- ياهذا ان لم تأتنا بمعجزة تثبت نبوتك قطعنا رأسك
فقال الرجل :
- ايها الوالي معجزتي أني أنادي الشجرة فتأتي صوبي
اخذ الجنود الرجل الى حديقة القصر واوقفوه امام شجرة فنادى باعلى صوته :
- ايتها الشجرة امرك ان تأتي الي , ايتها الشجرة اطيعي نبي الله
ولكن الشجرة طبعا لم تتحرك من مكانها , فقام الرجل ومشى نحو الشجرة وهو يقول:
- نحن معشر الانبياء لاتكبر لدينا من لايأتي عندنا نذهب اليه .
عندما تقوم بعض المحطات العربية بتغطية الاحداث السياسية في بلدان اخرى طبعا غير التي تنتمي اليها او تمولها فأنها تقوم بتلك التغطية بذهنية مسبقة وسياق معين يهدف الى اقناع المتلقي باي شكل بوجهة النظر التي تطرحها سواء كانت واقعية ام غير واقعية حتى وان اقتربت في بعض الاحيان الى درجة يصبح فيها الخبر اقرب الى افلام الخيال العلمي منه الى تقرير وثائقي واقعي .
ولاضفاء المصداقية على ادعائاتها فأن هذه القنوات غالبا ماتستند الى عبارات مبهمة وغير محددة مثل نقلا عن شهود عيان او مصدر لم يذكر اسمه او مصادر مطلعة وكلها طبعا بدون تحديد اي شيئ فلا الشاهد معروفة هويته ولا المسؤول المجهول يعرف احد كيف ادلى بتصريحه دون ان يعرف احد اسمه كما لو انه كان يرتدي قناعا او ادلى بالتصريح من خلف ستارة ولن يجيبك احد عن كيفية اعتماد خبر وتصريح من شخص مجهول الهوية .
اما الفيديوهات المزيفة فحدث ولا حرج فقتلى العراق تبث صورهم على انهم في سوريا وفي البحرين تبث صور طفل دخل المستشفى لحروق بالشاي على انه ضحية الغاز المسيل للدموع وهكذا دواليك .
اذا اصبحت القنوات مثل صاحبنا مدعي النبوة اذا لم يأت الخبر الينا كما نحب ونشتهي فمالمانع من أن نصنع الخبر بأنفسنا ؟اليس من حق المشاهد ان يرى اخبارا مثيرة ؟ ومع أن الامر يشبه النكتة الا أنها حقيقة مأساوية ترينا مدى التلاعب الذي يتم بعقل المشاهد العربي من قنوات ممولة عربيا ويفترض بها ان تكون حيادية وتنقل للمشاهد الصورة الواقعية التي تحصل على الارض وليس الصورة التي يتمنى القائمون على المحطة ان يروها في ذلك البلد , ان مأساة الاعلام العربي الذي لم يستطع الوصول الى ادنى درجات المهنية والابتعاد عن التحريض المسيس تحولت الى مرض عضال لانرى دواء قريبا له فمن ايام الاعلام الحكومي الذي ليس لديه سوى استقبل فخامته وودع فخامته الى القنوات التي يفترض بها ان تكون مستقلة ولكنها في واقع الحال تدور في فلك حكومات عربية او اجنبية او احزاب ذات اجندات طائفية وصار هم جميع هذه القنوات تحوير الحقائق لتتناسب مع ماترغب به وماتمليه عليها اجنداتها السياسية والطائفية .
ومن المؤسف فأن الاعلاميين العرب هم مجرد موظفين اشترتهم القنوات وتمنعهم من النطق باي كلمة خارج ماتحدده لهم مستغلة سلاح الراتب والاقامة واشياء اخرى للجمهم وجعلهم مجرد ببغاوات تردد مايقرره اصحاب المحطة وحتى من يستقيل منهم من محطته يفعل ذلك لانه تلقى عرضا افضل او تعرض لتهديدات اقوى .
نريد اعلاما عربيا يسهم في توضيح الصورة للمشاهد لا أن يجيش مشاعره في اتجاه معين غالبا مايكون بضرره وضرر بلده وضرر الامة بأكملها وحتى ذلك اليوم فسنرى الكثيرين من مدعي النبوة يسيرون نحو الشجرة بدلا أن تأتي اليهم