آخر الأخبار

G.I.JANE VS G.W.BOSH

الأكاديمية البحرية في ولاية ميريلاند الأمريكية , كانت المكان المناسب و

الأمثل لإلقاء الخطاب الحربي و الناري للرئيس الأمريكي جورج بوش .

فتحت التأثير الديكوراتيفي و الضوئي و الصوتي و الخضوع لترتيبات الظهور

من مكياج و ثياب و ألوان و خلفية و شعار , عاد الرئيس الأمريكي جورج

بوش ليركز في خطابه على محاربة الفكر الإرهابي في منطقتنا بعدما نجحت

الولايات المتحدة الأمريكية في الانتصار على الفكر الشيوعي و الفاشي

والنازي في العالم !!!

لقد اعتبر الرئيس الأمريكي G.W.BOSH أن الزرقاوي ومن خلفه اسامة

بن لادن ومن معهم , يعملون على إقامة الدولة التوتاليتارية الإسلامية التي

تصل حدودها إلى اسبانيا .

تابعت بعناية كبيرة خطاب الرئيس الأمريكي BOSH عبر المحطات الفضائية

التلفزيونية محاولا ً قراءة الدلالات ما بين سطور هذا الخطاب . ومع انسياقي

الذهني بهذا الخطاب , تصورت لبرهة أنني أتابع فيلما ً أمريكيا ً عن الحرب

و عن القوات الأمريكية التي دعاها BOSH للتحضر للمشاركة في حروب

محتمله في المستقبل يمكن أن تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية عندما قال بأن

الولايات المتحدة الأمريكية لن ترضخ للإرهاب و ستحارب حتى النهاية و لا

يمكن لها أن تقبل بأقل من النصر الكامل !!!

و لكن ما قاطع مخيلتي الافتراضية في اعتبار خطاب BOSH فيلما ً

أمريكيا ً التصفيق الحار و القوي لجنود و مجندات الأكاديمية البحرية

الأمريكية بين مقاطع و مفاصل هذا الخطاب .

لا يمكنني يومها نسيان حقيقة أنني شاهدت فيلمين أمريكيين حول الأكاديمية

البحرية الأمريكية و حرب محتملة على بلد عربي آخر و إرهاب و عمليات

عسكرية هنا و هناك !!

فقد تزامن موعد هذا الخطاب صدفة مع عرض الفيلم الأمريكي

G.I.JANE الذي تم عرضه في نفس اليوم على ما اعتقده على شاشة

MBC 2 من بطولة الممثلة الأمريكية DEMI MOOR و التي تقوم بدور

الملازم JORDAN O NEIL .

هذا الفيلم يتناول قضية المساواة بين الرجل و المرأة في تولي المهام العسكرية

الكبرى . و هنا , و لأسباب انتخابية بحتة , تقوم السناتور

LILLIAN DEHAVEN عضو مجلس الخدمات العسكرية في مجلس

الشيوخ الأمريكي و التي تقوم بأداء الدور الممثلة الأمريكية

ANNE BANCROFT بدعم فكرة اندماج المرأة الأمريكية في أعلى

مستويات المهام و المناصب العسكرية في حين احتكرت هذه المناصب من قبل

الذكور فقط !!

لذلك تعمل السناتور LILLIAN DEHAVEN بكل استطاعتها على دعم

و مشاركة الملازم JORDAN O NEIL في الدورة التدريبية للأكاديمية

البحرية الأمريكية مع عدد من المنتسبين الذكور تكون O NEIL العنصر

النسائي الوحيد بينهم جميعا ً !

لقد سمى الفيلم هذه الدورة بدورة بر- جو - بحر التي تمثل أعلى و أصعب

درجات التدريب و الأداء العسكري على مستوى كافة تشكيلات الجيش

الأمريكي .

لقد ركزت الجهة التي وقفت وراء فيلم G.I.JANE حول عدة نقاط هامة :

أولها :

أن مستوى هذه الدورة عالي جدا ً بحيث أن نسبة 60 % من المنتسبين إليها

سيغادرونها عاجلا ً أم آجلا ً و ذلك بسبب الصعوبات و عدم القدرة الجسدية

و النفسية على تجاوزها بنجاح .

ثانيا ً :

تكون الملازم JORDAN O N EIL و التي كما ذكرنا يقوم بأداء دورها

DEMI MOOR هي العنصر النسائي الوحيد الموجود في هذه الدورة

و التي تقع عليها المراهنة ما بين السناتور LILLIAN DEHAVEN

و بين أطراف سياسية أخرى في مجلس الشيوخ نفسه !

هذه المراهنة على إمكانية العنصر النسائي المتمثل في شخصية O NEIL

على اجتياز هذه الدورة القاسية و بالتالي إثبات أهلية و قدرة اندماج و تولي

النساء لأعلى المناصب العسكرية في الجيش الأمريكي .

