برعاية كريمة من السيد محافظ اللاذقية
تم تأهيل و تجميل ساحة و دوار حطين بالتعاون مع مجلس مدينة اللاذقية و شركة العلبي .
بهذه العبارات تم وضع اللائحة النحاسية التي أشارت إلى تاريخ الإعلان عن الانتهاء من عملية التأهيل و التجميل.
وفعلا ً , و منذ يوم أو يومين و برعاية كريمة من السيد
المحافظ , تم افتتاح هذا النصب التذكاري بوجود لفيف من
الرفاق و بعض الممثلين للفعاليات المختلفة في مدينة
اللاذقية ....
و من أجل بهاء الصورة و جلال الحدث, حضر
المصورون و الصحفيون و المندوبون لألتقاط الصور
و إجراء الريبورتاجات الصحفية من أجل وضعها
كمانشيت عريض و في الصفحات الأولى و البهية
لجرائدنا المحلية !!!!!
فعلى مدى عدة شهور سابقة , لفت انتباهي الأعمال التي
تجري في ساحة حطين . و بدا الأمر مفهوماً لي في البداية
على أن شركة العلبي (بن العلبي) هي المتبرعة أو
المتعهدة أو المشرفة على إعادة تأهيل ساحة حطين لما
ظهر لجميع المارة من إشارات و دلالات على أن هذه
الشركة هي الراعية لهذا العمل و ذلك من وجود الساتر
النسيجي البلاستيكي الذي كان يحيط بالساحة و المطبوع
عليه من كافة جوانبه (بن العلبي)....
ليس من الخطأ أن تساهم شركات خاصة أو أفراد في
التبرع أو المساهمة في تأهيل هنا أو تجميل هناك . و من
هنا تملكني بداية شعور بالراحة شيئاً و بالرضى شيئاً
آخر...وانتابني نفس الشعور هذا كل مرة مررت بها من
هناك وأنا ألحظ التنفيذ الجيد و السريع نسبياً بما يتواءم مع
حسن الإنهاء و براعة التنفيذ....
إلى أن كُشف الستار عن هذا النصب التذكاري . حينها
فقط أدركت بأنني لم أدرك شيئاً من كل ما حلمت به
و من كل ما انتابني من شعور و سرور ....
فقد تحولت ساحة حطين إلى ساحة بن العلبي !!!!!!!
وتم نقش هذا العنوان بالحروف النافرة و المنفرة على جسد
دلة القهوة العربية هناك .
بالرغم من عدم قناعتي الشخصية بوجود دلة القهوة هذه
في هذا المكان لأسباب جمالية صرفة تتعلق بالمكان و
الزمان , فقد كان من الممكن تقبل وجود هذه الدلة لولا
نقش عبارة بن العلبي عليها . أقولها لا لثأر مع بن العلبي
و لا لبغض لا سمح الله و لكنه لأمر أكبر بكثير .
صحيح أن هنالك بعض الأماكن و الحدائق العامة القابلة
للاستثمار الخاص كما نرى في بعض الأماكن هنا في
سورية أو في بلدان أخرى . إلا أنه في أماكن أخرى لا
يحق لكائن من كان أن يهب لكائن من
كان ( بن العلبي ) الحق في احتكار المعاني و القيم و
التاريخ كما جرى في ساحة حطين...
كان من الأجدر بالمسؤولين عن هذا الموضوع مثلاً أن يشجع أحدهم على
أن يصنع شيئاً لحطين الأمس أو حطين اليوم .أو حتى
حطين المستقبل..
و إلا , فلماذا الإبقاء على اسم ساحة حطين بوجود دلة
القهوة هذه و المنقوش عليها بن العلبي؟؟؟
لا بد لنا من أن نتكلم و نشير إلى الخطأ وإلا , فإنكم
ستشاهدون في المستقبل القريب ساحة كولا البطل بدلاً من
ساحة ذي قار و ساحة عدس و فول و حمص بدلاً من
ساحة الشهداء و ساحة بطاطا كورن بدلاً من ساحة تشرين
و أخيرا ً أود أن أوجه سؤالي إلى المؤسسة العربية
للإعلان عن كيفية تقاضي بدل الإعلان لبن العلبي
في هذه الساحة . فهل ستعتبر المؤسسة أن هذا الإعلان
إعلاناً ثابتا ً و بالتالي سيكون التقاضي على أساس ذلك
أم ماذا؟!!!!!!
أما سؤالي الكبير و الهام جداً :
ها قد أتى الدور عليك يا ساحة حطين و تزينت بحبات
البن البرازيلي و الغواتيمالي بدلاً من زينة إشراقات
تاريخنا المجيد . فهنيئاً لك يا صلاح الدين , فبإمكانك
اليوم فقط أن تشرب القهوة العربية ...
و أنت يا ساحة تشرين هل ستبقين صامدة في وجه
التأهيل و التجميل أم أننا سنبقى كل يوم مع تشرين
جديد و تبقى كل أيام العمر تشرين ..
وكم يحتاج هذا الرجل من الوقت بعد كي يستطيع أن
يمحي فينا آخر ما تبقى من الذاكرة و التاريخ
ويكسر مقولة و إرادة البطولة فينا حين قلنا وقال معنا
أطفالنا : من حطين وصلاح الدين إلى تشرين و سر
شهدائنا الخالدين ... نهر من دمائنا وأرواحنا نحن ...
الناصرين........ .