آخر الأخبار

لماذا يدافع المحامون عن القتلة؟!

لا أعرف لماذا صار الرجال فجأة مدافعين عن الشرف والعرض وهم أول وأكثر من يلوثونه ويخرقونه.. وهم الذين يتسببون دائما بالمصائب للنساء اولا ولأنفسهم دائما؟؟؟
وما إن ارتفع صوت كنا نحتاجه دائما ليقول يكفي هذا القتل المجاني للنساء.. يكفي هذا الظلم الذكوري.. حتى يسارع بعض الناس ليدافعوا فجأة عن الشرف الرفيع؟
أي شرف رفيع يا سادتي؟ وخاصة أنتم المحامون؟ هل الشرف الرفيع هو أن تقتلوا النساء؟ أو أن تدافعوا عن القتلة؟
لن أطالب مثل بعض الآخرين بأن يكون حق القتل الإجرامي المصون بالمادة 548 للزوجة أيضاً. فهذا يشبه أن أطالب بأن يكون من حق كل إنسان أن يقتل على هواه..
القتل كله صار عادة وحشية مهما بررناه بقانون أو بغير قانون.. ودعاة القتل، او دعاة الشرف كما يحلو لهم أن يسموا أنفسهم، أو حماة قانون مثل هذا، هم فقط ذكور خائفين على مصالحهم. ومصالحهم في هذه المشكلة هي أن يناموا مع من يشاؤون ويمارسوا لجنس مع من يشاؤون ويحبسون نساءهم بحج العفة وا لفضيلة..! ثم يقتلونهن لأنهم اشتبهوا أو ارتابو !!!!!!!!!
وما تقوله عن أن إلغاء هذه المادة يعني أن تدشر النساء في الشوارع وتفلت على كيفها.. هو كلام مردود.. لأن هذه المادة.. وأي مادة أخرى.. لم تنجح في أن تمنع بيوت الدعارة التي تملأ البلد.. ولا أن توقف كازينو ليلي واحد.. ولا أن تمنع امرأة ولا رجلا عن فعل ما يريدون فعله..
لا يا أستاذ ملهب.. قرأت ما كتبته الأخت ليلى يوسف.. وقرأت ما كتبته حضرتك وكتبه غيرك على أكثر من موقع.. ولكنك مخطئ تماما مهما كانت شهادتك.. وأريد أن أسألك: لماذا خصص القانون هذه الحالة من الغضب أو فقدان الوعي إذا كان كلامك صحيحاً؟ وإذا قتل رجل رجلا أخر تحت تأثير الغضب الشديد ألا يأخذ القاضي حالته بعين الاعتبار؟ أنت وأنا وكل الناس يعرفون أنه يأخذها بعين الاعتبار.. فلماذا إذن خصص هذه الحالة؟ لقد خصصها، وأنت تعرف هذا، لأنه يشرع للذكور قتل النساء.. وليس لأنه يرحم حالتهم النفسية.
والمادة يا أستاذ، وأنت تعرف بالتأكيد، لا تسمح بقتل الزوجة بيد زوجها فقط.. بل تسمح للأخ أن يقتل.. وهي تقول بالحرف:
ـ «يستفيد من العذر المحل من فاجأ زوجه أو أحد أصوله أو فروعه أو اخته في جرم الزنا المشهود أو في صلات جنسية فحشاء مع شخص آخر فأقدم على قتلهما أو ايذائهما أو على قتل أو ايذاء أحدهما بغير عمد».
2 ـ يستفيد مرتكب القتل أو الأذى من العذر المخفف إذا فاجأ زوجه أو أحد أصوله أو فروعه أو أخته في حالة مريبة مع آخر
لماذا لم تنتبه إلى أحد أصوله أو فروعه أو أخته ؟! ألست محاميا وتهمك كل التفاصيل القانونية وغير القانونية؟! ولماذا لم تنتبه إلى أخته التي تؤكد 100% أن المستفيد هو الذكر فقط؟! وإذا كنت لا تعرف أريد أن أخبرك أن القانون الأردني كان فيه مادة مطابقة تماما بالحرف لهذه المادة. وعدلت بحيث ألغي العذر المحل، وبقي العذر المخفف. وأيضا أضيفت فقرة تقول أن الزوجة تستفيد من العذر المخفف إذا ارتكبت الجرم نفسه.. والأردن بلد عربي ينطق العربية ويفهمهما. وهذا تأكيد قطعي على أن المادة تسمح للذكور فقط بالقتل..!
كمان شغلة أريد أن أذكرك بها.. كل من في هذا البلد من نساء ورجال ومهما كانت اعمارهم يعرفون أن المرأة في بلدنا هي ضحية إغراء الذكر ووعوده في أغلب الأحوال.. وأن المرأة عندنا تعتبر شرفها الجنسي أهم ما لديها. وهي لا تمنحه إلا إلى رجل تعتقد حقا أنه سيكون زوجها.. فمن المسؤول في هذه الحالة؟ أليس الرجل الذي يفعل المستحيل لكي يضحك على البنت بوعوده؟!

