أوائل عام 2007، اي بعد حرب تموز، وبعد قراءة متمعنة لتقرير فينوغراد، ترسخت قناعة بأن الموساد سيعمل على تكثيف نشاطه الأمني في لبنان. وأن مكافحة الإرهاب الداخلي لا يمكن ان تصرف النظر والجهد عن مكافحة تجسس الموساد ايضاً.
اتخذ القرار وقتها، بإنشاء وحدة متخصصة في هذا المجال. لكن فرع المعلومات لم يكن يملك ما يؤسس عليه من خبرات. عملت الوحدة، كما يشير القائمون عليها، على تجميع أرشيف العملاء السابقين، من أجل وضع تصور اولي للطريقة التي يعمل بها العدو، كتعويض عن الشح الشديد في المعلومات المتوفرة.
في ايار 2007 وضع الفرع يده على تطور بالغ، تمثل بحدث امني مرتبط بخلل فني قام به المتعاونون مع إسرائيل، ما وفر اول مادة عملية تم استثمارها في ما بعد، ليكون اديب العلم اول صيد ثمين يساعد لاحقاً في تداعي شبكات العمالة.
أما نتائج التحقيقات بشأن كل عميل على حدة فهي بالتفصيل:
1ـ أديب العلم.
تم توقيفه في 11/4/2009، وهو عميد متقاعد من الأمن العام.
في أيار 2007 كلف اديب العمل بمهمة محددة، وأثناء تنفيذه المهمة قام بإجراء معين لم يلفت النظر اليه، لكنه كان خيطاً لمرحلة لاحقة لكشف امره. ففي 9/1/2009 وردت معلومات الى الفرع عن تحرك ما للموساد، ما استنفر العمل لدى الخلية المكلفة بتعقب العملاء. وفي شهر اذار 2009 ارتكب اديب العلم خطأ تقنياً، تمت مقاطعته مع ما حصل في ايار 2007 ففهم انه الشخص نفسه. وضع تحت مراقبة مكثفة من ذلك التاريخ حتى تم كشف كافة المعطيات في 11/4/2009.
اعترف العلم انه بتارخ 2001 طلب منه الموساد الاسرائيلي، إنشاء صندوق بريد وهمي، باسم مزور، من اجل تلقي طلبات مَن بحاجة الى وظائف، وطلب منه ان يسوق لهذا البريد في صحيفة مقروءة في سوريا. وبعد تمام العملية أشار الموساد بإتلاف كافة الاستمارات التي اتته من لبنان، والاكتفاء بالاستمارات التي جاءته من سوريا فقط. وقد فعل ذلك، حيث زود الموساد بعشرات الاستمارات.
وفي عام 2004 طلب الموساد منه رسمياً فتح شركة توظيف في سن الفيل، وقد وظف عشرات الموظفين بالفعل، لكنه كان يرسل الاستمارات كافة التي وردته الى الموساد لدراسة من يسهل تجنيده. وتقوم الأجهزة الرسمية بدراسة متأنية ودقيقة لكل الاستمارات التي ارسلت. وهذا يحتاج بطبيعة الحال لوقت طويل.
بدأ عمله مع الموساد عام 1994 وكان وقتها لا يزال ضابطاً في الأمن العام، وقد عمل وقتها في دوائر متنوعة وحساسة (دائرة الأجانب، الجوازات، مرفأ بيروت ...).
ويجري التحقيق معه لمعرفة ما طبيعة المعلومات التي ارسلها في هذا الشأن، ويبدو ان زوجته هي التي تفضي بمعلومات عنه، لا سيما ان علاقتهما شابها سوء ظن بعد ان تبين لها انه كان «يخونها».
دخل إسرائيل 9 مرات كان آخرها عام 2007. المرة الاولى كانت من خلال ايطاليا بجواز سفر مزور باسم شخص مما يُعرف بعرب 48.
