قناصـــــة " بــــلاك ووتـــــــــــــــــــر " فـــــــي ميـــــــــدان التحــــــــــــــــرير ..
فرسان " مالطة " بهدى شعراوي .. وعملاء " أف بي آي " بجاردن سيتي !!
مجدي كامل
**
هذا الموضوع الذي يتعلق بـ " أمن مصر القومي " يمكن أن يجرحك .. يمكن أن تنزف بسببه كثيرا داخلك .. ولكن يبدو أننا كمصريين في حاجة من وقت لآخر لمن يجرحنا ، وأيضا لأن ننزف - نفسيا - كثيرا حتى ننتبه ، وحتى نتحرك - دفاعا عن كرامتنا الوطنية - ونتعامل - بجدية - مع سبب الجرح ، لكي يتوقف النزيف النفسي نهائيا .. هذا الموضوع ليس سوى بلاغ نرفعه لمن يهمه الأمر في هذا البلد ، إذا كان لا يزال هناك من يهتم .
**
تفجرت مؤخرا عدة قضايا بالغة الخطورة تتعلق جميعها بأمن مصر القومي ، إلا أن أخطرها على الإطلاق هو التقارير التي تحدثت عن استعانة الرئيس المخلوع حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي وابنه جمال بمرتزقة شركة " بلاك ووتر " الأمريكية لقتل المتظاهرين في ميدان التحرير إبان ثورة 25 يناير .
معنى هذا - حال تأكد هذه التقارير - أن شهداء يناير قتلوا على أيدي أجانب تم استئجارهم من متعهد خاص ( شركة بلاك ووتر للخدمات الأمنية التي غيرت اسمها إلى " إكس إي " ) يقدم خدماته من قتل وتخريب وإشاعة فوضي ودمار لمن يدفع .. ومعنى هذا أيضا أن أمن مصر القومي كان مستباحا على أيدي مبارك ونظامه قبل الثورة وأثناءها وفي حاجة إلى إعادة ضبط قبل فوات الأوان .
فيلم الجريمة الضائع !
الغريب في الأمر ، أن أحدا في حكومة مصر الثورة لم يتطرق إلى هذا الموضوع ، أي أن الأمر يبدو وكأن مسئولية " بلاك ووتر " لم ترد الإشارة إليها لا من قريب ولا من بعيد في التحقيقات ، التي ركزت فقط على نفي مسئولي الداخلية أن يكون قتلة الشهداء قناصة تابعين للوزارة ، وربما يتوافق هذا النفي مع تأكيد مصريين قدموا أنفسهم كشهود عيان ، وقالوا إنهم رأوا بأعينهم القناصة ، وشهدوا بأنهم أجانب كما ظهر من هيئتهم .
وربما يتوافق هذا أيضا مع إعلان مواطن مصري يدعى درويش أبو النجا ، مدير تسويق سابق بإحدى شركات الأغذية ، عن أنه تمكن من تصوير ستة أجانب أثناء إطلاقهم الرصاص على المتظاهرين في ميدان التحرير وشارع قصر العيني يوم 28 يناير الماضي ، أو ما عرفت بـ " جمعة الغضب " وأن ثلاثة منهم كانوا يطلقون الرصاص من أعلى سطح الجامعة الأمريكية ، والثلاثة الآخرون كانوا يطلقون الرصاص من سطح منزل قريب من الميدان ، وقدم درويش وصفا مفصلا لهم .
ومن بين أخطر ما قاله درويش هو استيلاء فضائية عربية " الجزيرة " على الفيلم الذي يصور فيه القناصة الأجانب ، أثناء إطلاقهم النار على المتظاهرين ، ومدته 150 دقيقة ، وتحريره محضرا بالواقعة في قسـم شرطة بولاق " برقم 2884 لسنة 2011 " جنح بولاق " .
وتؤكد تقارير استخدام قناصة بلاك ووتر أثناء الثورة نبأ استعانة شبكة " إن بي سي " الأمريكية لعناصر بلاك ووتر لإنقاذ ممرضة أمريكية متقاعدة تقطن شقة مطلة على ميدان التحرير أثناء الثورة وتدعى ماري ثورنسري، كانت قد حبست نفسها داخل شقتها أثناء المظاهرات . كما يؤكد ذلك اعتراف إيريك برنس نفسه لأكثر من وسيلة إعلامية بأن بلاك ووتر لها أنشطة بمصر !!
