فاز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البلدية التي جرت في 30آذار من هذا العام. وتسابق الكثير ممن يؤيد أو يعارض أردوغان لتفسير نتائجها بما يخدم ميوله وعواطفه. فمنهم من فسرها على أنها صفعة قاسية لمناوئيه و معارضيه. ومنهم من طعن بمصداقيتها. ويمكن إيجاز هذه القراءات لنتائج هذه الانتخابات التي منحت أردوغان هذا الانتصار, بما يلي:
1. اعتبر المؤيدون لأردوغان أن هذه النتائج جاءت تعبيراً لثقة الأتراك بقيادته وتمسكهم بنهج حزب العدالة والتنمية. وأنها حملت في طياتها الدلائل والمؤشرات التالية:
• فالصراع بين كل من انقرة والرياض والقاهرة على قيادة الطائفة السنية دفع بالإسلاميين الاتراك للتصويت لأردوغان, لأنهم يعتبرون أن تركيا في ظل أردوغان هي امتداداً لدولة الخلافة العثمانية التي كانت تتزعم الطائفة السنية.
• والانتخابات جاءت في نفس الوقت و الموعد الذى ضربه أردوغان للانتهاء من إنجاز بعض المشروعات العملاقة التي يفترض أن تمثل نقلة كبرى للدولة التركية، بحيث تنقل تركيا من مصاف الدول العشر الأقوى اقتصادياً في العالم، لتصبح ضمن الدول الست الأقوى. وفى مقدمة تلك المشروعات جسر مرمراي الذى يمر تحت مياه مضيق البوسفور ليربط بين آسيا وأوروبا، من خلال نفق بطول ثلاثة آلاف متر وبعمق ستين مترا تحت سطح المضيق. وعبره يتم الوصل بين أوروبا وآسيا، وهو حلم قديم راود السلاطين العثمانيين قبل 150 عاما، وأروغان تعهد بإنهاء تنفيذه قبل حلول الذكرى المئوية.
• وأن نتائج الانتخابات جاءت رداً على استياء موسكو من دور أردوغان في أوكرانيا، والتي تنتظر نتائجها، قبل أن تبدأ بمحاسبته على هذه التصرفات.
• وتصويت الأغلبية لصالح أردوغان وحزبه للمرة السادسة خلال عشر سنوات بمثابة تفويض يشجعه ويحثه على الترشح لانتخابات الرئاسة, وتفويض شعبي لحزب العدالة والتنمية كي يحكم تركيا إلى عام 2026م. وأنه تصويت تلقائي في انتخابات حرة لا يشك بنزاهتها أحد, وليس بتصويت انفعالي ومفتعل.
• وأن الحملات التي تحدثت عن الفساد في السلطة, والتي خوفت الأتراك من سياسة أردوغان وقراراته, خصوصاً بعد فضه مظاهرات ساحة تقسيم بالقوة, وإغلاقه موقعي تويتر ويوتيوب لم تؤثر كثيراً. فالأتراك صوتوا لما تحقق لهم من إنجازات, وما قدم إليهم من خدمات حسنت من أسلوب معيشتهم.
• وأن جماهير الربيع العربي وحركة الاخوان المسلمين أيدوا أردوغان وحزبه. فاليمنية الحائزة على جائزة نوبل توكل كرمان، قالت في تغريدة لها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: مبروك للجميع هذا الفوز حكومة ومعارضة، لقد وجه شعب تركيا العظيم بذلك أيضاً صفعة عثمانية بوجه شيوخ النفط المتآمرين، وركلة ببطن الإنقلابيين الفاشيين بمصر.
2. واعتبر المعارضون لأردوغان أن هذه النتائج تحمل في طياتها المؤشرات التالية:
• فرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أعتبر سلفاً أن نتائج هذه الانتخابات ستكون مصيرية بالنسبة لمستقبله وطموحاته. لذلك ربط فوز حزبه بالأغلبية ببقائه في الحزب والحكم. وإلا فإنه سيستقيل ويعتزل السياسة. وهدفه هو حشد الكثير من الأتراك للتصويت لصالحه في الانتخابات للحفاظ على مكاسبهم.
• وغرور أردوغان بنفسه يدفعه ليكرر على مسامع زواره القول: إنني أعرف الشعب التركي أكثر من أي سياسي آخر في البلد, منذ كنت أبيع البطيخ والسميط في شوارع المدينة, والتي مكنتني من أن أعيش هم الناس.
