---------------
o "دعا الشيخ الوهابي التكفيري صالح اللحيدان إلى قتل السوريين المنحدرين من الطائفة العلوية بوصفهم أشد كفرا من اليهود والنصارى. ووصف اللحيدان، المعروف بأنه أحد أركان النظام الوهابي في السعودية ، السلطة السورية بـ"الفاجرة الخبيثة الخطيرة الملحدة"، داعيا "للجهاد" لإسقاط الرئيس السورى بشار الأسد.وأرجع اللحيدان الفرقة النصيرية إلى الفاطميين "النصيرية جزء من الفاطميين الذين تقوضت دولتهم فى مصر، حتى مضت قرون.. لا يوجد فى مصر من يقال إنه شيعى، إلا فى منتصف القرن الماضى الرابع عشر فتحت إيران مكتباً للتقريب ثم فشل". وتابع "هؤلاء النصيرية فى سوريا، هم من هذه الفرقة، شيخ الإسلام بن تيمية قال: هؤلاء أولى بالجهاد أن نجاهدهم"
يحتار المرء أي الصفات التي يتمتع بها اللحيدان تستحق الصفع بالحذاء .عدوانية الضباع التي يبديها حيال أناس إن لم يراهم أشقاءه في الدين فهم في أدنى الأحوال أشقاؤه في الخلق .أم على سعة إطلاعه على تاريخ المذاهب الإسلامية التي يخجل منها الأميون في سورية .فكيف بعالم نحرير يتنطع للإفتاء .ولكنها الديار المقدسة .وقد استولى عليها قطاع طرق الحجيج فاستبدلوا اسمها باسم كبير العائلة. ومن يومها أقفلوا بالضبة والمفتاح على المجتمع المتنوع الذي أسموه المجتمع السعودي . لم يكن لقطاع طرق الحجيج أي مستقبل سياسي لولا تشبيكهم مبكراً مع الإنكليز. الأعداء الألداء لأول مشروع نهضوي في العالم العربي ."المشروع الذي حاوله محمد علي في مصر" .
ولئن استطاع هذا الأخير بواسطة العبقرية العسكرية لابنه :إبراهيم باشا القضاء على الجنين الوهابي الخبيث .-عام 1818 - لكن تكالب الغرب الأوربي -على وأد المشروع المصري لبناء دولة حديثة ,وإجباره محمد على الإنزواء داخل مصر -كان بداية النهاية لهذا المشروع ,و منح الفرصة الثانية للمشروع الوهابي كي يلتقط أنفاسه ويعيد تنظيم نفسه معمقاً علاقته بالعين الساهرة على الشرق العربي كي لاينهض "أي الإمبراطورية البريطانية"
في العام 1840 اضطر محمد على لسحب قواته من الجزيرة العربية .فتخلصت بريطانيا من غريمٍ خطيرٍ في الطريق إلى الهند درة التاج البريطاني آنذاك - كان النفط آنذاك لم يظهر بعد كمنافس لتجارة التوابل- غير أن ظهوره بعد الحرب العظمى الثانية كان المصادفة السعيدة الثانية في عمر المشروع الوهابي .فأعطى النفط لهذا الأخير القدرة على مد اليد في المحيطين :الإسلامي و العربي لإلقاء القبض على أي محاولة للنهوض الحضاري . عند بداية النصف الثاني من القرن العشرين حصل الاصطدام الكبير بين الوهابية والمشروع القومي -الاشتراكي .وتلقت جبهة مصر الناصرية "العمود الفقري للمشروع " الجهد الرئيسي من الهجوم الثلاثي :الأمريكي -الإسرائيلي -الوهابي . ولئن شكلت حرب حزيران 1967 الوجه العسكري من المواجهة فإن الوجه العقيدي من الهجوم قد تولت القيام به والإنفاق عليه المملكة العربية السعودية . ليست التداعيات التي أعقبت وفاة عبدالناصر إلا وليدة هذا التحالف الإستراتيجي بين الأطراف الآنفة الذكر . وليس ما يجري في مصر بعد سقوط نظام مبارك إلا محاولة من قبل هذا الثلاثي للالتفاف على الثورة وتسليم رقبتها لحصان طروادة الوهابي "
إخوان مصر وابنة خالتهم السلفية الجهادية " هناك إشارات يطلقها الأمريكيون تعبر عن ميلهم لتسليم رقبة المجتمعات العربية للتيارات الأصولية التي نهلت تصوراتها الدينية من المنهل الوهابي الآسن .ووسعت قاعدتها السسيولوجية بواسطة دعاة مملوءة جيوبهم بالدولار .
لا ينفصل ما يجري في سورية عن المشهد العام في المنطقة العربية : فساد منظم يعبد الطريق لأفغنة مجتمعات المنطقة العربية .لينطبق المثل عليها :كالهارب من الدلف إلى تحت المزراب .
*كاتب سوري.