والحقيقة أن الأمر يتطلب الآن تحقيقا عاجلا في التقارير الأخيرة ، وهو الذي لم نسمع عنه حتى الآن ، وكأن الأمر لا يعني المسؤولين في بلادنا ، أو كأن مشاعر المصريين وكرامتهم التي امتهنت بفعل سماع خبر قتل شهداء ثورتهم على أيدي قتلة أجانب مأجورين لا تهم حكامهم .. نعم الأمر يتطلب تحقيقا عاجلا ، لا سيما وأنه يتعلق بقضية منظورة أمام القضاء الآن ، حيث محاكمة مبارك وولديه ووزير داخليته بتهمة الاشتراك في قتل المتظاهرين أي نفس الضحايا التي تؤكد التقارير أنهم قتلوا على أيدي مجرمي بلاك ووتر أو قناصة " إكس إي " وبأوامر من نفس المتهمين " مبارك وجمال والعادلي " .
ومن شأن هذه التقارير أن تدفع المحققون لإعادة النظر في السيارات الدبلوماسية التي قيل إنها سرقت من السفارة الأمريكية وتم استخدامها لقتل أعداد من المتظاهرين ، وتحديد هوية سارقيها وما إذا كانوا مصريين أم أجانب ؟!
وكان ممثل النيابة في محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك وولديه علاء وجمال مبارك، وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق قد اتهمهم بالقتل العمدي للمتظاهرين، واستغلال النفوذ للتربح.وقال ممثل النيابة: "إنه في غضون الفترة من عام 2000 وحتى عام 2010، ومن يوم 25 يناير إلى يوم 31 يناير بمحافظات القاهرة والجيزة والسويس والاسكندرية والبحيرة والغربية والقليوبية والدقهلية ودمياط وبني سويف، قام المتهم الأول محمد حسني السيد مبارك اشترك بطريق الاتفاق مع حبيب العادلي وزير الداخلية في ذلك الوقت بارتكاب جناية الاشتراك في قتل المتظاهرين مع سبق الإصرار بأن عقد العزم وبيت النية بقتل المتظاهرين في المظاهرات السلمية التي خرجت احتجاجا على تردي الأوضاع والمطالبة بتنحيته، وإسقاط نظامه".وأضاف: "ان مبارك سمح للعادلي باستخدام الأسلحة النارية والمركبات التي تعين قوات الشرطة على تنفيذ الجريمة، وتابع عمليات إطلاق الشرطة النار على المتظاهرين على أماكن قاتله دون أن يتدخل بصلحياته - كرئيس جمهورية - لمنعهم من الاعتداء على المتظاهرين، وإزهاق أرواحهم لتفريق الأخرين حماية لمنصبه واستمراره بالحكم".وأشار ممثل النيابة إن الجناية اقترنت بالعديد من الجنايات الأخرى بأنه في ذات الأماكن سالفة الذكر عمداً اشترك مبارك بطريق الاتفاق مع العادلي بالشروع في قتل المجني عليهم محمد حسين عبدالحي الفرماوي وأخرين عمدا مع سبق الإصرار خلال المظاهرات.
بزنس الموت الرهيب !!
ولكن ما هى شركة بلاك ووتر التي يرتبط اسمها الآن بقتل لمتظاهرين في جمعة الغضب ، كيف نشأت ونمت ، وما هو حجم نشاطها ، وما هى أشهر جرائمها ، وكيف ترتبط بمنظمات ماسونية وصهيونية متطرفة تعادي العرب والمسلمين على طول الخط ، بل بعضها يعود في نشأته إلى عصر الحروب الصليبية ؟
تأسست بلاك ووتر (المياه السوداء) عام 1996 تحت اسم "بلاك ووتر أمريكا" على يد المليونير الأمريكي إريك برنس ، الذي خدم في القوات الخاصة التابعة لسلاح البحرية الأمريكية مع عدد من المنتمين لليمين المسيحي المتطرف ، وهو ما مهد لتعاون الشركة مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش اليمينية خصوصاً عند غزو العراق ، حيث وقعت وزارة الخارجية الأمريكية عقب الغزو عقداً بقيمة 300 مليون دولار مع بلاك ووتر ، مقابل توفيرها الحماية لبول بر يمر ــ الحاكم الأمريكي السابق في العراق ــ والسفير الأمريكي في بغداد زلماي خليل زادة.
