آخر الأخبار

متحف جبلة... «على الوعد يا كمون»

تنتظر وبفارغ الصبر آلاف القطع الأثرية التي عثر عليها في المواقع الأثرية بجبلة إقامة المتحف الحلم لترى النور وتمتع أنظار أهل المدينة وزوارها وسياحها بجمالها ولتثبت عراقة وحضارة هذه المدينة الموغلة في أعماق التاريخ.
ولقد طالبت منظمة اليونسكو منذ عدة سنوات الحكومة السورية وبكتب رسمية بتحويل مبنى السرايا القديم الواقع وسط المدينة إلى متحف للآثار لكونه بناء مناسباً إضافة إلى أنه مسجل أثرياً لديها. ‏
ويتألف المبنى من طابقين، عمر الطابق الأول أكثر من 400 عام، والطابق الثاني يتجاوز عمره 100 عام، استخدم كخان أيام الاحتلال العثماني وتحول إلى مبنى خدمي ومن ثم إلى مبنى إداري وخدمي إبان الاحتلال الفرنسي وفي عام 1962 تحول إلى سجن، في عام 2006 انتقلت مديرية الآثار بجبلة من مقرها بالمسرح الأثري إلى المبنى المذكور لتحتل الجزء الأكبر من الطابق العلوي في خطوة لاستثمار المبنى كمقر للمديرية إضافة لمتحف أثري، كما تشغل حالياً المؤسسة الاجتماعية العسكرية قسماً من المبنى في الجزء الجنوبي منه في حين ما زال جزء من الطابق السفلي يشغله السجن واستخدامه أشبه بنظارة. ‏
وتطالب مديرية الآثار بجبلة منذ عدة سنوات بإخلاء المبنى من السجن والمؤسسة لتحويله إلى متحف أثري فالمدينة تفتقر لبناء كهذا لكونه مدينة أثرية وتاريخية وغنية بالمواقع واللقى الأثرية. ‏
والجدير بالذكر أن الموقع المذكور استراتيجي ويطل على المدينة القديمة والعديد من المواقع الأثرية مثل مسرح جبلة الأثري، وجامع وحمام السلطان وجامع وحمام المنصوري كما يقع على أهم محاور الحركة في المدينة. ‏
وقد حصلت مديرية الآثار بجبلة على موافقات الجهات المسؤولة بإخلاء المكان من السجن والمؤسسة ولكنها ما زالت في مرحلة وقف التنفيذ بحجة تأمين البديل. ‏
فمنذ سنة كان الوعد من الجهات المسؤولة بالمؤسسة الاجتماعية العسكرية بالانتقال وبالسرعة القصوى عند إقامة المبنى الخاص بها في حي العمارة والمؤلف من عدة طوابق، لكن ما زلنا (على الوعد يا كمون) والغريب بأن البناء جاهز فلماذا هذه المماطلة في نقل المؤسسة إلى ذلك المكان..؟ وكذلك بشّر وزير الثقافة في مهرجان جبلة الثقافي الأخير بتحقيق الحلم بإقامة المتحف وقال حينها: «اليوم وعدنا وزير الداخلية بإخلاء السجن لتحويله إلى متحف لكن أيضاً ما زلنا على الوعد يا كمون» إلى متى ستبقى آلاف القطع الأثرية ترقد في المستودعات تنتظر منقذيها لتظهر إلى الملأ، لتساهم في تنشيط الحركة السياحية والثقافية في المدينة وتحقق ريعية اقتصادية لخزينة الدولة..؟ فإلى متى الانتظار، ولماذا لا تأخذ وزارة الثقافة دورها؟ فمديرية آثار جبلة بأمس الحاجة لكل جزء من ذلك المبنى بالانتظار لتحويله إلى معلم حضاري وثقافي، مع العلم أن دراسته جاهزة منذ عام 2009 فهل تلقى مناشداتها آذاناً صاغية؟ ‏
[img]https://lh4.googleusercontent.com/-UbF1rtpDVv0/Txiq2h8R-9I/AAAAAAAAE-k/8...