ذلك أن المجلس العسكرى يقوم بدور سياسى ومن ثم فلنا الحكم على أدائه دون الانتقاص من دوره الذى صار منا يمتن به علي المواطنين.
هناك بالفعل أمور تستعصى على الفهم ويدور معها العقل حيران له فى ذلك تفاسير شتى واستدعاء الأمثلة لا يرهق الذهن من ذلك مثلا ما يلى:
1/ سرعة غير عادية فى تحويل المدنيين لمحاكمات عسكرية فى مقابل تباطؤ غير عادى فى محاكمة مبارك وعائلته ورموز حكمه (بتهم تربح لا فساد أو خلافه) بل الضباط المتهمين بقتل الثور.
2/ تقديم بعض رموز النظام للمحاكمات قبيل كل دعوة لتظاهرة مليونية.
3/التباطؤ فى حل المجالس المحلية وفى إنشاء صندوق رعاية الشهداء.
4/ سحب الوعود فيما يتعلق بالحد الأدنى للأجور مع الإبقاء على الحد الأقصى للأجور كما هو.
5/ الإبقاء غير المبرر لرموز لجنة السياسات فى الحكومة دون رغبة رئيسها كما تسرب من معلومات وما وزراء الخارجية والمالية والإنتاج الحربى والأوقاف والصحة والتعليم عنا ببعيد.
6/ ما زال الغموض يكتنف السر فى تقاعس أداء الشرطة والصبر على ذلك!!
ولقائل أن يقول إن المجلس قليل الخبرة بالسياسة وإنه يتخذ خطوات ايجابية لكنها بطيئة أو أن بعض الإجراءات فى يد القضاء لا يد المجلس العسكرى...وهذا قول حق لكنه يستحق النقد ويجدر به ألا يقع فى الحفرات عشرين مرة وإذا كان لديه سلطة تحويل المدنيين المتهمين بالبلطجة لمحاكمات عسكرية ألا يجدر به ذلك فى محاكمة بعض الرموز؟!! ألا يجدر به أن يعيش الحالة الثورية كما يعيشها جموع المصريين فيتخذ من القرارات ما يحقق المصلحة ويمنع الفوضى والاعتصامات؟!
ولقائل أن يقول: دعك من هذا النقد وحدد ما الذى تطالب به المجلس العسكرى؟
والحق أننا نطالبه بكثير لولا أن بعض الاحتياجات تفوق بعض ومن ذلك ما يتوافق عليه كثير من الناس مثل:
الاعتراف الحقيقى بالثورة والتعامل بإجراءات ثورية
لا سيما فيما يخص عزل الملوثين ومحاكمات الفاسدين ورعاية أسر الشهداء وغير ذلك مما هو معروف.
الصدق والشفافية والجدية
أن يعلن بصدق عن نياته فيما يخص المحاكمات وأن يبتعد عن التخدير وأن يعلن جدول زمنى واضح المعالم بإجراءات فاعلة للحد من البلطجة وعودة الأمن وأن تتسم تلك الإجراءات بالشفافية والصدق والجدية.
إبعاد الملوثين عن المناصب الحساسة
فإن مجرد وجودهم يبعث فى الناس روح التمرد والانتقام فما بالكم باستدعائهم لتولى مناصب وزارية أو مهمة...
عودة الثقة بين المواطنين والسلطة
ولا يتم ذلك إلا عبر حزمة من الإجراءات الصادقة مثل صدق الوعود والشفافية فلا يعقل أن يعلن عن حد أدنى للأجور فلا يتم وعن حد أقصى للأجور فيعلن وزير المالية بأنه لا يستطيع إذن فليرحل وهكذا وإننا لنجد أداء وزارات أخرى أسوأ حالا من ذى قبل فالكهرباء ما زالت تنقطع عن الناس رغم أننا فى القرن ال21 ، والسولار تتكرر أزماته والرشاوى بالداخلية والمجالس المحلية ما تزال سارية وهكذا ...
وأخيرا أقول لو أن الناس شعرت بتغيير حقيقى لصبرت ولكنها ترى ما يفجر الأوضاع مستقبلا وذلك بسبب الضبابية والقرارات التى تراعى مصالح الكبار على حساب الفقراء ( ضريبة البورصة مثلا) فضلا عن الأيدي المرتعشة والتباطؤ السخيف ومجاملات رموز النظام السابق فمصر لم تعدم كفاءات من غير رموز النظام السابق وإن استمرار استفزاز الناس لا يؤتى بخير وأخشى أن تكون مصر على موعد مع ثورة دموية تطيح بكل الأيادى المرتعشة وأصحاب العقول البطيئة التى لم تدرك بعد أننا فى حالة ثورية ذلك أنه ما تزال بمصر قيادات من مخلفات النظام البائد والتى بينها وبين العته صداقة متينة إذ لم تعد تدرى كيف تغير الناس وأنهم لن يسمحوا لأحد كائنا من يكون أن يسرق ثورتهم ...أبدا لن تسرق.