ولكن للتسامح معان اخرى يجب الانتباه لها وابرازها, فحصر معنى التسامح بالاختلافات مع الاخرين فقط هو تحجيم وتقييد لدور التسامح في حياة الانسان بشكل عام!
فالتسامح هو ايضا امتلاك القدرة على استيعاب وقبول كل ما هو مختلف من دون معارضة, ما دام هذا المختلف سلميا وقانونيا. والتسامح من صفات الكرماء, وهو تقبل الاختلاف في الراي وفي التوجه الفكري وفي طريقة التفكير و اعطاء الآخرين حقوقهم في التعبير عن وجهات نظرهم. والتسامح ايضا التعاطف مع مآسي الاخرين وتقديم العون والعطف والاشفاق على الفقراء والمحتاجين, والحنو والتراحم واللين في التعامل مع الاخر. والتسامح هو ايضا التساهل واللطف مع الاخرين.
التسامح يدور معناه ايضا حول التروي والحلم والصبر مع من نختلف معه, فلكي تكون متسامحا فعلا لابد لك ان تتمتع بالقدرة على الرأفة بالآخرين ورحمتهم من منطلق انساني بحت بل ان الرأفة مع الحيوان والرفق به جزء اساسي من التسامح! وكل ما هو معتدل ووسطي بين الامور هو تسامح, بل ان التبسم بوجوه الآخرين حتى عند عدم الحاجة الى الحديث اليهم هو تسامح من نوع آخر.
فاذا كان التسامح مفهوما عاما وشاملا ينطوي تحته الكثير من الممارسات والتصرفات والسلوكيات الاجتماعية والثقافية والدينية, فلا ندري حقيقة لماذا يتم حصر مفهوم التسامح بقبول من هم مختلفون عنا فقط? فلا بد ان ننظر للتسامح من منطلق شامل وعام وكامل يغطي كافة اوجه الحياة الانسانية ويغطي كافة اوجه تعاملات الانسان مع بني البشر الاخرين وحتى مع مخلوقات الله الاخرى!
ولا نعرف حقيقة عدد مرادفات كلمة التسامح في اللغة الانكليزية بشكل دقيق ولكن نتوقع انه اكثر مما نقرأه فقط في قواميس المرادفات المتوفرة حاليا, وهو دليل اخر على مرونة هذه اللغة وقابليتها للنمو بشكل مستمر, ولا نملك صراحة قائمة معينة للاشتقاقات والمرادفات المختلفة لكلمة التسامح في اللغة العربية, فربما تكون اكثر او اقل عن مثيلاتها من اللغات الانسانية الاخرى