لم يخطر في بال السيد ميليس ,أنه عندما عكف على كتابة تقريره , ومن كلّفه بكتابة هذا التقرير , ومن دعمه وباح له
بأسرار الجلسات السرية مع الآلهة , ومن تقدم أمامه بشهادات تصلح لأن تكون مقالات بجرائد الأحياء الشعبية..
وأصبحت حقائق لا يأتيها الباطل لا عن يمينها ولا عن شمالها..
وعن الأحلام العقيمة التي أصبحت أدلة.. وعن العقد النفسية التي أصبحت قرائن ..والاتصالات الهاتفيه التي أصبحت أدلة جنائيه..
حتى بات كل من اتصل بالخليوي في يوم 14 شباط الساعة الواحدة..يشك بنفسه..وأنهم سيطلبونه كشاهد أولا ومن ثم كمتهم.
لم يكن يخطر في باله..أنه بتقريره الذي يشبه فصلا من تهويمات كتّاب التوراة ..في برية سين.
سوف يبعث ...ويحيي ..
يبعث حراكا في الشارع السوري لم يعهده منذ زمن ..
فهذا الشارع المثقل بالهموم واللامبالاة واليأس أحيانا...نفض عنه هذ ه المشاعر ..وكأن صاعقة قد مستّه..
وبدأ الناس يعبرون...عن اعتراضهم ..ونقدهم وحتى اللذين يعارضون...وضعوا معارضتهم جانبا ..على الأقل حاليا.
..وحتى الإعلام..الجامد عادة ..انتفض وبدا يستضيف الأكاديميين والمثقفين والمختصين..الوطنيين وتفاجئننا أنهم
يحسنون الدفاع والتحليل وحتى الهجوم..بدون عقد وبدون خوف من أخطاء قد تفقدهم مناصبهم وامتيازاتهم..
وهم الذين همشوا طويلا. حتى بتنا نشك ..أن هذا البلد لا يحوي سوى الشعيبي ودخل الله...للتحدث عنه .
أثبت وطنيو سوريا ...أنهم لا يفقدون روحهم بالتقادم..والاهمال..
وأن جذوة الحرية والنضال بداخلهم لا تنطفىء ..
وأنهم لقادرون على استعادة تاريخهم المليء بالكفاح المر والصعب عند كل مفترق مهم..
لقد سرت روح هذا التاريخ دفعة واحدة ..عندما أحسوا أن وطنهم معرض للأخطار .
ولا يجب أن يضيع النظام الفرصة..هذه المرة ..يجب استثمار هذه الاندفاعة والبناء عليها..
يجب القيام بعملية غسيل ذاتي ..لكل المفاصل المهترئه والتي باتت تشكل عبئا على النظام وعلى البلد.
ربما ...يدين الشارع السوري للسيد ميليس بالشكر ..لأنه أعاده الى الحراك والنبض ..
وربما يدين النظام له بالشكر أيضا..
والأهم أنه ..جرف الناس للوقوف معه بغض النظر عن الانتقادات والاختلافات...
وهذه اللحظات قليله في التاريخ...ويجب استثمارها..
ميليس ..يبعث
ميليس ..يحيي
آمين.