وتجاوزت العقود التي أبرمتها الشركة مع الإدارة الأمريكية حاجز الـ 505 مليون دولار، بموجب عقود خاصة، نجحت من خلالها في بناء قاعدة لجيش خاص من المرتزقة يضم 20 ألف شخص، مزودين بطائرة بوينج 727 ومروحيات ومدرعات. ولدى الشركة معدات عسكرية لا يمتلكها إلا الجيش الأمريكي ولديها أسطول من الطائرات العسكرية بما فيها طائرات الهليكوبتر المقاتلة التي يحلق طياروها فوق أحياء بغداد يوميًا مستعرضين فنونهم وشاهرين مدافهعم على المواطنين.
وتشير التقارير إلى أن ما نسبته 34 بالمائة من مبلغ 21 مليار دولار، خصصتها الولايات المتحدة لإعادة أعمار العراق، قد تم تحويلها للشركات الأمنية الخاصة. ما دعا صحيفة "لوس أبجلوس تايمز" إلى القول : إن خصخصة الحرب الأمريكية في العراق قطعت شوطًاً كبيراً.
وقد أكد الكثير من الباحثين والكتاب الأمريكيين منهم الصحفي الأمريكي جيرمي سيكل في كتابه.. "بلاك ووتر صعود أقوى جيش مرتزقة في العالم"، العلاقة الوثيقة التي تجمع بين شركة "بلاك ووتر" للمرتزقة ومنظمة "فرسان مالطا" السرية، المنشقة عن "فرسان المعبد" التي تعود جذورها إلى القرن الحادي عشر(وهي من بقايا غزوات الفرنجة والصليبيين على العالم الإسلامي).
كما كانت أكثر من دورية أمريكية بينهم صحف " نيويورك تايمز " و" ميامي هيرالد " و" سان فرانسيسكو كرونيكل " قد كشفت عن أن منظمة "فرسان مالطا" تقوم بتزويد شركة "بلاك ووتر" وغيرها من شركات المرتزقة الدولية، بمجندين تحركهم الأصولية المسيحية، ليقاتلوا في الأماكن الخطرة (العربية أو الإسلامية) التي يتردد باقي المرتزقة في دخولها، وأنه قد تم استخدام هذه العناصر في العراق ، وأنهم مسئولون عن الكثير من الفظائع والانتهاكات التي جرت هناك ، خاصة معركة الفلوجة ومذبحة ساحة النسور في بغداد .
وكانت صحف أمريكية قد كشفت عن إبرام الشركة لعقود من أجل العمل في عدد من الدول العربية، وتحديداً في السودان مع حكومة التمرد الجنوبي من أجل تدريب "المسيحيين" في "الجيش الشعبي للتحرير" الذي كان يسعى إلى فصل الجنوب عن السودان الأم ، ونجح بالفعل وأعلن الاستقال . كما تحدثت تقارير إعلامية عن دور تسعى الإدارة الأمريكية لإسناده للشركة في إقليم دار فور غرب السودان تمهيدا لانفصاله .
ومالك الشركة إريك برنس يميني مسيحي من عائلة جمهورية تعتبر من كبار الداعمين لحملات الجمهوريين الانتخابية، وهو عضو في مجلس إدارة مؤسسة "الحرية العالمية للمسيحيين" التي استهدفت السودان لسنوات طويلة.. وهي مؤسسة غير ربحية يصف موقعها الالكتروني عمل المؤسسة بأنها تسعى لتقديم المساعدة للمسيحيين المضطهدين بسبب إيمانهم بالمسيح، و توفير المساعدات والدفاع وكتب الإنجيل للمسيحيين المضطهدين في مناطق النزاع أو الاضطهاد الحاد في العالم. و يصف إريك برنس شركته بأنها امتداد وطني للجيش الأمريكي ، وأنه الصليبي الذي يشكل درعا واقيا للمسيحيين ضد المسلمين ، الذين يقول إنه يخوض ضدهم قتالا ضاريا " !!