ثالثا ً :

ورود بعض العبارات في سياق الفيلم على لسان بعض الممثلين و التي أرى

فيها حقيقة دلالات صريحة و خلفيات مشبوهة كقول قائد الدورة في الأكاديمية

البحرية عند مخاطبته JORDAN O NEIL أن تجربة وحيدة سابقة للتجربة

الأمريكية في هذا الإطار حدثت في بلد واحد في العالم قبل ذلك أين ؟.

في إسرائيل !!!!

رابعا ً :

وجود بعض المشاهد المصورة افتراضيا ً على الأراضي الليبية و هو موضوع

البيان الختامي للدورة التدريبية التي خضعت لها JORDAN O NEIL

و مجموعتها بعدما رشحها قائد الدورة لهذا المنصب !

تصور هذه المشاهد عملية عسكرية لمنتسبي دورة بر- جو - بحر

للأكاديمية الحرية الأمريكية تجري في البحر الأبيض المتوسط !

فبواسطة غواصة عسكرية أمريكية , تنتقل مجموعة الملازم O NEIL إلى

داخل المياه الأقليمية الليبية و التي أعتبرها الفيلم دولة معادية كما جاء حرفيا ً.

ومن ثم تنتقل المجموعة بواسطة القوارب المطاطية إلى الشاطئ الليبي للقاء

المجموعة الثانية التي سبقتهم إلى هناك لتحرير بطارية نووية تعمل على

البلوتونيوم كانت قد سقطت على الأراضي الليبية من جراء سقوط القمر

الاصطناعي العسكري الأمريكي الذي كان يحمل هذه البطاريات !

حسب مجريات فيلم G.I.JANE, تدور العمليات العسكرية بين المجموعتين

و قوات حرس الحدود الليبي التي ينجم عنها طبقا ً للمقولة الأمريكية الخارقة,

مقتل كافة عناصر حرس الحدود الليبي و عودة كافة عناصر المجموعتين

إلى قواعدهم سالمين بعد معركة شرسة شاركت فيها الطائرات و المروحيات

و كافة صنوف الأسلحة و العتاد الحربي أسفرت عن تحرير البطاريات النووية.

إن تزامن عرض فيلم G.I.JANE مع فيلم ... عفوا ً مع خطاب الرئيس

BOSH و الذي أقر بأنه حصل بمحض الصدفة , جعلني أعود لطرح فكرة

المقاربة بين الأحداث و العناوين .

فكما استعملت بعض شخصيات فيلم G.I.JANE بعض العبارات ذات

الدلالات العميقة التي وضعت الفيلم في إطاره النفسي الحقيقي لتضليل

المشاهدين, جاء خطابBOSH ليطرح عبارات ذات دلالات عميقة أيضا ً و

مضللة أيضا ً لجنود الأكاديمية البحرية في ميريلاند و للشعب الأمريكي

في أنحاء الولايات المتحدة و للعالم أجمع .

إن الرئيس BOSH لا يتوانى مرة في أي من خطاباته على ربط كلمة الإرهاب

و تكرارها عشرات المرات بكلمة الإسلام مع مراعاة الربط الغير مباشر

بين هاتين الكلمتين في سياق الخطاب الواحد !

فكما جاء ظاهر فيلم G.I.JANE طرح لفكرة المساواة بين النساء و

الرجال في تولي المناصب العسكرية القيادية . جاء باطنه بدلالات

واضحة و عميقة ومفهومة حول تجييش الروح القتالية الأمريكية قبل العقول

لحروب أمريكية محتملة في المستقبل سوف تقوم بها الولايات المتحدة

ضد بعض البلدان في العالم عموما ً و ضد بعض البلدان العربية على وجه

الخصوص .

بعدما أعلن BOSH صراحة على أن المنطقة العربية هي أكثر المناطق

ترشحا ً لحروب و احتلالات محتمله في المستقبل ..!

عرض فيلم G.I.JANE عام 1997 . وقتها لم يكن هنالك بعد اسامة بن لادن

و الزرقاوي و لا أيمن الظواهري ولكن , كان هناك صدام حسين و العراق

المحاصر منذ عام 1991 . و كأن فيلم G.I.JANE جاء تحضيرا ً ومقدمة

لوضع الجندي الأمريكي و المواطن الأمريكي في إطار نفسي وفكري حول

فكرة إقدام مجموعات من وحدات البحرية الأمريكية بالقيام بعمليات عسكرية

ضمن بعض البلدان العربية لتحرير بطاريات نووية في ليبيا أو للقضاء على

مختبرات كيميائية و أسلحة دمار شامل في العراق !