زود بجهاز «الجريكان» (ترمس مياه صغير يرسل صوراً مباشرة عبر الأقمار الصناعية) مع الاشارة بأن ما ضبط معه كان الجهاز الثالث الذي تسلمه من الموساد، ما يشير الى الكم الهائل من المعلومات والصور التي ارسلها.
اما ابرز المهام التي كلف بها:
ـ اعترف بأنه اجرى مسحاً دقيقاً لكل المنشآت والعبّارات والجسور... على طريق دمشق حمص الدولي.
ـ مسح لكل ما يقدر عليه من منشآت وجسور وعبّارات وغيرها في كافة الأراضي اللبنانية، عدا الضاحية الجنوبية التي كان واضحاً انه تحاشى الدخول اليها.
ـ في ايار 2006 كلف بالتوجه مع عائلته الى مطعم الشاطئ الأزرق في جبيل، وكلف باصطحاب هاتف اوروبي معه، وانتظار التعليمات. وتبين فيما بعد ان الموساد في ذلك اليوم، كان يقوم بعملية إخلاء لضابطين إسرائيلين قاما بتفجير الأخوين مجذوب في صيدا، وتبين ان ضابطي الموساد كانا بصحبة محمود رافع الذي نقلهما بصفة صاحب سيارة تاكسي، من صيدا الى الشويفات ثم الى جبيل، حيث فرا من هناك عبر البحر. ويبدو ان العلم كان مستنفراً من قبل الموساد خشية اي طارئ، كأن يقوم بعرقلة السير، او افتعال اي حادثة في حال كشف امر الضابطين، او بالحد الأدنى استطلاع المنطقة في حال وجود اي استنفار امني غير متوقع. وتجري التحقيقات راهناً لمعرفة ما اذا كان قد كلف بمهمة اخرى من هذا النوع ام لا، علماً بأن العلم ينفي حتى الساعة ان يكون قد قام بأي مهمة اخرى.
كانت ترسل اليه الأموال عبر شركات تحويل الاموال، او عبر ما يعرف بالبريد الميت، وهو عبارة عن تحديد مكان غالباً ما يكون في الطبيعة، يطلب من المتعامل التوجه اليه، فيجد فيه الرسائل، او الاموال. وقد كانت بلدة مزرعة الضهر في رأس المتن هي المنطقة المخصصة لاستلام بريده. كما انه التقى ذات مرة بضابط من الموساد على شاطئ جبيل ليلاً، أتى من البحر عبر وحدة كومانودس وسلمه وقتها «الجريكان».
يتكتم العلم على قيمة الأموال التي تقاضاها، ويكتفي بالقول بأنه كان يتقاضى مبلغ 4 الى 5 آلاف دولار في كل عملية سفر، ويدّعي الآن ان ليس لديه اموالا، لكن المحققين يعتقدون انه يكذب وأن امواله قد حولت الى الخارج نظراً لطول مدة عمالته، وطبيعة المهمات التي كلف بها.
وبهذا المعنى يكون اديب العلم اهم شخصية متعاملة مع الموساد ضمن الشبكات الاخيرة للأسباب التالية:
ـ فترة عمله الطويلة. منذ عام 1994.
ـ مركزه في العمل، فقد جند وهو ضابط كبير في الأمن العام.
ـ نوعية التجهيزات (ثلاثة «جريكان»، و«يو اس بي» فيها خارطة للبنان 11 جيغا، اي انها ثلاث اضعاف غوغل ارث، علماً بأن الجميع ضبط بحوزته مثل هذه «اليو اس بي»).
ـ طبيعة المهمات ومن ضمنها مسح لأماكن محددة في سوريا، وإرسال استمارات عن شخصيات بحاجة لعمل في سوريا.
2ـ علي منتش
يعتبر الثاني في الأهمية بعد اديب العلم لجهة كونه الشخص الثاني الوحيد الذي يملك جهاز بث وإرسال عبر الأقمار الصناعية (الجريكان).