وكانت صحيفة "ميامي هيرالد" في تقريرٍ لها أن المهام الرسمية المعلنة، لبلاك ووتر ، وحتى بعد تغيير اسمها إلى " إكس إي " ، ليست هى الحقيقة ، لأن هناك مهامًا أخرى غيرَ معلنةٍ أثيرت لدى مُواجِهة إريك برينس دعاوى قضائية من عناصرَ سابقة في "بلاك ووتر" بتُهمة تهريب السلاح، واستخدام العُنف المفرِط في العراق، ومداهمة البيوت وتفتيشها دون مسوغ، كما تشير بعضُ الدعاوى إلى أنَّ برينس كان يَعتبر نفسه بطلاً في حملة صليبيَّة مهمتها القضاء على المسلمين والدِّين الإسلامي في العالَم، حسب ما أشارتِ الوثائق القضائية.
وكانت اعترافات أحد العاملين في شركة "بلاك ووتر" قد فجرت مفاجأة كبرى في شهر مايو الماضي ، حينما أكد أن مدير الشركة أريك برينس كان يعتبر نفسه مسيحيًا صليبيًا مكلفًا بمهمة اجتثاث المسلمين والدين الإسلامي من العالم.
وفي شهادة خطية تحت القسم نقل هذا العامل عن برينس أن شركاته قامت بـ"تشجيع ومكافأة من يساهم في تدمير حياة العراقيين".
وجاءت هذه الشهادة ضمن سلسلة من الاتهامات شملت القتل ، وتهريب الأسلحة ، وتصفية المدنيين العراقيين عمدًا . كما أن من بين تلك الاتهامات التي قدمت لمحكمة بولاية فرجينا في شهر مايو 2011 قيام برينس بقتل أو اغتيال موظفين اثنين سابقين متعاونين مع المحققين الفيدراليين.
وقد وجهت هذه التهم لبرينس في شهادة خطية تحت القسم قدمها موظفان سابقان معه, أحدهما جندي سابق في قوات المارينز الأميركية, وقد رمزا لاسميهما بـJohn Doe No 1 وJohn Doe No 2 وذلك خشية التعرض للقتل إن كشفت هويتهيما.
وشهدا أن برينس وموظفين آخرين كبارًا في شركة بلاك ووتر أتلفوا أشرطة فيديو ورسائل إلكترونية ووثائق تدينهم كما قاموا بإخفاء سلوكهم الإجرامي والتستر عليه عن وزارة الخارجية الأميركية.
وتأتي هذه الشهادة ضمن عريضة مقدمة إلى المحكمة من طرف محامين يمثلون 60 عراقيًا يقاضون بلاك ووتر على خلفية هذه الجرائم. وقد نفت بلاك ووتر هذه التهم زاعمة أنها تهدف إلى تشويه سمعة برينس بدلاً من تقديم أدلة حقيقية يمكن للمحاكم العدلية أن تعتمد عليها.
وكانت الشركة غُرمت بمبالغ قيمتها 42 مليون دولار عن مئات الانتهاكات لقوانين التصدير المعتمدة في الولايات المتحدة، وتشمل الانتهاكات تصدير أسلحة غير مشروعة إلى أفغانستان، وتقديم عروض لتدريب قوات جنوب السودان من دون إذن، وتدريب لضباط الشرطة التايوانية على القنص.
وعلى الرغم من أن الشركة خسرت عقدًا بتوفير حماية أمنية للدبلوماسيين في السفارة الأميركية بالعراق، فإنها ما زالت تملك عقوداً لتوفير خدماتٍ أمنيةٍ لوزارةِ الخارجيةِ ووكالةِ الاستخباراتِ المركزيةِ الأميركيةِ في أفغانستان.
ومن المثير للدهشة أن فضائح بلاك ووتر بالعراق وأفغانستان لم تمنع الإمارات من إبرام عقد معها كما جاء في تقرير مطول لصحيفة " نيويورك تايمز " ذكرت فيه أن " الحكومة الإماراتية وقعت صفقة قيمتها 529 مليون دولار، مع الشركة، تستهدف تجنيد وتدريب كتائب أجنبية خارجية لخدمات مكافحة الإرهاب ومهام الأمن الداخلى" - وذلك بحسب ما ذكره موظفون سابقون فى الشركة ومسؤولون أمريكيون ووثائق أمريكية حصلت عليها الصحيفة.