و كما جاء فيلم G.I.JANE مقدمة إعلانية و إطارا ً نفسيا ً هوليووديا ً

للتحضير لعمليات عسكرية محتملة هنا أو هناك , يأتي فيلم ... عفوا ً خطاب

الرئيس BOSH مقدمة إعلانية وإطارا ً هوليووديا ً أيضا ً إما تحضيرا ً لغزو

أمريكي محتمل لأحد بلداننا العربية كما جاء على لسان وزير الدفاع العراقي

سعدون الدليمي مرة أخرى حول إمكانية توجيه ضربة عسكرية مشتركة

عراقية - أمريكية لسوريا من خلال الحلف و الاتفاق العسكري المشترك و

الموقع بين العراق و الولايات المتحدة . أو لإدامة حالة احتلال قائم كما نراه

في العراق اليوم . إن ما يؤكد وجهة النظر هذه , هو إصرار BOSH على

عدم القبول بوضع برنامج زمني للانسحاب التدريجي من العراق . و اعتبار

الكلام عن أي انسحاب هو بمثابة النصر للإرهابيين و هزيمة لقوى الحرية في

العالم !

و كما جاءت حجة تحرير البطارية النووية في ليبيا , و حجة تحرير افغانستان

من طالبان , و حجة أسلحة الدمار الشامل و تحرير العراق من حكم صدام

حسين و أعوانه ,,, . و بحجة أم بدون حجة كما الدولة أو الامبراطورية

التوتاليتارية الإسلامية التي تمتد في عقل BOSH فقط إلى تخوم اسبانيا,,,

يستطيع دائما ً هذا الرجل أن يدفع بمزيد من الشبان الأمريكي و يلقي بهم

في أتون المعارك على طول الأرض و عرضها ...

إنه , أي BOSH يحاول دوما ً أن يظهر في خطاباته العصماء كبطل للأمة

الأمريكية و كرائد للفكر الأمريكي الحر الجديد و المعاصر عبر إعلانه الحرب

على أعداء الحرية و أعداء الديمقراطية و وصفه الدائم لحروبه على أنها حروب

مبادئ و أفكار و تحرير البلدان و شعوبها و إعادة هذه البلدان و الشعوب إلى

بوتقة الحرية و السلام !!!

بغداد . الرمادي . الفلوجة . سامراء , إضافة لإشتراكها في كونها جميعا ً

مدنا ً عراقية , فهي تشترك في نفس الوقت على كونها الكلمات التي يكررها

الرئيس BOSH مرات و مرات في جميع خطاباته . أكثر مما يردده عن

كثير من الولايات الأمريكية النائية و المقهورة و البائسة كما حدث لسكان نيو

أورليانز من جراء إعصار كاترينا !!! وتقاعس السلطات عن تقديم العون .

و مع هذا التكرار , أصبحت بغداد و الفلوجة و الرمادي من أشهر المدن في

العالم بالرغم من قهرها و فقرها و خرابها !!

إن المقاربة ما بين خطاب و أسلوب و حرب الرئيس الأمريكي BOSH

في افغانستان و العراق و ما بين فيلم G.I.JANE لم تتحقق بالشكل الكامل.

ففي G.I.JANE تتم العملية العسكرية في مكان ما على الأراضي العربية

دون سقوط ضحايا من عناصر قوات البحرية الأمريكية و عودة الجميع إلى

القواعد سالمين غانمين !

أما في العراق , ففي كل يوم يسقط عدد جديد من قتلى الجنود الأمريكيين في

ساحات المعارك العراقية .

ففي شهر تشرين الثاني فقط وصل عدد القتلى الأمريكيين إلى 84 قتيل ناهيك

عن الأعداد المتزايدة من الجرحى . و هذه النسبة تشكل أعلى نسبة منذ بداية

احتلال العراق .

و كما أن فيلم G.I.JANE يؤكد أن مجندات الجيش الأمريكي لسن فقط

قادرات على القيام بالعمليات العسكرية الكبرى , فإن سجون العراق تؤكد

أنهن قادرات أيضا ً على التنكيل بأجساد العراقيين العراة و تصويرهم بلقطات

مشينة و مهينة و كيف لا . ,,, و هن اللواتي شاهدن فيلم G.I.JANE و سمعن

بآذانهن صوت DEMI MOOR مخاطبة قائد الدورة و قائلة له :

SUCK MY DICK !!!!!!!!

إن ظهور الرئيس الأمريكي G.W.BOSH معتمرا ً منصته الخطابية المعتاده

لا ينفي و لا يلغي الحقيقة الكبرى و القوية ...

حقيقة أن أمهات الجنود الأمريكيين أصبحن خائفات من عدم عودة أبنائهن

إلى الوطن سالمين ...

و سيصاب كل من شاهد فيلم G.I.JANE من بطولة المشهورة و الرقيقة

DEMI MOOR بصدمة الواقع لا الخيال الأمريكي السينمائي .

هذا الواقع و الحقيقة التي تقول :

إن البشر كل البشر .... أمريكيون كانوا أم غير أمريكيين هم وقود الحرب .

أية حرب كانت هذا إذا أضفنا إليها النفط الذي تجاوز حجمه مليارات غير

معروفة حتى الآن من البراميل ..