أكد أكاديمي أميركي أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يريد أن يكون رئيساً لسوريا إلى الأبد وأن الولايات لا تريد تغيير النظام بل تغيير سلوكه، منتقداً أداء الدبلوماسية السورية الذي وصفه بأنه لم ينجح في الدفاع عن صورة سوريا متوقعاً ألا يعرف أحد من اغتال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
قال البروفيسور ديفيد ليش، مؤلف كتاب »أسد سوريا الجديد«، خلال مؤتمر صحافي عقده في المركز الثقافي الأميركي في دمشق أمس إنه مقتنع بأن الرئيس السوري بشار الأسد »لا يريد أن يكون رئيساً لبلاده إلى الأبد«، كما كان حال أبيه وإنما »يسعى لإحداث إصلاح وتغيير حقيقيين«.
وأكد ليش أن »الإدارة الأميركية »لا تريد القضاء تماماً على النظام السوري، وإنما تغيير سلوكه«، موضحاً أن الولايات المتحدة »تعلمت درساً من العراق بأن إحلال نظام مكان آخر هو عملية معقدة«.وعبر عن قناعته بأن أحداً »لن يعرف أبداً من قتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري«، وحذر من دخول »لبنان في حال من عدم الاستقرار«.
وقال ليش: »إن سوريا تأخذ نتائج التحقيق الدولي باغتيال الحريري وتقرير ديتليف ميليس بكثير من الجدية، لكننا لن نعرف أبدا من قتل الحريري، فهناك الكثير من الاحتمالات، وهذا الوضع الجديد ربما يؤدي بلبنان إلى عدم الاستقرار أو إلى الاستقرار«، مؤكداً أن »أداء الدبلوماسية السورية لم يكن جيداً في ما مضى، وأن دمشق لم تنجح في الدفاع عن صورتها كما يجب«.
وعبر ليش عن اعتقاده بأن العلاقات السورية ـــ الأميركية ستظل إلى فترة على وضعها الحالي المتوتر على خلفية أن الرئيس الأسد »مقتنع بأنه قد قام بخطوات ايجابية كثيرة تجاه الولايات المتحدة وخصوصا في العراق ولبنان، وأيضاً مع إعلان استعداده لاستئناف محادثات السلام مع إسرائيل، إضافة إلى التعاون في ما يتعلق بتنظيم القاعدة، وكل ذلك دون مقابل«.
ولفت إلى أن الإدارة الأميركية منشغلة الآن بالعراق وإيران، كما أنها هي التي تطلب من إسرائيل عدم إحياء محادثات السلام مع سوريا، وبالتالي فإن طبيعة العلاقات السورية ـــ الأميركية لن يطرأ عليها أي تغيير على المدى القريب.
والتقى ليش بالرئيس الأسد أول من أمس حيث قدم له نسخة من كتابه، وسبق له أن زار دمشق نحو 12 مرة لوضع كتابه بهدف تعريف الجمهور الأميركي بالرئيس الشاب الذي »كان مجهولاً عندما استلم الحكم«.