وفي حال فشل المخطط الفاشل، فان المخطط البديل هو إراقة الدماء الفلسطينية على أيدي الأشقاء المصريين، والذين روت دماء أبنائهم ارض فلسطين ولم يتأخروا يوما على مدار تاريخ الاحتلال عن نداء الواجب الوطني والقومي والإنساني حيال شعبنا الفلسطيني المرابط، وربما البعض منا لايعي جيدا ماذا يعني جر جمهورية مصر العربية على مضض لمواجهة دامية مع بعض التشكيلات العسكرية أو مع تظاهرات مدنية يتم تنظيمها لتكرار تجربة العبور صوب سيناء!!!"الفخ الصهيوني"، كانت البداية بالانسحاب الأحادي الخبيث من قطاع غزة وتفعيل كل أدوات العدوان الصهيوني حتى بلوغ الأداة التي يعتقد الصهاينة واهمين بان شعبنا ساذج كي يبتلع طعم التسليم بالحصار الإجرامي الذي يفرضه الكيان الإسرائيلي، ويختفي في الأزقة القريبة ليظهر انه بريء من هذا الحصار، وان مصر العربية هي من يحاصرنا وهذا محض افتراء ووقوع في الشرك الصهيوني الآثم، وهنا يأتي دور الأنفاق حيث اقتربنا من التسليم بقدر الحصار الصهيوني وأرحنا أنفسنا من مقاومة ذلك الحصار البشع، وأصبحت الأنفاق بمثابة شماعة العجز، ونضعها في إطار العمل الفدائي البطولي، بحيث ننسى ذلك العدو الحقيقي الذي يحاصرنا وما يتطلب ذلك من مواجهة سياسية ومواجهة مقاومة من الجريمة لجمها، على اعتبار ان الأنفاق تكفينا شر المواجهة مع الكيان الصهيوني المسخ المجرم الحقيقي، كي نعتبر ان الأنفاق المؤدية إلى الأراضي المصرية تقنين وقبول بالحصار الصهيوني، حتى إذا ما أرادت مصر السيطرة على أراضيها، تصبح خائنة وتستهدف إبادة الشعب الفلسطيني فننتبه للفرع وننسى أصل المجرم الحقيقي، لا ادري كيف ننجر بسرعة البرق سواء عن علم أو عن جهل، لنحقق الحلم الصهيوني بحرف جبهة المواجهة عن مسارها مع التناقض والعدو الصهيوني الأوحد، كي نسمح بتوجه فوهات البنادق والتصريحات السياسية التي تلهب وتستفز الجار المصري الذي لاغنى لشعبنا عنه مهما بلغت خلافاتنا قصيرة النظر مع تلك الجبهة العربية المصرية التي قدمت عشرات آلاف الشهداء فداء لفلسطين ولشعبها، كيف يحدث هذا والى أي الحدود يعتقد البعض ان الدولة العربية الشقيقة الكبرى مصر ستستوعبها ولا تنعكس بالسلب على المواطن الفلسطيني بشكل عام، فإذا كان المطلوب صهيونيا ان ترتكب مصر الشقيقة مجزرة بحق شعبنا الفلسطيني كما اقترفته العديد من الدول العربية والتاريخ شاهد على الجريمة، فهل ننساق خلف مثل ذلك الجنون الصهيوني، وهل مازال البعض يتوهم بان مصر وبعد السماح بالأنفاق لأكثر من ثلاث سنوات، بان التشويه الإعلامي ومقارعة القيادة المصرية بما لايقبله أي نظام عربي معتدل أو ممانع، هل ذلك سينجح في إحراج القيادة المصرية كي تعتبر الأنفاق بايجابياتها وسلبياتها بديلا رسميا لجريمة الحصار الصهيوني برضا وتأييد هذا العالم الغربي المنحاز، أو ربما لتتحمل مصر مسئولية جريمة الحصار الصهيوني، كيف يفكر عاقل بان هذا سيحدث بان تسلم القيادة المصرية بان الأنفاق نهاية المطاف والتي جعلت الاحتلال يتملص من التزاماته،والحقيقة التي يجهلها البعض ان الصمت المصري منذ البداية على توسع رقعة الأنفاق ليس كما يضن البعض بان مصر مستفيدة ماليا منها، بل هي لعبة في دهاليز الساسة بين المخطط الصهيوني بجرف غزة صوب مصر، والرد المصري بعيدا عن اتهامها بانتهاك اتفاقيات"كامب ديفيد" بان مصر تستطيع ان تمنع تدفق السلع والسلاح من فوق الأرض، وليس بوسعها ان تمنع في ليلة وضحاها التهريب من تحت الأرض، فأغمضت القيادة المصرية عيونها عن اتساع رقعة التهريب وقلبت الفائدة الصهيونية المتوخاة إلى فائدة مصرية كان أهمها الزحف العسكري والأمني المصري صوب الحدود مع غزة المحتلة وفي نفس الوقت ما حاولت بشكل جدي منع التهريب ، ففشل المخطط الصهيوني بضم غزة لمصر وبقيت غزة قلعة فلسطينية ككابوس في خاصرة الاحتلال الصهيوني، لذا فان العدو الصهيوني سيرفع الراية البيضاء بإعلان فشل المخطط الخبيث المتركز على الضم والتوطين لغزة وشعبها في سيناء.
