آخر الأخبار

HOLOCAUST Vs HYPERCAUST

يعود أصل كلمة HOLOCAUST إلى اللاتينية HOLOCAUSTUM

و اليونانية HOLOKAUSTOS .

وفي الانكليزية , تقسم هذه الكلمة إلى شقين :

HOLO تعني الكل أو الجميع . و KAUSTOS تعني المحرقة . و بجمع

الكلمتين نحصل على كلمة HOLOKAUSTOS التي تعني المحترقة

جميعا ً أو كليا ً ...

وقد وردت كلمة HOLOCAUST في بريطانيا في منتصف القرن الرابع

عشر للدلالة على معنى التضحية التي وردت في كتاب اليهود الزبور

الذي يشرح فيه معنى هذه الكلمة الدالة على القيام بإحراق ذكور الطيور

و الحيوانات من ذوات القوائم الأربعة مثل الماعز و الخراف حتى تصير رماداً

ودخانا ً من أجل التقرب إلى الله عز و جل .

وقد أتت كلمة HOLOKAUSTON اليونانية و التي تعني الاحتراق الكامل

من الترجمة العبرية OLA و التي تعني الشيء الذي يصعد إلى الأعلى على

هيئة دخان .

أما في القرن العشرين , فقد استعملت كلمة HOLOCAUST للدلالة على

عدة أمور منها : نتائج الحروب و آثار الأعاصير و حتى للدلالة على الأزمات

الاقتصادية !

أغلب هذه الدلالات جاءت بعد الحرب العالمية الثانية . و قد جاء الكلام عنها

في بداية العام 1942 للدلالة على الحرق الجماعي لليهود و غير اليهود في

أوروبا على يد النظام النازي الألماني .

أما الظهور الكبير لكلمة HOLOCAUST فكان في نهاية الخمسينيات من

القرن الماضي متأثرة بكلمة SHOAH العبرية كارثة التي دلت وقتها

على المحرقة النازية لليهود .

أما كلمة HYPERCAUST فقد ذكرت فيما ذكرت في إحدى دلالاتها على

الموقع الأثري الإسلامي المكتشف في مدينة الرقة السورية ..

فقد كانت الرقة أحد أهم المراكز السياسية و الإدارية و الاقتصادية و الفكرية

لفترات طويلة امتدت ما بين نهاية القرن الثامن للميلاد و ما بين منتصف القرن

الحادي عشر للميلاد أيضا ً. حيث ازدهرت مدينة الرقة السورية بصناعة

الزجاج و الخزف و الفخار لدرجة أصبح معها الزجاج و الخزف السوري هناك

الأكثر شهرة و حضورا ً على مستوى المنطقة و العالم .

فمدينة الرقة السورية التي تحتضن نهر الفرات و نهر البليخ , استضافت و على

مدى أثني عشر عاما ً الخليفة العباسي هارون الرشيد الذي جعلها مسكنا ً دائما ً

له و مقرا ً لنشاطه السياسي و الإداري و الاقتصادي .

كما و قد كانت الرقة السورية مركزا ً هاما ً في العصر الأيوبي أيضا ً.

وقد جاء ذكر كلمة HYPERCAUST للدلالة في إحدى جوانبها على المكان

الذي كان يصنع فيه الزجاج السوري الذي اشتهر هناك و اعتبر أنه من أهم

التحف الأثرية حتى تاريخنا المعاصر وما يطلق عليه اليوم فرن الزجاج

و الخزف المؤلف من ثلاث غرف أو طبقات . الغرفة السفلية و المتوسطة

و العلوية . وقد أتت كلمة HYPERCAUST في السياق هذا للدلالة القوية

على هذا الفرن الخاص بصناعة الزجاج و الخزف السوري .

لا اعتقد هنا أن الإسرائيليين جادون في تعريف المحرقة النازية بحق اليهود و

غير اليهود على أنها HOLOCAUST إن عنت هذه الكلمة أنها التضحية

بذكور الطيور و الحيوانات من ذوات القوائم الأربعة حتى تصير رمادا ًو

دخانا ً يصعد إلى السماء تقربا ً إلى الله عز و جل .

أو أن المقصود أن من حُرِق وقتها من اليهود و غير اليهود هم أشبه إلى

الكائنات من ذوات القوائم الأربعة ؟.

فإن كان كذلك , فإنني اعتقد جازما ً بأنه انتهاك فاضح للماهية البشرية و

التاريخية كما أنه تزييف للكلمة و المعنى و الدلالات .

كما و لا يمكن القول بأن فئة من اليهود يمكن لها أن تصف فئة أخرى بأنها

كانت تضحية للتقرب إلى الله كوصفها كائنات شبيهه بذوات القوائم الأربعة.

فكيف يكون ذلك إذا ً ؟.

إن من المنطق القول بالعودة إلى أصل الكلمة HOLOCAUST التي برزت

في منتصف القرن العشرين للدلالة على نتائج الحروب و تفشي الأمراض

السارية كالكوليرا و التيفوس من جراء انتشار الجثث المتفسخة .

و هنا يمكننا القول أن كل بقعة من بقاع أوروبا كان فيها HOLOCAUST

أما ستالين الروسي فقد أقام لنفسه HOLOCAUST أيضا ً حين قام بتصفية

ملايين الروس السوفييت من خصومه و أعدائه المفترضين في الاتحاد

السوفييتي السابق !

و قد اقترفت اليابان HOLOCAUST خاص بها بحق الشعب الصيني إبان

احتلالها للصين .