• والانتخابات البلديات لهذا العام خاضها حزب العدالة والتنمية بإبراز إنجازاته التي حققها خلال العقد الأخير، وبمشروع أردوغان الذى نفذه على أرض الواقع. ومنها شهادات صندوق النقد والبنك الدولي التي ذكرت أن الاقتصاد زاد مائة في المائة إلى ارتفاع دخل الفرد من أربعة آلاف إلى 11 ألفا في السنة، والذى حسن من وضع الفقراء والطبقة الوسطى إضافة إلى مشروعات الإعمار التي شملت الولايات النائية بوجه خاص. في حين خاضتها الأحزاب المنافسة له بالتركيز على نقائص تلك المرحلة ومثالبها وما شابها من مظاهر الفساد.
• والانتخابات كشفت عن مدى الانفصال بين النخبة السياسية والمجتمع، حيث أن بعضها لا يعبر عن نبض الشارع ولا عن طموحات وأحلام الجماهير.
• وأن تصويت الناخب التركي في هذه الانتخابات تحكمت فيه عوامل واعتبارات عديدة تتنافى والمفهوم الديمقراطي. وصحيفة راديكال عبرت عنه بمقال جاء فيه: سياسات الهوية التي اتبعها حزب العدالة والتنمية منذ عام 2011م، حولت حزب الشعب الجمهوري إلى خيار حتمي للطائفة العلوية برغم كل الظلم الذي أصابهم في عهوده. وتصويت العلويين هنا لا يرتبط فقط بخيار سياسي بل أيضاً بخيار الحفاظ على الهوية التي يرون في حزب الشعب ضمانة لها. والأمر نفسه ينطبق على أتباع حزب العدالة والتنمية الذين صوتوا لحزب أردوغان ليس على أساس سياسي, بل لأنهم يرون فيه ضمانة لهويتهم وواقعهم. وهذا الاستقطاب العميق الذي أفرزته الانتخابات البلدية، يمثل خطراً كامناً كبيراً لصدام اجتماعي. كما ان قرارات اعتبار حركة الإخوان المسلمين حركة إرهابية دفعت بالطائفة السنية للتصويت لحزب العدالة تعبيراً عن رفضهم لهذه القرارات.
• و من مفارقات المشهد السياسي التركي أن القوى السياسية المتناقضة والمتعاركة تاريخياً ائتلفت فيما بينها, ونسيت صراعاتها في مواجهتها لحزب العدالة والتنمية، فحزب الشعب الجمهوري الذى ضم شرائح العلمانيين واليساريين تحالف مع حزب الحركة القومية ذي الميول اليمينية المتطرفة، وبين الاثنين ما صنع الحداد. وتلاقى معهما في الموقف أنصار فتح الله غولن القيادي الإسلامي الذى يعيش في الولايات المتحدة ويعتبر جماعته خارج السياسة. وهؤلاء تحالفوا لإسقاط حزب العدالة والتنمية أو إضعافه على الأقل. وهو ما أضعف الثقة بهم حتى بين بعض أنصارهم, الذين اعتبروا أن قيادات تلك الأحزاب تخلت عن مواقفها المبدئية في المعركة الانتخابية. وإنهم لم يقدموا مشروعا بديلاً وإنما اعتبروا أن إسقاط حزب العدالة هو مشروعهم وهدفهم في هذه الانتخابات البلدية.
• وأن المستفيد الأكبر من هذه الانتخابات إنما هم الأكراد, والذين وجدوا في سعي حزب العدالة والتنمية لحل مشكلاتهم. وحقق حزبهم السلام والديمقراطية فوزاً في الأناضول، وفازوا في 13 بلدية، بينها ست بلديات كبرى.
• وحزب السعادة الإسلامي الذى أسسه الراحل نجم الدين أربكان تراجعت أصواته, إذ في حين حصد 5% من الأصوات في الانتخابات السابقة, فإنه لم يحصد أكثر من 1% من الأصوات هذه المرة. والسبب الرئيسي لذلك التراجع النظر للحزب على أنه أقرب إلى خصوم حزب العدالة والتنمية في الانتخابات.
