آخر الأخبار

كيف حدث الإختلاف في تحديد تاريخ يوم عيد الميلاد

 

كيف حدث الإختلاف في تحديد تاريخ يوم عيد الميلاد بين التقوبم الشرقي و التقويم الغربي (بين الكنيسة الشرقية و الكنيسة الغربية)؟ و ما هو أصل الإحتفالات برأس السنة الجديدة؟!

* د. سام مايكلز Dr. Sam Michaels  مدحت كرم

1. التقويم القبطي:

قال هيرودوت / هيرودوتوس Herodotus المؤرخ الإغريقي (عاش قبل الميلاد بحوالي ثلاثة قرون) عن التقويم القبطي (المصري): "و قد كان قدماء المصريين هم أول من ابتدع حساب السنة و قد قسموها إلى 12 قسماً بحسب ما كان لهم من المعلومات عن النجوم، و يتضح لي أنهم أحذق من الإغريق (اليونانيين)، فقد كان المصريون يحسبون الشهر ثلاثين يوماً و يضيفون خمسة أيام إلى السنة لكي يدور الفصل و يرجع إلى نقطة البداية" [عن كتاب التقويم و حساب الأبقطي لرشدي بهمان]. و لقد قسم المصريين منذ أربعة آلف و مائتيّ سنة قبل الميلاد السنة إلى 12 برجاً في ثلاثة فصول و ليس أربعة فصول كانت: ١. فصل الفيضان و ٢. فصل الزراعة و ٣. فصل الحصاد، و كان طول كل فصل أربعة شهور و ليس ثلاثة، و قسموا السنة إلى أسابيع و أيام، و اعتمدوا التقسيم البابلي و الآشوري الستيني فقسموا اليوم إلى 24 ساعة و الساعة إلى 60 دقيقة و الدقيقة إلى 60 ثانية و قسموا الثانية أيضاً إلى 60 قسماً. و السنة في التقويم القبطي هي سنة نجمية شعرية أي مرتبطة بدورة نجم الشعرى اليمانية (ذو الشرى) Sirius و هو ألمع نجم في مجموعة نجوم كلب الجبار (أوريون) الذي كانوا يراقبون نقطة ظهوره قبل شروق الشمس قبالة أنف أبو الهول التي كانت تحدد موقع ظهور هذا النجم في يوم عيد الإله العظيم عندهم، و هو يوم وصول ماء الفيضان إلى منف (ممفيس) قرب الجيزة، و حسبوا طول السنة (حسب دورة هذا النجم) 365 يوماً، و لكنهم لاحظوا أن الأعياد الثابتة الهامة عندهم لا تأتي في موقعها الفلكي إلا مرة كل 1,460 سنة، فقسموا طول السنة 365 على 1,460 فوجدوا أن الحاصل هو 4/1 يوم فأضافوا 4/1 يوم إلى طول السنة ليصبح 365 يوماً و ربع. أي أضافوا يوماً كاملا لكل رابع سنة (كبيسة). و هكذا بدأت الأعياد تقع في موقعها الفلكي من حيث طول النهار و الليل. و حدث هذا التعديل عندما اجتمع علماء الفلك من الكهنة المصريين قبل الميلاد بحوالي ثلاثة قرون في كانوبوس Canopus (أبو قير قرب الإسكندرية حالياً) و اكتشفوا هذا الفارق فقرروا إجراء هذا التعديل في المرسوم الشهير الذي أصدره (بطليموس الثالث) و سمي ب"مرسوم كانوبوس Canopus"، و شهور السنة القبطية هي بالترتيب: توت، بابه، هاتور، كيهك، طوبة، أمشير، برمهات، برمودة، بشنس، بؤونة، أبيب، مسرى ثم الشهر الصغير النسيء (وارد ذكره في سورة التوبة في القرآن الإسلامي) و هو يحوي خمسة أيام فقط (أو ستة أيام في السنة الكبيسة). و ما زالت هذه الشهور مستخدمة في مصر ليس فقط على المستوى الكنسي بل على المستوى الشعبي أيضاً و خاصةً في الزراعة. و لقد حذف الأقباط كل السنوات التي كانت قبل الإستشهاد و جعلوا هذا التقويم "المصري" يبدأ بالسنة التي صار فيها (دقلديانوس) إمبراطوراً في عام 284 ميلادية لأنه عذب و قتل مئات الآلاف من الأقباط و سمي هذا التقويم بعد ذلك ب"تقويم الشهداء"

2. التقويم الميلادي (الروماني):

