آخر الأخبار

يا أمة ضحكت من جهلها الأمم !!!

واقع مرير تعيشه الأمة العربية هذه الأيام فكلما حانت فرصة للتقدم، للتطور، للتغيير ،حولوها إلى فرصة للتناحر،للتأخر،للعودة إلى الوراء قرون.... هل أدمنا الصراع والنزاع والتطاحن لكي يتحكم أعداؤنا بنا ويسيطروا علينا وتصدق مقولة "فرق تسد ".
لقد تفنن أعداء الأمة العربية والإسلامية في استخدام كافة الوسائل والأدوات من أجل إضعاف العرب والمسلمين وتمزيق وحدتهم ، فنحن نتعرض إلى أبشع التحديات من مؤامرات ومخططات تحاك ضدنا وعلى رأسها الغزو الثقافي بوسائله المختلفة ، فلقد لجأ أعداءنا إلى أسلوب الغزو الثقافي بعد أن أيقنوا أن القرصنة والغزو العسكري لم تعد وسيلة مجدية في الهيمنة والسيطرة على المسلمين. ومن أهم وسائل الغزو الثقافي إحياء الدعوات الهدامة وإحياء النزعات الجاهلية قبل الإسلام. وهذا ما حدث بالفعل حيث نجح الإعلام في شحن النفوس بين بلدين عربيين شقيقين (مصر والجزائر ) بسبب مباراة كرة قدم أو كرة (هدم ) ، هل كرة القدم تهدم الألفة والمودة بين العرب ، لماذا خرجت كرة القدم من مفهومها الرياضي وأصبحت معركة قتالية تسبب الحقد والضغينة بين أبناء الإسلام والعروبة ، ولكن السؤل المطروح لماذا حصل هذا التوتر ؟ وهل للإعلام دور فيه ؟ أم هو الجهل والعصبية ؟
هل أصبح المواطن دمية يحركه الإعلام كيفما شاء ؟ ويبث في نفسه دعوات الجاهلية المنتنة ، أين نحن من قول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه "وقوله صلى الله عليه وسلم " ليس منا من دعا إلى عصبية "، فهذه هي روابط الأخوة الإسلامية.كفاكم عصبية ولتحيا مصر والجزائر وليحيا كل العرب ، مصر والجزائر البلدان العربيان لهما مكانة خاصة في قلب الأمة العربية والإسلامية ، فمصر أم الدنيا ، مصر الحضارة والتراث، مصر العروبة ، مصر داعمة القضية الفلسطينية ، وفي المقابل الجزائر بلد المليون شهيد ، الجزائر العروبة ، الجزائر حاضنة إعلان الاستقلال الفلسطيني .
ما الذي حدث وسبب كل هذا التأجيج ، وبث نار الفتنة وأثار الحقد والضغينة بين البلدين ؟ مجرد مباراة كرة قدم . إذن لا نستغرب ولا نعجب عندما نسمع من يقول مستهزئا من أعداؤنا ( نريد مباراة كرة قدم بين فتح وحماس ) ، لربما صدق المتنبي عندما قال ( يا أمة ضحكت من جهلها الأمم).
إلا هذا الحد وصل الاستهزاء بالأمة العربية والإسلامية ؟ ما الذي دها هذه الأمة وما الذي أصابها ؟ يحاول الإنسان أحيانا أن يستعيد ذكريات ماضية عزيزة عليه تعينه في القضاء على الهموم والأحزان فتعرض له ذكراته شريطا حافلا بالأمجاد والبطولات ولكنه سرعان ما يقفز ذهنه إلى الواقع المرير الذي نحياه . الفرقة والانقسام بين العرب ،وطالما ذكرنا الانقسام بين العرب لا ننسى الانقسام بيننا نحن الفلسطينين أنفسنا ، لا أدرى إلى متى سنبقى منقسمين متشرذمين تنقصنا الكلمة الوحدة ، لربما لم يحن الوقت أو لم يتم اتخاذ القرار المناسب لكي نتوحد !!!
ما نراه أن هناك سياسة إلهاء مدروسة لهذه الأمة ، فكل شئ مبرمج ومخطط لإبقاء الحال كما هو عليه أو لإرجاعه إلى الخلف لكي يبقى التخلف عنوانا لهذه الأمة .فنحن منقسمين والغرب موحدين ضدنا ، واليهود مستمرين في تدنيس المسجد الأقصى وفي تهويد القدس .
يا أمة العرب ، ويا شعب مصر ويا شعب الجزائر ويا شعب فلسطين ويا كل الشعوب العربية أنتم أخوة ، أخوة في الدين والعقيدة ، أحكموا أخوتكم ورسخوا وحدتكم وسيروا على منهج الإسلام في تثبيت المحبة والتالف ، وكونوا فيما بينكم رحماء ، وعلى أعدائكم أقوياء أشداء ، ودعوا العصبية فإنها منتنة ، دعوها إنها منتنة .