جند عام 2005 . من بلدة زبدين قضاء النبطية. يملك «دكاناً» و«ملحمة» في زبدين، ويعمل خلال موسم الحج «معرّفاً» للحجيج، ويبدو انه احسن التستر خلف «الالتزام الديني» ما جعله بعيداً عن الشبهات. شقيقه احد مرافقي احد المسؤولين في حركة امل ممن ترشحوا للانتخابات.
زار إسرائيل مرة واحدة عبر هنغاريا، وهناك تم تدريبه على طريقة استخدام «الجريكان».
المهام والتكليفات التي قام بها:
ـ حدد مواقع عديدة للمقاومة قبل حرب تموز وبعدها.
ـ أجرى استعلاماً ورصداً لعدد كبير من المباني إما من تلقاء نفسه، او نتيجة تكليف محدد.
ـ أعطى إحداثيات دقيقة عن منازل عدد من قياديي حزب الله، وعن مقار مدنية للحزب، بما فيها اماكن الإمداد الصحي واللوجستي.
ـ طلب منه تحديد مواقع ونقاط تفتيش الجيش اللبناني وسائر الاجهزة الامنية في المنطقة.
ـ سئل عن إمكانية تحديد مخازن الصواريخ، فرد بأن الأمر بالغ الصعوبة والتعقيد وأن البحث عن الامر قد يثير الشبهات.
ـ سئل عن القيادي الأمني في حزب الله وفيق صفا، وطُلب منه معلومات دقيقة كونه من زبدين فرد بأن الرجل من النادر ما يتردد الى بلدته. لكن عندما زار «صفا» البلدة من اجل المشاركة في مراسم عزاء احد اشقائه، طلب منه في رسالة عاجلة تحديد اماكن صفا، وتعقبه في الاماكن التي يتردد عليها في البلدة، وإعطاء إحداثيات دقيقة وعاجلة عن الأمر.
3ـ ناصر محمود ماجد
آخر من تم توقيفه. اوقف يوم السبت في 16/5/2008 مع زوجته الثانية نوال معلوف (تزوجها سراً) وهي من بلدة مرجعيون. وقد كانت السبب في تجنيده من خلال شقيقتها المقيمة في اسرائيل.
عمل مع الموساد منذ عام 2003، دخل إسرائيل خمس مرات، اربع منها براً من خلال بلدة علما الشعب، والخامسة كانت برفقة زوجته نوال عبر هنغاريا في حزيران عام 2006.
طلب منه فتح محل بيع مستلزمات الهواتف الخلوية في جونية، كساتر على عمله مع الموساد، وكمبرر لحصوله على الاموال.
يعتبر الرجل على اهمية عالية، ذلك لطبيعة المهات التي كلف به، اذ كان مجال عمله في الضاحية الجنوبية لبيروت، فضلاً عن التجهيزات التي بحوزته. فقد كان الوحيد الذي بحوزته «يو اس بي» لا تعمل الا من خلال «يو اس بي» اخرى. فضلاً عن ان كومبيوتره الشخصي لا تُكشف فيه الملفات الخاصة الا من خلال القطعتين الإلكترونيتين «اليو اس بي». فضلاً عن حيازته هاتفاً يعمل عبر الأقمار الصناعية (ثريا) لا يمر عبر الشبكة المحلية.
اهم المهمات التي تم تحديدها حتى الساعة:
ـ مسح شبه كامل لكل ما يمكن ان يصل اليه في الضاحية الجنوبية من مجمعات ومساجد ومحلات ومقار وحتى منازل.
ـ تعقب عدد محدد من المسؤولين في المقاومة، احدهم في بلدة الغندورية.
4ـ روبير كفوري
لم يتم تحديد تاريخ تعامله مع الموساد لأن الرجل (وهو من بلدة حوش الأمراء في البقاع) يقيم في جديدة مرجعيون في الجنوب منذ الاحتلال الاسرائيلي، وهو كان يتعاون بنسب متفاوتة مع الاحتلال منذ ذلك التاريخ.