كان يسمى ب"التقويم الروماني" إذ بدأ بالسنة التي تأسست فيها مدينة روما حوالي 750 سنة قبل ميلاد السيد المسيح Christ. و كانت السنة الرومانية عبارة عن 304 يومًا مقسمة إلى عشرة 10 شهور، تبدأ بشهر مارس على إسم إله كوكب المريخ أحد الآلهة الإغريقية ثم أبريل أي إنفتاح الأرض Aperire في الربيع بنمو المزروعات و الفواكه) ثم مايو على إسم الإلهة مايا Maia ثم يونيو أي عائلة أو إتحاد ثم كوينتيليس (أي الشهر الخامس) ثم ﺳِﻜْﺴﺘﻴﻠﻴﺲ (الشهر السادس) ثم سِبتيم Septem (الشهر السابع) ثم أوكتو Octo (الشهر الثامن) ثم نوفِم Novem (الشهر التاسع) ثم ديسم Decem (الشهر العاشر) ثم أضاف الملك نوما بومبيليوس (ثاني ملك بعد روماس أو روميلوس الذي أسس روما) شهر يناير / جانيواري على إسم الإله يانوس أو جانوس Janus و هو إله التغيير و البدايات الروماني الذي كان يُرمَز له بوجهين أحدهما ينظر إلى الماضي و الآخر إلى الأمام أي للمستقبل، و كان الرومان يحتفلون في 1 كانون الثاني / يناير بتقديم الاضاحي إلى هذا الإله ذو الوجهين يانوس / جانوس على أمل ان يصيبهم حظ جيد في السنة الجديدة (تماماً كما نأمل نحن اليوم في ليلة الإحتفال بكل رأس سنة جديدة) كما كانوا يزينون منازلهم بفروع الغار الخضراء و كان يُنظر إلى هذا اليوم على أنه يمهد الطريق للأشهر الإثني عشر المقبلة، كما أضاف شهر فبراير Februa لوقوع إحتفال عيد التطهير في منتصفه و بذلك أصبح طول السنة الرومانية 12 شهراً (365 يوماً)

الأصول التاريخية لاحتفالات عيد رأس السنة / أعياد الأكيتو البابلية / النيروز الفارسية / شم النسيم المصرية و ولادة التقويم لتحديد موعد القيام بها:

تحتفل العديد من الدول حول العالم في ليلة أخر يوم في السنة التي تعتبر نهاية عام ماضي و بداية عام و تقويم جديد. قد يعتقد البعض أن الإحتفالات بنهاية العام ليس لها عمق تاريخي إنما هي إحتفالات مبتدعة حديثاً لكن الحقيقة على عكس ما تبدو حيث ترجع أقدم الإحتفالات بمناسبة بداية العام الجديد إلى نهاية الألف الثالث قبل الميلاد إلى منطقة بلاد الرافدين بشقيها السوري و العراقي حيث ارتبطت هذه الإحتفالات بظاهرة فلكية فريدة و هي يوم الإعتدال الربيعي حيث يتساوى الليل و النهار يليه انتصار النهار بزيادته بالنسبة لقصر مدة الليل و قيامة المخلص الزراعي من بين الأموات و زواجه من ربة الخصب ليحمل الوفرة و الخير لهه المجتمعات الزراعية في بلاد الرافدين و وادي النيل و كانت تسمى هذه الإحتفالات بعيد الأكيتو (شم النسيم في مصر) و كلمة (أكيتو) بالأساس هي كلمة سومرية تعني (الشعير) و خلال هذا الإحتفال الذي كان يستمر طيلة 12 يوماً كان يتم عرض تماثيل الآلهة المعبودة في شوارع المدينة و كان المحتفلون يقدمون خلال الإحتفال مشاهد تمثيلية رمزية تمثل نصر الإله مردوخ على قوى الفوضى المتمثلة بالإلهة تيامات إلهة المياه البدئية / البحر، كما كانت تحمل دلالة سياسية تحمل في طياتها التجدد إما عن طريق تعين حاكم جديد أو بداية مرحلة متجددة مع ذات الحاكم الذي كان يختتم الإحتفالات بالزواج المقدس من كبرى كاهنات معبد عشتار ليحمل هذا الزواج الخصب للنسوة و الأرض في هذه المجتمعات الزراعية التي كان عمادها الأرض و اليد العاملة

