آخر الأخبار

أبناء القريّات

في ظل الفوضى العارمة التي تعصف بساحة الأدب النسائي و كنتيجة طبيعية لغياب المعايير الحقيقية , اكتشفت أن إنتاج رواية أدبية و نشرها , أكثر سهولة من نشر شماغ بروجيه ذو الأنسجة الحساسة على حبل غسيل .. في نفس الوقت هي أكثر فائدة و أسرع وصولا للجماهير من أية وسيلة أخرى , كأن تكون الكاتبة ضحية أعمال عنف منزلية كما حصل مع ( رانية الباز ) التي أقامت الدنيا و لم تقعدها بسبب تلقيها لعدة لكمات من زوجها , لأسباب غير معروفة حتى الآن . فبكت في قسم البوليس و في الفضائيات و هربت إلى باريس و نشرت غسيلنا في الشانزلزيه .. و برهنت على عدم صحة المثل العربي الشعبي ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب !
عموما , في ستين داهية المثل فقد يكون من النوع السلبي المحرض على سلوكيات مرفوضة .. المشكلة في ترسيخ و إلصاق صفة العنف في الرجل السعودي في هذه المرحلة الحساسة , و تعزيز الفكرة التي كونها الآخرون عنا بسبب بعض الأولاد الإرهابيين الذين أحرجوا الحكومة و أحرجونا أمام العالم !

و يبدو أن سعودية جديدة في طريقها للشهرة , و لكنها فضلت أن تكسبها دون أن تخسر نصف وجهها كما حصل مع رانيا.. و قد يكون هذا ما خططت له السعودية رجاء الصانع , مطلقةً روايتها الوحيدة , لتتلقفها فضائية إل بي سي اللبنانية المتخصصة بشؤون مرحلتي ما قبل الولادة و ما بعدها للسعوديين و السعوديات .. الأولاد منهم و البنات .. و تقدمها للمشاهد العربي كأديبة و روائية سعودية نجحت في إماطة اللثام عن وجهها النسائي و عن المجتمع النسائي السعودي .. المصيبة الأكبر أن رجاء لم تكتف في إعطاء تصور مغلوط عن أخلاق الفتاة السعودية و إنما تعدت ذلك إلى تشويه خلقتها , و قد لا يدرك المشاهد العربي أنها حالة شاذة بين فتياتنا الجميلات المؤدبات !

رجاء الصانع و تعمل طبيبة أسنان في مدينة الرياض , كتبت رواية منحتها أضواء تكفي لإنارة بيوت و أسواق الرياض و شوارعها الرئيسية و الفرعية بالإضافة إلى استراحات شباب الرياض في الثمامة و الصمان و حفر العتش .. في نفس الوقت حسرت الضوء عن كل الجوانب الجميلة و المشرقة في مجتمع بنات الرياض , و قدمته بصورة مشوهة جدا , حيث لم تظهر شخصية واحدة تعرض الجانب المشرّف للفتاة السعودية !
و لست أدري ما هو سر غضب الكثيرين من السعوديين و السعوديات و احتجاجهم على ما جاء في رواية الصانع .. فكل مجتمع يضم في نسيجه الجيد و الرديء , و تختلف النظرة من شخص لآخر و كلٍ حسب قربه من تلك الفئات أو بعده عنها .. و هنا لا اشك في أن رجاء الصانع كانت أقرب في اختلاطها و تعاملها إلى الفئة السيئة , فنجحت في وصفها و التعبير عنها , و بالتالي نشر غسيلها في الروايات و الثرثرة في الفضائيات !

أخيرا و من باب المساواة بين الرجل و المرأة , قررت كتابة روايتي الأولى تحت عنوان ( أولاد القريات ) .. و لن أدعي تعرضي لـ اللكم و الركل من زوجتي على طريقة رانيا , كما لن أعترف بمصاحبتي لأولاد غير مؤدبين على طريقة رجاء , أو ممارسة أشياء عيب .. و إنما سأكتب روايتي الأولى و قد تكون الأخيرة.. و سأطلب من الدكتور غازي القصيبي تقديمها للمكتبة العربية كما فعل مع بنات الرياض .. و أتمنى أن تحتضننا أنا و أولاد حارتي في القريات دور النشر و الفضائيات اللبنانية كما فعلوا مع بنات الرياض!
بصراحة , لو يحتضنوني أنا و بقية الأولاد في لبنان , سنتفوق و سنسحب البساط و أشياء أخرى من تحت بنات الرياض , و قد نقوم بالاكتتاب و التداول و اللعب بالثلج بعد أن نتعرف عليه بصعوبة و قد نحول الرواية إلى عمل مسرحي ونشارك بانتخاب ملكات جمال لبنان!
بصراحة أكثر , سنتسبب هناك في كارثة لا سيما أن الأخ ميليس انسحب من قضية اغتيال الحريري ! و أتوقع ألاَّ يعترف بنا أحد و أن تعلن السفارة السعودية براءتها و عدم صلتها بنا كما فعلت مع الكثيرين من قبل .. و قد تكون روايتي آخر مسمار في نعش القصيبي !

* القريّات : مدينتي الحبيبة /
بوابة الوطن الشمالية ,
مدينة الملح و الزيتون .