وسأقول لك بصراحة.. أن ضد القتل.. ولذلك أنا مع إلغاء هذه المادة بدون شروط.. ولا يهمني كثيرا كل ما يقال ويحكي عن القوانين ومشاكلها.. أما إذا كانت ستبقى فأنا مع أن يصير من حق أختك أن تذبحك من الوريد إلى الوريد إذا رأتك يوما جالسا مع صبية في حديقة السلطان إبراهيم.. تماما كما فعل شاب في حلب رأى شقيقته جالسة مع شاب في حديقة السبيل..
أنت تقول أنك محام ومعك ماجستير في العلاقات لدولية.. ولا أعرف إن كان هذا صحيحاً.. وأرجو أن لا يكون صحيحاً.. لماذا؟
لأن السعادة لن تعرف طريقها إلى قلبي وأنا أعرف أن محاميا على هذا القدر من العلم يقف بصمود مع القتل؟ وأنه مستعد لطعن امرأة في شرفها لمجرد أنها خالفته في رأيه؟! ولم يتردد ثانية في أن يتهمها بأنها ملت من عملها الشريف في البيت لأنها وقفت ضد أن يقتلها بيديه؟!!
واسمح لي يا أستاذ ملهب: وأرجو أن يسمح لي السادة المحترمون الذين يديرون الموقع، عندما تقوم ب 50% من أعمال البيت كلها، أقصد الجلي والطبخ والمسح والغسيل والكنس والكوي وتغيير حفاضات الأطفال و.. و.. و.. يحق لك أن تتحدث عن هذا العمل الشريف ! لكن لا يحق لك ذلك وأنت لا تعرف عن هذا العمل إلا أنك تجد بقدرة قادر المجلى نظيفا والمغسلة والحمام والتواليت والكنبة والسجادة وبنطالك وقميصك... وتجد طعامك جاهز وسخن وطيب ونظيف... وتجد أولادك نظيفين ومرتبين ورائحتهم الزكية تملأ أنفك..
ورجاء أجب على سؤالي: إن كانت المادة التي يتحدثون عنها على علاقة بقتل النساء لأنهن تزوجن من خارج الطائفة أو قتلهن لأنهن من سجلت في الجامعة رغم أنف أهلها أم ليس على علاقة بكل هذا.... قل لنا بصراحة: هل أنت مع المادة 548 تلك أم لا؟
وقل لنا: هل أنت مع أن تمارس زوجتك وأختك نفس الحق تجاهك أم لا؟
هذه هي الحكاية بكل بساطة.. ولا تحتاج أن تتعب نفسك بالكثير من التنقيب في كتب القانون..
هذه أسئلة بسيطة وسهلة. وكل ما أرجوه أن تكون بسيطا وسهلا في إجاباتك.. بعيدا عن ما هو معروف عن المحامين.. خاصة في بلدنا الحبيب.. وأرجوك.. أرجوك مرة ثانية.. لا تتحدث عن الأخلاق وفلتان الأخلاق.. فهذا لا يحق لك ولا لي ولا لغيرك في القرن الواحد والعشرين..
أنا أنتظر جوابك على أحر من الجمر..