظهر الفعل الإبداعي للمخرج الذي تمكن فعلا من تحديد كل لحظة فعل وربطها بشعور محدد , وكل شعور جيَره إلى فعل كلي وشامل , وهذا ما بدا من خلال العرض حين كان الحدث الدرامي الذاتي يمسك بقوة منطق وتتابع الأحداث الكلية والشمولية حيث أظهر لنا المخرج بحرفية واعية خط الشعور الإنساني الذي يبحث عليه كل كائن بشري , فقد كان هذا الإظهار يبدو عفويا لكنه في واقع الأمر هو مدروسا دراسة متأنية , وخاصة ما لمسناه من توزيع الأزمنة المسرحية توزيعا مدروسا فقد كان الصمت يؤدي فعلا يضاهي أحيانا في العرض اللغة أو الحركة وهذا ما يدل على إدراك فعلي لما يريد أن يقدمه المخرج من حالة مسرحية تتخطى المنطق المسرحي السائد والعادي بل كما يقول ستانسلافسكي تتخطى المنطق المسرحي الميت ! . فقد تمكن المخرج من إيصال ما يريد للمثل دون قسر أو إملاء فوضع الممثل في مكانه المسرحي وزمانه الحياتي , أي من السبب الرئيس لوجود الممثل على الخشبة عبر زمانه ومكانه , واستطاع المخرج أن يقدم من خلال الممثل فعلا نموذجيا , وهذا ما بدا من خلال العرض الذي يتحدث في الواقع عن الجوهر الإنساني , ولم يقع العرض بالشكلانية حيث لم يكن في العرض أي شيء دون تبرير منطقي ودرامي معا وهذا هو العرض المسرحي الحي فعلا , حيث نرى كيف أن المخرج وظف جسد الممثل في كل مراحل الحياة دون أن يأخذنا إلى الافتعال التمثيلي , رغم أدراك المخرج وإدراك الممثل بأننا مدركين أن هذا الفعل تمثيليا , وهذا ما يتطابق وبرخت في الاشتغال على العرض المسرحي . كما أن استخدام الأغراض المسرحية والتي تحمل مجموعة من الدلالات الحياتية , كان استخدما معرفيا لا تزينينا بل كان موظفا توظيفا كليا , فلم يكن هناك ديكورا بالمعنى الكلاسيكي للمسرح بل مجموعة بسيطة من الأغراض المسرحية بما فيها السرير الذي كان كل شيء ابتداء من استخدامه للنوم وانتهاء باستخدامه قبرا مرورا بتصيره راحلة أو هودجا وبتتا كاملا , فقد ملء هذا السرير البسيط الفضاء المسرحي بشكل كلي مستعينا بذلك بإضاءة محددة لمجموعة معطيات العرض هذه الإضاءة التي استطاع المخرج أن يخرجها من التزينية إلى التوظيفية , وهذه مهمة الإضاءة الفعلية التي جاءت متناغمة مع الاختيارات الموسيقية وتوظيفها بشكل يخدم مجموعة البنى الدرامية التي أردها المخرج فوصلت إلينا شهية طازجة فشكرا لفريق العمل السعودي المتمثل في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون فرع الطائف , وشكرا لورشة العمل المسرحي التي أنجبت هذا العرض وأتاحت لنا الفرصة لمشاهدته .
كما أشكر الفريق السعودي لتكريمه إدارة المهرجان على خشبة مسرح المركز الثقافي في اللاذقية حيث لوهلة ظننت أنني في السعودية فمن البديهي والطبيعي أن يكون التكريم من قبل إدارة المهرجان لا من قبل الضيوف والغريب في الأمر لم نسمع كلمة شكر لهؤلاء الفنانين الذين كرموا إدارة المهرجان , وعلى ما يبدو لم يرضي هذا التكريم إدارة المهرجان فكان يجب على الفريق السعودي أن يقدم لهم الدروع ويوزع دروع أخرى على الفرق المشاركة لأن دروع هذا العام غابت ولا يدري سبب غيابها إلا الله والراسخون في العلم .
العرض الخامس ( امرأة نساء ) دمشق
عرض إيمائي حركي تأليف وإخراج الدكتور محمد قارصلي وأداء الفنانة ندى الحمصي .
العرض جاء على قسمين وحكايتين تخص المرأة , فالقسم الأول يحكي على المرأة منذ بداية نشأتها حتى شيخوختها مرورا بكل مراحلها الحياتية ويوضح المعاناة التي تلاقيها من الرجل المتمثل بالسيطرة الاجتماعية والاقتصادية والضغوطات التي تلاقيها في حياتها رغم أحلامها بحياة رغيدة لكن القوة المتمثلة بالذكر إن كان أبا أو أخا أو زوجا أو رب عمل تكسر تلك الأحلام فلا ترى نفسها إلا والشيخوخة قد تملكتها .