وذكرت الصحيفة الأمريكية «أن اسم إريك برينس صاحب الشركة لم يتم تضمينه بشكل مباشر فى عقود الشركة الجديدة أو أى وثائق أخرى، وإنما تتم الإشارة إليه من خلال اسم كودى "كينج فيش " أى " ملك السمك " . وتقول مصادر أخرى إن العقد لتوفير حماية من أي ثورة محتملة في البلاد ، وأن هناك دولا أخرى عربية ومنها خليجية وقعت عقودا مشابهة مع الشركة .
فضائح العرب تتوالى !
وبينما تأكد استعانة القذافي ببلاك ووتر لقتال اللثوار الليبيين المعارضين لنظام حكمه ،
ورغم ما سبق لم تر السلطة الفلسطينية عيبا في في التعاقد معها للعمل في الضفة الغربية، بعدما باتت الشركة تعرف باسم "إكس إي" وليس بلاك ووتر، وقد نددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بمنح الإدارة الأميركية إذنا لشركة بلاك ووتر الأمنية بالعمل في الضفة الغربية، معتبرة ذلك "فضيحة" جديدة "تضاف إلى مسلسل فضائح ما أسمته بالتواطؤ بين السلطة الفلسطينية والمخابرات الأميركية وإسرائيل".
وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم "إن هذا الإذن يؤكد أن الذي يحكم الضفة المحتلة ليس سلطة فلسطينية، بل هو سلطة متعددة الجنسيات هدفها حماية أمن الاحتلال وتصفية كل المدافعين عن القضية الفلسطينية".
وذكرتصحيفة "ميامي هيرالد" أنَّ مصادر مقرَّبة من إريك برينس - كشَفَتْ أنه يشارك في برنامج ميزانيته تبلغ ملايين الدولارات، تُموِّله بعض الدول العربية؛ من أجل تدريب وتجهيز ألفي مقاتلٍ صوماليٍ، مهمتهم مواجهة الجماعات الإسلامية المسلَّحة في الصومال وعلى رأسها حركة الشباب.
وأثار هذا التدخُّل لشركة "بلاك ووتر" في الصومال شُكوكًا كبيرة حول خلفيات وحقيقة استعمال المقاولين العسكريِّين في دولة تُعاني من الفوْضى، ويقول المراقبون: إنَّ الاستعانةَ بهذه الشركة سيِّئة السُّمعة من الممكن جدًّا أن يؤثِّر بالسلب على الجهودِ الدولية المبذولة؛ من أجلِ تدريب وتمويل القوات الصومالية الحُكومية التي تواصل حرْبَها مع الإسلاميِّين، والقبائل المتحالفة معهم.
وقد أصبحتْ شركة "بلاك ووتر" تحمل اسم خدمات "إكس إي"، وأصْبح هذا الاسم هو الذي يرمُز لها في واشنطن، بعد أن نفذت عناصر هذه الشركة في سلسلة مِن الجرائم والانتهاكات الخطيرة، كان أبرزها ما حدَث عام 2007 عندما قتَل حُرَّاس شركة "بلاك ووتر" 14 من المدنيِّين العراقيِّين الأبرياء في العاصمة بغداد.
وقد أسقط قاضٍ فيدرالي أمريكي فيما بعدُ تلك الاتهامات الموجَّهة لعناصر الشركة؛ بذريعة أنَّ الحقوق الدستورية للمتَّهمين في القضية قدِ انتهكت، وذلك رغم أنَّ وزارة الداخلية العراقية أصدرتْ أمرًا لكل المتعاونين والمتعاقدين مع شركة "بلاك ووتر" بأنَّ أمامهم مهلة لمدة أسبوع واحد للخروج مِن البلاد، أو مواجهة أوامر بالتوقيف لانتهاكِ تأشيرة العمل في البلاد.
سفارة دولة الشيطان !!
في منطقة وسط القاهرة وبالتحديد في شارع هدى شعراوي "سفارة فرسان مالطة" هكذا كتب بالعربية على لوحة نحاسية في مدخل السفارة، وفي نفس اللوحة كتب بالفرنسية:"Ambassade De L ordre souveraine ET Militaire De Malte"و بالإنجليزية: SOVEREIGN MILITARY ORDER OF MALTA وترجمتها الحرفية "سـفارة النظام العسكري ذو السيادة المستقلة لمالطا" !