كما و قد اقترفت الولايات المتحدة الأمريكية HOLOCAUST في فييتنام

و اليابان من جراء إسقاط القنبلتين النوويتين على مدينتي هيروشيما و ناكازاكي.

و هي نفسها تقترف اليوم HOLOCAUST في العراق .

أما في افريقيا , HOLOCAUST نيجيريا ما زال ماثلا ً للعيان من خلال

النزاع الدائم و الدائر منذ الستينيات من القرن الماضي.

والنزاع القائم بين الهوتو و التوتسي في رواندا اسمه HOLOCAUST أيضا ً

و في جنوب أفريقيا , فقد كان نظام بريتوريا العنصري مثالا ً فاضحا ً

لل HOLOCAUST الذي اقترفه ذاك النظام بحق السكان الأصليين.

و في استراليا . ماذا يمكن أن نسمي إبادة المستوطن الجديد للشعب الاسترالي

الأصلي . ألا نسميه HOLOCAUST .؟

و أخيرا ً و ليس آخرا ً . ماذا يمكن أن نسمي إبادة قبائل الهنود الحمر في القارة

الأمريكية من قبل المكتشف الانكليزي و الفرنسي و الاسباني و البرتغالي ؟

أليس HOLOCAUST ؟

نعم كل هذه الجرائم الكبرى تندرج تحت مسمى HOLOCAUST.

لقد وصل عدد ضحايا الحرب العالمية الثانية إلى عشرات الملايين . منهم من

قتل في ساحات القتال و منهم من قتل لأسباب أخرى منها السياسية و الدينية

و العرقية و المرضية حتى !

و لكن من المرجح أن اليهود لم يمثلوا في كل ذلك سوى فئة قليلة من مجموع

الذين كانوا ضحايا هذه الحرب .

فلماذا تم احتكار هذه الكلمة من قبل فئة و لصالح فئة دون الجميع ؟

و لماذا التركيز على وصف كلمة HOLOCAUST على أنها تعريف للمحرقة

النازية فقط ؟ مع العلم و كما أشرنا بأن هذه الكلمة يمكن لها أن تبرز هنا

و هناك .

و في يومنا هذا , يمكننا القول بأن مرض الأيدز هو HOLOCAUST

أفريقيا . وأن انفلونزا الطيور يمكن له أن يكون HOLOCAUST آسيا

و العالم .

إن ما يجري اليوم في العراق هو HOLOCAUST الزمن الأمريكي . و ليس

استعمال اليورانيوم المستنفذ و الفوسفور الأبيض بحق الشعب العراقي أقل

خطرا ً و فظاعة من غرف أول أكسيد الكربون النازي . و مع ذلك لا أجد أحدا ً

يتحدث عن HOLOCAUST في العراق !!!

بل و على العكس من ذلك . فإن فريد الغادري ينادي بإنشاء HOLOCAUST

في دمشق تخليدا ً للمحرقة النازية في ألمانيا متجاهلا ً و متعاميا ً عن حقيقة

احتراق الشعبين العراقي و الفلسطيني في أتون الأفران الأمريكية و الإسرائيلية.

و لماذا قامت الدنيا و لم تقعد من جراء حديث الرئيس الإيراني حول إقامة دولة

لليهود على إحدى مقاطعات ألمانيا أو النمسا !!!

أولم تفترف النازية الألمانية والنمساوية هي الجريمة بحق اليهود و غير اليهود ؟

أليسوا هم الأولى بالتكفير عن ذنوبهم و خطاياهم و ذنوب الأولين منهم بحق

اليهود و غير اليهود ؟

أم أنهم يكفرون عن خطاياهم بقول المستشارة الألمانية الجديدة بأنها لا تساوم

على أمن إسرائيل على أرض فلسطين العربية !!!!!!

أليس أولى بهم أن يضمنوا أمن إسرائيل على أراضيهم بدلا ً أن يضمنوا ذلك

على أرض اعتبرها هؤلاء أنها أرض من غير شعب يجب إعطاءها لشعب من

غير أرض!!!

أليس الملحق بالضرر هو الأجدر برد الضرر و إعادة الحقوق لأصحابها ؟

أم أن فلسطين و شعب فلسطين هم الأجدر بذلك ؟

نعم لقد عانى اليهود و غير اليهود و عانت أوروبا كلها من نتائج الحرب

العالمية الثانية كما يعاني اليوم الشعب العراقي و الفلسطيني من الذبح المنظم

و النمطي من قبل الاحتلال الأمريكي و الإسرائيلي .

فهل يمكن أن نقول بأن نار المحرقة النازية انطفأت منذ حوالي الخمسين عاما ً

بعد أن استمرت لسنة أو سنتين . و بدأت من وقتها أي في عام 1948 محرقة

جديدة و مستمرة حتى يومنا هذا كان خلالها الشعب العربي وقودها الدائم .

ولا استبعد أن يقام في عراق المستقبل HOLOCAUST يحاكي

HOLOCAUST أوروبا ينادي به اليهود في إسرائيل بمطالبتهم الشعب

العراقي دفع تعويضات مادية و معنوية من جراء سبي اليهود على يد الملك

الآشوري نبوخذ نصر !!!

إني اعتقد أن التعويضات المعنوية و المادية تقبضها الولايات المتحدة بالوكالة

عن الجميع منذ أن و طأ ت أقدام الجنود الأمريكيين أرض العراق !!!