استرعى انتباهي خلال وجودي في سوريا مؤخراً حملة "علاقات عامة" اعلامية في شوارع المدن السورية الرئيسية, الحملة باللغة العربية, مما يعني أنها موجهة بشكل أساسي الى عموم الشعب السوري...!!!
باختصار, الحملة تقوم على توزيع ملصقات إعلانية وبلون أزرق تحمل عبارة " سوريا تنبض" معنونة بألوان العلم العتيدة و مذيلة بإشارات استفهام عديدة, بعد عدة أيام تُستبدل هذه الملصقات بأخرى متعددة الدلالات والمعاني و الصور بعناوين مفادها أن سوريا تنبض " ثقافة و إنسانية و رياضة..." إلى آخر لائحة الإزدهار الوردية..!!!
القليل من الناس الذين إلتقيتهم علّق على(أو حتى إنتبه) إلى هذه الملصقات, و من إسترعت إنتباهه كان يشيح بنظره عن الملصقة و على فمه إبتسامة سخرية هي أقرب إلى الإندهاش....فالحكومة السورية تحاول الآن إقناع الشعب السوري أن بلده بألف خير, رغم أن هذا المواطن كان و مازال يعاني على كافة الأصعدة الإقتصادية منها و السياسية.
و مع تقدير المواطن السوري لإهتمامات الدولة لجهة تحسين و تلميع صورتها أمامه (لوقت قريب كان الشعب السوري مجرد ضمير غائب مفعول به يعود إلى ُهم), فإن لسان حاله يقول : ياسادة, قليلاً من الكرامة و الحرية و الديمقراطية و العدالة " ُيحي قلب الإنسان" , فالرجاء تحويل هذه الحملة - إن كان لابد منها - إلى اللغات الفرنسيّة والإنكليزية و توجيهها إلى زوار سوريا و إلى العالم الخارجي لقراءة مابين سطورها و محاولة تصديقها - خصوصاً و تقرير ميليس أقام الدنيا و لم يقعدها بعد - فهؤلاء في النهاية لا يعيشون الواقع اليومي القاتم للشعب السوري و خلاصته أن سوريا حقيقةً تنبض ألماً... و قهراً..و فقراً.. واللائحة تطول.....!!!!!!
عزة الجندي أتاسي: لوس أنجلوس-كاليفورنيا