أثناء مقابلة مع إحدى محطات التلفزة الإيطالية ويظهر في الخلفية مع والده خلال إقامته في أفغانستانكان الوقت بعد منتصف الليل عندما اصطحبني عمر بن لادن، الابن الرابع لأسامة بن لادن، إلى سرداب مظلم ومعزول داخل ملهى ليلي، يُدعى Les Caves de Boys، ويقع في أحد الأحياء الراقية وسط العاصمة السورية دمشق. يمر عمر بجانب حارسين قويي البنية يقفان عند الباب ثم ينتقي مقصورة في المؤخرة. كان هناك مجموعة من الأثرياء العرب الذين يحتسون الويسكي ويشاهدون فقرةً لفتيات روسيات يعرضن أجسادهن العارية. وفقاً للمعايير الغربية تُعتبر هذه المشاهد طبيعية جداً. لكن عمر كان يشرب «السفن أب» وهو يراقب كل حركة من حركات أولئك العارضات بذهول صبياني، حيث قال لي إن النساء الروسيات هن الأجمل في العالم، ثم أضاف: «تبدو أجسادهن كما لو أنها مصنوعة من البلاستيك، تماماً مثل الدمى».
الفتى المدلل وحياة الليل
عندما كان عمر مراهقاً في جبال تورا بورا، كان الابن المفضل عند والده الذي اختاره ليكون وريثاً له في قيادة حركة الجهاد في العالم. ثم وفي العام 2001، أي قبل أشهر من أن يصبح أسامة بن لادن المطلوب الأول في العالم، قرَّر عمر أن يهجر مقر والده في أفغانستان. وهكذا فقد غادر من عالم يعج بالموت شبه المحقق إلى عالم آخر بنبض بالحياة.
في الساعة الثانية صباحاً خرجت راقصة في منتهى الجمال والروعة لتقدم العرض الأخير، حيث كانت ترتدي ملابس داخلية حمراء اللون مزخرفة بأحجار كريمة مزيفة وتلف خصرها بحزام لامع، بينما تضع على رأسها تاجاً من ريش النعام، ثم تبدأ بهز وركيها أمام ناظري عمر الذي كان يراقب مذهولاً. بعد ذلك يعلق مبتسماً: «الحمد لله أن والدي لا يحكم هذا العالم».
ما من مشهد آخر يمكن أن يكون أكثر دلالة عن شخصية أسامة بن لادن من هذا المشهد الذي يعبر عن حجم الظلم الذي ارتكبه بحق ابنه. بالنسبة لعمر، لا يُعتبر أسامة بن لادن إنساناً يجاهد من أجل الحرية ولا حتى سفاحاً مخيفاً، بل هو مجرد رجل ضل سبيله، وأب متعصب إلى درجة العمى حرم أطفاله الحب وقام بضربهم وخيانتهم، كما دمَّر أسرته عبر سعيه لأن يصبح نبي هذا العصر. يقول عمر: «يتمتع والدي بشخصية قوية؛ لا أحد يستطيع منعه من تحقيق حلمه؛ فهو إما أن يحصل على ما يريد وإما أن يموت دون ذلك».
[img]http://www.jablah.com/uploads/extgallery/public-photo/medium/omar2_144_d...عمر والزوجة الجدة
منذ نعومة أظفاره كان عمر (28 عاماً) يتميز عن باقي أشقائه، البالغ عددهم 11، في نزعته نحو الاستقلال. ومع أنه لا يعتقد بأن أشقاءه الآخرين لا يزالون إلى جوار أبيهم، إلا أنه يبقى الابن الوحيد (من أبناء بن لادن) الذي يقول علناً إنه يستنكر أعمال العنف التي ارتكبها والده. ويقول: «هناك الكثير الذين يتعرفون علي عندما يرونني، وهم يقولون إنني يجب أن أكون فخوراً بوالدي. هناك الملايين الذين يتفقون مع توجهات والدي. وهو يحظى باحترام وتقدير الكثيرين. قد أتعرض للهجوم، لأنه في العالم الإسلامي لا يُفترض بالشخص أن ينتقد والده. الكثيرون يقولون لي إنه ما كان ينبغي علي أن أتحدث بهذا الشكل. لكن والدي لا يمكن أن يتسبب لي بالأذى».
