آخر الأخبار

غباوة التسويق لتوريث مصر

أو تصريح أحد أعضاء لجنة السياسات فيما هو معروف بالهزء بضم الهاء والزاى كما ليس آخرها اختيار رجال الأعمال الموالين للنجل ليكونوا وزراء ورؤساء حكومة فضلا عما لحق بمصر من عار التعديلات الدستورية الأخيرة وتحديدا المادة 76 والمادة 88 والتى تكرس التوريث والتزوير ولا عجب فكلاهما متلازمان.

ورغم وضوح ذلك فما يزال بعض السذج يصدقون نفى الوالد ونجله لفكرة التوريث بدعوى أن ستكون هناك انتخابات لا توريث وهو أمر يذكرنا بقصة أصحاب السبت أولئك اليهود الذين تحايلوا على شرع الله بالصيد يوم السبت كما هو معروف.

لكن المذهل أن تسويق نجل مبارك يتم بغباوة رائعة يحسد عليها الذين يلتفون حول نجل مبارك فلا هو اقترب فعلا من الفقراء، ولا هو حارب الفساد، ولا هو جاهد لرفع الفقر، ولا هو انحاز للبسطاء، ولا هو صاحب فكر ورأى، ولا هو صاحب كاريزما، ولا ضم حوله مفكرين وعلماء، ولا صاحب أناسا يحبهم الشعب، ولا تحدث فى قضايا تهم المصريين كغزة أو التعذيب أو التزوير وإنما جل ما تراه حين يشتم أن هناك انتصارا كرويا لمنتخب مصر!!

والذى يبعث على الدهشة أنه يغيب إبان أزمات مصر ويجتهد مسوقو التوريث على إظهاره حين تنجلى الأزمة وكأنه يظهر فى الوقت الضائع (مثال تصريحاته بعد الهنا بسنة عن مقتل الشاب المصرى خالد سعيد)، وكثيرون يتساءلون من الذى يقف خلف تسويق نجل مبارك للرئاسة؟! ذلك أن تلك الخطط وراءها أناس بينهم وبين الغباوة صداقة متينة.

فهل نفكر - نحن - لهم كيف يسوقون نجل مبارك؟ هل بلغ الغباء بهم مبلغه أم أن الشعب ليس فى حساباتهم وإنما هى البلطجة السياسية والعصا الأمنية؟ وحتى لو افترض ذلك فماذا عليهم لو جمعوا الأمرين(من وجهة نظرهم)؟! ماذا عليهم لو انحازوا للفقراء وتصدوا لبعض الفساد وتخلوا عن رموز الشر والفساد فى حزبهم؟ إن عدم الجمع بين الطريقتين لهو دليل غباء!

ألم يلحظوا تشفى الناس في رموز الحزب( عبارة غارقة/ أكياس دم ملوث/ مقتل مغنية / تسرطن القمح/ نواب المخدرات/ نواب الدعارة/ نهب أراضى الدولة/ والقائمة ها هنا طويلة يعرفها عامة الناس فى بلادى)؟! ألم يلحظوا أن الناس تتشفى فيهم حين الانتخابات؟! ألم يلحظوا أنهم مكروهون وملفوظون؟ لماذا يتحايلون بالغباء وبتزوير استطلاعات رأى لتدليس موقفهم؟ ألا يعلمون أن الإصلاح أرخص من الفساد؟! أم إنه الغباء؟!!

يا من تلتفون حول نجل مبارك لتوريث الحكم رحمة بعقولنا افهموا أو استقيلوا استفيدوا مما يحدث بليبيا على سبيل المثال... إن وجودكم حول نجل الرئيس لا يبعث على الثقة ولا يطمئننا إذ كيف نطمئن فى قرارات مبعثها غباء بعضه فوق بعض ؟!