وبرغم موجات الرفض المزمنة لوجود سفارة فرسان مالطا" المنتمين في جذورهم إلى فلول الصليبيين القادمين من قلب العصور الوسطى إلى قلب قاهرة صلاح الدين الذي أذل فرسانهم ، وقهر ملوكهم ، وأسرهم في يوم حطين ، رغم موجات الرفض لسفارة هذه الدولة التي تعد من بقايا الحروب الصليبية البائدة ، ومقرها داخل الفاتيكان منذ عام 1834 ، هذه الدولة الـ " اعتبارية " .. الدولة التي ليس لها أرض ولا حكومة و لا شعب ، رغم موجات الرفض ، إلا أن نظام مبارك المتمسح في كل ما هو يهودي وصهيوني وماسوني ، وهو ما تصطبغ به هوية و أنشطة سفارة هذه الدولة الوهمية لم يسع - وهو الذي سمح بوجودها على أرض مصر بعد أن رفضها عبد الناصر والسادات قبله - لم يسع لإغلاقها بالطبع .
ودولة "فرسان مالطا" هي دولة " اعتبارية " بكل المعايير مقرها تمثلها 96 سفارة " افتراضية " حول العالم منها 6 في دول عربية هى مصر و المغرب وموريتانيا والسودان والأردن ولبنان.
وكان الجنرال المتقاعد جوزيف شميتز الذي عمل مفتشا عاما في وزارة الدفاع الأمريكية ثم انتقل للعمل كمستشار في مجموعة شركات برينس المالكة لـ"بلاك ووتر"، كان قد كتب في سيرته الذاتية أنه عضو في " جماعة فرسان مالطا " التي تمثلهم الدولة الوهمية .
وتعود جماعة فرسان مالطا الدينية إلى العصور الوسطى حيث نشأت في جزيرة مالطا وعرفت باسم "فرسان القديس يوحنا الأورشليمي" ، وقد انبثقت عن الجماعة الأم الكبيرة والمشهورة باسم "فرسان المعبد" والتي كان لها شهرة أيام الحروب الصليبية، وكان أفرادها دائمي الإغارة على سواحل المسلمين.. خاصة سواحل ليبيا وتونس لقربهما من مالطا.
ويكشف من جهتهما الباحثان الإيرلندي " سيمون بيلز " والأمريكية " ماريسا سانتييرا " اللذان تخصصا في بحث السياق الديني والاجتماعي والسياسي للكنيسة الكاثوليكية الرومانية ، عن أن أبرز أعضاء " جماعة فرسان مالطا " من السياسيين الأمريكيين رونالد ريجان وجورج بوش الأب رئيسا الولايات المتحدة السابقان ، وهما يمينيان متطرفان من الحزب الجمهوري ، كما يشير موقع فرسان مالطا أن من بين الأعضاء البارزين في الجماعة " بريسكوت بوش " وهوالجد الأكبر للرئيس السابق جورج بوش الابن ، والذي كان في عام 1831 قد ألف كتابا بعنوان " محمد " تناول فيه بكثير من المغالطات والأكاذيب حياة نبي الإسلام الكريم صلى الله عليه وسلم ، وقال في مقدمته : " يجب أن ندمر إمبراطورية المسلمين كي نقيم إمبراطورية الرب " !!
ولا يمكن -بحسب الباحثين- انتزاع تصريحات الحفيد الرئيس السابق بوش عقب هجمات 11 سبتمبر من هذا السياق حين أعلن شن "حرب صليبية" على الإرهاب وذلك قبيل غزوه لأفغانستان عام 2001.
وبحسب الموقع الرسمي لدولة فرسان مالطا يلقب رئيس المنظمة بـ"السيد الأكبر" ، ويقيم في روما ويعامل كرئيس دولة بكل الصلاحيات والحصانات الدبلوماسية.
وكما تزود هذه الدولة الوهمية شركة " بلاك ووتر " ، أو " إكس إي " اسمها الجديد ، بمعظم المرتزقة الذين يتم الدفع بهم في العالمين العربي والإسلامي ، كما فى العراق ، فإنها تزودهم في الوقت نفسه بجوزات سفر صادرة عنها " دولة فرسان مالطا " ، ولذلك يؤكد كثير من المراقبين أن حروب وعمليات شركات الأمن الخاصة كبلاك ووتر ، وبالنظر لعلاقاتها الوثيقة بفرسان مالطا والماسونية العالمية وخلفية مؤسسيها كمتطرفيين مسيحيين ، أو منتمين لما يعرف بتيار " المسييحية الصهيونية " ، حروب وعمليات هذه الشركات ليست سوى حروب صليبية جديدة .. والسؤال الآن : متى تغلق السلطات المصرية هذه الســـفارة " ؟!