أما القسم الثاني فيحكي عن المرأة الفنانة والجميلة وكيف أن معجبيها لم يتركوا لها لحظة من الراحة حتى لتشرب الماء , لكن ومع مرور الزمن يقل المعجبين مع هروب الشهرة والجمال للمرأة حتى أن أحدا لم يطرق بابها بالعموم أن هذا العرض بحاكي بشكل واضح معانات المرأة وقهرها وكيف يساهم المجتمع بتسليعها واستغلالها .
جاء العرض إيمائيا Pantomime كما أن الفنانة ندى الحمصي استطاعت أن توصل الفكرة المرجوة من العرض , فهي صاحبة باع طويل في هذا النوع التمثيلي وقد تخطت شهرنها حدود البلدان العربية , كما أنها نالت الكثير من الجوائز العالمية بهذا العرض بالذات , لذا ومن الطبيعي أن يكون هذا العرض وبهذا المهرجان أكثر ألقا مما قدمته , لأن ومن المعروف أن فن الإيماء هو جزءا لا يتجزأ من الكوميديا , فلم يأتي العرض كوميديا بالمعنى العلمي رغم أن رؤية الكاتب المخرج هي رؤية كوميدية صرفة , ولا يكفي بهكذا عروض أن تصل الفكرة فقط بل لا بد من الأخذ بعين الاعتبار ما يرده المخرج , فالمخرج أراد أن يعتمد على الشخصيات النمطية الحياتية وهذا من صلب الإيماء كتابة وإخراجا فالنص هو توجه ساخر من حيثيات مجتمعية نمطية لرجال يتعاطون مع النساء ومن النساء اللواتي يتعاطين مع ذواتهم مما يزيد القهر قهرا والسخرية سخرية , لكن الممثلة يبدوا أنها لم تعطي أهمية في هذا العرض لحيثيات الإيماء العلمية والتي كان يجب أن تتوضح في المعرفة التاريخية لهذا الفن من خلال الممثلة التي من الضروري أن يكون إيمائها حركيا لا حركاتها إيمائية وهذا ما اتتضح بهذا العرض مع أنني شاهدت العرض منذ حوالي الخمسة سنوات , وكان بحال أفضل مع العلم أن المخرج قد تبدت رؤيته المعرفية في العلاقة مع الفضاء المسرحي واستخدام هذا الفضاء معتمدا على الحركة المتواترة والتي تعتمدها العروض الإلزابثية , وهناك الأمثلة كثيرة فقد أدخل شكسبير هاملت الشبح إيمائيا , كما أن المخرج قارصلي أدخل الميم من خلال استخدام الأقنعة , لكن الممثلة والتي استخدمت قناع القرد فبدا عبئا عليها , ولا أدري لما كان عرضها التمثيلي عاديا . على ما يبدوا أن العرض جاء " تمشاية حال " على هوى المهرجان الذي كان أيضا تمشاية حال لأن المهرجان أراد فقط أن يسجل رقما خامسا فقط ,لكن نحن المشاهدين لماذا دائما نحمل أوزار الآخرين , مع العلم أن البنية العامة للعرض جاءت من خلال الركائز الإخراجية التي وضعها الدكتور قارصلي كانت شفيعا للخلل الذي وقعت فيه الممثلة ندى الحمصي .
العرض السادس ( صوت ماريا ) دمشق
العرض من تأليف ليديا شيرمان هوداك وإخراج الأستاذ مانويل جيجي وقام بأداء الشخصية المونودرامية الفنانة فدوى سليمان العرض وهو يتكلم على أزمة ذاتية لامرأة ولا تخرج على الإطار الجمعي حيث أنة هكذا أزمات هي عموما ذاتية وتتمحور ضمن البنى المرضية السيكولوجية , وهكذا عروض تأتي ضمن تصنفيات مسرح البيسكودراما وقد اعتمد المخرج لعرضه البنى التحليلية للشخصية المونودرامية المأزومة وأراد المخرج اكتشاف حقيقة هذه المرأة معتمدا على الأبعاد المهمة للبيسكودراما والتي اعتمد فيها على العلاج النفسي ضمن تداخل الحالة المحيطة لهكذا شخصية وهذا نوع في غاية التعقيد والصعوبة حيث حاولت الممثلة أن تصل إلى مجموعة الحالات التي شكات هذه الشخصية وجاهدت حتى بدا الإرهاق النفسي قبل الجسدي عليها وكأنها لم تدرك أن هناك علاقة مزدوجة بين المسرح وبين ما يقدمه هذا النوع من المسرح والذي يتأتى بخصوصية غاية في التعقيد وقد تصل الحالات العصابية حد الإنكار والتمثل والإيهام , وهذا كما هو معلوم من صلب المسرح , وهذا أيضا ما أدركه فرويد عبر نظريته في التحليل النفسي , وقبض عليه المخرج لكن لم تستطع الممثلة إدراك هذه الأبعاد وتعاطيها المسرحي , فمسرحية صوت ماريا تعتمد وبشكل أساسي مسرحيا على مسرح القسوة والذي يؤكد على أن المسرح يستطيع أن يكشف مكونات اللاوعي من خلال ما تتركه الأزمات على الشخصيات , فقد قدم