تعزيز نفوذ العشيرة أو درء شر عشيرة أخرى أو إتمام مصالحة بين عشيرتين، «أسباب» كانت تدفع هذه العشيرة أو تلك إلى عقد زواج مع عشيرة أخرى. وهكذا، الزواج أشبه بصفقة تستفيد منها عشيرتان لتزداد قوتهما. في لبنان، عشائر السياسة تلعب اللعبة ذاتها في نادٍ يبدو مقفلاً على من فيه، باستثناء بعض الاختراقات
بعيداً عن الإعلام وعن أعين الفايسبوك غالباً، ثمة نادٍ مقفل، فيه الرياضة وفيه النقاش وفيه ربطات العنق والفساتين والفولارات والطعام والسيارات والمرافقون وأرقام الهواتف الخلوية، وفيه العرسان.
الرئيس إيلي الفرزلي يقول إن زمن «الزيجات السياسية ولّى»، ويستعرض سريعاً في رأسه أشجار العائلة لنواب البقاع الغربي وراشيا وزحلة، قبل أن ينتقل إلى مناطق أخرى. «يبلع ريقه» قليلاً ثم يقول: «نعم، ما زال هناك بعض الزيجات، لكن ليس الهدف سياسياً دائماً، فقد يكون زواج هؤلاء في كثير من الحالات ثمرة حب، لا تنسَ أن هناك مجتمعاً سياسياً يحتضن هؤلاء». وإذ يعدد الفرزلي بعض الأسماء، يعود ليصوّب: «نعم، هناك من يختار عروساً لابنه بناءً على معطيات إقليمية.
لكن، دون الدخول في التفاصيل الخاصة لظروف كل زواج تبدو لائحة الارتباطات في النادي شبه المقفل لافتة:
ــ النائب سمير الجسر متزوّج بسلام عبد اللطيف كبارة، شقيقة النائب محمد كبارة.
ــ النائب ميشال فرعون متزوج بمنى طنوس، ابنة أحد كبار المقاولين في لبنان. ونايلة فرعون شقيقة النائب ميشال فرعون متزوجة بجان دوفريج، شقيق النائب نبيل دوفريج.
ــ النائب بطرس حرب متزوج بمارلين ثابت، الزوجة السابقة لمدير مكتب قائد الجيش السابق العميد ميشال لحود. ووالد الأخير كان متزوجاً بشقيقة إميل روحانا صقر، نائب جبيل السابق.
ــ النائب هادي حبيش متزوج بسنتيا قرقفي، ابنة بشارة قرقفي مدير الدوائر العقارية في لبنان.
ــ النائب قاسم عبد العزيز متزوج بنظيمة الصمد، ابن خالها النائب السابق جهاد الصمد.
ــ شقيق فيفيان حداد، زوجة النائب روبير غانم (ابن قائد الجيش السابق إسكندر غانم وشقيق العميد أسعد غانم المدير العام للجمارك) متزوج بابنة «الماركي» موسى دوفريج. وابن فيفيان غانم من زواجها الأول، جو سدي، يرأس إحدى أكبر شركات المحاسبة في العالم، متزوج الزوجة السابقة لماريو سرادار صاحب مصرف سرادار سابقاً، علماً بأن علاقة جو ووالدته مرت بكثير من التوترات.
ــ الرئيس المكلف تأليف الحكومة النائب سعد الحريري متزوج بلارا العظم، السورية الجنسية، ابنة بشير العظم أحد أهم المقاولين في السعودية.
ــ رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط متزوج بنورا الشراباتي، ابنة وزير الدفاع السوري الأسبق أحمد الشراباتي. ويُقال إن نورا كانت زوجة أحد أقرباء أبو تيمور، لكنها طلقته لتتزوج زعيم المختارة.
ــ نائب الكورة نقولا غصن متزوج بنجاة خليل جريج، شقيقة نقيب المحامين في الشمال رمزي جريج. أما نائب الكورة السابق فايز غصن فمتزوج ببونا الحكيم، ابنة النائب السابق باخوس الحكيم.
ــ أمل صحناوي، شقيقة الوزير السابق موريس صحناوي، متزوجة بنجيب السعد شقيق النائب فؤاد السعد. وندى صحناوي، ابنة شقيق النائب السابق أنطون صحناوي، متزوجة برياض الأسعد. بدوره، النائب السابق كميل زيادة متزوج بليلى متري صحناوي، ابنة عم الوزير السابق موريس صحناوي.
ــ ابن الرئيس حسين الحسيني كان متزوجاً بابنة النائب أحمد كرامي، لكنهما تطلقا لاحقاً. وابنة النائب كرامي متزوجة بابن النائب السابق سمير فرنجية.
ــ أحد أبناء النائب السابق كاظم الخليل متزوج بابنة عبد الله بيسار، أحد أهم وجهاء طرابلس.
