(لا يوجد شخص لا يمكنه الغناء، لا يوجد إنسان صوته جميل وآخر بشع.. لكل صوت ما يناسبه من الأغاني والألحان، لكن شريطة أن تتوفر الإرادة والتصميم)، هذه هي الرسالة التي أراد القائمون على البيت العربي للموسيقا والرسم في اللاذقية أن يؤكدوها من إطلاق برنامج (الميكرفون الذهبي) والذي جمع مجموعة من الشباب القاسم المشترك بينهم أنهم يريدون الغناء، دخلوا البرنامج من دون أي اختبارات، يدرسون ويتدربون منذ أكثر من أربعة أشهر أصول الغناء والموسيقا.
[img]http://www.jablah.com/uploads/extgallery/public-photo/medium/-----------...
صوتك هويتك.. صوتك بصمتك
تشرين التقت مدير البيت العربي للموسيقا والرسم الفنان مروان دريباتي والذي قال: انطلق برنامج الميكرفون الذهبي من فكرة (صوتك هويتك.. صوتك بصمتك) فأنا ضد تلك الأصوات المعلبة والجاهزة المصدرة من شركات الإنتاج صناع النجوم، والذين يعملون على أساس أنه يوجد صوت رديء وصوت جيد، وكأننا نقول: هناك لون أو شكل إنسان جميل وآخر بشع، وهذا مناف للعلم الفيزيائي.. للصوت وللمشاعر والأحاسيس الإنسانية، لأن جمالية الإنسان باختلافه عن الآخر بدءاً من البصمة وانتهاء بالشكل والصوت.
[img]http://www.jablah.com/uploads/extgallery/public-photo/medium/-----------...
ضحية الإعلام
ويشير بأننا نحن ضحية الإعلام التلفزيوني والإذاعي أولاً وأخيراً، فشركات الإنتاج تخلق ما يسمى السوبر ستار وتعمل منه نسخاً في مصانعها الإنتاجية وتلبسها للآخرين، حيث تقوم بصنع نجم وبقية المغنين يقتدون به، فهذا الخط الإنتاجي أوفر للشركات المنتجة لأن التميز والتعدد بالأصوات يتطلب شعراء ومثقفين وكتاب أغنية وملحنين كثراً وموزعين وعازفين وخشبات و..و.. غيرها. فتصنيع نجم واحد أوفر من تصنيع عشرة نجوم وبهذا الشكل تتشكل الدكتاتورية الفنية.
ويرى الفنان دريباتي أن المشكلة ليست بالصوت الجيد أو الرديء.. بل تكمن في الاختيار الجيد للأغاني التي تتناسب مع هذا الصوت أو ذاك، بعدها تأتي أهمية عملية التدريب والثقافة والمهارة والعلم.
وكتجربة أولية تم قبول العشرة الأوائل فقط المتقدمين للبرنامج حيث لا توجد قدرة لدى البيت العربي لقبول عدد أكبر لأن الأمر يحتاج لكثير من الجهد والمال والوقت، ولقد جرى قبول المشاركين العشر من دون أي اختيارات للصوت، وكان الشرط الوحيد أن يكون لدى الشخص الرغبة والدافع بالمتابعة.
فلكل صوت ما يناسبه من الألحان والكلمات، والأهم هو الاختيار الجيد والأداء الجيد والذي ينبع من الثقافة الفنية للشخص، فمثلاً لويس أرمسترونغ مغني الجاز الأمريكي المشهور، لو قارناه بالغناء العربي لما قبل أي ملحن أن يعطيه لحناً لصوته..! لكن عرف هذا الفنان قدرات صوته واختار ما يناسبه فأبدع في اللون الذي اختاره.
[img]http://www.jablah.com/uploads/extgallery/public-photo/medium/-----------...
خضة
ويضيف دريباتي بأن الهدف والغاية من إطلاق البرنامج هي محاولة لإحداث خضة في الثقافة الطربية الغنائية المنتشرة في الوقت الحالي، لعل وعسى تنتج أفراداً يستطيعون الإيمان بذاتهم خارج الموجة السائدة.
ويتم تدريب المشاركين على يد أساتذة متخصصين ويتضمن البرنامج مجموعة من الخطوات المتدرجة ومنها:
- تدريب الصوت إيقاعياً ومقامياً وتعليم أصول الصولفيج والغناء.
- التدريب على الأداء
- التعامل مع المعدات الصوتية والوقفة على المسرح والتعامل مع الميكرفون.
- دفع المتدرب لبناء ذاته من خلال تكوين رصيد ثقافي غنائي يكون له بمنزلة إرث ينطلق منه.
- تحفيز المغني على الخطوة الأولى في أي إبداع وهي تمثله لحالة الحرية، بمعنى أن يكون حراً من الداخل وبعيداً عن فكرة المكاسب والهموم، ليدخل جو الغناء نقياً قدر الإمكان.
- كما يتضمن البرنامج إنتاج C.D لكل مشترك فيه أغنيتان واحدة جديدة بكلمات ولحن جديدين وأخرى من التراث يختارها المتدرب بالاتفاق مع إدارة البرنامج والمشرفين.
- وينتهي البرنامج بحفلة تخرج على خشبة دار الأسد للثقافة باللاذقية وأمام الجمهور في الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني.
ميكرفون ذهبي
ويقول مدرس الموسيقا المختص بعلم المقامات بهاء فضة: إن فكرة الميكرفون الذهبي جميلة تتيح الفرصة لمن يريد أن يرتاد درجات وعتبات الغناء والفن بناء على خطوات أكاديمية من تعليم الصولفيج، والقراءة الإيقاعية والقراءة الصولفائية، علم المقامات، الطبقات الصوتية، التدريب على الآلات الموسيقية وبشكل خاص على الأورغ لما يحويه من أصوات وإيقاعات، كما يتضمن برنامج التدريب إقامة حفلات صغيرة بحضور مدعوين وذواقة لكسر الرهبة لدى المتدربين من الجمهور والميكرفون.
تشرين زارت الاستوديو الذي يجري فيه التدريب والتقت المتدربين: سامية عدرا، نوفل سلامة، طارق عبد الرحمن، نصر حسون، راجح زاهر، سدير ناصر، عامر حسن، دانيال سليمان، محمد أبو كف.
تقول سامية: أحببت أن أصبح مطربة لكن المجتمع لا يرحم ووقف حجر عثرة أمامي، فإذا أردت الغناء فليس أمامك المطاعم أو الأعراس حيث لا يوجد مكان آخر للظهور والغناء، وكان برنامج الميكرفون الذهبي بمنزلة طاقة الفرج بالنسبة لي، لأنه يعلمنا الغناء والطرب بأصول أكاديمية.
دانيال: لا يوجد برنامج أو جهة معينة في سورية تسعى وتعنى بصقل المواهب الغنائية بطريقة احترافية وأكاديمية والكثير من المطربين حالياً في سورية تخرجوا من ساحات الأعراس، وحفلات المطاعم.
سدير: البرنامج علمنا الخطوات الأساسية والأولى على طريق الغناء.
نصر: نفتقر في سورية برامج كهذه تدعم الفن وتأخذ بيد الشباب الموهوبين وتضعهم على الدرب الصحيح.