كان التقويم البابلي تقويماً قمرياً في حساب الأشهر و شمسياً في عملية تحديد السنة و قد استند على التقويم السومري الذي يعود إلى القرن 21 ق. م. حيث تكون من 12 شهراً ترواحت مدتهم بين 29 و 30 يوماً بحسب ظهور الهلال القمري، يضاف إليهم الشهر الثالث عشر بحسب الحاجة عبر مرسوم ملكي ليوافق الفصول بمكانها و بالتالي ليوافق السنة الشمسية. و في مصر القديمة أيضاً تم الإحتفال ببداية السنة الجديدة مع الفيضان السنوي لنهر النيل و الذي كان يتزامن مع ظهور النجم سيريوس Sirius / نجم الشرق / الشعرى اليمانية) و ﻳُﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻮﻥ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ كانوا ﺃﻭﻝ ﻣﻦ استعمل التقويم الشمسي ﻓﻲ ﺗﻘﻮﻳﻤﻬﻢ الذي اعتمد ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭ ﺫﻟﻚ في الألف الثالث ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ، ﻭ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﻣﻦ الشهر 30 يوماً. كما و يُعتقد أن قياس مدة الشهر تم بدون المطابقة مع دورة القمر التي تعطي شهر كاملاً، بالتالي كانت السنة 360 يوماً لكن يبدو أن المصرين قد عرفوا أن السنة 365 يوماً كاملاً لذلك أضافوا في نهاية السنة الشهر ال13 و هو شهر النسيء و مدته 5 أيام فقط فكانت هي أيام العيد التي يتم بها الحصاد و كانت بداية السنة الجديدة تبدأ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺷﻬﺮ ﺗﻮﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ 11 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﻳﻮﺍﻓﻖ 12 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﻛﺒﻴﺴﺔ. لكن كما نعلم أن السنة الشمسية هي عبارة عن 365.2422 يوماً بالضبط، بالتالي يوجد فارق عن السنة المصرية 0.2422 مما أدى تغير في المواقيت بالتالي كان يحدث تغيير في مواعيد الحوادث الفلكية الشهيرة و ما يرافقها حيث كان يتسبب بتراجع شهر كل 120 سنة ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 238 ق. م. ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ الهيليني ﺑﻄﻠﻴﻤﻮﺱ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻳﻮﻡ ﺁﺧﺮ ﻟﻠﺘﻘﻮﻳﻢ ﻛﻞ ﺃﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ الذين يحرسون هذا التقويم ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻘﺒﻮﻝ ﻳﻮﻡ إﺿﺎﻓﻲ! ﻧﺘﻴﺠﺔً ﻟﺬﻟﻚ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣنقوصاً ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﻤﻮﺍﺳﻢ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﺃﻭ تحديد فصول السنة بدقة

3. التقويم اليولياني:

عند الرومان تم تحديد التقويم الروماني المبكر ليبدأ في الأول 1 من آذار / مارس، حيث كان بداية العام الجديد و هي من الآثار المُكتسبة من الإغريق التي أخذوها عن الفينيقيين الذين كانوا يحتفلون بالربيع كبدايةً للسنة الجديدة حيث كان التقويم في البداية يعتمد على عشرة أشهر فقط تتناوب مدد أيامها بين 30 و 31 يوماً و بالتالي كانت السنة عبارة عن 304 يوماً فقط، و هذا التقويم لايوجد شيء يثبته أبداً إلا الأساطير و الروايات بالرغم من أن أسماء أرقام الأشهر التي بقيت في التقويم دون أن يمسسها أي تغيير من أيلول إلى كانون الأول تدعمه فمثلاً:

- أيلول / سبتمبر من اللاتينية Septem أي رقم سبعة، و يعني الشهر السابع / ذو الرقم سبعة (بعد إضافة شهرين إلى التقويم أصبح موضعه تسعة أو الشهر التاسع لكنه بقي محافظاً على إسمه الشهر السابع September)

- تشرين الأول / أكتوبر من اللاتينية Octo أي رقم ثمانية و يعني الشهر الثامن / ذو الرقم ثمانية (بعد إضافة شهرين إلى التقويم أصبح موضعه عشرة أو الشهر العاشر لكنه بقي محافظاً على إسمه الشهر الثامن October)

- تشرين الثاني / نوڤمبر من اللاتينية Novem أي تسعة و يعني الشهر التاسع / ذو الرقم تسعة (بعد إضافة شهرين إلى التقويم أصبح موضعه 11 أو الشهر الحادي عشر لكنه بقي محافظاً على إسمه الشهر التاسع November)

- كانون الأول / ديسمبر من اللاتينية Decem أي عشرة و يعني الشهر العاشر / ذو الرقم عشرة (بعد إضافة شهرين إلى التقويم أصبح موضعه 12 أو الشهر الثاني عشر لكنه بقي محافظاً على إسمه الشهر العاشر December)