يكاد يكون الأقل اهمية من بين مجموع من ألقي القبض عليهم، ومهمته الأساسية كانت اقتراح اشخاص لديهم الاستعداد للتعاون مع اسرائيل، وأبرز خدمة قدمها للموساد اظهرتها التحقيقات، انه هو من اقترح تجنيد «محمد عوض» عندما طلب منه توفير مخبرين في مخيم عين الحلوة. اقترح عوض كون الرجلين يعملان في مجال واحد، الكسارات وقيادة الشاحنات.
5ـ محمد عوض (فلسطيني)
جنده روبير الكفوري عام 1990. انقطع عن العمل لفترة ثم عاد للتعامل اواخر عام 2004.
عوض رجل بسيط جداً، يكاد يكون «أمّياً». اهميته نابعة من كونه يقيم في مخيم عين الحلوة، وهو خال «صالح الفيلاوي» (المساعد الأول لأبي مصعب الزرقاوي، قتل معه في العراق، وهو من رموز عصبة الانصار في المخيم). زار إسرائيل اكثر من اربع مرات، وتمت في احدى المرات استضافته في طبريا، كونه من تلك المنطقة.
ابرز التكليفات والمهمات:
ـ نقل بريد ميت الى داخل مخيم عين الحلوة. ما يعني ان وظيفته الاساس كانت نقل الاموال وأمور اخرى لا يعلمها الا عملاء اكثر اهمية داخل المخيم، من دون ان يعلم ماذا ينقل، ولمن ينقل.
ـ حدد بالتفصيل الدقيق كل ما يعرفه في مخيم عين الحلوة، بما في ذلك مساكن الناس العاديين.
ـ كلف بإعطاء معلومات عن قيادات اسلامية في المخيم، وسئل عن عبد الرحمن عوض (القيادي في فتح الاسلام)، علماً بأنه لا يمت له بصلة قرابة وثيقة كما اشيع.
6ـ حسن ياسين
من بلدة السلطانية، يعمل في مجال مسح الاراضي. جند عام 2005، من خلال اتصال دولي جاءه فجأة يعرض عليه العمل مقابل المال، كما قال في التحقيق، لكن المحققين يشككون في هذه الرواية. ويعتقدون ان اخاه ـ (وهو متعاون سابق مع «جيش لبنان الجنوبي» الذي كان يتزعمه «انطوان لحد»، وحكم ثلاث سنوات) ـ هو الذي جنده، وأن إخفاء هذه الحقيقة محاولة لتجنيب اخيه أي عقوبة اخرى.
بكل الاحوال اوقف اخوه «جعفر» لكن لحيازته اسلحة، وشبهة الاتجار بالمخدرات. لم يثبت على اخيه اي تعامل مع الموساد حتى هذه الساعة.
دخل العميل المذكور الى اسرائيل عبر هنغاريا. لم يطلب منه تكليفات استثنائية غير تحديد اماكن عامة، كون الرجل اصلاً على علاقة غير ودية بأهل بلدته، نتيجة السمعة غير الطيبة عموماً له، ولأخيه.
7ـ حسن شهاب
حسن شهاب من بلدة الغازية، آخر من اوقف لدى فرع المعلومات. بدأ التعامل مع الإسرائيليين عام 1999 من خلال قيادي في جيش لبنان الجنوبي من آل ضو من بنت جبيل. تم تجنيده في منزل الموقوف فادي عباس. انقطع عن العمل عقب تحرير الجنوب، ثم عاد الى التعامل عام 2005، بعد قرار الموساد بتفعيل العمل الاستخباري في لبنان.
اوقف نتيجة معطى يدينه منذ عام 2005. وتم كشف امره نتيجة التحقيق مع المجموعات الأخرى.