3. وتصريحات عديدة أسهمت في التأثير على هذه الانتخابات. وأهم هذه التصريحات:
• تصريح رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة السابق في الجيش الإسرائيلي، الجنرال في الاحتياط عاموس يدلين الذي يرأس حاليا مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، والذي قال فيه: إن قرار السعودية باعتبار جماعة الإخوان المسلمين تنظيمًا إرهابيًا، هو قرار تأسيسي، يفتح الباب على مصراعيه أمام تحولات إيجابية جداً تؤدي إلى تحسن البيئة الاستراتيجية لإسرائيل، على اعتبار أنها تضيق الخناق على أطراف تمثل تهديدًا للدولة العبريّة، وفي مقدّمتها الحركات الإسلامية السنيّة. وإنّ القرار السعودي يعني أنّ حكومة الرياض عاقدة العزم على دعم سلطة الانقلاب في مصر، وهذا يعني أنّ السعودية تؤكد التزامها بتوفير الظروف التي تدعم بقاء هذه السلطة، وهو ما يعد مصلحة استراتيجية من الطراز الأول لإسرائيل. وكلمة بنيامين نتنياهو والتي ألقاها أمام مؤتمر منظمة أيباك الصهيونيّة, والتي قال فيها: صدّقوني أنّ حكام عرب كثر أخبرونا بأنهم لا يرون في إسرائيل عدو، ونحن معنيون بأنْ نوفر الظروف التي تسمح بأن تخرج علاقاتهم معنا للعلن. وتعليق الإذاعة العبرية يوم السبت 29/3/2014م والذي جاء فيه: أن نتنياهو رئيس الوزراء أكثر القلقين من نتائج الانتخابات التركية وأنه يتطلع لفشل أردوغان وانتهاء حقبته. وصحيفة إسرائيل اليوم التي نشرت كلام المستشرق أ. بالاو رئيس قسم الدراسات الشرقية في جامعة أرئيل, وجاء فيه: فوز أردوغان يمثل خطورة على إسرائيل، خصوصاً أن أزمة القرم عززت مكانة تركيا الاستراتيجية لدى الغرب وواشنطن، لأن تركيا تتحكم في الدخول والخروج من البحر الأسود، ومن ثم فإنها باتت الدولة الوحيدة التي بإمكانها التحكم في قدرة الروس على الوصول للبحر الأبيض المتوسط. وهذه التصريحات شجعت للتصويت لحزب العدالة كنوع من رد الفعل.
4. وأخطر المؤشرات التي باتت تؤرق أردوغان وحزبه, إنما تتلخص بالأمور التالية:
• إتهام البعض لأردوغان بأنه لا يستقر على موقف، وأنه يبحث بعد سقوط نظام الإخوان في مصر وتضييق دول الخليج الخناق على قطر, وقرارات كل من القاهرة والرياض على إيجاد مخرج لوضع حزبه. وأنه يتحرك تحت المظلة الأمريكية، كالتاجر، الذي يريد تحقيق ديمومة حكم حزبه والربح فقط.
• واستطلاع أجرته مؤسسة كونسنس (الإجماع) الرأي التركية في شهر أيلول من عام 2013م حول الخيارات السياسية والاجتماعية في جميع الولايات التركية ،وكانت نتائجه: 50% رأوا أن البطالة هي أهم مشكلة يعانون منها. وبعدها توالت مشكلة الإرهاب والتعليم والديمقراطية والحريات والغلاء. وأن 50% من الناخبين أبدوا استعدادهم للتصويت لحزب العدالة والتنمية. وأن حزب العدالة والتنمية سيحصل على نسبة 40% في المناطق الساحلية المطلة على بحر إيجه, وفى المقدمة منها مدينة أزمير المعروفة بقواعدها اليسارية والعلمانية والأتاتوركية. وأن 43% من الأصوات أيدت تحرك الحكومة لحل المسألة الكردية، و39% قالوا أن حزب العدالة والتنمية نجح في الحرب على الإرهاب. وفي الشأن الخارجي عارض 48% سياسة أردوغان إزاء مصر مقابل 40تأييد %. والسياسة إزاء سوريا أيدها 24% وعارضها 56%,بينما كانت نسبة المؤيدين 44% في عام 2012م.
• والأهرام أبرزت في عددها الصادر بتاريخ 7/4/2014م,نقلاً عن مراسلها في أنقرة، بأن الرئيس الأميركي لم يهنئ أردوغان على النتيجة. وأن سفيره في أنقرة تجاهله، وأن السفير الأميركي علق على قضايا الفساد التي جرى تسريبها بقوله: الحكومة التركية تجاهلت نصائح واشنطن. وعلاقات أردوغان مع واشنطن والقاهرة والرياض ستتوتر, بعد أن بارك الرئيس الأميركي قرارات اعتبار حركة الإخوان المسلمين مع تفرعاتها ومموليها تنظيمات إرهابية.
• وفلتات لسان أردوغان باتت عبئاً عليه. ففي لقاء على قناة 24 أجراه رئيس تحرير صحيفة ستار المؤيدة لـحزب العدالة والتنمية مصطفى قره علي أوغلوا مع رئيس وزراء تركيا. قال أردوغان: لجماعة فتح الله غولين ثلاث خصال: التقية والكذب والافتراء. ومحصلة هذه الخصال الثلاث الفتنة والفساد. وهذا الكلام يعاقب عليه قانون العقوبات التركي وفق أحكام المادة 216.
