آخر الأخبار

تجميل كورنيش جبلة رفاهية مفرطة وهدر للمال العام

يقام حالياً على قدم وساق مشروع تجميلي للكورنيش البحري في مدينة جبلة و يتضمن استبدال حجر الرصيف والبلاط بحجر من الأنترلوك بقيمة 10 ملايين يضاف إليها خمسة ملايين إنارة تزينية وتجميلية. إذا نظرنا للمشروع من وجهة نظر مجردة عن الواقع الخدمي السيئ للمدينة، يمكننا الحكم عليه بأنه جميل ويضفي لمسة جمالية إضافية على مظهر الكورنيش، لكن إذا أخذنا واقع المدينة والتوقيت بالاعتبار يمكننا الحكم بأن المشروع غير مناسب بكافة المقاييس ويأتي في وقت غير مناسب في عز الموسم السياحي الصيفي .
ولقد أثار هذا المشروع انتقادات وتعليقات كثيرة من أغلبية أهالي المدينة وزوارها و العديد من أعضاء مجلس المدينة في اجتماعهم الأخير منذ أقل من شهرين،حيث اعتبره أحد الأعضاء هدر وضياع للمال العام لأن الكورنيش من بدايته وحتى نهايته لا يوجد فيه بلاطة مكسورة ، والسبب في هذه الموجة من الاستغراب أن بلاط الكورنيش الحالي تم استبداله منذ فترة قصيرة، إضافة إلى أنه في العام الماضي صرف أكثر من 4 ملايين على الإنارة التزينية، فما الداعي لهذا الهدر ولماذا لا توظف هذا الأموال في مكانها المناسب ، خاصة وأن وضع الكورنيش يمكن القول أفضل من جيد ولا يحتاج حالياً لأي إضافات سوى تخضيره وزراعته بالمزيد من الأشجار ونباتات الزينة والورود، وأي إدعاء بأن هواء البحر لا يسمح بنمو النباتات غير صحيح لأن هناك العديد من المواقع المخضرة والقريبة من مياه البحر تشهد على ذلك.
كما تعالت إشارات استفهام كبيرة من المواطنين وأعضاء مجلس المدينة يتساءلون هل انتهى مجلس مدينة جبلة من تقديم الخدمات الأساسية و الضرورية كي يلتفت إلى مشاريع تجميلية يمكن تسميتها رفاهية مفرطة لا يحتاجها الكورنيش أصلاً ، فالمدينة تفتقر إلى الكثير من الخدمات الأساسية .
وأشار أحد الأعضاء بأنه كل عام يصرف من 200 - 300 مليون وحتى الآن لم ينفذ شارع أو رصيف أو حديقة أو أي مشروع ملف للنظر، فالكثير من شوارعها مصابة بداء الحفر المستمر وشوارع عديدة من مناطق التوسع غير مزفتة، أرصفتها كالوديان والهضاب ترتفع وتهبط وتتعرج على مزاج أصحاب المحلات ومزركشة بشتى أنواع وألون البلاط كلوحة من الفسيفساء، والكثير من حدائقها تفتقر لمعايير الحدائق من الخضرة والنظافة وألعاب الأطفال.
أعتقد بأن الرد سيأتي سريعاً بأنه تم رصد مبالغ لإعادة تأهيل الشوارع والأرصفة والحدائق، لكن بالنظر إلى وضع المدينة والأموال المرصودة لن تكفي إلا لجزء من المدينة، وبالتالي كان من الأفضل توظيف تلك الأموال بمكانها المناسب.