آخر الأخبار

ليس رغبة في التحدي..!!

، ووضع أضحى غير ممكن العيش فيه ، دون منغصات صنعت عنوة.
على أن التحديات الماثلة أمامنا اليوم تستلزم المواجهة النضالية السلمية بمختلف أشكالها ، من القلم إلى المسيرة إلى الاعتصام ، من المظاهرات إلى العصيان المدني ، إلى مختلف أشكال الرفض لهذا الواقع ومحاولات إنتاج السلطة ذاتها.
وباتأكيبد لا نيرد أن يتحول الناس نحو خيارات أخرى ، فهي ضارة ، وتفاقم الحرب ، وتصب في صالح ذوي المصالح.
نتحدى لأن منطق التحدي لا يستند إلى إرادة فردية ، ولكن إلى إرادة جماعية ، وواقعا يحفز الناس على تحديه ، وسلطة قهر خلقت كل أسباب زوالها ، وهي سائرة باتجاه المغيب، وإن ولت وجهها شطر المسجد الحرام ، أو باتجاه الغروب ، فمنطق عبد المطلب سيدعها ليدافع عن إبله ، والهو لا يحمي من لم يحمي نفسه ببناء وطن لكل أبناءه ، وأفعال الناس ونضالاتهم وتضامنهم هي من يحميهم وتحمي لهم وطن آيل للتداعي في أي لحظة.
رحل الشيخ المقداد مناضلا وطنيا شريفا ، وتبقى حرافيش الظلام ، ونمنا على أحلام الغد ، فاستيقضنا على كوابيس الواقع ، تغادر الشخصيات الوطنية مجال الحياة ، لتختل معايير الواقع الوطني.
من يبدد هذا السكون الذي يسم حياة اليمنيين ، من يعين الطفل الجائع ، والأم الكسيرة ، ويبدد الحزن المنسدل من جباه الذين عجزوا عن مجاراة منطق الترسمل والتوحش الذي يفتك بضروريات الحياة والبقاء.
نتحدى ، لأن التحدي فرضته جملة من الأزمات التي أنتجها النظام ، والماثل أمامنا اليوم خطير ، والقوى المستغلة أخطر، وبلادنا لابد أن نتحدى من أجلها الصعاب ، لكل عصر آماله ومخاوفه ، وآمالنا كبيرة ، ونفوسنا أكبر من أن يغتالها الارهاب ، أو هواة حرف المسارات ، سماسرة الزيف، نتحدى لأن القلم أعظم من أقسم به الله ، وأقوى من يمكن أن يرسم لنا خارطة خلاص ، بعيدا عن منطق الرصاص ، وهو من سينصفنا من منطق ابن عمرو ابن العاص.
نتحدى لأن الحرية وليدة التحدي ، وعصارة يفرزها العراك الدائم بين الأغلال والكلمة ، بين الاستغلال والشراكة ، بين الحياة والموت.
نتحدى لأن الاوفياء يتحدون الجفاء، ويبادرون إلى تبديد الجفاف الذي يقطن مساحة واسعة من الشعب ، نتحدى لأن الوطن يجب أن يكون لنا جميعا ، ولذلك نتحدى من أجل ذلك كل قوة ، إيمانا منا أنها الأضعف في مواجهة إرادة الشعب .

*كاتب وصحفي يمني
raslamy@hotmail.com