• والهجوم الاعلامي الاميركي يتصاعد على أردوغان بعد فوزه في الانتخابات. ومنه مقال الكاتب الأمريكي سيمور هيرش في مجلة لندن ريفيو أوف بوكس والذي جاء فيه: مسؤولي الاستخبارات الأمريكية توصلوا إلى نتيجة تؤكد أن حكومة أردوغان لعبت دوراً في الهجوم الكيميائي في الغوطة الشرقية قرب دمشق . ومعهد كارينجي تناول تداعيات الازمات السياسية التي تعصف بتركيا وما يخبئه المستقبل من شعور بعدم اليقين للمستقبل الاقتصادي للبلاد، واضطراب قيمة العملة، وتضعضع مساحة الحريات الفردية. وارجع المعهد مشاعر القلق الشعبية الى تركيبة حزب الحرية والعدالة الحاكم سيما وأن نواته الانتخابية الصلبة تتقبل الفساد كأمر واقع، وتتقبل نظريات المؤامرة المناوئة للحكمة العامة. وأن الاستقرار الحالي بالنسبة لمعظم المواطنين سببه تواصل حكم حزب الحرية والعدالة، وبسط الازدهار والسعي لحياة افضل.
• وشقة الخلاف بين أنقرة واشنطن وموسكو والرياض بما يخص الشأن السوري ستتصاعد بمرور الأيام , وهو ما قد يعرض أمن تركيا للخطر.
• وتوتر العلاقات التركية مع موسكو ودول الجوار لن يريح تركيا على الاطلاق.
• والخلاف بين جماعة الإخوان المسلمين من موقف الرياض من الأحداث في سوريا ومصر سيلقي بظلاله على وضع حزب العدالة والتنمية في تركيا. وخاصة أن هناك جناح في حزب العدالة والتنمية يتطابق موقفه مع الرياض.
• وإطالة أمد الأحداث في سوريا والعراق قد تساهم بنقل شرر الفتن الطائفية والمذهبية إلى دول الجوار كتركيا والأردن ولبنان والكويت.
• ودعم دول الاتحاد الأوروبي لترشح الفريق السيسي لمنصب رئاسة الجمهورية في مصر يتعارض وموقف كل من حزب العدالة والتنمية التركي و أردوغان. وهذا الموقف الأوربي يحظى بدعم سري وغير معلن من قبل الادارة الأميركية.
• ودعم الادارة الأميركية لحكومة المالكي في حربها على الإرهاب سيجر الكثير من المتاعب إلى تركيا والرياض وعمان والكويت, ويدخلهم في دائرة النار.
• و أردوغان بات مثار للجدل داخل تركيا وخارجها. فهناك من يعتبره نموذجاً للزعيم السياسي الناجح الذي حقق تطوراً على كافة الصعد لبلاده، وبين من يراه مستبداً يخفي وراء شعارات الديمقراطية والرؤية الاقتصادية الليبرالية مشروعاً دينياً متزمتاً لا يرتاح له حلفائه على الاطلاق.
• وصدام أردوغان مع حليفه السابق فتح الله غولن دخل مرحلة كسر العظم.
• والاقتصاد التركي يعاني حالياً من التضخم وتراجع قيمة الليرة التركي.
• ومجموع أصوات حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية هو 44% ، أي ما يعادل النسبة التي نالها أردوغان، وهنا سيكون للحزبين الكرديين، الدور المرجح لفوز إما أردوغان أو مرشح المعارضة في حال اتفقا على مرشح آخر، لذلك ليس أمام أردوغان إلا الانصياع لإرضاء الأكراد من جهة والقوميين من جهة أخرى، وبالتالي فحسابات المعركة الرئاسية معقدة رغم أن أردوغان يمسك بخيوط اللعبة , ويملك مفتاح الفوز.
• والملك عبد الله الثاني يكنّ مشاعر سلبية نحو رئيس الوزراء التركي أردوغان. لأن عمّان فهمت السقف الذي يتحرك تحته الأميركيون في سوريا، وهو الضغط والدفع نحو تسوية ملائمة لواشنطن ، وليس إسقاط النظام السوري.
• ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أعلن أنه أوعز لسفير بلاده لدى الرياض اللورد جون جنكينز، بترأس لجنة لمراجعة أفكار ونشاطات جماعة الإخوان المسلمين، من أجل النظر في احتمال إدراجها على لائحة الإرهاب.
والسؤال: هل ينجح أردوغان بإيجاد حلول لهذه المشكلات ؟ أم أن الطريق سيكون وعراً ومعقداً وتكتنفه التلال والمطبات والقطوع والمنحدرات, والذي السير عليه محفوف بالمخاطر؟ ولا يبقى للمتابع السياسي سوى قراءة ما بين السطور التي تقذف بها الأحداث المقبلة.
السبت: 12/4/2014م العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
burhansyria@gmail.com
bkburhan@hotmail.com
إضافة تعليق جديد