قبل توقيفه بأسبوع تلقى رسالة عاجلة من الموساد الإسرائيلي، تهدئ من روعه، وتطمئنه، لكن تطلب منه تلف كل ما لديه. اي «اليو اس بي» وكتاب الشفرة الذي يستخدم في كتابة وتلقي الرسائل عبر الانترنت، وفي فتح «اليو اس بي». اتلف كتاب الشيفرة، ومسح المعلومات الموجودة على «اليو اس بي» لكنه لم يتلفها (جراء طمعه بها، تقديرات المحققين). ويجري العمل حالياً على فتحها، علماً بأن فتحها امر معقد للغاية من دون الشفرة المخصصة والتي تقع في صفحتين فولوسكاب.
المهات التي كلف بها:
ـ ثبت انه حدد العديد من المواقع والمقار التابعة لحزب الله في بلدة الغازية وفي محيطها، والتي قصفها الجيش الاسرائيلي، ومن بينها مسؤول للحزب في تلك المنطقة.
ـ بعد حرب تموز قام ايضاً بإعطاء إحداثيات عن المقرات الحزبية الجديدة.
8ـ محمود شهاب
شقيق حسن شهاب. أوقف بشبهة التعامل. لم يعترف بما نسب اليه حتى الساعة، لكن زوجته السابقة قالت خلال التحقيق إن زوجها كان يلتقي ضباط الموساد في المانيا.
9ـ فادي عباس
اوقف نتيجة اعتراف حسن شهاب، انه تم تجنيده من قبل قيادي سابق في جيش لبنان الجنوبي من آل ضو، في منزله في بنت جبيل عام 1999.
اقر فادي بأن حادثة التجنيد تمت في منزله، لكنه نفى ان يكون قد قام بأي اعمال تجسسية.
10 ـ حسين عباس
شقيق فادي عباس. هناك شبهات كبيرة حول تورطه، لكن لا يوجد اي دليل بعد. تمت مصادرة سعة شاحنة من منزله للتدقيق في ما اذا كان يخفي اي اجهزة اتصال بإسرائيل، او اي وثائق تدينه.
11 ـ هيثم السحمراني
اهمية الرجل انه الوحيد من بين المتعاملين كان يقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتحديداً في برج البراجنة.
جند السحمراني في شهر تشرين الثاني عام 2004، من خلال شقيقته المقيمة في تركيا، وهي متزوجة من احد المسؤولين السابقين في جيش لبنان الجنوبي.
كان السحمراني يعمل في قوى الامن الداخلي، وعمل ايضا في فرع المعلومات عام 2002، لكن سيرته غير السوية كسرت رتبته من «معاون» الى «رقيب اول»، ونقلته الى فروع اخرى كإجراء تأديبي، بعدما عمد عام 2003 الى استغلال وظيفته، من خلال وضع كمية من المخدرات في سيارة احد المواطنين وتوقيفه متلبساً بالتهمة نتيجة مبلغ زهيد من الاموال (200 $) قدمها له ابن الرجل المتهم.
بعد هذه الحادثة طلبت منه شقيقته زيارتها في تركيا، وهناك أُخذ مباشرة الى اسرائيل، من دون اي إجراءات مسبقة.
موقوف حاليا لدى مديرية المخابرات بالجيش، مع زوجته التي يتم التحقيق معها ايضا، نتيجة الاعتقاد انها كانت تعلم بأمر تعامله مع الموساد. اذ اظهرت التحقيقات ان زوجته شاهدته ذات مرة يرسل رسالة بطريقة غريبة، بينت لها انه يتعاون مع الإسرائيليين.
اهم المهمات التي أوكلت اليه:
ـ مسح شامل للضاحية. وقد قام بإعطاء إحداثيات دقيقة لمنزل المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل، ومجمع سيد الشهداء، وملعب الراية، ومجمع العباس، ومجمع الإمام الحسن، وعشرات الأهداف الاخرى.