كانت زوجته البريطانية زينة، وهي سيدة قصيرة القامة فاتحة البشرة تتمتع بعينين زرقاوين، ويعادل عمرها ضعف عمره تقريباً، تجلس إلى جانبه وتحتسي كوكتيل «بينيا كولادا». كانت ترتدي معطفاً طويلاً يبدو أشبه بتلك المعاطف التي شاهدناها في فيلم «سيد الخواتم». تقوم زينة بدور المرشد بالنسبة لعمر في العالم الغربي، حيث تؤدي وظيفة المروِّج الإعلامي له والمشرف على ملابسه ومظهره والمترجم الفوري لأقواله، كما تراقب كل كلمة تخرج منه وتحاول تجنيبه أي شيء ترى أنه قد يسيء له. كانا قد التقيا منذ أربع سنوات، ومنذ ذلك الوقت أصبحا مادة دسمة لصحف التابلويد الإنجليزية، حيث يقول عمر: «إننا نحظى بأهمية أكبر من تلك التي حظي بها الأمير تشارلز والأميرة ديانا».
وفي تصريح لها لصحيفة «ديلي ميل» اللندنية، بدت زينة وكأنها تسعى لاستغلال علاقتها بعمر سعياً وراء الشهرة والمال، حيث قالت: «أنا مستعدة لإعطاء كامل تفاصيل حياتي لأي شخص يعطيني 10 ملايين جنيه إسترليني؛ وقصة حياتي تستحق هذا المبلغ، لأنني متزوجة من نجل أسامة بن لادن». لم يقبل أي شخص بهذا العرض، لكن تفاصيل ماضيها الحافل وصلت فوراً إلى الصحف، ومن بينها أنه سبق لها أن تزوجت خمس مرات، حيث كان أحد أزواجها ينتمي إلى عصابة «هيلز إينجل»، وأيضاً قصة وجود وشم على ظهرها على شكل شبكة عنكبوت.
ثراء فاحش وعيشة فقراء
عندما كان في الملهى الليلي كان الارتياح بادياً على عمر. لكنني عندما قمتُ بتشغيل جهاز التسجيل في فندق «فورسينز» من أجل إجراء لقاء معه، كان ميالاً إلى الصمت على غير عادته. وكلما سألته عن والده كان يميل إلى التمترس والتملص، حيث يقول: «أحبه لأنه والدي؛ ولا أريده أن يُعتقل ويُحاكم، لأن ذلك سيحطِّم قلبي. أتمنى أن يموت قبل أن يصل إليه أحدهم. لا أريد أن أرى شخصاً آخر يتحكم بوالدي، فوالدي يبقى والدي، حتى هذا اليوم، وإلى أن أموت. أنا أتيتُ من صلبه، ولذلك أنا جزء منه».
وعندما سألته: «كيف تشعر عندما تراه على شاشة التلفاز؟» أجاب: «أشعر بالقلق على نفسي وعلى والدي وعلى العالم».
منذ عودته إلى السعودية، وكان ذلك قبل هجمات 2001، حاول عمر أن يعمل ويكسب لقمة عيشه بيده، لكنه تعرض لظلم فادح. فقد كان يظن أنه يستطيع أن يحيا حياة الطائرات الخاصة والمنازل الفاخرة التي يحياها أقرباؤه السعوديون الأثرياء دون أي جهد، لكنه وجد نفسه بدلاً من ذلك يعمل لصالح العائلة كوكيل عقارات بالعمولة. ويقول: «العائلات السعودية تخشى التقرب مني، وهذا هو سبب عدم قدرتي على الزواج من إحدى بنات عمي، أو من فتاة سعودية تنتمي إلى طبقتي الاجتماعية. لقد رُفضتُ سبع مرات من قبل أناسٍ يتمتعون بنفس المستوى الاجتماعي الذي تتمتع به عائلتي». تمكن عمر من جمع عدة مئات آلاف من الدولارات من خلال شركة الخردة التي كوَّنها، لكن بالنسبة لشخصٍ ينتمي إلى عائلة بن لادن ومعتاد على الثراء الفاحش، فإن هذا المبلغ كان تافهاً. لقد كانت أخطاء والده تلاحقه أينما ذهب، فلم يستطع تكوين اسم له، الأمر الذي جعله يعيش حالة من الاكتئاب العميق.
