، كما أشغلوه بحرب فتنة طائفية في ظل حكومات
طائفية عميلة متتالية ، وعندما غرقوا في الوحل العراقي وتأكدوا من فشلهم السياسي بتعويلهم على عملائهم من رؤساء بعض الدول الأقليمية هنا وهناك ، لذا نراهم اليوم غيروا أستراتيجيتهم في المنطقة حتى أنقلبوا على عملائهم أولائك ليعولوا هذه المرة على الشعوب وبأسم المعارضة ، وهذا ما حصل في تونس ولحقتها مصر وليبيا واليمن وها هم يحاولون اللعبة ذاتها مع سوريا ، ولكن كما ذكرنا في مقالتنا السابقة ( مؤامرات شرق أوسطية ) بأن ليست كل الطيور يأكل لحمها ، لأن سوريا ليست لا تونس ولا مصر ولا غيرها بل هي سوريا فقط الدولة القوية الممانعة التي يتربص لها الكثير من الطامعين والأعداء ، ومنهم من شجعوا ودعموا بعض من أطياف الشعب السوري ودسوا بهم في الشوارع مع المتظاهرين بين صفوف المعارضة الوطنية الشريفة و لأيمانها بقضيتها الأصلاحية التي لا تعمل إلا لحبها للوطن ولكن ثقتها المتزايدة بكل من يدعي بأنه وطني ومعارض أعمت بصيرتها على بعض من تلك الأحزاب الطائفية والعنصرية المرتزقة والمشكوك بأمرها وبأهدافها وهم من عملوا على تغيير محور المظاهرات السلمية من أجل الأصلاح إلى مظاهرات مشبوهة لأسقاط النظام ولتفكيك الوحدة الو
طنية لتقع البلاد في أتون حرب فتنة طائفية ، وأقوى عناصرها هم الأخوان المسلمون الذين فشلوا في الثمانينيات وها هم يحاولون الكرة مرة أخرى بدعم غربي وبأموال خليجية وتركية وغيرهم ، وكذلك عنصر أخرى هم الأكراد الذين ثاروا ضد الدولة عام 2003 في الجزيرة السورية وأحرقوا كل مؤسساتها وكانوا يهتفون بحياة جدهم وبمخلصهم جورج بوش الذي أستعمر لهم شمال العراق عسى أن يحتل لهم أيضاً شمال شرق سوريا وفشلوا حينها ، ولكن نراهم اليوم وبقدرة قادر أصبحوا وطنيين منخرطين في صفوف تلك المعارضة السورية حتى تدعمهم وها هي وثقت بهم وبدأت بدعم قضيتهم كما فعلنا نحن في العراق وقدمنا بل ضحينا بالكثير لأجلهم ولأجل قضيتهم وأستقلالهم ولكن كانت النتيجة خيانتهم للوطن وللمعارضة معاً ، إنما لا أدري لماذا هذا هل لطيبة قلبنا أم لغبائنا أم لجهلنا بتاريخ وطبيعة الشعب الكردي ، أم لثقتنا العمياء بهم ، بل للدين الدور رائد في ذلك لأنهم يعزفون على الوتر الدين الذي يدغدغ مشاعرنا وهكذا يستغلون الدين والشعوب معاً ، لهذا أتمنا أن تتعامل الحكومة السورية والمعارضة مع هذه القضية بحذر كي لا يقعوا في الفخ ذاته الذي وقعنا به في العراق ، لأنهم سيندمون لأننا بدأنا نلمح بعض العلامات العنصرية من الاكراد تعلوا على الواجهة منذ الأن لأنهم رفعوا أعلام كردية في مظاهراتهم وكذلك كتابات على سبيل المثال كتبواعلى لافتاتهم
هذا يعني بأن العروبة تساوي الكردستانية أليس كذلك أيها الأكراد .......؟؟؟؟؟ Azadi = الحرية
أم عن الأصلاح فهو مطلب جماهيري ويجب أن يكون من أولويات السلطة وهو كذلك لأن الشعب السوري يستحق ذلك وأظن بأن السلطة تعمل على ذلك منذ زمن رغم كل المضايقات والضغوطات الدولية عليها ، ولكن أولائك المندسين والعملاء والخونة ومن معهم من خلفهم أعلنوها حرب على الدولة لتتحقق أهدافهم .