تُرجِع التدوينات الرومانية أقدم تقويم يشابه التقويم الحالي إلى تأسيس روما على يد الملك الأسطوري رومولوس و أخيه رموس في عام 753 ق. م. حيث كان التقويم حينها يستند إلى حسابات قمرية - شمسية حيث كانت السنة عبارة عن 354 يوماً أي توافق السنة القمرية لكن في السنة التالية كان يُضاف الفارق و هو 22 يوماً فتصبح السنة التالية 376 يوماً و في السنة الرابعة (السنة الكبيسة) يُضاف 23 يوماً فتكون السنة الرابعة 377 يوماً! ففي كل أربعة سنوات كان ينتج متوسط حسابي قدره 365.25 يوماً و هو رقم مقارب لمدة السنة الشمسية الحقيقية و هكذا كانت الفصول تبقى في أمكنتها

ﻓﻲ عام 49 ﻕ. ﻡ. ﺗﻢ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﻳﻮﻟﻴﻮﺱ ﻗﻴﺼﺮ إمبراطوراً للإمبراطورية الرومانية و في سنة 45 ق. م. من القرن الأول قبل الميلاد لاحظ أن الأعياد لا تقع في موقعها الفلكي، قرر يوليوس قيصر حل مشاكل التقويم فتشاور مع علماء الفلك و الرياضيات آنذاك و كلّف أحد أشهر علماء الفلك المصريين و هو العالم (سوسيغينيس أو سوسيغين الإسكندري Sosigene) بدراسة تعديل التقويم ليصبح مثل التقويم المصري في وقته حتى تعود الأعياد الإغريقية / الرومانية الثابتة في مواقعها الفلكية. ثم بدأ يوليوس قيصر باستخدام التقويم الشمسي الحالي و اتبع في استخدامه إﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﺍﻟﻔﻠﻜﻲ المصري ﺳﻮسيغين الذي نصح بإضافة ربع يوم إلى طول السنة الرومانية البالغة 365 يوماً لجعل السنة 365.25 يوماً بحيث يتطابق التقويم كل أربع سنوات (مثل التقويم المصري) و سمي هذا التقويم ب"التقويم اليولياني" و ذلك بإضافة يوم كل رابع سنة (السنة الكبيسة) لتصبح 366 يوماً. ثم جعل يوليوس قيصر بداية السنة في تقويمه الشمسي يقع في 1 من شهر كانون الثاني / يناير January الذي أصبح بداية للسنة الرومانية الجديدة و كان ذلك لتكريم الإسم الذي يحمله هذا الشهر: جانوس أو يانوس! كما ﻗﺎﻡ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻲ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ إﺳﻢ (ﻛﻮﻳﻨﺘﻴﻠﻴﺲ) أي ‏ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ (الشهر ذو الرقم خمسة ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻭ ﺍﻟشهر الساﺑﻊ أو الشهر ذو الرقم سبعة ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ) إلى شهر يوﻟﻴﻮﺱ Juilius / يوليو / ﺷﻬﺮ حزيران ﺣﺎﻟﻴﺎً ‏و ذلك ﺗﻜﺮﻳﻤﺎً ﻟﻠﻘﻴﺼﺮ يوليوس، ﻭ هكذا ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻳُﻌﺮَﻑ بإﺳﻢ "ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﺍﻟﻴﻮﻟﻴﺎﻧﻲ" نسبةً لهذا القيصر (القيصر كانت رتبة عليا في الدولة الرومانية و هي نائب الإمبراطور، طبعاً يوليوس قيصر أصبح بعد انتصاره على تحالف غريمه القائد مارك أنتوني أو ماركوس أنطونيوس و عشيقتهما الملكة المصرية البطليمية الشهيرة كليوبترا، إمبراطوراً على روما لكنه بقي معروفاً بلقبه يوليوس قيصر بدلاً من الإمبراطور يوليوس). و ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻻﺣﻖ قام ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻲ بتغيير إﺳﻢ (ﺳِﻜْﺴﺘﻴﻠﻴﺲ) أي ‏ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ (الشهر ذو الرقم ستة ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻭ الشهر ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ او الشهر ذو الرقم ثمانية ﻓﻲ التقويم ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ) ‏إلى شهر أﻏﺴﻄﺲ ‏/ اوغست / ﺷﻬﺮ آب ﺣﺎﻟﻴﺎً ‏و ذلك ﻟﺘﻜﺮﻳﻢ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﺃﻭﻏﺴﻄﺲ!