بل طالما الأنفاق وهي تزيد عن ألف نفق تتدفق من خلالها السلع والتي وصلت في انفلاتها لدرجة إغراق غزة بالمخدرات وربما محاولة مرتزقة التجار سرقة سيارات المواطن المصري وتهريبها إلى غزة حسب ما تناقلته وسائل الإعلام، فهل تشغلنا تلك الأنفاق التي حصدت مئات أرواح أبنائنا والتي صنعت من المستغلين لعشرات أضعاف الأثمان مئات المليونيرات أمراء الحصار، وفي المحصلة طالما تتدفق السلع وكأن قضيتنا مأكل وملبس وتهريب عشرات آلاف "الموتورسكلات" هي ما تجعل رؤيتنا تنحسر في نطاق معيشة المواطن العادي وثراء أمراء الحصار من المهربين والتجار، لماذا نريد ان نختزل قضية الأنفاق على أنها قضية وطنية في حين ان المستفيد الأكبر منها هؤلاء المهربين، والذين يعتبرون تفعيل أدوات المقاومة نقمة على استقرار ثرائهم وثرواتهم، لان المقاومة تعني قصف الأنفاق، هكذا أراد العدو الصهيوني وضع المعادلة في هذا الإطار، وقف مقاومة يعني استمرار السماح بالأنفاق والتهريب طبعا مع استمرار الحصار باستثناء الجبهة المصرية المستهدفة صهيونيا مهما قيل عن اتفاقيات السلام بين الكيان الإسرائيلي ومصر العربية، لان 80 مليون مصري يرفضون التطبيع مع هذا الكيان الغاصب ، وقيادة مصرية يرفض رئيسها وفق الاتفاقيات الكاملة بين الطرفين ان يزور الكيان الإسرائيلي، ويعلم الجميع ان الكيان الإسرائيلي على مستوى النظام الرسمي لايحسب حساب مستقبلي على سلم الخطورة والعمل بصمت سوى للجبهة المصرية على سلم إستراتيجية ثابتة"لاحرب دون مصر ولا سلام دون سوريا"، وتبقى العلاقة في إطارها الأمني الحذر، ولكن الحصار وحرف مساره إلى جمهورية مصر العربية بواسطة الأنفاق هو العصا الغليظة التي يلوح بها الاحتلال لتشويه صورة القيادة المصرية على اعتبار كل الأنظار توجه إلى هذه الدولة العربية الجارة ذات التاريخ المشرف حيال القضية الفلسطينية، على أنها المجرم الرئيسي، ويتعين عليها وفق المخطط الصهيوني إعادة الولاية على غزة بؤرة الثورة وإعادة عجلة التاريخ للوراء لإخضاعها للحاكم العسكري المصري وبالتالي المساهمة في تصفية القضية الفلسطينية وبالمقابل في الأيدلوجية الصهيونية"لمصرنة القطاع" ان يتم"اردنة الضفة الغربية"، وهذا المخطط الخبيث الذي يروق للبعض المستفيد من هذا الوضع الكارثي، بان ينجرفوا لإطلاق العنان ضد مصر العربية على أنها الشريك في جريمة الحصار بل وصل الأمر لوصفها على أنها الجهة الأكثر إصرارا على حصار شعبنا، فأي منطق هذا واي قصر نظر غير محسوب تبعاته على سلم الصبر المصري على كل أذية سواء تصريحات أو ان يوجه البعض من تجار الحروب بنادقهم صوب صدر الجندي المصري الشقيق وبالتالي يوجه الجندي المصري نيران بنادقهم صوب صدور أشقائهم الفلسطينيون.