ــ ابنة مروان حمادة، رانيا، متزوجة بناجي الجميّل، شقيق الإعلامي كريم الجميّل.
ــ نزار دلول، ابن النائب والوزير السابق محسن دلول، تزوّج جومانا آل الشيخ، ابنة نازك الحريري. وابنة محسن دلول تزوجت ابن نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام.
ــ زينة العلي، ابنة النائب السابق سليمان العلي، كانت متزوجة بالنائب السابق رفيق شاهين.
ــ النائب السابق جان عبيد متزوج بلبنى بستاني، ابنة قائد الجيش الأسبق إميل بستاني.
ــ النائب السابق فارس سعيد متزوج بزينة قره كلي ابنة فهمي قره كلي، أحد أهم المقاولين في لبنان. وشقيق زوجة سعيد كان متزوجاً زوجة الشهيد جبران تويني.
ــ النائب السابق جواد بولس متزوج برندة غبريل، ابنة محافظ الشمال السابق اسكندر غبريل.
ــ الوزير نسيب لحود متزوج بعبلة فستق، شقيقة زوجة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز.
ــ النائب السابق مصباح الأحدب متزوج بمنى رشيد المنلا، أحد أهم رجال السياسة والمال في طرابلس.
ــ النائب السابق جورج فرام كان متزوجاً حياة الخازن، ابنة كليم الخازن أغنى أغنياء كسروان. ابن جورج فرام، فيصل، متزوج بابنة وزير الداخلية الأسبق الياس الخازن. ابنة جورج فرام، رانية، متزوجة بالنائب وليد الخوري. وأخيراً ابن جورج فرام، نعمة، متزوج بزينة نخلة ابنة أنطوان نخلة وهو من أهم تجار الملابس في العالم العربي. وجدير بالذكر أن شقيقة زوجة نعمة فرام، منى نخلة، متزوجة بالنائب السابق فريد هيكل الخازن. أما النائب فريد الياس الخازن فمتزوج بسولا صليبي، ابنة الإعلامي إيلي صليبي. ولدى آل الخازن المزيد: رشيد الخازن كان متزوجاً بسعاد يوسف الحويك ابنة شقيق البطريرك الياس الحويك. رئيس حزب الكتائب الأسبق جورج سعادة، والد النائب سامر سعادة، كان متزوجاً بليلي الخازن، ابنة كسروان الخازن رئيس حزب الكتلة الوطنية سابقاً، وشقيقة أمين الخازن سفير لبنان سابقاً لدى الأمم المتحدة.
ــ سمير لحود، شقيق الوزير نسيب لحود متزوج بليزا الخازن، ابنة نقيب المقاولين فؤاد الخازن. وفؤاد الخازن كان متزوجاً بميرنا بستاني النائبة السابقة عن دائرة الشوف. وشقيق فؤاد الخازن، نبيل الخازن، متزوج شقيقة جويس زوجة الرئيس أمين الجميّل.
ــ عائلة الجميّل لها مجدها على هذا الصعيد. فمؤسس حزب الكتائب بيار الجميّل تزوج جنفياف الجميّل، شقيقة النائب والوزير السابق موريس الجميّل. والرئيس الأسبق بشير بيار الجميّل تزوج بصولانج توتنجي، ابنة لويس توتنجي أحد مؤسسي الكتائب. والرئيس الأسبق أمين بيار الجميّل تزوج بجويس تيان، ابنة قنصل المكسيك السابق في لبنان، جوزف تيان، أحد أغنى أغنياء الموارنة. علماً بأن والدة صولانج الجميّل، ابنة عم والدة ستريدا جعجع. وبدورها نيكول أمين الجميّل تزوجت بميشال مكتّف، فصار مكتّف رئيس مجلس الأقاليم في حزب الكتائب وعضواً في الأمانة العامة لـ14 آذار. يذكر هنا أن قائد القوات اللبنانية السابق فؤاد أبو ناضر هو ابن شقيقة أمين الجميّل.
ــ الوزير الياس سكاف متزوج بميريام طوق، ابنة النائب السابق جبران طوق. وقائد القوات اللبنانية سمير جعجع متزوج ستريدا طوق، ابنة الياس طوق شقيق النائب السابق جبران طوق. وبشرّاوياً أيضاً، كان الرئيس رينيه معوض متزوجاً بالنائبة نايلة عيسى الخوري، ابنة شقيق النائب السابق قبلان عيسى الخوري.
ــ الوزير السابق فارس بويز متزوج بزلفا الهراوي، ابنة الرئيس الأسبق الياس الهراوي. وكلود بويز، شقيقة فارس، متزوجة بإميل كنعان، المرشح السابق عن المقعد الماروني في المتن، ووالدة النائب فؤاد السعد خالة النائب السابق فارس بويز.