4. التقويم الغريغوري:

في منتصف القرن السادس الميلادي نادى الراهب الإيطالي (ديونيسيوس أكسيغونوس) بوجوب أن تكون السنة (و ليس اليوم) التي ولد فيها السيد يسوع المسيح هي سنة واحد و كذلك بتغيير إسم "التقويم الروماني" ليسمى ب"التقويم الميلادي" باعتبار أن السيد المسيح ولد في سنة 754 لتأسيس مدينة روما بحسب نظرية هذا الراهب. و هكذا ففي عام 532 ميلادية (أي سنة 1,286 لتأسيس روما) بدأ العالم المسيحي باستخدام التقويم الميلادي بجعل عام 1,286 لتأسيس مدينة روما هي سنة 532 ميلادية (فيما بعد اكتشف العلماء أن المسيح ولد حوالي عام 750 لتأسيس مدينة روما و ليس عام 754 لكنهم لم يغيروا التقويم بعد ذلك حفاظاً على استقراره إذ كان قد انتشر في العالم كله حينذاك). و هكذا أصبح التقويم الميلادي هو السائد في العالم و سميت السنة التي ولد فيها السيد المسيح ب"سنة الرب"!!

يتضح مما سبق بما أن يوم ميلاد يسوع المسيح لم معروفاً أصلاً، و أن ما تم تداوله و الإتفاق عليه في قرارات مجمع نيقيا كان مصدره من علوم الفلك و التنجيم و العبادات الوثنية (عيد الإله ذو الشرى / نجم الشعرى اليمانية ليلة 24 ديسمبر كانون الأول / عيد مولد الشمس صباح 25 ديسمبر / كانون الأول)، و الساعة من اكتشفها و قسمها و جعل الشهور و الأيام و أعطوا لها أسماء فهذه كانت من أعمال البابليين و الآشوريين في بلاد ما بين النهرين و ما قام به المصريون هو تكملة ما أسسه و اكتشفه البابليون و الآشوريون الأوائل. و فيما بعد تم اعتماد أعياد مسيحية مكان الأعياد الوثنية للتخلص من الإحتفالات الوثنية دون أن يشعر أصحابها (أي أصحاب الأعياد الوثنية) في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية مما ساعد بالتخلص من الإحتفالات الوثنية و استبدالها بالأعياد الدينية المسيحية كأعياد الميلاد و الساتورناليا و الفصح إلخ...

إذاً سنة ميلاد المسيح مجهولة فعلياً و لا يوجد أي مصدر إنجيلي يذكرها صراحة! لكن بعض المصار تذكر أن يسوع المسيح الجليلي الناصري ولد عندما كان الرعاة يتركون ماشيتهم تبيت في العراء، بمعنى أنه ولد في أيام الحر (أي في الصيف) و ليس في أيام كوانين (كانون الأول و الثاني) الباردة .. كما أنه كانت هناك حروب دائرة بين الوثنيين و بين المسيحيين الأوائل و بعد عدة سنين من هذه الحروب أبرمت هدنة بين الطرفين على أن يتنازل كل طرف على جزء من معتقده و يأخذ فيها من معتقد الطرف الآخر، و كان من بين ما اتفق عليه و زج به في المعتقد المسيحي تغيير تاريخ ميلاد المسيح و جعله مُطابقاً لتاريخ ميلاد أحد آلهة الوثنيين (ذو الشرى / نجم الشعرى اليمانية / نجم الشرق / سيريوس Sirius الذي يعتلي شجرة عيد الميلاد) الذي يقع في ليلة 24 من ديسمبر / كانون الأول حيث يبدأ السهم المنطلق عبره مبتدأً قاعدته من نجوم "الملوك الثلاثة" ليمر عبر نجم سيريويس و لينتهي رأسه بموقع شروق الشمس في أدنى نقطة لها على الصليب الفلكي لمجموعة الصليب الجنوبي The Southern Cross لتبدأ بارتفاعها التدريجي من تلك النقطة في صبيحة اليوم التالي لليلة الميلاد (ميلادها / ميلاد الشمس) يوم 25 ديسمبر / كانون الأول و لترتفع درجة واحدة عند شروقها كل يوم بعد ذلك اليوم (الإنقلاب الشتوي Winter Solstice) فعند انعقاد مجمع نيقيا عام 325 م لم يكن معروفاً يوم ميلاد المسيح لكن بطلب من الإمبراطور قسطنطين على ضرورة إعتماد يوم لميلاده تم التوصل بالإتفاق بين القساوسة المجتمعين على اعتماد عيد ميلاد الشمس في يوم 25 ديسمبر / كانون الثاني كيوم ميلاد ليسوع على اعتبار أنه هو "شمس العهد الجديد" و هو "نور العالم"! و في سنة 567 م في أوروبا ألغيت إحتفالات 1 كانون الثاني / يناير التي كانت ترافق السنة الجديدة حيث تم اعتبارها إحتفالات وثنية و التركيز على إحتفالات 25 كانون الأول فقط و إحتفالات 25 آذار التي هي إحتفلات البعث و القيامة لكن عادت فيما بعد و تبوأت أهميتها حيث تم إعطائها صبغة دينية لإبعاد الصفة الوثنية عنها و أصبح يسمى ب"عيد الختان" الذي يقع في اليوم الثامن من ولادة المسيح الذي يحتسب من 25 ديسمبر / كانون الأول بحسب التقليد اليهودي للختان بعد ثمانية أيام من الولادة!