نعم هناك التزامات وطنية وأخلاقية وسياسية وإنسانية على مصر حيال شعبنا الفلسطيني، خاصة من دولة بحجم مصر وبتاريخ مصر ومكانتها الدولة القائدة التاريخية في مسار الصراع العربي_الصهيوني، وهذه المسئولية يجب إدارتها وتنظيمها على المسار السياسي والعلاقات الثنائية بين سلطة فلسطينية تنتجها مصالحة وطنية لم تئول مصر جهدا لمخاضها المتعسر، وبين سلطة وقيادة مصرية لتنسيق مواجهة التحديات والحصار، وليس إطلاق تصريحات كتهديدات لتمس سمعة مصر ومكانتها العربية التاريخية، واغرب تلك التصريحات التي تتناقلها وسائل الإعلام بان يتم العمل على تقديم شكوى دولية ضد القيادة المصرية على ان الإجراءات التي تقوم بها على حدودها جريمة حرب، في حين من يطلق مثل هذه التصريحات المندفعة يعلم جيدا ان الإجراءات المصرية على حدودها حق سيادي ولا يمس على المستوى البعيد والمراوغة المصرية للغرب والصهاينة سوى جزء من منظومة الأنفاق، والتي من العبث ان نعتبرها قدر ابدي وانتهائها كارثة، بل نهاية تلك الأنفاق ستعجل حتما برفع الحصار عن غزة، بل وتصفه المستويات السياسية الغربية انه يأتي في إطار مكافحة مايسمى بالإرهاب ومعظم المساعدات التي تصب في خدمة مصر للحفاظ على حدودها لمنع التهريب هو من تلك الدول الغربية الأوروبية التي سيتم تقديم الشكوى لها والتي جرمت المقاومة وجعلتها إرهابا وشرعت الجريمة الصهيونية وجعلتها دفاع عن النفس، وهذا ينسحب كذلك على تهديد مصر من بعض المؤسسات الأوروبية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني وغزة في حصارها كي تؤثر على صناعة السياحة ومدخولاتها الإستراتيجية لمصر، في حين أنهم يسيرون في نفس سياق حرف مسار التأثير على العدو الصهيوني المسئول الأول والأخير عن الجريمة والحصار، ولم يوجهوا ذلك التهديد للكيان الصهيوني الذي يعتمد على السياحة بدرجة كبيرة، بل وفي نفس السياق الحكومات الغربية الرسمية إذ تعتبر أي إجراءات للسيطرة على الحدود إنما يصب في خانة استقرار السياحة، فلماذا نعجل بمحاولة جر مصر إلى مواجهة لاترغبها بل تعتبرها شركًا صهيونيا حقيقي، حيث ان إعلام الكيان الإسرائيلي الموجه هو أول من حرض ضد الجدار المزمع إقامته على الحدود بين مصر وغزة المحتلة مهما اعتبرناها محررة ليس أكثر من حركة داخل سجن كبير أو حتى صغير تبلغ كثافة نزلاء الحصار فيه 5000 آلاف نسمة لكل كيلو متر مربع وهذا بحد ذاته مع العدوان والحصار أشبه بمقبرة وليس مجرد سجن كبير، ويخال لقصار النظر حول الحملة الصهيونية لتسليط الضوء على الجدار وكأن الصهاينة متضامنين مع شعبنا في وجه الحصار المصري، أي عبث واي منزلق هذا الذي نسير صوب هاويته، كي ننجرف خلف منظمات ومؤسسات دولية ومهما سمعنا منهم بما يداعب عواطفنا وأشجاننا، فان معظم تلك المؤسسات الديمقراطية ومن تحمل مشعل حقوق الإنسان إنما هي وكيل لكثير من أجهزة المخابرات الغربية بمافيها الموساد الصهيوني، وكثيرا مما تطلقه من شعارات وبكائيات وذرف دموع ماهي إلا شعارات حق يراد بها باطل ودموع تماسيح، من اجل دفع القيادة المصرية إلى اعتبار ان الحل الوحيد لتجنب الهجمة عليها بان تفتح حدودها بالمطلق للتوطين الفلسطيني لأهالي غزة في سيناء وتوزيع بطاقات مواطنة حتى لو من الدرجة العاشرة المصرية على هؤلاء"المليون ونصف" مصدر الإزعاج لربيبتهم الصهيونية ومصدر إرباك لاستقرار المنطقة.