بينما كان أقاربه يستمتعون بحياة الترف بوصفهم من أكثر العائلات ثراءً في السعودية، إلا أن عمر وأشقاءه كانوا يعيشون حياتهم، كما لو أنهم في القرن السابع، فلا أفلام ولا تلفزيون ولا موسيقى. حتى إن والده كان يمنعهم من تناول المشروبات الغازية أو التمتع بالألعاب. ومع أن عمر كان يعاني من الربو، إلا أن والده كان يمنعه من تناول البخاخ، وكان ينصحه بأن يستنشق رائحة شهد العسل بدلاً من ذلك.
يقول عمر في مذكراته: «لقد أوصانا والدي بألا نُثار في أي موقف من المواقف. لم يكن يسمح لنا بأن نحكي النكت، كما أمرنا بألا نعبر عن سرورنا بأي شيء، وقال إنه قد يسمح لنا بالابتسام طالما أن ذلك لا يصل بنا إلى درجة الضحك. وفي حال فقدنا السيطرة على عواطفنا وانفجرنا بالضحك، فإننا يجب ألا نُظهر أسناننا. لقد عشتُ تلك المواقف التي كان والدي فيها يحصي عدد الأسنان التي تظهر، ثم يقوم بتوبيخ أبنائه وفقاً لعدد المرات التي تظهر فيها تلك الأسنان».
طفولة بين المخاطر
في العام 1992، وبينما كان عمر لا يزال في العاشرة من عمره، قام أسامة بن لادن بنقل عائلته للعيش في مقاطعة خاصة بالجهاديين في السودان. شعر عمر باليأس لكونه انقطع عن الاتصال بالعالم الخارجي. كان ممنوعاً عليه مشاهدة التلفاز أو السينما. وعندما كان عمر يستقل الحافلة للذهاب إلى المدرسة، كان يستمع إلى أحد أصدقائه وهو يروي له مشاهد كاملة من أفلام رامبو، بينما كان هو يطلق العنان لخياله ليحاول تصور مسيرة الأحداث على الشاشة.
لم تكن طفولة عمر حافلة بأعياد الميلاد والعطلات العائلية، بل بتفجير السفارات والهجمات الصاروخية والنوم في الصحراء استعداداً لـ «هرماجدون» (المعركة الفاصلة بين الخير والشر). في سنوات المراهقة كان عمر يتخذ من أبناء أولئك الذين قاموا بالتخطيط للتفجير الأول لمركز التجارة العالمي وتفجير السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا رفاقاً له. مع ذلك فإنه يتذكر تلك الفترة بشغف. ظل عمر وأشقاؤه يذهبون إلى أفضل مدرسة في البلاد، إلى أن اخترقت رصاصة إحدى النوافذ وحوصرت المقاطعة برجال مسلحين كانوا يريدون اغتيال والده. هذا الهجوم أدى إلى تعميق التزام بن لادن بالجهاد، كما زاد من شعوره بالغضب وجنون العظمة. عندما قام أحد رجال بن لادن بدهس القرد الذي يمتلكه عمر، وجد هذا الأخير أن والده هو الذي أقنع ذلك الرجل بأن ذلك الحيوان ليس إلا عبارة عن يهودي مسخه الله على هيئة قرد. هنا يقول عمر بدهشة: «في نظر ذلك الرجل الغبي، لم يقم إلا بقتل يهودي!».
