رغم انطلاق قطار المصالحة والاتفاق على تشكيل حكومة التوافق الوطني, فإن هاجس القلق والتخوف والتوتر من تعثرها لا يزال حاضرا في نفوس الفلسطينيين ,خصوصا في ضوء تأجيل البت في الملف الأمني إلى ما بعد إجراء الانتخابات, وتشكيل الحكومة المنتخبة.وبأسئلة كثيرة لا تنتهي تبدا بهل وماذا ومتى وإلى أين، نتخوف جميعاً من هذا المستقبل المجهول اذا لم تنتهى هذه الجولة بالمصالحة التى يريدها كل ابناء الشعب الفلسطينى بمختلف الوانه ,لذلك فان اى فشل سيتحمل نتيجته كل من فتح وحماس ولن يرحمهما التاريخ مهما كانت مبرارتهم وأسبابهم، لاننا كشعب فلسطينى لا تغيب عنا حسابات ما هو موجود وقائم, فالوطن تتناقص أطرافه وحدوده يوماً بعد يوم، واحزابنا سواء كانت وطنية او اسلامية اصبحت كالعاجز الذي يسير بلا بصر اوبصيرة، والشعب فقط هو من يدفع الثمن لذلك فان تخوف الشعب الفلسطينى مشروع لان همه الوحيد هو وطن, وانهاء الانقسام, واعادة الوحدة لشطرى الوطن, حتى يستطيع الصمود فى وجه الاحتلال الصهيونى لتحقيق مشروعه الوطنى ,وبناء فلسطين قوية موحدة بأبنائها تتطلع نحو المستقبل, وتحتضن كل أبنائها على أرضية مشتركة عنوانها الاخوة, والبناء, والمحبة , والتسامح, والبعد عن صغائر الأمور.
وهذا يتطلب منا ان نكون مدركين الاعيب الكذابين والمنافقين أصحاب المصالح الحزبية والشخصية الضيقة الذين لا هدف لهم, ولا مشروع لديهم ولا رؤية واضحة يسيرون عليها لتحقيق شئ يخدم وطنهم وشعبهم, وكل همهم منع ووقف تنفيذ الاتفاقيات التي وقعت عبر الحوار الوطنى سواء في القاهرة, أو السعودية, أو قطر من اجل مصالحهم ومصالح حزبهم0ان هذه الفئة الضالة التي لايوجد لها اى دور وطنى, وتعمل على بث الفرقة بين أبناء الشعب من خلال نشر الاشاعات والاكاذيب, وإشاعة حالة اليأس والإحباط, حتى لاتوضع اللبنة الاساسية للبناء الحقيقي لهذا الوطن وهى المصالحة.
لذلك بات من الضرورى طى صفحة الماضي، والعمل باستراتيجية جديدة يتفق عليها الجميع لتعزيز قدرات مشروعنا الوطني في التحرير روالعودة، وسيساعد على هذا الواقع المأزوم في رام الله وغزة، وانحسار التأييد والتفاعل الدوليين للقضية الفلسطينية، وهذه أسباب كافية لإجبار الطرفين للاعتراف بأخطائهما وتقديم كل جهة منهما طوق النجاة للآخر، وتشكيل رافعة إنقاذ لهم ليكون الجميع همهم الوطن.
وبناء على ذلك فان المطلوب من ابناء شعبنا وكل الشرفاء المخلصين والأوفياء ان يكون كل له دوره فى انهاء الانقسام ,والا يمكنوا الافاعى السامة اصحاب المصالح الضيقة من أن ينالوا من آمال وطموحات شعبنا الفلسطيني, وسيساعدهم على فشل المفاوضات وحل الدولتين, والعزلة الدولية على حماس والمشاكل المالية التى تعانى منها, وفشل الاخوان المسلمين فى دول الخريف العربى ومصر, وكذلك سياسة العدو الصهيونى فى مصادرة الاراضى وبناء المستوطنات, وتهويد القدس وعدم الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى, وقتل ابناء الشعب الفلسطينى ,وهدم المنازل, واستمرار الحصار الظالم على قطاع غزة وتدميره اقتصاديا, وتفشى البطالة, وتدهورالأوضاع المعيشية والاجتماعية، والاعتماد على المساعدات الدولية التى يمكن ان تتوقف فى اى وقت, ورغم ذلك نظل شعب عصى على الانكسار وتخرج فلسطين كل مرة منتصرة بشعبها لاننا جميعا همنا وطن.
هكذا نحن الفلسطينيين ذو صلابة وجلد وقوة لان إرادتنا الحرة هي التي تسبقنا نحو مستقبل نتمناه دوماً أن يكون ملئ بالخير والمحبة والعطاء, ونعمل بجد وصدق للبناء, ونختار طريقا سيقود إلى غدٍ جميل مليئا بالصدق والإخاء والتآلف لان همنا وطن ملئ بالتعددية الفلسطينىه والشراكة السياسية، والتداول السلمي للسلطة، وحتى لايضل الشعب لبوصلته نحو القدس لاننا جميعا همنا وطن0 ومن اجل هذا الوطن الذى هو هم الجميع اتمنى ان تتوحد فلسطين رغم انف الحاقدين تحت مظلة الخيارات الوطنية الاستراتيجية التي ينفذها شعب عظيم وشخصيات وطنية بارزة قدموا أفضل ما لديهم من اجل وطنهم وقضيتهم فى احلك الظروف وكان عنوانهم وهمهم وطن للجميع
إضافة تعليق جديد