وها نحن نسير صوب مخططهم بمحاولة جر مصر بما لا تقبله أي دولة عربية أو أوروبية على حدودها لكي تصبح مشاع والهدف الوصول بمصر الشقيقة كي تشارك في الجريمة الكبرى "الضم والتوطين" ويسبقه خروج عن الاتزان والصبر العميق المعهود لارتكاب مجزرة لتصبح مصر ليست أفضل ممن ارتكبوا المجزرة تلو الأخرى عرب وصهاينة بحق شعبنا، فيصبحون جميعا في شراكة الجريمة سواء، واعتقد ان الذي يفكر بمجرد تكديس ملايين الدولارات عوائد الأنفاق من التجار لا يعنيهم سوى استمرار حالة الحصار الصهيوني واستمراء لعبة الأنفاق كأفضل وضع يعيشه هؤلاء على حساب أسوء وضع يعيشه شعبنا منذ 61 عاما من الاحتلال، فهل فعلا نجهل هذه المخططات السوداء وبالجهل تكون المصيبة، أم نعلمها ونحاول تغليفها بما فيه فائدة تدر مئات ملايين الدولارات على فئة أمراء الحرب ومطلوب بتفعيل كل أدوات الافتراء والتضليل إبقاء الوضع على ماهو عليه وبهذا المعلوم المتعمد تكون المصيبة أعظم.وهل من السذاجة المراد لشعبنا هضمها ليعتقد احد بان أعمال التهريب البطولية الوطنية التي لا تهدف للربح والاستغلال!!! بأنها رغم انف دولة بحجم مصر سواء بالمفهوم السياسي أو الأمني التي تديرها مصر بشكل يرد الخبث إلى نحور مخططه الصهيوني وقطع الطريق عليهم لتفويت الفرصة على مخططاتهم البشعة، واعتقد ان تاريخ المخابرات والأمن المصري وجه مئات الصفعات لمؤسستهم الأمنية الصهيونية كما صفعة عبور حصن برليف العسكرية، لذا من الجدير بنا ان نعي بان مصر وقيادتها التي تفكر بطريقة لا تعرف لطريقة تفكيرنا العاطفي أسلوب، فحري بقياداتنا ان تدير اللعبة السياسية والأمنية في نفس الخندق والتنسيق المصري الفلسطيني، لا في مسار ومخطط عدونا وعدو مصر، فالمواجهة مع العدو الصهيوني وجرائم الحرب يرتكبها العدو الصهيوني، لا مع شقيقة عربية اختلطت دماء أبنائها في ساحات الوغى بالدم الفلسطيني وفي خندق واحد وأمام عدو واحد، لابد لتدارك هذا الانزلاق الخطير كي نتفادى مالا يحمد عقباه نحن وأشقائنا المصريون على حد سواء، وقد تعهدت القيادة المصرية بصريح العبارة بأنها لن تسمح أبدا بتجويع شعبنا، واعتقد جازما كذلك ان تركيع شعبنا لا يصب أبدا في المصالح الإستراتيجية المصرية مهما اعتقد البعض المتأثر بالماكينة الإعلامية الصهيونية وأعوانهم من الماكينات الإعلامية العربية والإقليمية بان العدو هو مصر ومن يحاصرنا هي مصر، مصر هم حاضنة وطنية واهم درع امني واهم شريك سياسي لشعبنا وقضيتنا الفلسطينية، نعم هي مصر كذلك وليس سوى مصر، وما دونها من معونات ملبس وغذاء ودواء فحتى تصلنا تلك المساعدات من دائرة المؤيدين والمآزر ين للأعداء ،وحتى تلك المساعدات التي لم تتوقف تأتينا من خلال هذا الشريان المصري، ولكن في خضم عبثية الأجندات الإقليمية القزمة، يراد لنا عبثا ان نكون أدوات رخيصة لقوى إقليمية لا يعنيها سوى مصالحها برسم انتهاك حرمة الدم الفلسطيني تحت شعارات مبتذلة ساقطة مثل شعارات الممانعة الزائفة،، وهنا نتمنى ان تزال كل حدود "سايكس-بيكو"اللعينة والتي اقل ما يقال فيها ان أول شهيد وأول أسير للثورة الفلسطينية سقطوا على حد تلك الحدود وللأسف بأيدي أنظمة عربية أثناء توجههم في دوريات قتالية من عوالم سايكس بيكو العربية صوب فلسطين، لكن هذه الوحدة العربية وفتح الحدود لوطن عربي كبير للأسف مرفوض عربيا، وليس مصر فقط من تحافظ على حدودها في وجه مقاومة الأعداء المنتشرين داخل شرايين الجسد العربي والفلسطيني بكل ألوانه السياسية ليس عدو لها، ومن حكم ضميره وعقله سيجد ان مصر في حال شمولية التخاذل تكون أهون وآخر المتخاذلين، عاشت مصر شعب وقيادة حرة عربية أبية، وتبقى مصر هي الضمانة العربية الوحيدة لعوننا في مصابنا الوطني في مواجهة العدو وفي الاستماتة لإعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية، فكفانا تطاول وتدمير لعمقنا الاستراتيجي العربي الأهم على الإطلاق جمهورية مصر العربية وشعب مصر الشقيق.