الظواهري القاتل
وضمن سياق ما يصفه عمر بأنه «العالم المجنون» بالنسبة لوالده، لم تكن هناك طريقة لمعرفة مكمن الخطر. في أحد الأيام تعرَّض أحد أعز أصدقاء عمر للاغتصاب على أيدي مجموعة من الرجال، الذين قاموا بالتقاط الصور لذلك الشاب أثناء وبعد الاغتصاب. عندما وصلت تلك الصور إلى أيدي أيمن الظواهري، المساعد الأول لوالده، كانت أشبه بحكم الإعدام. الظواهري، الذي كان في نظر عمر عبارة عن رجل مختل عقلياً، استنتج أن الفتى كان شاذاً جنسياً. وبالرغم من توسلات والد الفتى، إلا أنه تم اقتياده إلى غرفة يوجد فيها الظواهري، الذي قام بإطلاق النار على رأسه.
في مايو (أيار) 1996، وبعد أن استقل طائرة خاصة إلى جلال أباد، وصل الأب وابنه إلى تلك الدولة التي كانت غارقة بالحرب الأهلية، والتي كانت لا تزال تعاني من تبعات حربها الطويلة مع السوفييت. تم الترحيب بهم على الفور من قبل زعماء القبائل، الذين قرروا منح بن لادن جبلاً يُدعى تورا بورا على سبيل الهدية. وبعد أن وصل إلى ذلك المعقل النائي، الذي لا يعدو كونه عبارة عن مجموعة من الأكواخ المهجورة، شعر عمر بانقباض في قلبه. كان يحلم بالعيش في منزل مزود بالكهرباء وببعض وسائل الراحة. فأبناء عمومته في جدة كانوا يتمتعون بالجت سكي وبالرحلات الأسبوعية إلى لندن وبيروت، وكان لديهم كل ما يريدون من ويسكي ونساء وحرية. يقول في مذكراته: «لم أكن أستطيع التصديق بأن حياتنا وصلت إلى هذه الدرجة. فها أنا، ابن بن لادن الثري، أعيش في بلاد لا يوجد فيها قانون، أحاول التنزه بسيارة تويوتا صغيرة الحجم، ويحيط بي مقاتلون أفغان مدججون بالأسلحة القوية، كما ينبغي علي أن أساعد أبي للحصول على كوخ جبلي كمنزل للعائلة».
الابن سرّ أبيه
في تورا بورا أصبح عمر الخادم الشخصي لوالده، حيث كان يتولى غسل قدميه قبل كل صلاة. كان والده يستمع في أغلب الأحيان إلى إذاعة «بي بي سي» عبر جهاز راديو كان بحوزته، وكان دائماً يسجل خطبه حول شرور أميركا عبر آلة تسجيل. يقول عمر «بعد أسبوع ونيِّف من سماعي لتلك الخطب الرنانة أصبحتُ أغلق أذني كي لا أسمع تلك المواعظ المزعجة، لكنني الآن أشعر بالندم على عدم تركيزي على تلك الخطب. كم أتمنى لو أنني أمتلك تلك الأشرطة لكي أفهم بشكلٍ أفضل ما الذي كان يدفع والدي لكراهية هذا العدد الهائل من الحكومات والناس الأبرياء».
كان أسامة يحكي لابنه عمر عن طفولته، حيث أخبره كيف تخلى عنه والده، كما تحدث عن الألم الذي كان يشعر به عندما كان والده يضربه. يقول عمر في مذكراته: «لقد شعرتُ بالحيرة، ففي حال كان بعد كل تلك السنين يستطيع تذكر مدى شعوره بالألم نتيجة قيام والده بضربه أو بتجاهله، فأنا لا أفهم كيف كان، بهذه الدرجة من السهولة واللهفة، يقوم بضرب أو تجاهل أبنائه. لم أمتلك الشجاعة يوماً كي أطرح على والدي هذا السؤال، علماً بأنني أشعر بالندم لذلك».