ـ سئل قبيل مهرجان النصر التحقق مما اذا كان الأمين العام لحزب الله، سيحضر شخصياً المهرجان ام لا.
ـ سئل عن شعبة المعلومات.
12ـ جوزيف العلم
جند العلم وهو مؤهل حالي في الامن العام عام 1994، من خلال ابن خالته «نقولا حبيب» مسؤول الادارة المدنية في بنت جبيل إبان الاحتلال الاسرائيلي.
اعترف انه كان ينقل بريداً لا يعرف محتواه ما بين اعام 1994 وعام 1998 من الشريط المحتل آنذاك، الى خاله اديب العلم في سن الفيل. وانه لم يقم بأي نشاط آخر. لكن المحققين يعتقدون انه قام بمهام اضافية لا سيما انه كان من خلال الامن العام يعمل في منطقة الناقورة الحدودية.
خلاصة عامة للتحقيقات:
من نتائج التحقيق الواردة حتى الساعة، يمكن استنتاج الآتي:
ـ ثمة مخبرون في كل لبنان، يعملون على ارسال كل تفصيل، عن التضاريس الجغرافية والامنية والسياسية.
ـ ان تنفيذ الاعمال الامنية يتم من قبل ضباط الموساد مباشرة، وان مهام المتعاونين تتراوح بين المعلومات والرصد وتقديم الخدمات اللوجستية.
ـ ان لبنان صار منطلقاً لأعمال تجسس في المحيط، وتحديدا سوريا.
ـ ان شغل لبنان بأعمال امنية جانبية، يخدم بشكل مباشر اسرائيل الناشطة استخبارياً على لبنان، بشكل لا يمكن ان يتخيله احد.
ـ ان عمل شبكات الموساد عمل منفصل بعضه عن بعض، وهو ما يعرف بالشبكات العنقودية، بشكل يمنع سقوط كامل الشبكات في حال كشف بعضها.
ـ لا يوجد تقدير حقيقي حول مدى استثمار المعلومات التي حصل عليها الموساد من خلال عملائه القريبين من حركات إسلامية سنية راديكالية خارج لبنان، إذ كان على اطلاع دقيق حول بعض المقاتلين الذين أرسلوا إلى العراق.
ـ ان المتعاونين عملوا طوعا مع الإسرائيليين اما نتيجة موقف ايديولوجي معاد للمقاومة، او نتيجة طمع مادي ...
ـ ان حجم المبالغ المدفوعة متفاوتة بحسب المهات لكنها عموما زهيدة، اذ لا يتجاوز مجموع المدفوع لكل واحد منهم الثلاثين الف دولار (حسب الاعترافات الاولية) .
ـ ان اسرائيل تسعى الى تطمين المتعاونين بالحماية الكاملة في حال الكشف، وانه سبق وأخذت احد المتعاونين من شاطئ بيروت عندما كشف امره، وهو كان من شبكة محمود رافع.
وفي هذا الاطار يمكن تقسيم من تم توقيفهم حتى هذه الساعة الى ثلاث فئات وفقاً لمعطييات ثلاثة مترابطة مع بعضها البعض، التجهيزات التي بحوزتهم، والتكليفات التي تطلب منهم، والطريقة التي يتم ادخالهم بها الى اسرائيل.
من ناحية التجهيزات:
ثبت ان اثنين فقط من الموقوفين (اديب العلم، وعلي منتش) لديهم جهاز ارسال مباشر مرتبط بالموساد الاسرائيلي مباشرة، يعرف «بالجريكان» وهي كلمة عبرية تعني «ترمس مياه»، بينما الجميع يملك «يو اس بي» مزودة بخارطة لبنان 11 جيغا.
من ناحية طريقة السفر الى اسرائيل:
يمكن تقسيم المتعاونين الى ثلاث فئات:
ـ الفئة الاولى: الذين يدخلون اسرائيل من خلال اوروبا (ايطاليا، بلجيكا، هولندا...).