وأنا كمراقب أحس وأشاهد ما يحاك من مؤامرات خبيثة ضد مجتمعاتنا وأحاول أن أكتب عن هذه اللعبة الخطيرة التي أشتعلت نيرانها في المنطقة كما أتمنا أن تحس الشعوب العربية على خطرها قبل فوات الأوان ، لأن الغاية من أشعالها ليس حبهم للشعوب العربية وليس لتحريرهم كما يدعون ولا لجلب ديمقراطيتهم المنشودة كما حالها في العراق إنما هدفها تمزيق البلاد والعباد ، لتقسيم الدول الى دويلات صغيرة عرقية وطائفية ضعيفة لتبقى تتناحر فيما بينها وهكذا لن يبقى شيء أسمه ممانعة أو مقاومة ولا من سيقف ضد المشاريع الأمريكية وكذلك ستستطيع أسرائيل العيش بسلطان وسلام لأنها ستبقى أقواهم وأكبرهم ، لذا علينا أن نتساءل أين كانت أمريكا والغرب كل هذه السنين من الشعوب العربية ومن قضاياهم ولماذا جاء كل هذا بعد فشلها في أحتلال العراق ، لذا أتمنا من كل الشخصيات الوطنية التي هي مع النظام أو مع المعارضة أن تتعاون مع بعضها لحماية وطنهم سوريا من هذه المؤامرة ، ومحاربة كل الفاسدين والأنتهازيين إن كانوا من النظام أو بين صفوف المعارضة ، من الذين لا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية أو الحزبية أو حتى القومجية العنصريين ، لذا يجب على هؤلاء الو
طنيين وخاصة النخبة المثقفة من الجانبين أن يعيدوا النظر في حساباتهم من كل القضايا العالقة وليتعاونوا معاً على حلها لينقذوا وطنهم من هذا المنزلق الخطير الذي يحاول البعض دفعه وبقوة إليه لتتحقق أهدافهم التي أعلنوا عنها مراراً ( الشرق الأوسط الكبير ) وخيوط هذه المؤامرة التي تحاك ضد سوريا طويلة من تصعيد في الملف النووي السوري ورفعه إلى مجلس الأمن وقانون حقوق الإنسان وغيره ، لأن حياكة هذه المؤامرة لن تنتهي هنا بل ستصل إلى طهران لأنهم يحيكون بها منذ زمن بعيد والمؤامرة على سوريا ليست إلا جزء منها ، ولكن بعد إيران سيأتي الدور على السعودية
لأنها تكون قد أفلست من صرفها على هذه المؤامرات يا لغباءها تظن بأنها خارجها بل هي في عمق المؤامرة ، وبعدهم سيأتي الدورعلى تركيا وغيرها .
ولكن من المؤسف جداً في ظل هذه المعمعة الشعوب وحدها هي الضحية والجلاد في ذات الوقت لأنها هي التي تعمل وتنفذ هذه المؤامرات الخبيثة التي تحاك في دهاليز السياسة الغربية وبأموال عربية .
ولا بد من الإشادة بالدور الروسي والصيني وسبب موقفهم الأيجابي مع سوريا الرافض لطرح أي قرار ضد النظام السوري في هيئة الأمم اللا متحدة ، لأن بعد سوريا وإيران وتركيا ستكون أمريكا قريبة جداً من الحدود الصينية والروسية وهكذا ستهدد مصالحهم وستحد من تحركاتهم ومن قوتهم لهذا يجب على هاتين الدولتين بالأخص أن يكونوا ممانعة لأي قرار ضد النظام السوري لأبعد الحدود لأن هذا ما يفرضه الواقع عليهم .
فقط أتساءل متى كانوا أمريكا والغرب يهتمون بالشعوب العربية وبقضاياهم !؟