وكان نائب مجلس الشعب المصري حازم فاروق قد تقدم بطلب إحاطة في عام 2008 حول إنشاء سفارة لدولة فرسان مالطا في القاهرة منذ 28 عامًا .
وقال فاروق كيف تعترف مصر بكيانٍ ديني متطرف اسمه "فرسان مالطا"، خاصة أن مصر ترفض قيام دولة دينية ؟!
وأشار إلى علاقة "فرسان مالطا" بجيوش المرتزقة بالعراق التابعة لشركة بلاك ووتر الأمريكية. ولفت فاروق إلى أن "فرسان مالطا" كيان ديني متطرف، وكان لها دور أيام الحروب الصليبية، وأنه يكتب على سفارته الكائنة بمنطقة وسط القاهرة "النظام العسكري ذو السيادة المستقلة". وقال النائب: إن الخارجية باعترافها بكيان "فرسان مالطا" تفتح الباب للكيانات الدينية المتطرفة بفتح سفارات لها في القاهرة. وتساءل: هل من الممكن أن توافق مصر مثلاً على فتح سفارة للملا عمر وحركة طالبان في القاهرة؟!
من جانبه أكد السفير محمود عوف مساعد وزير الخارجية للشئون النيابية والقانونية - آنذاك - أن "فرسان مالطة" دولة لها سيادة ، ولكنها بلا شعب ، ولم ينف أنها جماعة كاثوليكية كان لها دور أيام الحروب الصليبية !!
عملاء أمريكا الطلقاء !!
وإلى جانب سفارة دولة فرسان مالطة ، تمتلك المباحث الفيدرالية الأمريكية المعروفة باسم "إف بي آي" مكتبا لها في جاردن سيتي بالقاهرة وهو الأكبر بين 8 مكاتب رسمية للجهاز في قارة أفريقيا وطبقا للقانون الأمريكي الخاص بأجهزة الأمن والمخابرات ولا يسيطر عليه السفير الأمريكي وأوامرهم تصدر لهم مباشرة من واشنطن. ويوجد في مدخل مكتبهم بالقاهرة لافتة رخامية لذكري تأسيس المكتب ومن الغريب أن تاريخ تأسيسه هو 14 أكتوبر 1981 أي أول يوم تولي فيه محمد حسني مبارك رئاسة مصر وتشير المعلومات إلي أن الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات قد رفضا وجود مكتب دائم لهم علي أرض مصر.
في عام 2010 كانت ميزانية المباحث الفيدرالية الأمريكية الرسمية 7.9 مليار دولار أمريكي حصل منها مكتب القاهرة علي أكثر من مائتي و30 مليون دولار لكنهم في ميزانية 2011 يؤكدون أن الميزانية قد زادت لتصبح 340 مليون دولار، وغير معروف في أي نشاط أو مشروع تصرف تلك المبالغ بسبب سرية العمليات لديهم، فقط مليون دولار واحدة معروف أنها مخصصة سنويا لتأهيل ما سمي بجهاز أمن الدولة وضباطه للتعامل الإنساني مع الشعب المصري !!
عددهم حاليا يتعدي الـ230 فرداً منهم 40 عميل يهودي الديانة يحتفلون بالأعياد اليهودية مع جالية السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، ومن المجموع 15 ضابطاً يعملون في المكتب بشكل ثابت وهم الأعلي رتبة وتوكل إليهم التحقيقات الفعلية ويطلق عليهم لقب "الضابط العميل" أما الباقي فمجرد حراس تابعين للمباحث الفيدرالية ولقبهم "عميل حارس" وضباط هذا المكتب هم الوحيدون العارفون بأسماء ورتب ضباط المخابرات الأمريكية الموجودين بالسفارة.
وعلاقتهم المباشرة بوسائل الإعلام معدومة في العلانية غير أنهم علي علاقة جيدة ببعض الصحفيين بالقاهرة خاصة الأجانب منهم .