ـ الفئة الثانية: الذين يدخلون اسرائيل من خلال شرق آسيا (ماليزيا، تايلند...) او قبرص وتركيا.
ـ الفئة الثالثة: الذين يدخلون اسرائيل عبر الحدود مع لبنان.
مساحة التقاطع بين فرع المعلومات والمقاومة:
لا بد ان السؤال الذي يبرز في ذهن أي متفحص لهذه النتائج هو عن أهمية المعلومات التي وصل إليها الفرع بالنسبة للمقاومة، و بالتالي عن احتمال وجود تعاون ما من عدمه، في ظل الشروخ السياسية التي تحكم علاقة الطرفين.
يفضل «المرجع الأمني» أن يقارب السؤال من استذكار حادثة خلال حرب تموز. ليقول انه ذات يوم خلال الحرب رن هاتف العقيد وسام الحسن في الساعة الثالثة فجراً، ليقول له مساعده إن شاحنة سلاح للمقاومة ضبطت عند حاجز باتر جزين، فيأمر العقيد الحسن بإخلاء سبيلها فوراً، بينما يلفت النظر الى ان الجيش اوقف شاحنة محملة بالذخائر للمقاومة، ليجزم بأنه لا يوجد معيار واحد في محاكمة الوقائع، وان الموقف من فرع المعلومـات مـبني على نظـرة سـياسية تضمر العداء لهذا الفرع.
وسريعاً يستحضر «المرجع الامني» من الذاكرة ايضاً «كابل قصقص» المرتبط بشبكة الاتصالات التابعة للمقاومة. فيقول ان دورية للجيش اللبناني سألت عند الساعة الثانية فجراً عناصر حزب الله عما يقومون به هناك، ثم تبعتها دورية للمعلومات، ومرة أخرى لم يشر إلا «لاستجواب» المعلومات. فلماذا الكيل بمكيالين يسأل بعتب؟...
يخلص الرجل الى نتيجة تشبه المشي بين الالغام: «اننا ندرك خصوصية عمل المقاومة، والتعليمات واضحة للجميع بأن لا تقتربوا من مساحة الحساسية للمقاومة، حتى اننا عندما شعرنا انه قد يوجد احتمال خرق ما، مجرد احتمال، اثناء الكشف عن الشبكات، ارسلنا لهم اشارات بإمكانية وجود ثغرة ما. من دون اي تدخل».
ثمة ترسيم ممكن اذاً، لمساحة التقاطع بين اجهزة الامن، وإن كانت صعبة، لعميق التداخل والتشعب. الامر في السياسة اولاً وأخيراً. فالذي جعل العلاقة بين مخابرات الجيش وبين المقاومة على هذه الدرجة من الود، هو السياسة. والذي جعل العلاقة بين فرع المعلومات وبين المقاومة على هذا القدر من «الحذر» هو السياسة.
السياسة هي التي تجعل من حدث كشف شبكات التجسس، مفردة للسجال. ومن سلاح المقاومة مساحة للخلاف.
فرار مواطنين إلى اسرائيل يشتبه بتعاملهما مع «الموساد»
فرّ، أمس، المدعو إيلي توفيق حايك (51 عاماً) إلى داخل فلسطين المحتلة عبر بوّابة يارون الحدودية ترافقه عائلته المكونة من زوجته وثلاثة صبيان كبيرهم في الرابعة عشرة، وصغيرهم في الرابعة، تاركين وراءهم سيّارتهم وهي من طراز «مرسيدس 300» في المنطقة.
والحايك هو من بلدة المية ومية قرب صيدا، وسكان بلدة القليعة في قضاء مرجعيون، ومدرّس مادة الرياضيات في إحدى مدارس حاصبيا. واجتاز الحدود الفاصلة عند حدود قرية المالكية قبالة بلدة يارون في قضاء بنت جبيل حيث كانت قوة إسرائيلية بانتظاره من داخل موقع الحدب الإسرائيلي على الحدود.
