آخر الأخبار

حين يجرم معاون وزير الصحة بحق الشعب السوري...

...ونوه الدكتور اليوسف الى أن سورية هي من أقل دول الاقليم في الاصابة بالمرض حيث يقدر عدد المصابين بـ 350 اصابة الا أن هذا الرقم يجب ألا يعفينا من مسؤولياتنا لحماية الاجيال (...) من خلال التحلي بالقيم والفضيلة ... انتهى الإقتباس!

أما عن دور رجال الدين في بث الوعي ، فلولا أن الموضوع خطير لسخرنا من ذلك أمر السخرية! أوليس رجال الدين هم من طالما نشر الوعي بأن الأرض منبسطة و كل من يقول بكرويتها هو كافر يقام عليه الحد؟

و أما عن تدخل رجال الدين في كل شاردة و واردة من دعاء الدخول إلى المرحاض وصولا للهندسة الجينية فكان من الممكن أن نكتفي بالسخرية من ثلة من الجهلة ناشري الجهل يرى كل منهم نفسه أعلم من أينشتاين!

لكن القضية هي قضية أمن وطني بامتياز. هي قضية مرض إن لم يتم التصدي له بفاعلية فإن بإمكانه أن يستأصل الشعب السوري من الوجود.

أول ما سأقوله هو أنني أخبر معاون الوزير السيد اليوسف بأنه كذاب بعينه! 350 إصابة في سوريا؟ أهو يستغبينا أم ماذا؟

سآخذ حالة واحدة هي أبسط الحالات...

نود أن نسأل معاون الوزير هذا إن قرأ عشرات المقالات التي تتحدث عن انتشار الدعارة في سوريا؟ هل لديه فكرة عن عدد الداعرات اللواتي يعملن في سوريا و منذ سنوات عديدة؟

فهل يرغب السيد اليوسف أن يخبرنا أنه لا توجد أي داعرة حاملة للفيروس؟ عندها سنفخر أمام العالم بأجمعه بنظافة داعراتنا!

أما لو كانت فيهم و لو واحدة تحمل الفيروس، و في ظل غياب التوعية الصحية عن أهمية استخدام الواقي البلاستيكي -عداك عن سعره!، و لو أن هذه الداعرة لا تستقبل إلا زبونا واحدا في اليوم... لكان إنتاجها السنوي 365 مريضا!

فإن علمت أن عدد العاهرات في السوق السورية يعد بالآلاف في أبسط الأحوال، و أن النسبة الحقيقية لحاملات الفيروس لا يمكن لها أن تكون أقل من نسبة حاملي هذا المرض في الشعب الفرنسي بكافة فئاته (يعني بما في ذلك الأطباء و المدرسين في الجامعة و الوزراء و غيرهم)، و هي نسبة واحد بالألف، و لو راعينا أن العاهرة تستقبل عادة عدة زبائن في اليوم، و أن كلا من هؤلاء الزبائن يمكن أن يذهب لاحقا لعاهرة أخرى سليمة فينقل إليها المرض كي تنقله بدورها لزبائنها...

يعني بكل بساطة عدد حالات المرض في سوريا نتيجة نشاط العاهرات فقط يجب أن يتجاوز آلافا عديدة...

فإن علمت بأن هذا المرض ينتشر بشكل تابع أسي فيمكن لك أن تستنتج حجم الكارثة التي تهدد الوطن...

فنصل الآن للحلول التي يقترحا معاون الوزير بمعية المشايخ، يعني ديوك الله الرومية...

إنه يقترح التحلي بالقيم والفضيلة .

طبعا لن نناقش هذا العقل القروسطي أن القيم و الفضيلة هي قيم الجد و الإتقان في العمل و الصدق في الكلام و إلخ من القيم التي نجدها لدى الشعب الفرنسي المحترم و نفتقدها افتقادا هائلا لدى شعب الفيشاويين (نسبة للداعية الإسلامي العظيم أحمد الفيشاوي الذي حبلت منه فتاة خارج الزواج فما كان منه إلا أن طالبها بالإجهاض)... لا، نحن لن نناقش العقول المتحجرة!

