، وقد لا أكون فلسطينياً صالحاً، لكني لست فاسداً. أتوجه ببضع كلمات حررتها من العواطف وأخضعتها لسلطة العقل، أتوجه بها إلى كل الفلسطينيين، وكل العرب، وكل الضمائر الإنسانية.
إننا أمام ثورة ديبلوماسية زلزلت أركان الديبلوماسية العالمية على اختلاف مشاربها وتنوع مآربها، نتوجه إلى مجلس الأمن من اجل الحصول على مقعد في الأمم المتحدة والاعتراف بنا كدولة، ولهذه الخطوة أهمية قصوى، قد لا يدرك عمقها، أو حتى قشورها، أهل العواطف الجياشة. فهناك من صوّر المسألة على أنها خيانة، أو استسلام للتنازل عن الأرض، وهذا ما يجافيه العقل، فهذه الخطوة لا تعني خسارة الأرض لأن الأرض، أصلاً، محتلة ولم نربحها بعد، ولن تعني الفوز مباشرة بالأرض. فصراعنا اليوم عبارة عن تسديد أهداف وتسجيل نقاط نظراً لميزان القوى والواقع الراهن. لذلك هذه الخطوة الفلسطينية وضعت العالم قاطبة في ميزان صعب، فهذه الولايات المتحدة، مثلا، قٌضَّ مضجعها، وتسابق الزمن كي تبطل خطوتنا دون الاضطرار الى استخدام الفيتو الذي سيحرجها كونها أيدت ربيع العرب، وحرمت اللوز الفلسطيني أن يزهر في ربيعه، وستكون مسودة الوجه كظيمة في وجه خمسة مليارات من البشر جاهروا بتأييدهم لقيام الدولة، وكذا سيكون حال تابعيها ومن مشى على خطوها في ما يتعلق بهذا الأمر.
أيها الفلسطينيون، ناصروا هذه الخطوة، ودعوا الخلافات تستريح قليلاً، إن عجزتم عن توفير الراحة لها دائماً. نحن أدرى بشعابنا من الآيات العظمى في إيران وبيادقهم، وسيكون من المحزن حقاً أن تلتقي مواقف فلسطينية أو عربية أو إسلامية مع المواقف الساعية إلى إحباط حلمنا. فهذه الخطوة، أذكّركم، مكتوب لها الإفشال،ومع ذلك ستعني نجاحاً لنا من جانب آخر، وإن نجحت لن يعني ذلك أن غداً اقيمت الدولة، لكنها أهم معركة إنسانية عالمية تواجه العالم أجمع، ستقسمه إلى فسطاطين: فسطاط المؤيدين لزهر لوزنا، وفسطاط المانعين الماء عن زيتوننا، فاختاروا ايها الفلسطينيون اي الفسطاطين تريدون: إما انبعاث اللوز، أو موت الزيتون.
وأما أنتم إخواني العرب، تظاهرتم مشكورين في أعقاب مجازرنا، وقصفنا، وذبحنا، حرصاً منكم على قضيتنا، فهل ما زلتم حريصين علينا ونحن نخوض ثورة ديبلوماسية!! فماذا لو كانت جمعتكم مليونية سلمية هذه المرة من أجل مقعد فلسطين!!.
نحن الفلسطينيين الذين عشنا صيفنا الملتهب بالقنابل، وشتاءنا الماطر بالقذائف، وخريفنا المتساقط علينا بالرصاص، ها نحن الآن نعيش ربيعنا كي يزهر اللوز.
من أحب ربيعنا، فأتمنى أن يعيد نشر ما كتبته لكم.
mrnews72@hotmail.com