هل سبق وأن تساءلت من أين تاتي تسمية تلك الأعاصير المدمرة , الهوريكينز في أمريكا والتايفونز في بحار الصين لتصبح آن أو باربرا أو بيل او كاترينا ؟
مرت طرق تسمية الأعاصير بتغيرات عديدة مع مرور الزمن ففي البدء قام العاملون في مجال الأرصاد الجوية بتسميتها اعتمادا على موقعها ضمن درجات العرض والطول فكنت تسمع مثلا بإعصار اسمه 21.20 شمال و152.52 غرب . بيد أن تلك الطريقة كانت ملبكة لأن الأعاصير لا تبقى في المكان ذاته لذا طوروا طرقا أخرى لوصفها . ففي البحر الكاريبي باتت العواصف تسمى بأسماء القديسين الكاثوليك . فإن حدث لإعصار وأن ضرب جزيرة في الكاريبي يوم عيد القديسة آن نراه يأخذ اسمها. وقد سبق لمتنبئ في الأرصاد الجوية في استراليا و ان اطلق على الأعاصير أسماء سياسيين لا يستسيغ أدائهم, فكنت تسمعه يرصد الإعصار قائلا : الإعصار سميث يتخذ وجهة مدمرة أو الإعصار جونز ضعيف جدا ولا يتخذ أي وجهة . وخلال الحرب العالمية الأولى كانت الأعاصير تسمى وفقا للأبجدية العسكرية : أيبل , بيكر , تشارلي...إلخ . أما خلال الحرب العالمية الثانية بدأت الأعاصير تحمل أسماء النساء وأضحى المتنبئون يتكلمون عن الإعصار بيتسي و أليس . وفي السبعينات من القرن العشرين ألزمت حركة التحرر النسوية المتنبئين بان يطلقوا أسماء الرجال عليها أيضا ونتيجة لذلك وبعد العام 1975 بتنا نسمع بالإعصار جيرترود جنبا إلى جنب مع الإعصار جورج . أما الآن وفي القرن الواحد والعشرين لماذا أطلق على أعنف إعصارين اسمي كاترينا وريتا وتم إغفال توصية حركة التحرر النسوية وحقوق المرأة ( شو عدا ما بدا ؟) , ربماعلينا أن ننتظر قليلا لتواتينا حركة التحرر بآخر الأخبار و آخر ما توصلت إليه في الدفاع عن حقوق المرأة . ولكن و بالاذن منهم ومنهن وإذا تأملنا اسم كاتريناCathrine الذي يعني النقاء والطهارة وقد حملته قديسة شهيدة من الإسكندرية في القرن الرابع الميلادي. وكذلك اسم ريتا Rita المصغر من Margerita الذي يعني اللؤلؤ , هل نرى في تسمية آخر إعصارين دعوة للنقاء والطهارة الذين لا يسودان دون هدم وإزالة ما فسد واهترأ؟ ودعوة أخرى لإيقاظ اللؤلؤ الحالم في الأعماق حتى الغياب ؟
أو من وجهة نظر أخرى أيرجح أن يكون تغييب الاسم المذكر هذه المرة عن هذين الإعصارين بمثابة الرجاء منهما كي يضربا برفق ولطف و ليرأفا بحال الناس إذ يكفي ما نشهده من تجليات هرمونات الفحولة المتأججة المشغولة بالتسليح والتفجير والترهيب والإرهاب وإبادة البشر والقضاء على بيئتهم باسم إعمارهم وتحقيق رفاههم وإعلاء كلمة الحق ويا ويلاه !