من بين أكثر الأشياء التي أثيرت حولها زوابع إعلامية، بعد العثور عليها في أحد مخابئ بن لادن في أعقاب الغزو الأميركي لأفغانستان في 2001، كان صندوق أشرطة الفيديو الذي يظهر مجموعة من الجراء التي توضع ضمن حظائر، ثم تتعرض للقتل البطيء والمؤلم من أجل تجربة بعض الأسلحة الكيميائية. بالنسبة للعالم أثبتت تلك الأشرطة الطموحات الشيطانية لبن لادن وأتباعه. أما بالنسبة لعمر لم تكن أكثر من مجرد مثال آخر عن قسوة والده وعدم اكتراثه. يُذكر أن الكلب المفضل عند عمر هو الذي أنجب تلك الجراء، حيث كان يأمل بأن يتمكن من تربيتها جميعاً. لكن رجال أسامة لم يتورعوا عن أخذ تلك الجراء لاستخدامها في تجاربهم.
يقول عمر في مذكراته إنه بكى كثيراً عندما علم بخبر مقتل جرائه. لكنني عندما سألته عن تلك الحادثة امتنع عن توجيه اللوم لوالده، إذ يبدو أنه من الصعب جداً مخالفة التعاليم العربية التي تحض على طاعة الوالدين. يقول عمر «حتى هذا اليوم لا أعرف من الذي أعطى ذلك الأمر. لكن أن يأخذوا كلابي أفضل من أن يأخذوا كلاب شخصٍ آخر».
كل في طريق
سرعان ما زادت شقة الخلاف بين عمر ووالده عندما حاول أسامة تجنيده ليصبح انتحارياً. ولهذا كان أسامة مراوغاً بشكل غير مباشر. فقد كانت سطوة بن لادن على أتباعه نابعة من حقيقة أنه لم يصدر أوامر قط. كان يطرح أسئلة ويقدم اقتراحات. ويقول عمر: «هو لا يضغط على أحد ليفعل شيئاً ما أبداً. هو يطلب منك شيئاً ما ولكن إذا لم تكن راغباً لا يرغمك على شيء. هو يصدر الأوامر في المواقف الحربية المباشرة».
في أحد الأيام، وعندما كان بن لادن يخطط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، ثبت ورقة على جدار المسجد لتجنيد رجال لديهم رغبة في أن يكونوا انتحاريين. سرت موجة من الحماس في المعسكر عندما بدأ الرجال يوقّعون. في ذلك اليوم جمع بن لادن كل أبنائه، وقال لهم إن عليهم التفكير في الانضمام إلى بقية المتطوعين. قال لهم: «إذا أراد أي منكم يا أبنائي الذهاب فعليه أن يسجل اسمه». كان ذلك تحولاً ذكياً في العبارة يرقى لأن يمثل تحريضاً لأبنائه على تدمير الذات.
يمكن اعتبار عمر اعتذارياً لجهة والده. ومع أن الغربيين قد يظنون أنه يجحد والده، فإنه حريص على التلميح إلى أنه لا يزال ابناً يكن الاحترام لوالده على نحو تقليدي. فهو يشير إليه بوصفه «لطيفاً»، وهو ما يقصد به أن أسامة يتبع سلوكاً دينياً وأخلاقياً، مهما يكن منحرفاً. ويقول: «هو يعتقد أنه يفعل ما يفعل من أجل العدالة ومن أجل المسلمين».
في أبريل (نيسان) 2001 انفصل عمر عن والده نهائياً، عندما انتحى به أحد المقاتلين الكبار في السن جانباً وحذره من أن هناك خطة كبيرة قيد التنفيذ. قال له: «يجب أن تكون بعيداً جداً. أعتقد أن الكثيرين منا سيموتون». ووافق بن لادن بعد تردد أن يدع عمر يذهب. قال له أبوه: «لا أوافق على أن تتركني، ولكن ليس بوسعي أن أمنعك».
يقول عمر: «والدي ثري أعطاني عشرة آلاف دولار، وقال لي أن آخذ سيارة وأذهب». ويضيف والدمع يكاد ينبجس من عينيه: «لو أراد الاحتفاظ بي لكان عليه أن يتبع نهجي، ولو أردت الاحتفاظ به لكان علي اتباع نهجه. شعرت بالحرقة وأنا أغادر بالسيارة. نحن لا نظهر مشاعرنا. قبّلت يده وودعته، وهذه كانت آخر مرة أراه فيها».
إيلاف عن مجلة «رولنغ ستون»