ما هي إذاً أسباب الإختلاف في تاريخ ليلة / يوم عيد الميلاد بين الكاثوليك و الأرثوذوكس؟!!

يحتفل الأقباط بعيد الميلاد يوم 29 كيهك حسب التقويم القبطي. و كان هذا اليوم يوافق 25 ديسمبر / كانون الأول من كل عام حسب التقويم الروماني الذي سمي بعد ذلك بالميلادي، و لقد تحدد عيد ميلاد المسيح يوم 29 كيهك الموافق 25 ديسمبر و تم ذلك كا رأينا للتو في مجمع نيقيا عام 325 م حيث يكون عيد ميلاد المسيح في أطول ليلة و أقصر نهار (فلكياً) و التي يبدأ بعدها الليل بالقصر و النهار في الزيادة، إذ بميلاد المسيح (نور العالم) يبدأ الليل في النقصان و النهار (النور) في الزيادة. و هذا ما قاله القديس يوحنا المعمدان عن السيد المسيح: "ينبغي أن ذلك (المسيح أو النور) يزيد و أني أنا أنقص" (إنجيل يوحنا 30:3)، و لذلك يقع عيد ميلاد يوحنا المعمدان (المولود قبل الميلاد الجسدي للسيد المسيح بستة أشهر) في 25 يونيو / حزيران و هو أطول نهار و أقصر ليل يبدأ بعده النهار في النقصان و الليل في الزيادة