سنفترض أن الشباب السوري سمع منه و صدقه و تحلى بالفضيلة المزعومة لمدة 364 يوما في العام... ثم إنه ضرب ضربا واحدا... ثم تاب توبة نصوحا و استغفر ربه و إلخ... فما الذي يقوله لنا معالي مساعد الوزير و ديوك الله الرومية المحيطة به؟

هل يعلم هؤلاء أن إيلاجا واحدا -لا نقول جماعا واحدا، فقط إيلاج واحد لا يستمر سوى ثوان معدودة، هذا الإيلاج إن لم يكن محميا فهو أكثر من كاف لنقل المرض؟

أصلا لا حاجة للإيلاج: حتى مداعبة خارجية يمكن لها إن تنقل المرض... إن كانت هناك جروح أو تشققات ميكروية في مناطق التلامس!

ببساطة: حديث معاون الوزير و ديوك الله الرومية هو مشاركة واضحة و صريحة في جريمة انتشار السيدا في سوريا.

الحكومة كي لا تتهم أنها حكومة كافرة فإنها تتبع رجال الدين في غيهم طالما أنهم لا يهددون سلطتها، حتى عندما تكون أحاديث رجال الدين جريمة نكراء بحق المواطن السوري.
و رجال الدين بصفاقتهم المعهودة يستغلون ذلك كي ينشروا الظلامية و الجهل في المجتمع السوري...
و الشعب السوري يتبعهم كالقطيع مؤمنا أنهم سيفتحون له أوتوسترادا باتجاه الجنة و حورها العين...

فإن كان يستحيل الإعتماد على الحكومة، و كان رجال الدين مصدر الشر، و الشعب السوري خانع قانع... فهل يمكن الإعتماد على المعارضة السورية لمواجهة هذه الجريمة؟

دع! ما يسمى المعارضة السورية -إن استثنينا ما يقارب 2%- هي معارضة اخونجية من نمط رجال الدين و هي تقضي وقتها بالتباكي على مجزرة تدمر -و كان عدد قتلاها أقل من ألف- لكنها ترفض أن تنبس بحرف واحد في مواجهة مرض يهدد باستئصال الشعب السوري!

لقد قامت الحكومة السورية مؤخرا بالكشف عن أرقام الفقر في سوريا و اتضح لنا أن 30% من الشعب السوري فقراء (و 11% فقراء جدا، يعني معدمون). حتى متى التستر على أرقام السيدا؟

مع ملاحظة أن الفقر ليس مرضا مميتا، لا و لا هو مرض معد! يعني يمكن للفقير المدقع أن يعيش جنبا لجنب مع الغني المفرط دون أن يصاب الغني بالفقر... أما السيدا فهو مرض يمكن له أن ينتقل عن طريق... استخدام ماكينة الحلاقة!

حتى متى سياسة غرز الرأس في الرمال؟

أرغب أن أختم بكلمة بسيطة عن الفضيلة بتاعة معاون الوزير:

ينقسم الشباب السوري لقسمين -لا تهمني نسبة كل منهما...

منهم أولئك الذين يشعرون بالإشمئزاز تجاه الفضيلة المزعومة إياها فيعيشون حياة جنسية طبيعية فيحبون و يمارسون الحب: هؤلاء لا خوف عليهم و لا هم يحزنون ذلك أنهم غالبا ما يرتبطون بعلاقات عاطفية مستقرة و طويلة الأمد... و هذه تخفض خطر العدوى لدرجة يحق لنا اعتبارها معدومة (على مستوى البلد)...

و هناك من يمارسون تلك الفضيلة المزعومة... فيبتعدون عن الجنس يوما و يومين و جمعة و شهرا و شهرين... لكنهم أخيرا و في لحظة ضعف يقولون يالله، هي مرة واحدة و بعدها أتوب إلى ربي و إني لمرة يسامحني ربي! ...

و هذه هي المرة القاتلة، يا معالي سعادة معاون الوزير .و من شابهك أقل ما يمكن أن يقال له :مجرم بحق هذا الشعب!

--------------------
(1) رابط هذا المقال الإجرامي هو: http://www.tishreen.info/_local.asp?FileName=12079542200507250301232