كشف الصحافي البريطاني روبرت فيسك الثلاثاء ، أن اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس نجم عن اجتماعات سرية بين وسطاء فلسطينيين ومسؤولين في الاستخبارات المصرية ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل.
وكتب فيسك بصحيفة "اندبندانت" اليوم "أن سلسلة من الرسائل المفصلة قبلتها جميع الأطراف المعنية تُظهر مدى تعقيد المفاوضات، وأن حركة حماس سعت وحصلت على دعم الرئيس السوري بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم، وكان بين نتائج الاجتماعات السرية اتفاق على قيام مشعل بوقف الهجمات الصاروخية من قبل حماس على إسرائيل من قطاع غزة، واتفاق على أن تقوم الدولة الفلسطينية في المستقبل استناداً إلى حدود عام 1967".
ونسب فيسك إلى الوسيط الفلسطيني منيب المصري (75 عاماً) قوله "لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق المصالحة من دون حسن النية من جميع الأطراف: مساعدة المصريين وقبول السوريين والرغبة في توحيد الصف الفلسطيني بعد بداية الربيع العربي".
وأضاف المصري "اعتقدت بأن الانقسامات التي برزت يمكن أن تكون كارثة وجعلتنا نقضي أربع سنوات ذهاباً وإياباً بين مختلف الأطراف، وطلب أبو مازن (محمود عباس) مني عدة مرات التوسط، وفتحنا اجتماعات في الضفة الغربية حضرتها شخصيات من غزة وشارك فيها الجميع وكان لدينا الكثير من القدرات".
وقال فيسك إن وفداً من سبعة أشخاص مثل الضفة الغربية في المفاوضات السرية في القاهرة، وضم كلاً من، الدكتور حنا ناصر رئيس مجلس أمناء جامعة بيرزيت ولجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية، والدكتور ممدوح العكر رئيس جمعية حقوق الإنسان، ومهدي عبد الهادي رئيس جمعية سياسية في القدس، وهاني المصري (محلل سياسي)، وإياد مسروجي (رجل أعمال)، وحمزة قواسمة (مدير منظمة غير حكومية)، ومنيب المصري نفسه.
وأضاف أن وفد قطاع غزة ضم كلاً من، إياد السراج (لم يتمكن من الذهاب إلى القاهرة بسبب المرض)، و مأمون أبو شهلا عضو مجلس إدارة بنك فلسطين، وفيصل الشوا (رجل أعمال)، ومحسن أبو رمضان (كاتب)، ورجا الصوراني رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان (لم يذهب إلى القاهرة)، وأبو حسين عضو حركة الجهاد الإسلامي، وشرحبيل الزعيم (محام).
وقال المصري إن هؤلاء الرجال "أمضوا بعض الوقت مع كبار ضباط أجهزة المخابرات المصرية، وإلتقيناهم يوم العاشر من نيسان الماضي وأرسلنا وثيقة قبل وصولنا إلى القاهرة مما جعل المسألة مهمة، وكان هناك جانبان مختلفان في غزة، ولذلك تحدثنا عن الوضع الجزئي وعن سكان غزة في سجون القطاع وعن حقوق الإنسان والحصار المصري وعن الكرامة".
وأضاف المصري، وحسب فيسك، أن الفريق الفلسطيني "عقد اجتماعاً مع وزير الخارجية المصري نبيل العربي في القاهرة وطلب إشراك وزير خارجية تركيا أوغلو والذي تصادف وجوده في العاصمة المصرية وقتها وتحدث الجميع بشأن المبادرة، واكتشف من خلال هذه الطريقة أن مصر الجديدة لديها الكثير من الثقة وكانت تتحدث أمام تركيا وأرادت أن تتحدث أمامها".
وروى المصري كيف تنقل بين القاهرة وغزة والضفة الغربية وعمان ودمشق، حيث تطلبت رحلته إلى العاصمة السورية الالتفاف حول مدينة درعا التي شهدت احتجاجات.
وأشار فيسك إلى أن محاولة مماثلة للمصالحة بين فتح وحماس "أُحبطت في وقت مبكر من العام الماضي من قبل حكومة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، والتي حاولت وضع العراقيل بين الحركتين، وعقد مشعل في مكة المكرمة لقاءً دون جدوى مع عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة في نظام مبارك وأفضل صديق لإسرائيل في العالم العربي"، حسب تعبيره.
وقال المصري إن اتفاق المصالحة "سبب واحدة من أكبر المشاكل لإسرائيل والولايات المتحدة وهي رفض حماس الاعتراف بالدولة اليهودية، لكن طالما أن حماس ليست في الحكومة الفلسطينية فهي مجرد حزب سياسي ويمكن أن تقول أي شيء تريده، ولذلك يجب أن تكون أميركا مستعدة لرؤية حماس تتفق على تشكيل حكومة تلتزم بقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، ويتعين أن يكون هذا الالتزام متبادلاً".