في قاعة أحد فنادق العاصمة النمساوية-فيينا ، التي امتلأت بأكثر من مئتين وخمسين شخص .
كان ذلك محض صدفة فسرعان ما تبخرت نشوة الجلوس في الصفوف الأولى ومعاشرة علية القوم ولو لبرهة حيث ، تنحينا من تلقاء أنفسنا لنفسح المجال لضيوف يبدو عليهم أنهم ينتمون لطبقة أخرى...ويعرفون طريقهم جيدا إلى المائدة سالفة الذكر .
ولولا مبادرة عريف ومقدم الحفل بإماطة اللثام عن هوية كل من : رئيس إتحاد الأطباء والصيادلة النمساويين العرب الدكتور تمام الكيلانى والدكتور محمد الفار اللذان لاتنضب جعبتهما من النبل ، لما تبادر إلى أذهان غالبية الحاضرين أن هذين الرجلين اللذين يجلسان بينهم والحائزين منذ زمن على أوسمة التواضع ، هما من حملا على عاتقهما مصاريف التجمع الرمضاني السنوي لنصرة أطفال ويتامى فلسطين ، الذي تنظمه كل عام رابطة فلسطين الخيرية بالنمسا .
بلغ الحفل ذروته بكلمات مقتضبة ثرية قالها بتلقائية ليست مفتعلة الأمين العام لمؤتمر فلسطينيي أوروبا عادل عبد الله ، وذلك بإعلانه للجمهور أن أفرادا ومؤسسات إسلامية عربية وتركية تعهدت بدفع 90 ألف يورو ، هي كلفة إنشاء محطة لتحلية مياه البحر فى غزة إضافة إلى ريع الإفطار الخيري ليتجاوز بذلك مجمل التبرعات ال 100 ألف يورو في ليلة رمضانية واحدة .
ومن جهته تأسف الدكتور الكيلانى لعدم مشاركة ما أسماه بعض الأنظمة العربية المعتدلة في يوم التضامن العالمي مع القدس المحتلة واعتبر ذلك مأساة بكل ماتعنيه الكلمة ، وطالب برفع الحصار الغاشم المفروض على قطاع غزة .
إذا سار كل شيء على ما يرام ، باستثناء لقطة قاتمة ضمت بعض الأشخاص الذين لم يأبه لوجودهم أحد مع أنهم كانوا يوما أصحاب شأن ، وأضحوا الآن بحاجة للشفقة والمواساة ، فقد بدوا في الحفل الخيري وكأنهم بمعزل عما يجرى بعد نفور المجد منهم وانحسار أضواء الشهرة الزائفة عنهم .