إحياء عيد الميلاد كان يتم إذاً في 25 كانون الأول / ديسمبر وفق التقويم اليولياني (الروماني) القديم، و هو لا يزال معتمداً حتى اليوم في الكنائس الشرقية الأرثوذكسية. لكن ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1,582 ﻡ ﻻﺣﻆ بابا كرسي روما ﻏﺮﻳﻐﻮﺭﻳﻮﺱ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ﻓﺮﻗﺎً ﻓﻲ ﻣﻮاعيد ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ التي كانت تتضارب مع موعد ﺍلإﻋﺘﺪﺍﻝ ﺍﻟﺮﺑﻴﻌﻲ و اختلاف موعده عما ﻛﺎﻥ عليه ﺃﻳﺎﻡ أنعقاد ﻣﺠﻤﻊ نيسيا / ﻧﻴﻘﻴا ﺳﻨﺔ 325 ﻡ ﺑﻌﺸﺮﺓ ﺃﻳﺎﻡ، ﻓﺎلإﻋﺘﺪﺍﻝ ﺍﻟﺮﺑﻴﻌﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ 21 ﺁﺫﺍﺭ ‏/ ﻣﺎﺭﺱ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﺠﻤﻊ ﻧﻴﻘﻴا الذي حدّد موعد يوم الإعتدال بدقة من أجل تحديد عيد الفصح الموافق لأول أحد بعد بدر الإعتدال الربيعي ﺗﻘﺪّﻡ في سنة 1,582 م ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ 11 ﺁﺫﺍﺭ ‏/ ﻣﺎﺭﺱ! ﻓﻠﺠﺄ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ ﻏﺮﻳﻐﻮﺭﻳﻮﺱ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻼﻫﻮﺕ ﻟﻴﻌﺮﻑ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺄﺟﺎﺑﻮﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺳﺒﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻜﻨﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ ﻓاستشار ﻣﺮﺍﺟﻌﻪ من ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﻭ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻔﻠﻜﻴﺎﻥ ﻟﻴﻠﻴﻮﺱ ﻭ كلافيوس الذين قالا ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻣﺮﺟﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺇﺫ ﻭﺟﺪ ﻫﺬﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺘﻐﺮﻗﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﺍﻧﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺩﻭﺭﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ هو 365.2425 يوماً بالتحديد و هو رقم قريب من مدة السنة الحقيقية ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺴﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﺍﻟﻴﻮﻟﻴﺎﻧﻲ على أساس 365.25 يوماً فكان الفرق 0.0075 ﺗﺘﺠﻤﻊ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً لتنتج 1 ﻳﻮﻡ ﻛﻞ 128 ﻋﺎماً، فتجمّع ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﻣﻨﺬ أيام ﻣﺠﻤﻊ ﻧﻴﻘﻴا و ﺣﺘﻰ أيام ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ ﻏﺮﻳﻐﻮﺭﻳﻮﺱ 10 ﺃﻳﺎﻡ كانت هي الفرق مع موعد ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ حيث لاحظ العلماء أن يوم 25 ديسمبر / كانون الأول (عيد الميلاد) ليس في موضعه أي أنه لا يقع في أطول ليلة و أقصر نهار من السنة و وجدوا الفرق بينهما عشرة أيام، فكان يجب عليهم تقديم يوم 25 ديسمبر بمقدار عشرة أيام حتى يقع في أطول ليل و أقصر نهار من السنة، و عرف العلماء أن سبب ذلك هو الخطأ في حساب طول السنة (السنة = دورة كاملة للأرض حول الشمس) إذ كانت السنة في التقويم اليولياني تحسب على أنها 365 يوماً و 6 ساعات لكن العلماء لاحظوا أن الأرض تكمل دورتها حول الشمس مرة كل 365 يوماً و 5 ساعات و 48 دقيقة و 46 ثانية أي أقل من طول السنة السابق حسابها (حسب التقويم اليولياني) بفارق 11 دقيقة و 14 ثانية، فكان مجموع هذا الفارق منذ قرار مجمع نيقيا عام 325 م و حتى عام 1,582 م هو حوالي عشرة أيام، و بناءً على ذلك أمر البابا غريغوروس بحذف عشرة أيام من التقويم الميلادي (اليولياني) حتى يقع يوم 25 ديسمبر / كانون الأول في موقعه على ما كان عليه أيام مجمع نيقيا، فسمي هذا التعديل بالتقويم الغريغوري، إذ ﻧﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ في ﻳﻮﻡ 4 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﺃﻱ ﻟﻴﻠﺔ 5 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ليستيقظوﺍ ﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ 15 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ / تشرين الأول في جميع أنحاء إيطاليا، و وضع البابا غريغوريوس قاعدة تضمن وقوع عيد الميلاد صبيحة (25 ديسمبر / كانون الأول) في موقعه الفلكي الذي هو (أطول ليلة و أقصر نهار) و ذلك بحذف ثلاثة أيام كل 400 سنة (لأن تجميع فرق الـ11 دقيقة و 14 ثانية يساوي ثلاثة أيام كل حوالي 400 سنة)، ثم بدأت بعد ذلك بقية دول أوروبا تعمل بهذا التعديل الذي وصل إلى حوالي 13 يوماً، و لم يعمل بهذا التعديل في مصر إلا بعد دخول الإنجليز إليها في أوائل القرن الماضي (13 يوماً من التقويم الميلادي) فأصبح 11 أغسطس / آب هو 24 أغسطس / آب و في تلك السنة أصبح 29 كيهك (عيد الميلاد) يوافق يوم 7 يناير / كانون الثاني (بدلاً من 25 ديسمبر / كانون الأول كما كان قبل دخول الإنجليز إلى مصر أي قبل طرح هذا الفرق) لأن هذا الفارق 13 يوماً لم يطرح من التقويم القبطي! إذاً قرر البابا تغيير التقويم حذف فارق ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺃﻳﺎﻡ من التقويم و ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤّﻌﺖ منذ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﺠﻤﻊ نيسيا / نيقيا و تم ضبط التقويم إلى ذلك الوقت في القرن السادس عشر الميلادي. لكن استمر الإختلاف في وقوع يومي الميلاد بين التقويمين الشرقي و الغربي بفارق زيادة يوم واحد عن كل قرن غير كبيس (1,700 م، و 1,800 م، و 1,900 م) حتى أصبح اليوم الفارق بينهما في هذا القرن 13 يوماً أي ما يقارب من أسبوعين حيث يصادف يوم الميلاد في الكنائس الشرقية يوم 7 يناير / كانون الثاني في التقويم الغربي، لكن كلاهما لا يوال محدداً في يوم 25 من كانون الأول / ديسمبر وفق كلا التقويمين! و لا يزال عيد الميلاد الشرقي معتمداً في كنائس روسيا و اليونان و قبرص و مصر و غيرها من الدول ذات الأغلبية المسيحية الأرثوذكسية ...

