، فمن ينادي بالتغيير ويرفع شعارات التغيير يمتلك قلب المواطن ، لأن التغيير يعتبر علامة صحة إذا كان للأفضل ، والمواطن يطمح أن يتغير حاله إلى الأفضل ، لكن المشكلة الحقيقة عند الحكومات تكمن في فكر الخلود!!! حيث تظن الحكومة أنها خالدة في هذه الحياة وستظل باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وهذا هو الحال في بلادنا العربية ، فنادرا ما نسمع عن رئيس عربي سابق ، حيث يبقى الرئيس إلى أن يدفن في قبره ، ما نسمعه فقط هو الرئيس الراحل !!! فمن أين سيأتي فكر التغيير والحكومة تضمن بقاؤها في الحكم إلى آخر نفس فيها.
ولكن من أجل أن تؤكد الحكومة أنها تسير في طريق التغيير تقوم بتغيير بعض الأشخاص لتؤكد أنها ماضية نحو الأفضل .
في الأيام القادمة سنشهد ولادة حكومة جديدة في رام الله وكذلك الحال في غزة ، وزراء يذهبون وجدد يأتون ، ولكن السؤال هل ستتغير فلسفة الحكومة ونهجها مع تغير الأشخاص أم هو تغيير فى الألقاب والمناصب وتغير للوجوه ليس إلا ؟!!. و ننتقل من حكومة إلى أخرى ومن شخص إلى آخر في الحكومة دون أن يشعر المواطن بالتغيير الحقيقي فى حياته ودون أن يجد الأفضل على أرض الواقع ودون أن يلمس تحولاً واضحا للأحسن .
وهنا نطرح سؤلا مهما هل الحكم وسيلة أم هدف ؟ وهل في ظن حكامنا أنهم تولوا أمرنا لكي يخدموا الشعب ويحيا المواطن حياة هنيئة أم لكي يخدمهم الشعب ويحيوا هم الحياة الهنيئة ؟ فلنترك الإجابة لأصحاب القرار ليجيبوا على هذا التساؤل . ولكن ما نعلمه أن الحكم وسيلة من أجل بناء الإنسان الصالح و المجتمع المتكافل الموحد القادر على العيش بكرامة في بلاده. ونذكرهم بقول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم "من ولي من أمر المسلمين شيئا فاحتجب دون خلتهم وحاجتهم وفقرهم وفاقتهم احتجب الله عز وجل يوم القيامة دون خلته وفاقته وحاجته وفقره".
هل سنجد مع تغيير الحكومة وضعا أفضل للبلد ؟ وهل سنجد حياة كريمة للمواطن ؟ والتساؤل الأهم هل سنجد الوحدة قد عادت بيننا ونجد الود والوئام قد عاد ؟ أم هو مجرد تغيير من أجل التغيير !!! ما نريده ليس تغيير الحكومة وتغيير الأشخاص ما نريده حكومة تصنع التغيير ، حكومة تصنع الأفضل حكومة تقوم بتغيير الوضع القائم من تفرق إلى وحدة ومن السئ إلى الأفضل .
ترى هل ستأتي الحكومة التي ستصنع التغيير ؟ سؤال إجابته للأيام القادمة .