ــ النائب والوزير السابق غسان تويني تزوج أولاً بناديا حمادة، ابنة السفير محمد علي حمادة وشقيقة النائب والوزير مروان حمادة. وبعد وفاتها، تزوج تويني شادية الخازن، شقيقة رئيس المجلس الماروني العام وديع الخازن.
ــ الوزير السابق ناجي البستاني متزوج بهند فؤاد افرام البستاني.
ــ ابن رئيس الرابطة المارونية ميشال إده متزوج بابنة النائب السابق بيار حلو، علماً بأن إده وحلو كانا في المدرسة ذاتها. وابن إده يعيش في باريس ولا يتعاطى السياسة.
ــ عائلة النائب ميشال المر، تستحق المتابعة بدورها: ابنه الوزير الياس المر تزوج بكارين لحود، ابنة الرئيس إميل لحود عشية انتخاب لحود رئيساً، وانفصلا قبيل مغادرة لحود قصر بعبدا. ابنته ميرنا، رئيسة اتحاد بلديات المتن، تزوجت جبران غسان تويني أولاً، وبعد طلاقهما تزوجت جوزف أبو شرف، ابن النائب السابق لويس أبو شرف. وإحدى بنات لويس أبو شرف متزوجة بأحد أبناء النائب السابق رائف سمارة، علماً بأن جوزف أبو شرف نقل قيده إلى بتغرين كي لا تنقل المر قيدها إلى كسروان ولا يعود في استطاعتها خوض الانتخابات البلدية في بتغرين. وابنة المر الثانية، لينا، متزوجة برئيس بلدية الشياح السابق والمرشح عن المقعد الماروني في الانتخابات الأخيرة إدمون غاريوس.
ــ عائلة الراسي العكارية لها تجربتها أيضاً: الوزير السابق عبد الله الراسي كان متزوجاً بسونيا فرنجية، ابنة الرئيس سليمان فرنجية. وابنه طلال كان متزوجاً برلى فاخوري، ابنة الوزير السابق شوقي فاخوري. فيما ابنه النائب السابق كريم الراسي متزوج بلوسي سالم، ابنة شقيق الوزير السابق إيلي سالم رئيس جامعة البلمند حالياً.
ــ كميل دوري شمعون متزوج ابنة وديع عقل، المدير العام للضمان سابقاً.
ــ شقيق صائب سلام، مالك سلام، متزوج بشقيقة الرئيس عمر كرامي.
ــ المرشح في الأشرفية مسعود الأشقر متزوج بغريتا أبو ناضر شقيقة كلود أبو ناضر، زوجة المستشار السابق لقائد القوات اللبنانية، توفيق الهندي.
ــ رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان متزوج بمارلين خنيصر، ابنة شقيقة نعيم صوايا، الرئيس السابق لبلدية ضهور الشوير.
ــ مرشح حزب الكتائب في كسروان ـــــ الفتوح سجعان القزي متزوج بابنة شقيق مستشار الرئيس المكلف سعد الحريري، داود الصايغ. وهي بمثابة ابنة للصايغ الذي ليس لديه أبناء.
أما الزيجات التاريخية اللبنانية فكثيرة أيضاً: الرئيس شارل حلو كان متزوجاً بنينا طراد، ابنة شقيق الرئيس بترو طراد. الرئيس صبري حمادة تزوج بزينب الأسعد، ابنة الرئيس أحمد الأسعد، ماجد صبري حمادة تزوج بليلى رياض الصلح. كمال جنبلاط تزوج الأميرة مي، ابنة الأمير شكيب أرسلان. بيار حلو، والد النائب هنري حلو، تزوج بمادلين ميشال شيحا. واللافت أيضاً أن معظم وجهاء الطائفة السنية كانوا يختارون سابقاً زوجاتهم من الشام.
في النتيجة، تحاول ابنة أحد النواب السابقين تبرير هذه الظاهرة بالتأكيد أنها بحكم موقع والدها على تماس وتواصل مع مجموعة معينة من الناس، و«تماماً، كما يتزوج معظم الأطباء بطبيبات، والموسيقيون يبحثون عن الموسيقيات، يبحث السياسي عن امرأة تفهم تفاصيل مهنته لتتمكن من مواكبته اجتماعياً وسياسياً».
الصبية نفسها تعترف بأن زيجات كثيرة من هذا النوع فشلت ولجأ الطرفان في النتيجة إلى الطلاق، لكن ذلك لا يعني أبداً أن هؤلاء يتزوجون من دون حب أو من دون التطلع إلى إمكان قضاء العمر معاً. وتعترف ابنة النائب السابق بوجود نادٍ شبه مقفل للسياسيين ومعهم أهل المال، مشيرة إلى أن ذلك لا يلغي وجود اختراقات كثيرة، علماً بأن أكثر من ثلثي النواب في المجلس الجديد ليسوا من عائلات سياسية، وتالياً، يدخل هؤلاء إلى النادي(غسان سعود-الأخبار)