ﺑﺤﺬﻑ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺃﻳﺎﻡ هذه عاد ﺍلإﻋﺘﺪﺍﻝ ﺍﻟﺮﺑﻴﻌﻲ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ مواعيد ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ في التقويم الغربي ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﺠﻤﻊ نيقيا ﻭ بقيت ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻋﻴﺪﻫﺎ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ الباباوي الغريغوري. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﻮﻥ فحاﻓﻈﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﺍﻟﻴﻮﻟﻴﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺄﺧﻮﺫ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ القديم و السنة التي مدتها 365.25 يوماً ﻭ ﺫﻟﻚ باﺣﺘﺴﺎﺏ ﻳﻮﻡ كبيس مرة واحدة ﻛﻞ ﺃﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ. بعد إصلاح التقويم الغربي أعاد البابا غريغوري الثالث عشر إعتبار الأول من 1 كانون الثاني / يناير كعيد لرأس السنة الميلادية، و على الرغم من أن معظم الدول الكاثوليكية اعتمدت التقويم الميلادي الجديد على الفور إلا أن الدول البروتستانتية لم تعتمده إلا تدريجياً، فالبريطانيون على سبيل المثال لم يتبنّوا هذا التقويم الجديد المُعدّل حتى حلول عام 1,752 م و إلى ذلك الحين بقيت الإمبراطورية البريطانية و مستعمراتها الأمريكية تحتفل ببدء العام الجديد في الأول 1 من شهر آذار / مارس

إﺫﺍً ﻳﻌﺘﺒﺮ التقويم ﺍﻟﻐﺮﻳﻐﻮﺭﻱ الغربي ﺃﺩﻕ ﻣﻦ التقويم ﺍﻟﻴﻮﻟﻴﺎﻧﻲ الشرقي ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ السنة مؤلّفة من 365,25 ﻳﻮﻣﺎً، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﺍﻟﻐﺮﻳﻐﻮﺭﻱ ﻓﻬﻮ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺴﻨﺔ مؤلّفة من 365,2425 ﻳﻮﻣﺎً و هو قريب جداً من مدة السنة الحقيقية التي تم حسابها حديثاً بشكل دقيق و مدتها 365.2422 يوماً، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﺍلأﺩﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻳﻐﻮﺭﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ "الهجري ﺍﻟﺸﻤﺴﻲ" (نسبةً لهجرة الشمس و ليست هجرة نبي الإسلام) ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻌﻪ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ﻭ ﻫﻮ ﺗﻘﻮﻳﻢ يعتمد على ﻣﺪﺍﺭ ﺍﻷﺑﺮﺍﺝ ﺍﻟﻔﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ (تهاجر) ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻤﺲ راجعةً عبر مواقع الأبراج، ﺣﻴﺚ ﺃنه ﻟﻜﻞ ﺑﺮﺝ ﻓﻠﻜﻲ 30 ﺩﺭﺟﺔ ﻗﻮﺳﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﺗﻤﺮ الشمس عكسياً ﺑﺒﺮﺝ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﺷﻤﺴﻲ، ﻭ ﻫﻮ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺑﺸﻜﻞ ﻃﻔﻴﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﺍﻟﻐﺮﻳﻐﻮﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍلإﻋﺘﺪﺍﻝ ﺍﻟﺮﺑﻴﻌﻲ، ﻓﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻓﻲ التقويم ﺍﻟﻴﻮﻟﻴﺎﻧﻲ هي زيادة يوم واحد 1 عند مرور ﻛﻞ 128 ﺳﻨﺔ، أﻣﺎ ﻓﻲ التقويم ﺍﻟﻐﺮﻳﻐﻮﺭﻱ فهي زيادة ﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ 1 بمرور كل 3,300 ﺳﻨﺔ، أﻣﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ ﺍﻟﺸﻤﺴﻲ الخيامي فتبلغ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻓﻴﻪ ﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ 1 ﻓﻘﻂ بمرور كل 3.8 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺳﻨﺔ!!!

للمزيد يرجى مراجعة هذه المواضيع ذات الصلة على الروابط التالية:

* عيد الأكيتو: الأول من نيسان و أصول عيد الفصح / الإيستر:

m.facebook.com/story.php?story_fbid=1205451189585987&id=413570982107349

* التقويم الشرقي و الغربي و الإحتفالات بالسنة الجديدة، أمجد سيجري:

facebook.com/1915522152023794/posts/2258876727688333/

* تطور و مرونة التقويم الميلادي و فوضى التقويم الهجري:

m.facebook.com/story.php?story_fbid=1391532544311183&id=413570982107349