ما زالت الحقيبة المدرسية تشكل هاجساً مؤرقاً لدى الكثير من عائلات الطلاب وخاصة في المرحلة الابتدائية لما يعتله أطفالهم من أوزان ثقيلة على ظهورهم في تلك الحقائب المدججة والمتخمة بكل ما عندهم من كتب ودفاتر إضافة لمطرة المياه حيث لا يوجد في الكثير من المدارس مياه للشرب إن لم نقل أغلبها ، يضاف إلى ذلك الصابونة وأدوات التعقيم الجديدة بعد الرعب من انتشار مرض أنفلونزا الخنازير، وهذه الأوزان عندما تزيد عن حد معين تشكل فعلاً خطر على صحة الأطفال فقد تسبب تشوهات وآلام في العمود الفقري والهيكل العظمي خاصة وأن عظامهم مازالت طرية وفي مرحلة النمو.
ورغم كل ما كتب عن هذا الموضوع وآثاره الضارة على المستقبل الصحي للأطفال مازالت المشكلة مستمرة ولا يوجد أي إجراءات على أرض الواقع لحلها، وكأن ما يكتب وما ينشر من دراسات في واد وإدارات المدارس وبعض المعلمين في واد آخر.
فالدراسات والأبحاث العالمية تؤكد ضرورة عدم تجاوز وزن الحقيبة المدرسية 15% من وزن الطالب.
ويقول العديد من الطلاب أن بعض المعلمين لا يلتزمون بالبرنامج الأسبوعي ،لذلك وخوفاً من التوبيخ وما شابه... يضطرون لزج كل ما لديهم من كتب ودفاتر.
بغض النظر عن مدى صحة هذا الكلام،هناك خمس حصص مدرسية باليوم فإذا كان لكل حصة كتاب ودفتر هذا كاف ليفوق وزن الحقيبة قدرة طلاب المرحلة الابتدائية على حملها، وللهرب من الآثار الضارة قام بعض الأهالي بشراء حقائب ذات عجلات يقوم الطالب بجرها بدلا من حملها.
لذلك لا بد من تقليص حجم الكتب المدرسية، وهناك اقتراحات بتجزيء الكتاب إلى نصفين حسب فصلي السنة الدراسية ولن يكلف ذلك وزارة التربية سوى إعادة طباعة الغلاف لكن بالمقابل نكون قدر ربحنا صحة أولادنا فلزة أكبادنا رجال المستقبل وبناة الوطن . وكذلك تخصيص دفتر واحد لكل المواد مجزأ حسب الحصص المدرسية كي لا يضطر الطالب لحمل العديد من الدفاتر، وإذا تعذر ذلك يمكن الاكتفاء بدفاتر صغيرة من فئة الخمسين ورقة.