آخر الأخبار

التاريخ الكردي الأسود ضد سوريا

في هذا الجزء سنتحدث عن التاريخ الكردي الأسود ضد سوريا والشعب السوري عامة وضد الشعب الأشوري بكل طوائفه عامة .

يقال إن سوريا والعراق هما مهد حضارات الجنس البشري نعم هنا قامت أقدم وأول المدنيّات التي وجدت على كوكب الأرض ، ويقال إن أردت القيام بجولةٍ عبر التاريخ فعليك بزيارة العدد الهائل من المواقع الأثرية التي لا تزال تقف بشموخ على امتداد الأراضي السورية العراقية منذ آلاف السنين ، فكل شخص يقدّر عظمة التاريخ سيحظى بتجربةٍ مثيرة عندما يقوم بزيارة بلاد الرافدين ، ومنها منطقة الجزيرة السورية مؤكد ليس سهلاً الإحاطة تماماً
بتاريخ تلك المكتشفات والمناطق الأثرية في الجزيرة دون تناول تاريخ ( بلاد ما بين النهرين ) ، وذلك لارتباط منطقة الجزيرة بهذه البلاد ارتباطاً
عضوياً وجغرافياً لانها جزء منه ، ومنها مكتشفات أثرية للبعثات الدولية العاملة في منطقة الجزيرة السورية .

وربما لهذا الجمال والرقي والمدنية والتاريخ العريق الذي دفع بالكثير من القبائل والشعوب الطامعة في هذه الأرض الطيبة لاغتصابها من أهلها بأشكال ومسميات مختلفة عنصرية ودينية بجيوش وحروب ومؤامرات على مر العصور ، وهكذا افسحوا المجال أمام بعض القبائل المرتزقة التي كانت بعيدة كل البعد عن تلك المدنية والحضارة والرقي ، إنما تلك كانت القبائل تفتقر للثقافة والعلم والمعرفة بل كانوا يعيشون كقطاع طرق في الجبال على القتل والسلب والنهب ، ومن تلك القبائل ما يسموا بأكراد اليوم الذين تسللوا الى هذه الارض المقدسة كما ذكرنا لكم سابقاً مع جحافل الغزات المغول عام 1258 - 1508 م وبعدها قام العثمانيون بجلبهم كبنادق مؤجرة علينا عام 1514 م وهكذا أصطدموا بتلك المدنية و الثقافة التي كانت بعيدة عنهم لذا لم يستطيعوا أن يتأقلموا معها فعبثوا في الارض فساداً ونكلوا وأجرموا بثقافتها وحضارتها وبأهلها ، وبقوا الى منتصف القرن العشرين شعب عشائري متخلف ، وطبقوا المثل القائل تمسكن حتى تتمكن ، أجل هكذا فعلوا بمن أستأجرهم يوماً وبمن أستعطفهم وأستضافهم وفتح لهم داره وقل
به ، ومنهم سوريا والشعب السوري ، ولنشاهد ماذا كان ردهم وما قدموا هم مقابل تلك الانسانية ، أولها قاموا بحرب أبادة ضد المسيحيين الأشوريين بكل طوائفهم في الجزيرة السورية وأستولوا على قراهم وأراضيهم وممتلكاتهم أبان الحرب العالمية الأولى 1915 م وكذلك حاولوا أن يعيدوا حربهم على من تبقى من المسيحيين ثانية عام 1955 م إلا إن بعض العشائر العربية رفضت وأفشلت مشروعهم ذاك ، وبعد تأسيس حزب البعث 7 نيسان 1946 في سوريا لقد أنخرطوا في صفوفه وكذلك أستغلوه لمصالحهم الشخصية والعنصرية ، وكذلك تغلغلوا بين صفوف الحزب الشيوعي السوري وأسغلوا الحزب أبشع أستغلال خاصة لأن أمينه العام خالد بكداش كان كردي منهم وهذا الحزب لم يخدم أي مصلحة غير المصلحة الكردية حتى أكتشف أمرهم وتم أنشقاقه ، بين خالد بكداش ويوسف فيصل بعد أنشقاقات سابقة ، ولكن ضرب من ضرب وهرب من هرب ، أغلب الطلبة الأكراد كانوا يسافرون بنسبة عالية إلى الاتحاد السوفيتي السابق وروسيا اليوم ليتعلموا وينالوا شهاداتهم على نفقات الحزب ورغم هذا نراهم اليوم مع الأمبريالية العالمية هؤلاء هم هكذا ناكري المعرف في كل الأزمنة والأمكنة لأن هذه هي ثقافتهم التي ترعرعوا عليها في الجبال ، وجريمتهم الأعظم كانت ثورتهم تلك في الجزيرة السورية عام 2004 قاموا بأحراق كل مؤسسات الدولة والبنية التحتية مثل المشافي والمدارس ومراكز الكهرباء وغيرهم وبعض الدور للأهالي وكل ما طالته أيديهم ، وكانوا يهتفون بشعارات كردية عنصرية لأنهم يؤمنون بأن هذه الأرض من حدود العراق إلى البحر المتوسط كل من شرق وشمال سوريا هي جزء من كردستانهم التي تمتد الى داخل كل من ايران وتركيا والعراق وسوريا وارمينيا كما يزعمون ، نعم أينما وطأت رجل كردي متسول إلى هناك تصل حدود كردستانهم الأفتراضية الباطلة ، لهذا أحاول أن أظهر لكم بعض الدلائل التي تشير إليها هذه الأرض ، من خلال البحث عن تاريخها وأصول أبنائها وهناك عدد كبير من المناطق الأثرية التي لا تحصى والتنقب فيها مستمر لأظهار معالم تلك الحضارة الأنسانية لكل الأمم وتلك الأثارات الخالدة لا تنطق إلا الحقيقة ، ولنسلط الضوء على بعضها لنثبت حقيقة أو بطلان تلك التداعيات للأكراد .

