ترتدي الزميلة لودميلا جاكسون جناحيها اللذين تم تصميمهما بناء على رسم فني مستلهم من جناحي عباس بن فرناس و تحلق في الجو فتلتقي بفرخ حمام زاجل (ف. ح. ز.) و يدور بينهما اللقاء الصحفي التالي:
لودميلا جاكسون: مرحبا سيد فرخ الحمام الزاجل.
فرخ الحمام الزاجل: أهلا لودميلا جاكسون، تفضلي بالتحليق بجواري.
ل. ج. : نلاحظ في الفترة الأخيرة اهتمام العالم بأجمعه بمرض أنفلونزا الطيور، هل لديكم من تعليق؟
ف. ح. ز. (يهز جناحيه طربا): أليس هذا رائعا؟ فيما سبق من الزمان كنا نموت بالآلاف وسط التجاهل العالمي، أما اليوم، و في ظل الهلع العالمي من هذا المرض، فقد صار موت أي فرخ حمام في رومانيا يستدعي تحركا عالميا و دعوات مستمرة لمعرفة "الحئيئة" حول ظروف استشهاده!
ل. ج. : سيد ف. ح. ز.، أرجو ألا تستخدم الكنايات المشبوهة و ألا تسخر من استشهاد الرئيس رفيق الحريري!
ف. ح. ز. (و قد عقد جناحيه دهشة) : السخرية؟ أستغفر الكوكو العظيم! نحن لا نسخر من استشهاد الرئيس الحريري، بل بالعكس تماما! نحن استلهمنا ثورة الأرز كي نقوم بإيضاح قضيتنا للمجتمع الدولي و رفض نظام الهيمنة المافيوزي على شؤوننا!
ل. ج. : لكن هناك فرق، ففي حالة أنفلونزا الطيور المشتبه الأساسي به هو الطيور!
ف. ح. ز. : هذه محاولة لتضليل التحقيق الدولي و كل من يقوم بها يجب تحويله من وضعية "شاهد زور" لوضعية "مساهم في الجريمة"، مما يكسب تصريحاته مصداقية كما يقول المحقق ديتليف ميليس في الفقرة 116 من تقريره!
ل. ج. : لكن ألا تخشون من ردود الفعل؟ يعني مثلا أن تقوم البلدان المعنية بإغلاق حدودها بوجهكم لحماية نفسها؟
ف. ح. ز. (و قد نبت له شاربان و سكسوكة و اتخذ لهجة لبنانية-سعودية) : هذا خرق للقانون الدولي! هذا تعد على قوانين الترانزيت التي تسمح للحمام الزاجل أن يطير عبر الحدود! هذا موقف عدائي و غير مبرر! نحن نحرص على العلاقات الأخوية مع الشعب السوري الشقيق!
ل. ج. : لكن مع ذلك...
ف. ح. ز. : إن فعلوا ذلك فسنلجأ لحلول بديلة: سنقوم بنقل الحمام الزاجل و الطيور المهاجرة عن الطريق البحري، أو عن الطريق الجوي باستخدام طائرات الشحن التابعة لشركة DHL.
ل. ج. : السيد ف. ح. ز.... أرجوك: أليس من الأفضل البحث عن الحقيقة، يعني مثلا التأكيد على أن أنفلونزا الطيور قتل ما لا يتجاوز ستين شخصا خلال هذا العام، في حين أن الملاريا قتلت ما يقارب مليون شخص، فيتم معالجة الأمراض وفقا لمدى خطورتها على البشر؟
ف. ح. ز. (و قد احمرت ريشاته غضبا) : مثل هذه الدعوات هي دعوات مشبوهة! إنها تهدف للتغطية على التجاوزات و السرقات التي يقوم بها صيادو الطيور المهاجرة! نطالب بكشف الحئيئة في قضايا الصيد و القنص و النياشة!
ل. ج. (بدهشة بالغة) : لا أفهم ما علاقة النياكة بكل ما سبق؟
ف. ح. ز. (بتلعثم) : أرجو ألا تؤاخذيني... لقد أخذني الحماس فذكرت مجموع هواياتنا السعودية-اللبنانية، و هي الصيد و القنص و النياشة!
ل. ج. : عفوا... هل أفهم أنكم لا تهوون المطالعة مثلا؟
ف. ح. ز. : بل بالعكس! آني أهوى أطالع إيري و ألعب بيه! (*)
ل. ج. : آه... طبعا. شكرا لهذا الحوار سيد ف. ح. ز.
ف. ح. ز. : أهلا و سهلا لودميلا جاكسون. هل ترغبين بنزهة على يخت بحري في مياه لبنان الإقليمية و تناول زجاجات خمر سعر الواحدة 1200 دولار؟
ل. ج. : ليس هذه المرة... ربما المرة المقبلة.
ف. ح. ز. : آه. وداعا إذن و إلى اللقاء...
---------------
(*) نكتة قديمة جدا... لكني لا أستطيع أن أمنع نفسي من إيرادها