لنا منويل جيجي شخصية غارقة في أزمات عديدة ولم تتمكن الممثلة من توضيح هذه الأزمات عبر عدم استطاعتها قيادة اللاوعي الذي يكون هذه الشخصية ويوضح معالمها التي تنتمي إلى البنى الرمزية ضمن أطر سريالية وهذا ما فعله المخرج من خلال أدواته الأخرى مستعينا بديكور ينتمي إلى السريالية وهذا ما يعكس نفسية الشخصية والتي بدت من خلال رسومها رغم أننا لم نرى الكثير مما فعلته الممثلة , فهكذا عروض يجب أن تكون مكشوفة كليا للمشاهد , لكن هذا ظرف خارج الممكن , وقد كان هناك بعدا مما يرده النص والمخرج وما قدمته الممثلة التي حيدت جسدها والذي لا بد أن يكون بهكذا عروض أن يحقق التأثير على المتفرج من خلال تعميق الحس الوجداني ودفعه بشكل انسيابي عبر الأداء الجسدي لا الكلامي اللغوي وهذا ما أكده مسرح القسوة والذي ينتمي إليه العرض إلى حد ما , فالقسوة هي وسيلة لإيصال الشخصية المسرحية عبر الممثلة إلى النشوة وهذا ما يجعل المتفرج بحالة من الاستغراق ومن ثم تأتيه الصرخة التي تخرجه من ثباته ويفقد نقاط ارتكازه التي كان يظن أنها تدافع عنه !! ومن ثم على الممثلة أن تدخل المتفرج بعد ذلك في دوارت من الهلوسة التي تعطيه قدرة هائلة تجعل المتفرج يندفع إلى فك قيوده وتحرير ذاته , وهذا تطهير طبي كما ذكرت ضمن الرؤية البيسكودرامية .
إذا اللوم على من يقع في هذا العرض على المخرج ؟ لا أظن فقد تمكن المخرج من استخدام أدوات هكذا عرض بشكل جيد ومدروس رغم أن السرير على ما يبدو جاء ارتجاليا في هذا العرض بالرغم من دقة المخرج في تناول أغراض العرض المسرحية ضمن أسس علمية خدمت البنية الدرامية التي أرادها النص وأراد أن يحققها المخرج فنجح لكنه لم يستطع أن يضبط الممثلة ويقودها إلى دواخل الشخصية المسرحية .
أم أن اللوم يقع على الممثلة والتي بدا أن النص كبير على مجموعة إدراكاتها الداخلية والمعرفية لبنية التحليل النفسي لشخصية العرض ولم تستطع حقيقة إخراج القرين لديها وأخمدت القوى المكبوتة لدى الشخصية حتى بدت الشخصية صنمية لا عنف يخرجها من أزمتها ولا حتى استطاعت أن توضح الأزمات فأوقعت العرض في الشكلانية وأخرجته عن سياقه حتى بدا كل شيء على حده دون وحدة تجمع حيثيات هذا العرض .
وبصوت ماريا انطفئ المهرجان وانتهى !!!!
----------------------------------------------------------------------------------------------
عثرات مهرجانية :
وقع مهرجان المونودراما الخامس في حالات غريبة هذه الدورة أذكر منها مثلا !!!! :
- بالعوم عروض المهرجان في العام الماضي كانت أفضل من هذا العام مع رداءتها الفنية .
- لأول مرة أرى في مهرجان توزع فيه الدروع من الفرق المشاركة , كما حصل في عرض السعودية حين كرم الضيوف أهل البيت , وعلى علمي يجب أن يكون العكس أليس كذلك ؟؟؟
- تعمد المهرجان بعدم كتابة أسم مؤلف نص بقايا مجنون وهذا عيبا يحسب لهذه الدورة لكن أقول أن الذي لا يرى الشمس من الغربال فهو أعمى أليس كذلك ؟؟؟
- في هذه الدورة لم يكرم أحد من المسرحيين وكأن بلدنا لا يوجد فيها مسرحي يستحق التكريم أم أن التكريم مكلف والكلف غير موجود هذا العام ... صح ؟؟؟؟
- لو أن الفنانة أمل عمران لم تأتي وتقدم هذا الافتتاح البسيط لشباب مجتهدين خلال أيام , فماذا حل بافتتاح المهرجان وخاصة كان مفرود للافتتاح ليوم كامل شكرا أمل عمران .
- لا بد من الدورات القادمة إذا بقي المهرجان أن يشكلوا لجنة لاختيار العروض المونودرامية يكون لديها معرفة بالمسرح على الأقل فما أدراك في المونودراما .
- لم يذكر البراشور من هو المدير الفني للمهرجان لكنا وضعنا على عاتقه اختيار العروض , على ما يبدو هذا العام لجنة اختيار العروض كانت سرية .
- أتمنى في الدورة القادمة استخدام الترجمة إذا كان هناك عروض تتكلم لغة لا ندركها !!!
- كم تمنينا أن يصدر المهرجان مجلة تسمى المونودراما وتصبح تقليدا لكل مهرجان أسوة بمهرجان الكوميديا !!
وكل عام واللاذقية سيدة المسرح