على سبيل المثال لا الحصر تل شاغر بازار

لقد اسفرت تنقيبات البعثة الاثرية السورية ـ البلجيكية ـ البريطانية المشتركة في موقع تل شاغر بازار في الشمال الشرقي السوري عن التعرف على الطبقات الحضارية لتلك الموقع ، المؤرخة بين الالف الخامس والالف الثاني ق.م حيث امكن الكشف عن اجزاء لمبنى حكومي بني من اللبن يعود للالف الثاني ق.م ومجموعة من الابنية السكنية عثر بداخلها على مجموعة من المدافن تفصل بينها شوارع اضافة لقنوات لتصريف المياه
ويبلغ طول احد الشوارع 35 م وعرضه متر واحد مرصوف بالحجارة والكسر الفخارية وتتوضع على طرفيه مجموعة من الابنية تعود للالف الثاني ق.م واخرى تعود للالف الثالث ق.م امكن التعرف على سويات حضارية تعود الى الالفين الرابع والخامس ق.م
من ناحية ثانية عثر على مجموعة من الرقم المسمارية تعود الى الفترة البابلية القديمة (القرن 18 ق.م). وتتحدث عن العلاقات الاقتصادية واسماء الولادات والوفيات في تلك الفترة ، وقد ذكر فيها اسم الملك الآشوري شمشي حدد الاول الذي حكم في القرن الثامن عشر ق.م
وتشير القراءة الاولية للعديد من تلك الرقم الى انها افياش للشرب في حانة ويعود ذلك الى صغر حجمها (3 ـ 5 سم). وعثر ايضا على مجموعة من طبعات الاختام عند مدخل المبنى الحكومي الذي اكتشف جزء منه ويعود للفترة البابلية
كذلك عثرت البعثة المشتركة على مجموعة من الاواني الفخارية والبرونزية اهمها يعود الى فترة نينوى بأشكالها الثلاثية (المحزز. والمحفور. والملون). وعلى مجموعة من الخرز والدمى الانسانية والحيوانية وادوات بازلتية تعود الى الالفين الثاني والثالث ق.م .
وهناك الكثير من التلال الاثرية البابلية الأشورية ، إذاً هذا ما يؤكد هوية تلك الأرض وتاريخها وهوية شعبها الاشوري .

واليوم هناك بعض المدن التي أسسها السريان الأشوريين في الجزيرة السورية على أطلالات قراهم ومدنهم القديمة ليتواصلوا مع تلك الحضارة التي ورثوها من أجدادهم في بلاد الرافدين

ومنها مدينة القامشلي وهي زالين السريانية الأشورية :

التي تأسست عام 1925 وكان معظم سكانها من الارمن والسريان الاشوريين وقليل من اليهود ، وحتى عام 1950 كان 95% من سكانها سريان أشوريين ،.
ومدينة المالكية : تسمى ديريك كلمة سريانية ( أشورية ) مشتقة من ديروني تعني ( الدير الصغير ) بأسم كنيستها

راس العين : اسم مترجم من السريانية (ريش عينو)

تقع هذه البلدة على منابع نهر الخابور على الحدود السورية التركية ، كانت قديما مقرا لكراسي عدة مطارنة ، وتخرج منها فلاسفة ورجال دين يحملون اسم المدينة ( الراسعيني) (ريشعينو) وتجري فيه تنقيبات اثرية لبعثة امريكية ووطنية سورية وقد أزيل التراب عن قلعة وبيوت مبنية باحجار بازلتية سوداء وتم العثور على كنوز وأثارات معظمها أشورية .)

تل ليلان : يقع هذا التل جنوب بلدة القحطانية ، ومعناه تل الإله ليل

قسروك : اسم ( أشوري ) ومعناه: (قصرأوروك ) وتبتعد عن مدينة القامشلي بـ 50 كم شرقا ، وواضح من معناه بانه كان قصرا او مقرا لاحد ملوك اوروك في الحقبة التي كان فيها كلكامش وانكيدو.

تل براك : اسم سرياني ( أشوري ) ومعناه (التل المبارك او تل السجود ) تل براخ ، يقع التل على بعد 20 كم جنوب القامشلي على الطريق القديم بإتجاه مدينة الحسكة ، وهي تلة كبيرة اكتشف فيها الكثير من الآثارات بواسطة بعثة فرنسية ووطنية سورية ، ولقد تاكد ان القصر المكتشف يحمل اسم الإله مردوخ البابلي الآشوري .

ـ تل علو : التل العالي ( تل عليو ) اسم سرياني ( أشوري ) لم يحرف ، ويتواجد على منحدراته الكثير من القطع الفخارية المهشمة ، حتى الآن لم يتم الكشف عن اسرار التل ، ومن احاديث ساكنيه السريان ( الأشوريين ) تؤكد بان هذا التل من عمل البشر وتراكم ابنية مهدمة من ازمنة متتالية ، هذه هي
بعض المدن والقرى التي أسسها السريان الاشوريين على أطلالات قراهم ومدنهم لكي يتواصلوا مع تلك الحضارة التي تواثوها عن اجدادهم .

هذا كان الجزء الرابع من التاريخ الكردي الأسود في سوريا بعد أن تسللوا إليها ، واليوم يعتقدون بأن تلك أرض كردية تاريخياً !