[img]http://sana.sy/servers/gallery/20080614-161505_h179320.jpg[/img]
اشتهرت حمص عبر العصور بالنكتة ويؤلف الحماصنة النكتة ويروونها حتى لو كانت تنال منهم ويجدون متعة في ذلك ويفسرون الوصف بالجاذبية وليس البلاهة ولذلك استمروا في تأليف النكات عن أنفسهم لأنه تعبير عن ذكائهم.
و يقول المؤرخ الحمصي فيصل شيخاني إن النكتة أو النادرة المضحكة في حمص تعود إلى عصور قديمة وكانت أحياناً تأخذ منحى السخرية وروى المؤرخ الروماني كيكرون عن الحماصنة قولهم إن قيصر روما غني مثل ملك حمص شمسغرام في إشارة إلى الفارق في الغنى بين القيصر الروماني والحاكم الحمصي العربي السرياني.
ويروى عن الملكة الحمصية جوليا دومنا التي حكمت روما كإمبراطورة حبها للنكات الساخرة والنادرة الناعمة.. وذات مرة طلبت من المفكر الروماني "أبنيان" العامل لديها في البلاط ويعتقد أنه سوري الأصل أن يروي لضيوفها ماحدث بينه وبين موظف الأمن عند عبوره نهر الفرات.
ويسرد المؤرخ مايلي .. أردت أن أعبر نهر الفرات فسألني موظف الأمن ماذا تحمل معك .. ولما كنت لاأحمل شيئا قلت مازحاً .. أحمل الصدق والوفاء والعدل وهذه الألفاظ في اللاتينية تنتهي بمقطع مؤنث فقال لي الموظف في استعجال جهز ثلاثة جوازات سفر للفتيات الثلاث وأهلاً بك.
وأثرت عشرة أهل حمص على ذكاء ملك حمص أسد الدين شيركوه في القرن السابع الهجري والمدفون فيها وهو ابن أخت صلاح الدين الأيوبي بطل الحروب الصليبية.
وكان صلاح الدين قد صادر أموال أبيه وفرض عليه حفظ القرآن لعلمه أنه شرب الخمر سأله صلاح الدين: أين وصلت في تعلم القرآن الكريم .. فرد شيركوه .. وصلت إلى الآية التي فيها ولاتأكلوا أموال اليتامى.. فضحك صلاح الدين وقال .. أعطوه أموال أبيه وخلصونا منه.
وحدث في زمن شيركوه أيضاً خلاف مع ملك حماة الأيوبي حول ملكية سلمية فقطع شيركوه مياه العاصي عن حماة وعندما أعيدت المياه إلى مجاريها سرت شائعة بين الناس أن العاصي قسمت مياهه وأن حموياً شوهد ينقل المياه من الضفة اليمنى من النهر إلى الضفة اليسرى كي تذهب المياه إلى حماة. وروى الحمويون النادرة نفسها عن الحماصنة واستمر تبادل النوادر والنكات بين الحماصنة والحمويين حتى العصرالحالي وعندما دخل ابراهيم باشا ابن محمد علي باشا والي مصر في عام 1840 إلى سورية أقام في حمص فترة أثناء مطاردة العثمانيين ونقل إليه أن بعض الحماصنة سطوا على مستودع الذخيرة وسرقوا بعض القنابل الكروية وانفجر بعضها بهم.
غضب ابراهيم باشا وأراد أن يحقق بنفسه مع الجرحى الحماصنة فقال له أحدهم .. ياسيدي ظنناها كرات نلعب بها لم نحسبها بومبات وكان إلى جانبه المؤرخ الدمشقي ابراهيم مشارقة قال له .. ألم أقل لك إنهم بسطاء لطيفون فرد ابراهيم باشا : لا والله شياطين بالذكاء.
وكان الحمصي يرد على حكم العقوبة بالبلاهة والبلادة وحدث مرة أن السلطنة العثمانية أرادت بناء مارستانات في المدن السورية على غرار دمشق، والمارستان هو مشفى للأمراض العقلية وقرر ممثل السلطنة في دمشق زيارة حمص لاختيار الموقع وهناك فوجىء بماهو غير متوقع وجهاء حمص في استقباله لابسين بأقدامهم فردة حذاء أحمر وفردة قبقاب فالطقس كان غائماً وإن نزل المطر انسلخ نعل الحذاء بينما القبقاب أقوى.
وغني عن الذكر ماحدث لـ تيمورلنك الذي انهارت أمامه الحصون والممالك لقد خرج جميع سكان حمص إلى خارج السور وتركوا أبواب المدينة على مصاريعها لبسوا القباقيب بالمقلوب وانهالوا على براميل الحديد العتيقة ضرباً غير عابئين بالغازي وجيشه فأمر جيشه بعدم دخول هذه المدينة أو الاختلاط بأهلها.
ويستمر الحماصنة بإنتاج النكتة عن أنفسهم فهي سبيل التسلية الأقل كلفة، ويروونها صغاراً وكباراً إنها الدليل على ارتياحهم وازدهارها يعكس ازدهارهم وهاهم قد قرروا مجاراة الأمم المتحضرة فقرروا إرسال أربعين شاباً وسيماً إلى باريس لتعلم كيفية عقد ربطة العنق .. وبعد أسبوع جاءهم الخبر .. 20 شاباً في ذمة الله و 16 في العناية المشددة ونجح أربعة في الاختبار.