وتردّد أنه ربما أُبلغ بصورة ما، بضرورة مغادرة المنطقة الحدودية، بعد ظاهرة تفكّك الشبكات الإسرائيلية الواحدة تلو الأخرى، ما أثار الريبة من أن يكون مرتبطاً بالتعامل مع إحدى الشبكات التي اكتشفت مؤخراً، وهذا ما دفعه للفرار بصورة عاجلة ومفاجئة، لجيرانه ومحيطه الذين أكدوا أنه هادئ الطباع ولا يظهر أي شيء يدلّ على تعامله، علماً أنّه يعاني من إعاقة جسدية منذ طفولته، ويستعين بعكّازين وجهاز للسير على قدميه.
وقرابة التاسعة من صباح اليوم، داهمت القوى الأمنية اللبنانية بمختلف أجهزتها، منزل الحايك عند الأطراف الشرقية لبلدة القليعة، حيث فتّشت المنزل جيّداً بهدف العثور على ما يدلّ على ارتباطه بإحدى الشبكات العميلة، وصادرت جهاز كومبيوتر وجهاز التقاط المحطات الفضائية، وعثرت على مخبأ مموّه في طاولة التلفزيون وهو فارغ، يُعتقد أنه مكان آمن لجهاز الاتصال بالعدو، من دون العثور على الجهاز.
كما صادرت القوى الأمنية سيّارة زوجته وهي من طراز «تويوتا كورولا»، ووضعت الأقفال على باب المنزل منعاً من دخوله أو العبث بمحتوياته، وبدت دراجة صغيرة ركنها إبن الأربع سنوات عند باب المنزل.
وأكدت المعلومات وشهود عيان، أن الحايك حتى مساء أمس الأول كان في منزله هو وعائلته، وأولاده يلهون أمام المنزل، وقد شوهد يتنقّل بسيّارته في المنطقة أكثر من مرة، وفي عدد من المحال التجارية.
لكن اللافت للنظر أنّ اكتشاف سيارته مركونة قرب الحدود في يارون هو ما دلّ عليه، فيما أكدت مصادر مطلعة لـ«السفير»، أن لا شكوك كانت تحوم حوله، وليس هناك ما يدل على تعامله، وهذا ما يفسر وصول الأجهزة الأمنية المختلفة تباعاً إلى منزله حتى ما قبل الظهيرة، دون أن يكون لديها سابق علم بفراره.
وفي السياق عينه، عثرت عناصر قوى الأمن الداخلي في مخفر علما الشعب، على سيارة شيفروليه رقمها 410480 /م، مركونة عند طريق عام الضهيرة ـ علما، وهي مستأجرة من قبل حنا طانيوس القزي (44 عاماً) من بلدة الجية ومقيم في بلدة رميش الحدودية، ويملك شاحنة ومنشارا صخريا حجريا في رميش، وهو كان قد فر صباح أمس، إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشارت مصادر أمنية إلى أنّ «فرع المعلومات» في قوى الأمن الداخلي، قام بتوقيف حسن ط. ع. من بلدة عيترون للتحقيق معه.
وأكّد النائب قاسم هاشم «أنّ ما تمّ اكتشافه من شبكات التجسس والعملاء، يؤكد أن لبنان ما زال في دائرة الاستهداف الصهيوني. وهذا ما يجب الانتباه والحذر منه، ويستدعي مزيداً من الوحدة الداخلية، لأنّ العدو الإسرائيلي يحاول دائماً الاستفادة من أي خلل داخلي، خصوصاً في ظل حالة الانقسام التي تشهدها الساحة السياسية، وارتفاع وتيرة الخطاب السياسي التعبوي، الذي يزيد من مساحة التوتر».( السفير)